أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - إعتقال رشيد (مآذن خرساء 34/48)















المزيد.....



إعتقال رشيد (مآذن خرساء 34/48)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 16:34
المحور: الادب والفن
    


ـ
ذات ظهيرة صيفية كئيبة ، اكفهر فيها الجو، و تلبدت السماء بالغيوم ، و اصرت الشمس على احتجابها لليوم التاسع على التوالي، لجأت الى بيت صديقي رشيد ملتمسا بعض العزاء ، لكن لسوء حظي قدّر رشيد، ربما بفعل كآبة الجو ان الوقت مناسب لذكر ما حدث له زمن اعتقاله .
فكرت "لأي شيء تصلح ظهيرة صيف بائسة، لغير استعادة الآلام ، أو التطليق!
لأنني قرأت المآت من مذكرات المعتقلين السابقين، لم اكن انتظر جديدا في رواية رشيد، رغم ذلك، ابديت لصديقي رغبة في سماع ما سيقصه عليّ .
كنت احبذ استرسال رشيد في سرد حصيلة آخر مطالعاته في الشعر و الأدب و الطرائف و الجنس و حياة المشاهير و اخبار شيوخ التصوف و كهان السلفية والشيعة و مهرجي الإخوان.
على غير ما توقعت، كان ما حدثني به رشيد يحمل كل الجدة و التشويق.
لم اكن اعلم أنني ساستمع الى شهادة شخص كان من المنتظر ان يكون قد التحق منذ وقت طويل بعالم الشهود الصامتين، فالفظائع التي رآها رشيد في معتقله لم تكن قابلة للسرد أوللتدوين . ما من احد تعرض لمثل تجربة رشيد قد وجد فرصة للإدلاء بشهادته ... حينما ادخل رشيد الى معتقله كانت كل الجسور التي تربطه بعالم الأحياء قد نسفت من خلفه، و كل اثر يمكن أن يدل عليه كان قد طمس بالكامل. حينما كان جلادو رشيد يدلون له بحقائق مروعة، كانوا متأكدين من كونهم يخاطبون شخصا قد صدر في حقه حكما بالإعدام غير قابل للنقض أو المراجعة. فقد تم اعتقاله كي يصفّى بمجرد تجريده من كل معلومات، فهو ينتمي الى فئة هيئت كي يمارس عليها اساليب تعذيب غير تقليدية تنتهي بمشهد تقليدي يتمثل باعلام اهله و بكل اسف ان ازمة قلبية قد اودت بحياته، في محاولة مفضوحة لتغطية جريمة واضحة المعالم، تزيدها ادانة تولي السلطة طقوس الدفن التي تتم ليلا بحضور شخص واحد من عائلة القتيل، أو تسليم الجثة في تابوت مرفوق بشرطيين لتأكد من احترام حظر فتحه من قبل اقاربه و بالتالي عدم الإطلاع على آثار التشويه الذي لحقت صاحبها .
ــ من وسائل التعذيب بالتقليدية .. قلع الأظافر و الحرق باعقاب السجائر أو بالماء الساخن، والتعريض للماء البارد في الشتاء، و التعليق من اليدين حتى خلع الواح الكتفين، أو التعليق من الرجلين مع وضع برميل ماء تحت راس المعذب فاذا رفع راسه تعذب وان انزله غرق، ثم الصعق الكهربائي خصوصا في الأعضاء التناسلية ثم اجبار المعتقل على الجلوس على زجاجة مكسورة العنق مثبتة على الأرض، مما ينتج عنها بالإضافة الى الإهانة تمزقا في الفتحة الشرجية يجعل من التغوط عملية تعذيب فظيعة. ثم الجلد و الإغتصاب من قبل كلب مدرب أو سجان ملثم أو مساجين شواذ .
هكذا اخبرت داق حين سألني عن اساليب التعذيب في سجوننا الرهيبة الذي يعد سجن الباستيل بالقياس اليها مدينة ملاهي . حين رايته مطرقا اضفت
ـــ لا تتصور ان الناشطين السياسين هم فقط من يتعرض للتعذيب في بلادي ، فمجرد ان تكون سائق تاكسي ترفض اركاب عون شرطة دون ثمن، يكفي كي يعتقلك ذلك الشرطي ثم يعذبك و قد يقتلك، كي يدخل ملفك في طي النسيان. لتبرير جريمته يكفي أن يخبر الشرطي القاتل رئيسه انه ضبطك توزع مناشير أو تسب الحاكم.
لوى داق شفته السفلى ثم ادار راسه متعجبا ... واصلت :
ـــ منذ اسبوع قرأت عن امراة امية تشاجرت مع جارتها بسبب عدوان كلب الأخيرة على دجاجها. كانت جارتها تلك على صلة قرابة بشرطي .. وقع اعتقال تلك المراة لتبيت ليلتها في وضع الدجاجة المصلية!
ــ ماذا تعني بوضع الدجاجة المصلية ؟
ــ تجمع يدا و رجلا المعتقل ثم تربط في حزمة واحدة، بعد ذلك يقع ادخال عمود خشبي تحت اليدين و الرجلين ثم يعلق المعتقل بين طاولتين على هيئة الدجاجة المصلية لمدة ساعات عديدة اذا تجاوزت حدا معينا كان يجب بتر جميع الأطراف لإنقاذ الشخص من موت محقق .
ـــ يا الهي !
ـــ تصور بعض السجناء لم يقابل أهله منذ ثلاثة عشر سنة.
ـــ كيف ..هل يعقل هذا ؟
ـــ نعم لأن الزيارات ممنوعة!
ـــ لثلاثة عشر سنة ؟
ـــ نعم . ثم تصور ذهول بعض المسجونين في بلادي.. بلاد العجائب .. حين فوجئوا ذات يوم بمخلوق غريب ، صغير الحجم، رقيق الصوت يبدو ناعم الملمس يدخل زنزانتهم فارضا عليهم ذهولا لا يشبه غير ذهول من فوجىء بمخلوق غير ارضي يغادر صحنه الطائر و يتجه نحوه ...
خمّن من يكون ذلك المخلوق ؟
ــ الله وحده يعلم !
ـــ لم يكن ذلك المخلوق العجيب سوى طفل صغير زار زنزانة هؤلاء السجناء رفقة أبيه الضابط ... لقد بدا لهم غريبا و غير معقول، لأنهم لم يشاهدوا طفلا صغيرا طوال سبع سنوات كاملة اعتادوا خلالها على رؤية الملامح الخشنة و سماع الأصوات الغليظة !
كان داق يحرك راسه يمنا و شمالا في هيئة المتعجب حينما اضفت :
ـــ هذه ليست سجون النرويج التي اصبح نزلاؤها بعد حصولهم على عطلة سنوية يقضونها في النرويج ، يتطلعون أن تكون تلك العطلة خارجها !

كعادته في كل مرة، تأثر داق كثيرا لما سمعه من أعاجيب. كان داق يمتلك قلب إنسان حقيقي.
حين حدثته عما يسميه الجلادون بالموت الرحيم، وهي طريقة للقتل السريع راجت في سجوننا الرهيبة و تتمثل في تجويع السجين ثم توفير طعام مالح بعض الشيء ثم تزويده بكمية كبيرة من الماء مما يدفع السجين الي شرب كمية اكبر من المعتاد. بعد ذلك يقع تقييد السجين ثم ملء فتحة البول بغراء قوي. فتكون النتيجة تسمم دمه بسبب انحباس البول الذي يؤدي الى موته في اقل من اربع و عشرين ساعة من العذاب الرهيب .

ـــ قبل اسبوعين من اعتقالي، توالت على بيتي مكالمات هاتفية مكثفة، كلما رفعت السماعة وصلتني تهديدات بالتصفية و أخري بالأعتقال و أخرى من قبيل " يا ولد القحبة قريب ياتي دورك. و لن ينفعك اصحاب اللحى العفنة " كما تلقيت ايضا مكالمات من مليشيات عديدة شكلها النظام، و كانت عبارتها أكثر سوقية و تتضمن تهديدات باغتصابي أمام زوجتي و ابنتي. حين نزعت سلك الهاتف، كثر الطرق على باب شقتنا، كانت طرقات توقظنا و تفسر راحتنا. كما كنا نفاجئ أحيانا برشقات من الحجارة تنهال على زجاج النافذة .. لقد كنا نعيش كابوسا حقيقيا، أصيبت زوجتي بانهيار عصبي وفقدت شهيتها للطعام، كانت تستيقظ من النوم و هو تصرخ بشكل هستيري، حين كنت اخرج من البيت كان هناك ثلاثة اشخاص يتداولون على مراقبتي .
ـــ لا شك انهم كانوا يهيئونك كي تكون منهارا أمام أسئلتهم.
ـــ صدقني، لم يكن عندي ما اخفيه، أنا لم انخرط ابدا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، و لم احضر أي اجتماعاتها، كل ما في الأمر انني رشحت، حتى دون استشارتي، من قبل ابناء منطقتي، بصفتي شخصية أدبية رصينة و نزيهة و متسامحة يمكنها تخفيف توتر النظام تجاه ما تسميهم بالمتشددين الإسلاميين، كما يمكنها طمأنة الجزائرين الى أن الحكام الجدد ليسوا من أكلة لحم البشر، كما كانت توحي لهم بذلك وسائل الإعلام, بل هم أناس مثقفون يراعون مصلحة البلد و يتفانون في خدمته.
ـــ لا تنس انك دفعت بعض الأموال للجبهة .
ـــ كانت مسألة انسانية بحتة، و كانت تلك الأموال تصرف كمعاشات لأسر فقيرة من عمال البلدية،لأن الجبهة فوجئت بعد فوزها في الإنتخابات البلدية بانها ستيسّر بلديات بلا ميزانية !
ـــ صحيح؟
ـــ صدقني لقد سحبت الدولة الميزانيات المرصودة للبلديات التي فاز بها أعضاء الجبهة، و أصبح رؤساء البلديات الجدد أمام خيارين. إما التخلي عن مناصبهم أو الدفع من جيوب مناصريهم. و ذلك ما حدث !
ـــ هذا الفرق بين الإسلام الذي يخيف الغرب الى حد الأمر بسحب ميزانيات البلديات لإحباط أي سعي لكسب ثقة الناخبين، و بين ما يجري في العراق حيث اسقطت الدول الغربية كل الديون العراقية لتسهيل مهمة كهنة الشيعة في حكم البلد!

بدأت نقرات المطر تنهال ببطيء على زجاج النافذة المفتوحة ثم ازدادت سرعتها . استأذنت رشيد لإغلاق النافذة ... وصلني صوته:
ـــ أصبحت معزولا من قبل أهلي و جيراني. لم يكن احدهم يجرؤ على زيارتي، أو حتى مجرّد مبادلتي التحية ..أرسلت زوجتي و ابنتي الى بيت أخي.و بقيت انتظر مصيري،لم يكن في إمكاني قرءاة اي شيء، كنت مشوشا و قلقا الي حد ذهابي الي مركز الشرطة .. رجوتهم اعتقالي لتجنيب زوجتي و ابنتي تلك المضايقات، نهروني بشدة و أعلموني أنهم لم يتلقوا أي أمر في شأني، بعد ذلك صرفوني بغلظة، مرت اربعة ايام هادئة عادت الي فيها بعض الطمأنينة حين شعرت ببعض الأمن، أعدت زوجتي و ابنتي من بيت اخي. وفي فجر اليوم الخامس افقت على جلبة تصلني من قاعة الجلوس، قبل ان اتمكن من مغادرة فراشي، وجدتني و زوجتي محاطين برجال مسلحين جرونا بقوة الى خارج غرفة النوم، ثم جروا زوجتي الى غرفة ابنتي التي كانت تصرخ بشدة، أوقفوني بجانب الجدار، أوثقوا يدي بقيد حديدي في حين سارع بعضهم الى افراغ محتويات مكتبتي في أكياس كبيرة احضروها معهم، اثناء ذلك استولوا على مصوغ زوجتي و يعادل عشرة لآلاف كرونة نرويجية اعتبروها غنيمة معفية من الضرائب. دسوّا قطع المصوغ و العملات الورقية في جيوبهم دون اكثراث بمراقبتي لهم، بعد ذلك جروني الى الخارج أين وجدت شاحنة عسكرية تقف بانتظارنا. ما ان تم شحني حتى انطلقت بسرعة. كانت الشاحنة مظلمة وباردة. كان يجلس في مؤخرتها ثلاثة جنود. استقبلني احدهم بضربة على ظهري بمؤخرة بندقيته، قبل ان افتح فمي قال لي آخر مهددا :" المسافة الى المعتقل طويلة، إذا اردت السلامة فأغلق فمك، و الا ستلاقي مصير ذلك الكلب الهرم" ثم اشار باصبعه الى داخل الشاحنة. في أول الأمر لم أر شيئا، سمعت فقط انينا خافتا متصلا ينبعث من الزاوية المقابلة. كنت مشغولا بنفسي عمّا يدور حولي، لم أعد مهتما بما لقيته بقدر ما كنت مرعوبا بما سألاقيه، بعد سنوات طويلة كنت فيها مجرّد قارئ لتجارب المعتقلين، ها أنا أقوم بدور البطل!
حين بدات عيناي تتعودان على الظلام الذي يلف مؤخرة الشاحنة .. دققت النظر الي الزاوية المقابلة. لاح لي خيال جسد ملقي، زحفت قليلا باتجاهه، حين اقتربت منه تبينت انه الدكتور زكريا حسني... جارنا القديم، كان قد فارق الحياة، كنت أعرفه منذ طفولتي كان رجلا محترما اشتهر بمقاومته البطولية للإحتلال الفرنسي، كما اشتهر بمعارضته لسياسة حكومات الإستقلال المزيف. حين اردت الإلتحاق بكلية الشريعة، أردت استشارته حين طرقت بابه رحب بي ثم أدخلني مكتبه. بعد أن أفضيت له بعزمي فاجاني بقوله :
ــ هل يعقل لمن أراد تعلم الأخلاق، أن ينشد ذلك التعليم في بيت دعارة ؟
أحسست بخجل شديد..
ــ ماذا تعني يا سيدي؟
ــ اجبني يا ولدي، هل ان كلية الشريعة مؤسسة مستقلة عن النظام ؟
ــ ......
ــ هل في إمكان القائمين على تلك الكليات تغيير الفساد السياسي و التصدي للظلم الإجتماعي ؟
ـــ ......
ــ أعني هل يمكن لدكاترة تلك الكلية الإحتجاج على انتخابات مزورة أو اغلاق بيت دعارة ؟
ـــ لا اعتقد ذلك.
ــ اذ كانت تلك الكلية مجرّد جزء من نظام فاسد، فستكون حتما حربا على الشريعة و حقوق الإنسان . ستعلمك كل شيء غير الدين الذي انزل على محمد ؟
ــ من فضلك ... لم أفهم شيئا ؟
ـــ هذه الكليات قد أعدت لتخريج موظفين على مقاس الحكام.فهل يرضيك ان تكون حبة مخدرات ؟
حين لم اجب واصل :
ــ ستقوم هذه الكلية بتلقينك عكس ما جاء به الإسلام, فالإسلام يدعو الى اعمال الراي في النصوص و ضرورة مقاومة الفساد السياسي هذه الكلية ستعلمك تقديس اراء الشيوخ، و حماية عروش المفسدين.
ـــ عفوا سيدي ، و لكن اليست الكلية التي سادخلها هي كلية الشريعة و اصول الدين ؟
ابتسم الشيخ الوقور ثم اردف:
ــ الدين ... نعم . ولكن دين الملوك و ليس دين الله ... ستتعلم في تلك الكلية اصول السلفية و ليس اصول الإسلام . ستتخرج و انت أفسد من مومس و العن من ابليس .... سامحني يا بني لو اسأت انتقاء الكلمات و لكنها الحقيقة .. ستلقن بان من حق الحاكم ظلم رعيته، و ليس من حق الرعية مجرد التذمر من ذلك الظلم الذي كتبه الله عليها . لأن مقاومة ذلك الظلم هو رفض لقدر الله.و بالتالي خروج من الدين.
ـــ....
ــــ مهمة تلك الكلية تخريج كهنة مسلوبي الإرادة مغسولي الأدمغة .. يا بني ان كاهنا واحدا تخرجه هذه الكلية هو خير للنظام من الف جنرال لأن هؤلاء الكهنة بخلاف جنرالات الحرب, يقمعون الثورة في النفوس و قبل ان تتشكل في عقول الناس. لأجل ذلك فهم انجع وسائل لمنع الحمل!
حين لاحظ عجبي و تساؤلي، سارع مغالبا ابتسامة :
ــ أعني حمل افكار الثورة ثم حمل السلاح لمقاومة الفساد .
ــ و لكن هذه الكلية يا سيدي هي التي خرجتك فيما أعتقد .
ــ أنا يا ولدي رجل عصامي خرّجت نفسي بنفسي . كنت عالما بفساد تلك المؤسسة ودورها في تكريس الظلم و الفساد قبل أن أدخلها . تصور يا بنيّ لقد تخرج في دفعتي خمس مئة عالم . كانوا كلهم عبيدا للحاكم الا بضعة رجال ماتوا في السجون أو اغتيلوا سرّا... يا يني اذا ارادت معرفة الإسلام فادرس حياة المناضلين في سبيل الحرية و أبدا بدراسة حياة محمد و اصحابه ثم سيرة العلماء المجاهدين.
قبل ان اغادره وضع يديه على كتفي ثم سألني بلهجة ابوية " ما هو الشرط الرئيسي لإنتداب ضباط سيكنون قادة عسكريين يتوقف عليه أمن البلد؟
ــ الشجاعة ... فيما أعتقد .
أمسكني من كتفيّ ثم نظر مباشرة الي عيني و قال :
ــ اذا كانت تنقصك الشجاعة لمواجهة الفساد السياسي و تحمل التعذيب والنفي والقتل فلا تتعب نفسك في دراسة الشريعة.لأن العالم المسلم ينتظر منه ان يكون فدائيا ليقود عملية التحرير.

في اول حكومة للإستقلال الصوري رفض زكرياء حسني أن يكون وزيرا للشؤون الدينية. بل طالب أيضا بالغاء ذلك المنصب الذي لا يليق بغير نظام كهنوتي . كما طالب قبل ذلك باسلمة دستور الجزائر و تعريب التعليم و قطع المعاهدات الثقافية مع فرنسا. رغم شهاداته العالية التي حاز عليها من جامع الزيتونة بتونس كان زكرياء حسني يرتدي لباسا مدنيا. كما كان يرفض باصرار شديد ان يقال له فضيلة الشيخ أو سماحة الدكتور. كان يقول لمن اصر على ان يناديه بفضيلة الشيخ " الفضيلة لا تتأتي من حفظ توصيات هذا الدين بل في جهاد اعداء الإنسانية فانت فاضل لأنك تكره الظلم، و ليس لأنك تحفظ ما قيل في كراهية الظلم " كما اشتهر عنه قوله حينذاك " لأن اشتغل قوادا أفضل لي من أن أتولىّ منصب مفتي الجزائر " .

في مذكراته مع الرئيس بن بلة كتب زكريا حسني" حين أعلمني بن بلة انه سيؤسس دولة غير دينية بحجة أن الدين بنظره مجرد افيون للشعوب قلت له
ــ لكن ديننا عكس ما تقول .
ــ كيف ذلك؟!
ـــ ألم تقرأ في القرآن ان المسلم الساكت عن الظلم ستكون النار مأواه ؟
حين لم يجب، تلوت عليه الآية القرآنية التي تقول بان الملائكة ستسال بعض المسلمين عن سبب غضب الله عنهم الي حد ادخالهم جهنم فيجيبوبهم بانهم كانوا خاضعين لظلم الحكام و لم يغيروا الفساد (1) .
ـــ كيف تسمي أفيونا للشعب دينا يعتبر عدم المشاركة في محاربة الفساد السياسي خطيئة عظمى عقوبتها النار؟ اخبرني يا سيادة الرئيس، من من المسلمين سيسكت عن ظلم الحكام لو علموا بالمصير المروع للساكتين عن تغيير الفساد السياسي؟ ثم ألا تعلم يا سيادة الرئيس ان دفاع المسلم عن مكتسباته الشخصية يعد جهادا. و ان موت المسلم وهو يدافع عن ممتلكاته يعتبر شهادة؟!
ـــ لكن كيف تبرر لي اربعة عشر قرنا كاملة من الظلم المقنن بدعوى الحق الإلهي المقدس ؟! هذه هي طبيعة الدين.
ــ ما تتحدث عنه يا سيادة الرئيس هو السنة أو دين معاوية سمه كما تشاء. دين وضعه الملوك لخدمة مصالحهم .و هو بعيد عن دين محمد.
ـــ لو كان ذلك صحيحا، لما استمر الوضع و لم يتغير طوال اربعة عشر قرنا كما قلت لي بنفسك .
ــ لقد بذلت دماء كثيرة في سبيل التغيير و لكن الشعوب كانت دائما في صف الكهنة كما كان الكهنة دائما في صف الحكام، و كانوا لا ينفكون يوحون للجماهير بلزوم صف الحاكم لأن قادة التغيير ضد الله وضد دين محمد و كانوا يستدلون لهم على صحة قولهم بان الثوار يرفضون احاديث الرسول ووصاياه المتكررة بضرورة إطاعة الحاكم مهما كان ظالما و فاسدا، حتى اصبح الرضى بالظلم خيارا شعبيا!
ـــ و هل تريدني ان اقف ضد الشعب ؟
ـــ اذا غيبت تلك المخدرات السلفية عن الساحة ثم اعلنت للناس اسلاما يدعو الى الحرية و حقوق الإنسان و انتخاب الحاكم و محاسبته و عزله فسوف تلاقي قبولا جماهيريا منقطع النظير .
ـــ نحن لا نعيش لوحدنا على هذا الكوكب، ما تتحدث عنه سيثير فرنسا و الغرب!
ــ فلتذهب فرنسا و الغرب للجحيم، نحن بخلاف شعوب المنطقة لم ناخذ استقلالنا كهبة بل افتككناه بقوة السلاح وبذلنا في سبيله خمسة ملايين شهيد. و سيادتكم اول من يعلم ذلك باعتباركم قائدا ميدانيا قبل ان تكون سياسيا. فكما افتككنا استقلالنا بالقوة فسنحافظ عليه بالقوة.
ـــ دكتور زكريا حسني .إ سمح لي بان اقول لك أن عهد الإسلام الذهبي قد ولّى بلا رجعة، و لن نستطيع إرجاع عقارب السّاعة الى الوراء .
ــ البشرية أحوج ما تكون اليوم الى الإسلام. ومادام هناك ظلم فهناك ضرورة لسيد عادل يسير العالم و يقطع الطريق على الغرب الضاري لممارسة ساديته .
بعد ذلك ذكرته بقرار محمكة لاهاي لسنة 37 الذي ينص على ان شريعة الإسلام قادرة على حسن تسيير العالم و برنارد شو قال بان محمد قادر على حل مشاكل العالم و هو يشرب فنجان قهوة .
ـــ مالذي ينقصنا يا سيادة الرئيس حتى نعيد أمجاد الإسلام؟ هل ينقصنا العنصر البشري، أم تنقصنا الثروات الطبيعية أم ينقصنا حب الموت و الشهادة...ثم هل ترضى يا سيدي ان تكون دمية يسيّرها قصر الإليزي كيف يشاء .اترضى يا سيادة الرئيس ان تكون عبدا لقيادة غربية تحتقر ثقافة شعبك و تعامل ابطالك و شهدائك بكل احتقار، وانت الذي تملك حضارة عظيمة، كيف تسمح لك عروبتك و اسلامك بمصافحة رئيس فرنسي رضي بان يوضع الهيكل العظمي لبطل مسلم كبير في حديقة الحيوانات و توضع جثته في متحف كتب تحتها" جمجمة ارهابي"؟! كان عليّ بعد ذلك أن أسرد علي الرئيس مأساة المجاهد سليمان الحلبي بعد ان اعلمني انه لم يسمع به في حياته!
تطلعت الي جثة زكرياء حسني التي تستقر بصمت على ارضية الشاحنة . لو ولد هذا " الكلب الهرم" في بلاد الغرب لوقع تكريمه بوضع صورته على العملات الوطنية. لأنه يمثل ذاكرة الأمة و أوسمة فخرها… أعتبرت موت زكرياء حسني و هو في طريقه الى ساحة الإذلال و ارض المحرقة بمثابة كرامة الهية خصه الله بها .

استمرت رحلتي الى الجحيم نصف يوم منعت خلالها من شرب الماء بل حتى من تجفيف عرقي. كانت درجة الحرارة قد قاربت الخمسين. بمجرد وصولي الى معتقلي الصحراوي، وقع تجريدي من ملابسي ثم القيت في زنزانة مظلمة تنبعث منها رائحة براز بشري، كانت الحرارة خانقة، و كان يصلني أزيز مثقاب كهربائي و صوت آلة أخرى لم أتمكن من تمييزها. كما كان يصلني صراخ المعذبين... بقيت ثلاثة أيام دون طعام كنت اقضي حاجتي البشرية في ركن الغرفة كأي حيوان في قفص... في اليوم الرابع، القي إلي رغيف خبز يابس عليه فضلات بشرية. لم أتردد لحظة واحدة في أكله بعدما حككته على الحائط، بعد ذلك ظللت خمسة ايام اخرى دون أي طعام، و في اليوم السادس دخلت في غيبوبة و أيقنت انني سأموت. كنت اتوق الى الموت ،اثناء غيبوبتي حلمت بانني ازحف نحو بركة ماء كلما اقربت منها زادت مني ابتعادا.. حينما افقت وجدت عند راسي سطلا معدنيا... كنت خائر القوى، لم اكن استطيع مجرد رفع راسي لرؤية ما يحتويه قربت راسي من السطل ثم املته الي و شربت بعض ما يحتويه .. كان بالغ النتونة و لا طعم له...ولكنني شربته، حين استرجعت بعض قواي و استطعت رفعي راسي و نظرت الى داخل السطل رأيت اصابع و آذانا بشرية وقطع لحم. اصبت برعب شديد و داهمتني رغبة في التقيؤ. حينما استدعيت للتحقيق ادخلت الى غرفة لم اجد فيها احدا كانت تتوسطها طاولة وضع عليها جهز فيديو وتلفزيون ...كان التلفزيون يعرض صور قيادي معروف من جبهة الإنقاذ كان يجلس على كرسي، و لم يكن يستره شيء ... قبل اعتقالي بشهرين، راجت في البلاد شائعة تقول بانه قد هرب الي المغرب ليحتضنه ملكها الذي كان على خلاف مع الجزائر التي كانت تساند جبهة البوليزاريو الإنفصالية، كان الشريط يظهر القيادي موثقا الى كرسي معدني،الي جانبه ضابط شاب يحمل رتبة رائد . كان يبدو يبدو صغير السن بالقياس للرتبة التي يحملها، كان الضابط يشد القيادي من لحيته الطويلة آمرا ايام بان ينفذ ما يامره به إن كان يريد الخلاص. كلما ازداد حرص الرائد على تنفيذ اوامره اشتدت لهجة القيادي و تحديه .الى ان أشار الضابط بيده الى جندي عاري الكتفين كان واقفا عند باب الغرفة فسارع الى فتح خزانة فولاذية اخرج منها بطانية و جالونا كبيرا. لف الجندي البطانية باحكام حول الرجل الموثق ثم أخرج جالونا قام بسكبه ما فيه
على الرجل ثم تأخر خطوتين. بعد ذلك اقترب الضابط من السجين وامسكه من شعره و قال له مهددا : " اسمع يا سي الكلب، لقد اضعت معك وقتا طويلا ...و حق الشيطان ان لم تلعن ربك فسأشعل النار في امك القحبة " أجاب القيادي بلهجة واثقة" " امي اشرف منك... ثم انك تعلم ان الأوامر قد صدرت اليك بقتلي سواء شتمت ربي أو مجدته فانت مجرد اداة بيد أسيادك الجنرالات "
لم يستطع الضابط احتمال كلمات الرجل المقيد، تاخر خطوتين ثم امر الجندي بان يشعل النار في الرجل .تم ذلك بسرعة... فور اشتعال النار صدرت عن الرجل المشتعل صيحات مروعة قبل ان يقف من كرسيه و يشرع في الدوران في ارجاء الغرفة، قبل أن يسقط اخيرا متلويا من الألم بعد ذلك خمدت حركته تماما ..بعد ذلك اختفت الصورة .. بعد نصف دقيقة ظهر قيادي آخر من الجبهة كانت الدماء تغطى وجهه كان يقف وراءه ثلاثة جنود. و كان المحقق الذي يرتدي ثيابا مدنية يسأله عن مكان مخازن الأسلحة التي اعدتها الجبهة لتنفيذ عملية ألإنقلاب. كان الرجل ينفي علمه بمكانها... بعد ذلك جيء بفتاة لا تتجاوز الخامسة عشر من العمر.. يبدو انها ابنته.. قاموا بتجريدها فورا من ثيابها ثم هددوا السجين باغتصابها لو اصر على لزوم الصمت ... اجهش الرجل بالبكاء. "اقسم لكم بالله ليس لي أي علم اسلحة" صفعه المحقق، ثم شده من لحيته : "قلت لك الف مرة اترك ربك عند باب المعتقل". فتح باب الغرفة دخل جندي دنا من المحقق بعد ان حياه أسر له بشيء لملم المحقق اوراقه، هو يغادر الغرفة قال للجنود الأربعة " شوفوا شغلكم " فور خروج المحقق شرع الجنود في اغتصاب الشابة التي اختلط صياحها بضحك الجنود و عويل والدها... و حين انتهوا من ذلك ادخلوا امراة يبدو انها زوجته جردوها من ملابسها ثم تداولوا على اغتصابها أمامه،.بعد ذلك تشوشت الصورة ولم يسمع غير صياح فظيع اختلط بازيز آلة كهربائية، بعد ذلك ظهر الرجل في بركة دماء و قد قسم جسده الي نصفين.حينئذ اغمي عليّ .

بعد يومين دخل علي ضابط شاب ليعلمني بقرارالإفراج عني نظرا لجهودي العلمية و خدماتي الجليلة التي قدمتها في مجال البحوث الأكاديمية.في طريقينا الصحراوي اوصاني الضابط بكتمان كل ما رايته في المعتقل كدليل على حسن نيتي تجاه النظام و بداية صفحة جديدة. لم أعده بشيء، بعد ذلك سألني عن سرّ اهتمام جهات خارجية بمصير شخص مثلي، كما سالني عن المناصب السياسية التي نلت بسببها هذا الإهتمام الإستثنائي الذي لم يحض به أي معتقل من قبل، سكت، لم اجد القوة و لا الرغبة في اخباره باني لم اشغل أي منصب سياسي و اني رجل اكاديمي اكتسبت شهرتي من البحوث التي قمت بها، حين وصلت الى البيت استقبلني شخص بدين يرتدي بدلة انيقة:
كنت قد رايت صورته تتصدر أكثر من نشرية أخوانية .. تقدم مني فاتحا ذراعيه:
ــ شعبان سليم السكريتير الأول للسيد وزير الداخلية وعضو مجلس شورى حركة ....
رغم انهياري ويأسي وجدت ما يكفي من القوة كي أبصق في وجهه
تلقي المسؤول الإخواني بصقتي بابتسامة بلهاء ،اخرج من جيبه منديلا مسح به لحيته ثم قال" لكنني ساعمل بوصيتي الإمام الشهيد حسن البنا بان نكون كالشجر يرمينا الناس بالحجر و نرميهم بالثمر"! أدرت له ظهري متجها نحو غرفة نومي و انا العن في سري كل اخواني وطاء الأرض .
قبل ان اصل باب غرفتي وصلني صوت مالوف :
ــ من فضلك .. بروفيسور رشيد . انتظر.
حين التفت، طالعني وزير الداخلية و هو يسد باب حجرة الجلوس .
تقدم مني باسطا يده اليمني .
ــ حمدا لله على سلامتك
تركت يده الممتدة معلقة في الهواء .
ارجع يده و هو يداري خيبته :
ــ ساراعي ظروفك بوفيسور رشيد .. لو سمحت... هل يمكنك مرافقتي الى الصالون لبضع دقائق؟
حين دخلنا الصالون استأذنني في الجلوس.. جلس دون ا نتظار اذني. حين استقر على الأريكة اخرج من جيبه الداخلي علبة مالبورو . قدم لي سيجارة لم اقبلها، اخرج منها واحدة اشعلها بولاعة ذهبية... بعد ان اخذ منها نفسا عميقا رفع الهاتف و بدا في تشكيل الرقم المطلوب :
انتظر قليلا أعاد تسوية رباط عنقه اشرق وجهه قبل ان يتكلم بفرنسية طليقة :
ــ مساء الخير سعادة السفير، يشرفني ان ابلغ سيادتك بان الأمور قد رجعت الى نصابها ...نعم... نعم... منذ خمس ساعات اصبح البروفيسور رشيد حرا كالريح.....عفوا سعادة السفير.... نعم هو موجود بجانبي ..حاضر سيدي هو معك..
قدم لي الوزير سماعة الهاتف. قبل ان اتكلم وصلني صوت السفير الفرنسي
ـــ ألو بون سوار مسيو رشيد، صدقني أنا مبتهج جدا باسترجاعك لحريتك.
ـــ شكرا على تضامنكم .
ـــ لا لا مسيو رشيد لا داعي للشكر مطلقا، لقد تصرفنا وفق ما تمليه علينا مبادئ الثورة الفرنسية العظيمة .
ـــ هل يمكن لمبادئ الثورة الفرنسية العظيمة ان تكمل خدمتها الجليلة بتخليص مائة الف جزائري يعانون نفس وضعيتي ؟
انتظرت طويلا قبل أن يصلني صوت السفير:
ــــ آسف سيد رشيد ، لكننا لسنا مجندين لخدمة الإرهابيين أعداء الديمقراطية.
ــــ سعادة السفير هل أن جنرالات الجزائر الذين الغوا الإنتخابات التي فازت بها جبهة الإنقاذ هم اصدقاء الديمقراطية اذن ؟
ـــ هؤلاء الجنرلات العظام هم الذين يمنعون عن الغرب تهديد الأصولية ألإسلامية التي تسعى للإطاحة بمبادئ حقوق الإنسان التي تكفلنا بفرضها .
ـــ اليس من ابسط حقوق الإنسان اختيار نوع اللباس الذي يختاره ؟
ــ هذا امر بديهي.
ــ اليس عارا على فرنسا ان تضيق بغطاء رأس تلميذة مسلمة ولدت على أراضيها، فتمنعها من ممارسة حقها في التعبير عن ابسط حقوق الإنسان التي بشرت بها مبادئ الثورة الفرنسية العظيمة؟
ــ هذا حديث لا يتسع له هذا المجال، من فضلك مسيو رشيد اعد لي السيد وزير الداخلية .
بعد اقل من ساعة وجدت نائب سفير فرنسا يطرق بابي و يعرض علي خدماته. حين افضيت له برغبتي في مغادرة الجزائر وافق في الإبان، قبل انقضاء اسبوع واحد عن خروجي من المعتقل غادرت الجزائر في اتجاه فرنسا و منها الى أوسلو .
بعد ذلك علمت ان زوجة فرنسوا ميتران تدخلت شخصيا لصالحي بعد تلقيها عرائض من م اكادميين فرنسيين علموا باعتقالي !
ــــــ
(1)الآية 97 من سورة المائدة

يتبع



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاب و رجال ( مآذن خرساء 33/48)
- ديمقراطية الغرب إسم بلا مسمّى .( مآذن خرساء 32/48)
- الإخوان صنيعة بريطانية ( مآذن خرساء 31/48)
- الإخوان المسلمون.( مآذن خرساء 30/48)
- ظروف معرفتي برشيد (مآذن خرساء 29/48).
- اكتشاف موت رشيد ( مآذن خرساء 28/48)
- في طريق المطار ( مآذن خرساء 27/48)
- حديث عن السنة و الشيعة ( مآذن خرساء 26/48)
- ايها الغرب الدامي لا حاجة لنا بالمقرحي
- مع جواد، جاري الشيعيّ ( مآذن خرساء 25/48)
- تزويج نونجة (مآذن خرساء 24/48)
- عمل المرأة ( مآذن خرساء 23/48)
- عماد مبلّغا (مآذن خرساء 22/48)
- صديقي المضحك جدّا توفيق الجبالي. (مآذن خرساء 21/48)
- شيبوب قصّة حياة شابّ مهاجر (مآذن خرساء.20/48)
- السلفية ( مآذن خرساء 19/48)
- نونجة المغربية - جرح في الذاكرة- (مآذن خرساء 18/48)
- ذات مرّة، بورقيبة و ملك النرويج ( مآذن خرساء 17/48)
- الشرق شرق و الغرب غرب (مآذن خرساء 16/48)
- شقاء زوجي (مآذن خرساء 15/48)


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - إعتقال رشيد (مآذن خرساء 34/48)