أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - الحنّاء بعد النخيل واللحى طويلة !














المزيد.....

تأملات - الحنّاء بعد النخيل واللحى طويلة !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حذر مدير عام المركز الوطني لادارة الموارد المائية من كارثة بيئية في شط العرب نظراً لارتفاع نسبة الملوحة فيه إثر تحويل السلطات الايرانية لمجرى نهر الكارون الى داخل أراضيها بعد أن كان يصب في شط العرب.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، يوم الخميس الماضي، أشار المدير الى أن طهران تستخدم شط العرب حالياً كمكب لنفايات المصافي ومياه الصرف الصحي، مما يؤدي الى تلوث هائل وارتفاع في نسبة الملوحة، مؤكداً على أن انخفاض نسبة المياه في نهري دجلة والفرات بسبب إقامة سدود في تركيا فاقم نسبة الملوحة.
أما صيادو الأسماك في البصرة فقد أبلغوا الوكالة بعدم امكانية الصيد في شط العرب بسبب ارتفاع الملوحة، وفضلات تكرير النفط القادمة من ايران.
من ناحيته شدد المستشار الزراعي لمحافظ البصرة على ان أزمة المياه في البصرة ألحقت أضراراً بالغة بمياه الشرب والري، فضلاً عن هلاك الأسماك ونفوق بعض الحيوانات.
وفي هذا السياق اضطر ما يزيد على 150 عائلة الى الهجرة من الفاو بسبب ازدياد نسبة الملوحة في شط العرب، وموت أشجار النخيل والحناء، وتوقف زراعة الحنطة. أما المرغمون على البقاء فيعانون من مشكلة المياه الصالحة للشرب وارتفاع أسعارها وتفاقم تلوث مياه الاسالة.
وأكد عضو في مجلس المحافظة، مؤخراً، على أن الزراعة في قضاء الفاو والمناطق التابعة له، وأغلب مناطق جنوبي المحافظة، أصبحت في حكم المنتهية، ناهيكم عن المعاناة المأساوية التي تواجه سكان هذه المناطق بسبب ملوحة مياه الشرب. وكشف بأن المجلس سيعلن المحافظة منطقة منكوبة في جلسته المقبلة جراء معاناة أهلها من ملوحة المياه وعسر الحياة فيها.
ويشير باحثون في قضايا البيئة الى أن ارتفاع نسبة الملوحة الى معدلات غير مسبوقة يعد من بين أخطر التحديات البيئية التي تواجه المحافظة. ويؤكدون على أن انحسار مياه دجلة والفرات أدى الى دخول مياه الخليج العربي المالحة الى شط العرب، مما سبب توقف محطات تصفية المياه بسبب الملوحة التي ارتفعت الى نسبة الضعف، بينما حذر مختصون من عواقب اندثار الثروتين الحيوانية والزراعية اذا ما استمرت مشكلة الملوحة.
ومن الجلي أن بيئة بلاد مابين النهرين أضحت نموذجاً للتلوث، حيث المصانع المدمرة مواقع لنفايات خطرة، وحيث بساتين النخيل أزيلت، بينما امتلأت الأرض بالألغام والنفايات الكيمياوية، وباتت مياه الأنهار مالحة وملوثة بالصرف الصحي. وتسبب هذا الدمار البيئي، من بين عواقب أخرى، في زيادة معدلات الاصابة بالسرطان والأمراض المعدية.
ومعلوم أن من يقف وراء هذا الدمار هي حروب مهندس المقابر الجماعية، والعواقب البيئية، المادية والسايكولوجية، الناجمة عنها وعن حرب "التحرير"، التي استكملت دورة الخراب الذي أشاعته الدكتاتورية الفاشية.
وليس من العسير القول إن نصيب البصرة من هذا الخراب كان وفيراً. ولعل أسطع مثال على هذا ما أصاب النخيل. فنحن شهود على أكبر مجزرة مروعة حلت بالنخيل في القرن العشرين، حيث راح الطاغية يتسلى بقطع أعناق النخيل، مثلما كان يتسلى بقطع أعناق البشر، حتى تناقصت أعداد نخيل البصرة من 13 مليون الى ما يقل عن مليوني نخلة.
وليس بوسع منصف أن يتجاهل مثالاً ساطعاً آخر من أمثلة معاناة الفاو وأهلها. فهذه المدينة، المعروفة بموانيء تصدير النفط وقوارب صيادي الأسماك، سمّيت مدينة الحناء، لأنها كانت مزرعة لهذه الأشجار الدائمة الخضرة. غير أن مزارعيها اضطروا الى هجر حنائهم، مثلما اضطر صيادوها الى هجر مياههم وقواربهم.
أما حكام البصرة فمن العسير عليهم أن يروا محنة النخيل والحناء، ذلك أنهم مشغولون، عن محن الناس ومحن الطبيعة، بقضايا "أعظم". فقد نقلت الينا الأنباء، أواخر الشهر الماضي، أن مجلس محافظة البصرة "يعتزم اتخاذ قرار يقضي بالسماح لموظفي الدوائر الحكومية باطلاق اللحى". وأكد مدير المكتب الاعلامي في مجلس المحافظة على أن "مشروع القرار مازال قيد الدراسة حالياً وأنه سوف يحسم في غضون الأيام القليلة المقبلة" ... وشر البلية ما يضحك !
وحديث اللحى، كما تعلمون، ذو شجون. أما تبويسها، في أوساط "السياسيين" خصوصاً، فأكثر إثارة لمثل هذه الشجون. غير أن المجال لا يسمح هنا بالدخول في تفاصيل أصول اللحى وبراعات تبويسها والضحك على الذقون.
* * *
إذن ففي البدء كانت النخلة، الشجرة المباركة التي ذكرتها أقدم الأساطير .. وكانت محنة عمتنا التي دعانا رسول أمتنا الى إكرامها. وهي الشجرة المقدسة التي آوت اليها مريم العذراء حين فاجأها المخاض فأوحى لها ربها قائلاً: "وهزّي إليك بجذع النخلة يساقط رطباً جنياً". وقد بات مصير النخلة، اليوم، معلوما ..
أما الحناء فيكفي أن قال عنها الرسول الكريم "سيد ريحان أهل الجنة الحناء". وقد بات مصيرها مثيلاً لمصير شقيقتها النخلة، حيث هجرها أحبتها، وربما هي التي هجرتهم من عطش.
يا من يعيد النخيل الى بصرة السياب !
يا من يعيد الحنّاء الى ثغر العراق !
يا من يعيد البلاد الى ما بين النهرين !



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - رسالة -المتنبي- البليغة !
- تأملات - أربعاء الدم .. من المسؤول !؟
- تأملات - بلاك ووتر .. بيت الدعارة والجريمة !
- تأملات - في ذمّ التسييس أيضاً !
- تأملات - كابوس السرطان !
- تأملات - عطش الرافدين !
- تأملات - حتى تبقى الأجراس تقرع والتراتيل تصدح !
- تأملات - ما من خيار ثالث !
- تأملات - -إشراف- على مصالحة !
- تأملات - لحظة حرية حاسمة !
- تأملات - قصور من رمال بلاد من أوهام !
- تأملات - بلاد مبتلاة بقصص النوائب !
- تأملات - التباس مفاهيم .. تباين امتيازات
- تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !
- تأملات : مصباحك يضيء الينابيع والرايات !
- في الذكرى التسعين لاغتيال روزا لوكسمبورغ تفاعل -البعد النسوي ...
- الانتخابات.. دروس.. ودلالات
- 90 عاماً على اغتيال روزا لوكسمبورغ - ناقدة الرأسمالية .. مجا ...
- متى تقرع أجراس المحرومين !؟
- تأملات - جديرات بالاصغاء الى أصواتهن العادلة


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما يبدو آثار انفجارات بقاعدة الحشد الشعبي المدعو ...
- من استهداف إسرائيل لدعم حماس.. نص بيان مجموعة السبع حول إيرا ...
- استهداف مقر للحشد الشعبي في بابل وواشنطن تنفي شن هجمات جوية ...
- جهاز العمل السري في أوكرانيا يؤكد تدمير مستودعات للدرونات ال ...
- HMD تستعد لإطلاق هاتفها المنافس الجديد
- الذكاء الاصطناعي يصل إلى تطبيقات -واتس آب-
- -أطفال أوزيمبيك-.. هل يمكن لعقار السكري الشهير أن يزيد من فر ...
- أطعمة تسبب التهابات المفاصل
- ماذا تعني عبارة -أمريكا أولا- التي أطلقها الرئيس السابق دونا ...
- لماذا تعزز كييف دفاعها عن نيكولاييف وأوديسا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - الحنّاء بعد النخيل واللحى طويلة !