أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رضي السماك - بازار تسليع المرأة سياسيا














المزيد.....

بازار تسليع المرأة سياسيا


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 19:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الى ما قبل سنوات قليلة خلت من أواسط العقد الأول الحالي من الألفية الجديدة كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية بعيدة كل البعد عن اي تفكير يخطر ببال صناع القرار فيها لتوزير اي امرأة أو اسناد حقيبة وزارية لها بغية توظيف ذلك خارجيا لكسب رصيد سمعة دولية بانفتاح النظام على المرأة ومساواتها بالرجل وتمكينها سياسيا، بما في ذلك اشراكها في صنع القرار السياسي.
واذا كان الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي المعروف باتجاهه الديني الاصلاحي المستنير لم يجرؤ أو لم يفكر في تطعيم حكومته بتوزير امرأة، أو لنقل لم ير ضرورة تفرض ذلك، بل لمجرد الدلالة على ليبراليته وانفتاحه على المرأة، فمن باب أولى ألا يفكر في ذلك البتة الرئيس المحافظ الحالي محمود أحمدي نجاد.
في ذلك الوقت كانت غالبية دول المنطقة الخليجية قد وجدت ضالتها في توظيف توزير المرأة بعدد محدود من الحقائب الوزارية (حقيبتان أو ثلاث على الأكثر) لكسب رصيد سمعة دولية في الدلالة على انفتاحها الحضاري على المرأة أو لتلميع مشاريعها الاصلاحية، لكن يبدو ان الرئيس محمود احمدي نجاد الذي دشن ولايته الثانية الجديدة وسط اعنف وأخطر انقسام ايراني حول شرعية انتخابه راقت له هو الآخر فكرة تلميع حكومته ببضعة وجوه نسائية بغية تعزيز رصيده داخليا وخارجيا، فمادام سيضمن بأن هذه الوجوه النسائية لن تكون مشاغبة أو انفتاحية من شاكلة نساء خاتمي في المناصب الادارية التنفيذية الادنى من منصب وزير، وانها ستكون مطواعة منقادة لتنفيذ سياساته وايديولوجيته المحافظة بأمانة مهما كانت نزعاته الموغلة في التزمت ومصادرة حقوق المرأة فما المانع من توزيرها لتحقيق كسب مجاني لتعزيز رصيده السياسي؟
بهذا المعنى فانه يصعب القول بكل بساطة ان اقدام الرئيس نجاد على ترشيح ثلاثة وجوه نسائية ضمن تشكيلته الحكومية المقترحة المقدمة للبرلمان قد كان مخططا له من الاصل او انه جاء في سياق طبيعي خال من الاغراض السياسية لما يعرف، مثلا، عن محمود أحمدي نجاد من اهتمام بشئون وقضايا المرأة ولما يؤرقه من تهميشها وعدم تمكينها سياسيا، ومن ثم تحقيق رغبته المحمومة الجارفة لانصافها ومساواتها بالرجل، هو الذي لم تخطر بباله هذه الفكرة اطلاقا عند تشكيل الحكومة السابقة فكيف اكتشف الآن فجأة وبلا مقدمات وجود كفاءات من النساء المحافظات الموهوبات المغيبات الجديرات بالتوزير في الحكومة الجديدة؟
ولا شك في ان الاعتراضات التي واجهها الرئيس نجاد لتطعيم تشكيلته الحكومية ببضعة وجوه نسائية قد أضفت بهارات مرغوبة على الظهور بمظهر المكافح المنافح العنيد المصمم على ادخال المرأة في تشكيلته الحكومية، ومن بين الثلاث النساء اللاتي رشحهن نجاد لشغل حقائب التعليم، والشئون الاجتماعية، والصحة، حظيت الدكتورة مرضية وحيد داست بثقة برلمان النظام لشغل الحقيبة الأخيرة.
واذا كانت السير الذاتية لكل من هؤلاء النساء لا تخلو من مفارقات ساخرة لتبنيهن ثقافة ومواقف على الضد من حقوق المرأة، فلعل في اسم وسيرة الوزيرة المحظية بالثقة (مرضية) ما يشي بالكثير من تلك المفارقات والدلالات الرمزية المكثفة الساخرة لربما ابرزها كونها طبيبة متخصصة في علاج عقم النساء، وبهذا يكون الرئيس محمود أحمدي نجاد قد ربح على حلبة السياسة الدولية الحصول على ميدالية ذهبية كأول رئيس في الجمهورية الاسلامية الايرانية يمكن المرأة من الوصول الى الحكومة.
يبقى ان نشير الى ان هذه الوزيرة ذاتها المحظية مرضية هي زوجة رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المثير للجدل بكتاباته المستفزة لدول المنطقة حسين شريعتمداري مستشار مرشد الجمهورية.
وبصرف النظر عما قد تنطوي عليه خطوة نجاد بتوزير بضع نساء لم تفز منهن سوى واحدة من أبعاد سياسية ينظر اليها مجرد توظيف فج أو تسليع للمرأة في بازار الصراعات السياسية، لا يقل استغلالا عن تسليعها تجاريا في سوق الدعارة والإعلان، إلا أن المحافظين الايرانيين سجلوا بذلك نقطة "حضارية" لصالحهم على محافظي ومتزمتي أغلب البلدان الاسلامية سواء ممن هم في السلطة أم في المعارضة.
7 سبتمبر 2009



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمامة والسياسة
- المقرحي والغرب.. وحقوق الإنسان
- المثقف والسلطة.. سولجنستين نموذجا
- انقلاب جنبلاط على -14 آذار-
- شهادات في هزيمة يونيو 67 (1)
- هل نودع عصر الكاريكاتير والكتابة الساخرة؟
- ثورة يوليو بين النكسة والثورة المضادة
- بين زنوج البصرة.. وزنوج أمريكا
- إيران.. وحلم التغيير المجهض
- الإلحاد بين الماركسية والداروينية
- الأزمة المالية وديون البلدان الفقيرة
- كيف مر يوم الصحافة العالمي؟ (1)
- حكايات من تاريخنا (73)
- لبنان ودلالات الإفراج عن الضباط الأربعة
- إنفلونزا الخنازير
- نحو عيد العمال العالمي1, 2
- قمة العشرين.. وعيد العمال العالمي
- المليارديرية العرب.. والبيئة
- إيران بين العزل والانعزال
- أساطين الطبقة الجديدة.. ماذا فعلوا بروسيا؟!


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رضي السماك - بازار تسليع المرأة سياسيا