أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - خيار -الدولة الواحدة-!














المزيد.....

خيار -الدولة الواحدة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 15:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


في وقت لا حديث يعلو ويَكْثُر وينتشر سوى الحديث عن "حلِّ الدولتين"، جاء جيمي كارتر ليُحدِّثنا عن "حلِّ الدولة الواحدة"، فبعد جولة له في الشرق الأوسط، كتب مقالة، نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، أكَّد فيها أنَّ "غالبية من القادة الفلسطينيين الذين تحادث معهم"، في جولته الأخيرة، "يدرسون (الآن) بجدِّية حل (أو خيار) دولة واحدة بين نهر الأردن والبحر المتوسط (فلسطين الانتدابية كاملةً)".

لقد استبدَّ بهم الشعور (الواقعي) بالإحباط السياسي، الذي أظهرت إسرائيل، وفي عهد حكومة نتنياهو على وجه الخصوص، سخاءً في منحهم إيَّاه، فأظهروا، على ما تبيَّن لكارتر، ميلاً قوياً إلى "التخلِّي عن حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة"، وإلى العودة، بالتالي، إلى "حلمهم القديم"، بعد "تجديده" بما يجعله أكثر شبهاً بحقائق الواقع الجديد، فـ "حلُّ الدولة الواحدة" يجعل الفلسطينيين "شركاء لليهود الإسرائيليين في المواطَنة"، ويَحْملهم على خوض صراع مختلف، هدفاً وغايةً ومساراً وأسلوبا، واستحداث قيادة جديدة لهم، من نمط قيادة غاندي ومارتن لوثر كينغ ونلسون مانديلا، تَنْبُذ كل صراع بالحديد والنار، أو بما يشبهه، وتتسلَّح بـ "الديمقراطية"، وصولاً إلى الانتصار في معركة "المساواة" مع "شركائهم (من اليهود الإسرائيليين) في المواطَنة".

أمَّا ما يغري الفلسطينيين بهذا "الحل الجديد"، أي بهذا "الحلم القديم المُجدَّد"، فهو "السلاح السرِّي الفتَّاك" الذي يملكون، فإذا كان صراعهم القديم بـ "القنبلة اليدوية" ضدَّ "إسرائيل النووية" قد تمخَّض عمَّا يشعرون به الآن من "إحباط سياسي ـ إستراتيجي" فإنَّ "القنبلة المنوية" التي يملكون، والتي تسميها إسرائيل "القنبلة الديمغرافية"، يمكن أن تحيي الأمل والتفاؤل في نفوسهم.

إنَّنا يكفي أن نتخيَّل "حل الدولة الواحدة"، في صورته الفلسطينية، عِلْماً أنَّها صورته الوحيدة، حتى نقتنع بأنَّ إسرائيل التي فقدت عقلها هي وحدها التي يمكن أن تقبله.

توصُّلاً إلى "إقناع" إسرائيل بهذا الحل سيقبل الفلسطينيون أن تكون الدولة الواحدة التي يشمل إقليمها كل "فلسطين الانتدابية" هي نفسها "دولة إسرائيل"، التي في مقابل "توسُّعها جغرافياً"، أي في مقابل ضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة إليها، يتوسَّع "عرب إسرائيل" ديمغرافياً.

"الدولة الواحدة"، والتي ستحتفظ بـ "إسرائيل" تسميةً لها، يمكنها، وينبغي لها، أن تُعْلِن أنَّ كل يهودي، وكل فلسطيني، في خارج "فلسطين الانتدابية"، يحقُّ له أن يكون مواطناً فيها، ولو قيَّدت هذا الحق بقيد جغرافي من خلال إعلانها، في الوقت نفسه، أنَّ اليهودي يحق له أن يكون مواطِناً غرب "الخط الأخضر"، والفلسطيني شرق هذا الخط.

على أنَّ الاحتفاظ بـ "إسرائيل" تسميةً لها، يجب أن يُقابَل بـ "تنازل" إسرائيلي في "الوصف"، أو "الصفة"، فهذه الدولة يجب ألاَّ تُوْصَف بأنَّها "دولة يهودية"، تخصُّ "الشعب اليهودي" فحسب؛ وهذا إنَّما يعني أن تكون "الدولة الواحدة" هي "دولة إسرائيل الثنائية القومية".

وعلى هذه الدولة أن تسمح بـ "التسمية الثنائية" لمدنها وأماكنها ومواقعها..، فـ "أورشليم"، مثلاً، هي "القدس" في تسميتها العربية الفلسطينية، وإنْ ظلَّت (من الوجهة السياسية والقانونية) العاصمة الموحَّدة الأبدية لدولة إسرائيل (الجديدة).

و"الأزمة الدينية" لـ "الحرم القدسي"، وللمسجد الأقصى على وجه الخصوص، تُحل بما يجعل "الأقصى" بمنأى عن خطر "الهيكل الثالث"، وعن كل ما يمكن أن يرى فيه المسلمون "تدنيساً يهودياً" لقدسيته (الإسلامية).

الفلسطينيون، بقبولهم الافتراضي لخيار "الدولة الواحدة"، سيفرِّطون بكثيرٍ من "الشكل" الفلسطيني في مقابِل أن يصبح في مقدورهم تغيير "المحتوى" من خلال "الصراع الديمقراطي (السلمي)"، الذي يخوضونه متسلَّحين بـ "وزنهم الديمغرافي المتزايد"؛ فإذا أصبحت غالبية أبناء الشعب الفلسطيني مواطنين في "دولة إسرائيل الجديدة"، وإذا ما استمر الفلسطينيون متفوِّقين على "شركائهم في المواطنة" بـ "التكاثر"، وإذا ما ارتفع منسوب الديمقراطية أكثر في تلك "الدولة الواحدة"، وتحقَّق قدر أكبر من المساواة في "الحقوق الانتخابية" بين مواطنيها من "القوميتين"، فعندئذٍ، لن يبقى من "دولة إسرائيل القديمة" إلاَّ ما هو أقرب إلى "الاسم" منه إلى "الصفة"، وإلى "الشكل" منه إلى "المحتوى"، وإلى "الظلِّ" منه إلى "الجسم"، وكأنَّ "حل الدولة الواحدة" هو "حلٌّ"، أي "انحلال وتفكيك"، لـ "دولة إسرائيل القديمة"، التي لم تنتصر في الصراع "جغرافياً" إلاَّ لِتُهْزَم، في نهايته، شرَّ هزيمة، "ديمغرافياً"، أو "ديمغرافياً ـ ديمقراطياً".

وربَّما يَخُطُّ هذا الصراع في نهاية سِفْره السطر الآتي: لقد وقعت "الترسانة النووية" الإسرائيلية في قبضة أولئك الذين خاضوا الصراع (الديمقراطي السلمي) متسلِّحين بـ "قنبلتهم المنوية"!

ولكن، بقي أمر "صغير" غاب تماماً عن سطور "مقالة كارتر"، فإسرائيل التي تستبد بها "الأوهام التلمودية" ليست، ولن تكون، "غبية" في صراعها الوجودي مع الشعب الفلسطيني، فهي لم تَجْنَح (ولو قليلاً وجزئياً) لـ "حل الدولتين"، أو لخيار "الدولة الفلسطينية" التي أمعنت "أوهامها التلمودية" في مسخها، إلاَّ لتدرأ عنها خطر "القنبلة الديمغرافية (الفلسطينية)"، فإذا هي اضطَّرت إلى "خيار ثالث" فإنَّ "خيار غزة" سيكون هو هذا "الخيار الثالث". إنَّها، وبعد أن تستكمل بناء "الجدار"، ستقول للفلسطينيين في الضفة الغربية: هذا ما بقي لكم من أرض، لا وجود فيها لجنود ومستوطنين إسرائيليين، فخذوه، وافعلوا به ما شئتم، وما استطعتم!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبرمان يقود من الحبشة -حرب المياه- ضدَّ مصر!
- اعْرَف حقوقكَ!
- ثالوث الفساد الاقتصادي البنيوي!
- -دولة الأمر الواقع-.. معنى ومبنى!
- عشاء في -السفارة في العمارة-!
- المقرحي أُفْرِج عنه.. و-الحقيقة- ظلَّت سجينة!
- -الأوتوقراطية التجارية-.. في رمضان!
- جمهوريات -العائلة المقدَّسة-!
- نساؤنا في عهدهن -السيداوي-!
- رمضان على الأبواب.. فَلْتُشْعِلوا نار الغلاء!
- فلسطين لن تكون -إمارة رفح- ولا -إمارة أندورا-!
- الأمير الشهيد الشيخ عبد اللطيف موسى!
- إنَّه قانون شهريار وسايكس وبيكو!
- نماذج نووية جديدة أربعة
- في -الأجندة الخاصة- وأصحابها!
- سنة على موت -هوميروس فلسطين-!
- العبوس.. عربياً!
- موت -الخبر-.. في الجريدة اليومية!
- هكذا يُحارَب -التوطين-!
- إذا لم يكن من -التطبيع- بُدٌّ..


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - خيار -الدولة الواحدة-!