أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل التحالف مع حزب العدالة والتنمية يخدم الحداثة والديمقراطية ؟















المزيد.....

هل التحالف مع حزب العدالة والتنمية يخدم الحداثة والديمقراطية ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 14:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالرجوع إلى المقابلة التي أجرتها أسبوعية "لو جورنال" في شهر يوليوز 2009 بين إدريس لشكر عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وبين مصطفى الرميد عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في موضوع التقارب /التنسيق بين الحزبين ، نجد الطرفين يشدان على عضد بعضهما البعض ويلتزمان بالدفاع عن الديمقراطية التي يتخوفون عليها من مصير مجهول بسبب "الوافد الجديد" الذي يقصدون به حزب الأصالة والمعاصرة . طبعا إن زعم السيد لشكر خوفه على الديمقراطية وحرصه علي تكريسها قيما وسلوكا ومؤسسات فالأمر له ما يسنده من حيث كون الاتحاد الاشتراكي حزبا ضحى مناضلوه بأرواحهم من أجل مغرب لكل المغاربة . وحتى وإن تغلبت الذاتية على بعض القيادات في الاتحاد الاشتراكي فاختارت خلاف ما تراه معظم قواعد الحزب ، فإن للحزب آلياته الداخلية التي من شأنها أن تصحح المسار ، كما له من الضمائر والكفاءات التي تشهد نضاليتها على صدق وطنيتها . لكن ما يطرحه حزب العدالة والتنمية من شعارات حول الديمقراطية والمساواة والعدالة لا يجد ما سنده في الواقع ولا في تاريخ الحزب أو المواقف التي اتخذها ويتخذها باستمرار من مختلف القضايا خاصة المتعلقة بحقوق المواطنة وطبيعة التشريعات والقوانين والموقف من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان . ذلك أن حزب العدالة والتنمية يظل الأداة السياسية التي تتحكم فيها حركة التوحيد والإصلاح وتحركها وفق الأهداف المرسومة داخل أجهزة الحركة وبما ينسجم مع توجهاتها المذهبية واختياراتها الإيديولوجية ، رغم ما يعلنه الحزب من وضع مسافة بينه وبين الحركة تسمح بالتمايز دون الفصل بين الهيئتين . وتظهر هيمنة الحركة على الحزب ليس فقط في المواقف التي يتخذها من القضايا الأساسية التي تهم الشأن العام ومؤسسات الدولة واختياراتها ، بل تشمل حتى تشكيل لوائح الترشيحات سواء للعضوية داخل هيئات الحزب المحلية والإقليمية والوطنية ، أو في الانتخابات المحلية والبرلمانية . وبسبب هذا التدخل في الحياة الداخلية للحزب اضطر كثير من مناضلي العدالة والتنمية إلى تقديم استقالتهم احتجاجا على هذا التدخل لفرض عناصر تابعة للحركة وإقصاء آخرين ليسوا أعضاء بها أو لا يحضون بالرضا . وهذا يضع مزاعم الحزب حول الديمقراطية الداخلية موضع تشكيك خصوصا وأن عدد الأعضاء الذين استقالوا أو جمدوا عضويتهم ليس بالهين . وإذا كان الحزب حاول التمويه على حقيقة الاستقالات بتوجيه اللوم إلى الدولة واتهامها باستهداف الحزب والتضييق عليه حتى لا يحقق الفوز "الساحق" في الانتخابات المحلية الأخيرة ، علما أن الدولة باتت في غنى عن مثل هذه الأساليب المكشوفة التي لم تعد تجدي نفعا أمام حرص الملك وحثه الحكومة على توفير أسباب التنافس السليم بين الأحزاب على إدارة الشأن العام ؛ إذا كانت هذه محاولات الحزب وذرائعه لإخفاء الدوافع الحقيقية للاستقالات السابقة عن الانتخابات ، فإن استمرارها بعد الانتخابات دليل قاطع على غياب الديمقراطية داخل هياكل الحزب . بالطبع الحياة الداخلية لكل هيئة سياسية شأن يخصها ، لكن لما تتقدم كل هيئة بشعارات الديمقراطية والعدالة والمساواة لخوض الانتخابات والتنافس على إدارة الشأن المحلي ، فإنها تصير محط اهتمام الرأي العام الذي يملك حق النقد والمراقبة والمحاسبة . وطالما رفع حزب العدالة والتنمية شعار الديمقراطية والعدالة ، فإنه ملزم باحترام القواعد الديمقراطية وقيمها داخل هياكله حتى تتضح طبيعة الديمقراطية وهويتها هل هي الديمقراطية الكونية أم الديمقراطية "الإسلاموية" على الطريقة الإيرانية أو الحمساوية . لقد تغنى الإسلاميون في المغرب وخارجه بالديمقراطية الإيرانية التي تتيح للمواطنين الترشح لمنصب الرئيس واعتبروها تجسيدا سليما للشورى . وها هي الديمقراطية الإيرانية تفصح عن جوهرها بمحاكمة التيار الإصلاحي ورموزه بعد الإثخان في دماء الأبرياء وممارسة أشد أساليب التزوير تخلفا ، دون أن تجرؤ الأصوات إياها التي طبلت وزمرت وبشرت بديمقراطية الملالي على التنديد بالمجازر والمحاكمات الصورية . ولنتأمل ما ينشره كتبة حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح عن أي إجراء تتخذه السلطات التونسية ضمن حدود اختصاصاتها ، أو تلك التي تطبقها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ، ولنقارن مع ما يكتبونه عن سلطة حماس وديمقراطية إيران من إطراء ومديح وتلميع . لم يستنكر إسلاميو العدالة والتنمية الإجراءات القروسطية التي تتخذها إمارة حماسستان ضد المواطنين في أبسط حقوقهم وقد أذاقتهم قمعا أشد شراسة عن القمع الإسرائيلي رغم وحشيته . ألم يفر الفلسطينيون من بطش حماس إلى "حمى" إسرائيل ؟ ألم تكن الصهيونية أرحم بهم من حماس في حرية اللباس والتعبير والإعلام والتنقل وارتياد نوادي الانترنيت والمقاهي والشواطئ وإقامة الأعراس وتداول الكتب ..؟
لا جرم أن شعارات حزب العدالة والتنمية ومزاعمه في نشدان الديمقراطية والمساواة والعدالة تفقد مصداقيتها عند أول اختبار يقتضي من الحزب تحديد موقفه والإعلان عنه . ولعل مواقفه من حقوق المرأة ومطالبها بالمساواة في المواطنة مع الذكور ( منح جنسيتها لأبنائها من زواج مختلط ) أو ما يتعلق بحقوق الأطفال عموما والمتخلى عنهم على وجه الخصوص ، أو فيما يخص قرار المغرب رفع تحفظاته عن اتفاقية السيداو التي تتعلق بالقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة ، أو حملات التبرع لمساعدة مرضى السيدا . فالديمقراطية ليست شعارات بقدر ما هي ممارسة وقيم توجه التفكير والسلوك وتبني المواقف وتحكم الاختيارات . والتنسيق مع العدالة والتنمية بما هو حزب يدين في أفكاره وعقائده لشيوخ التطرف ودعاة الكراهية وفقهاء البداوة أمثال ابن تيمية وقطب والمودودي وغيرهم ، لن يخدم أبدا الديمقراطية ولا الحداثة ، بل سيكون أكبر عائق في سبيلهما . نحن نعلم أن مطالب الديمقراطيين بالإصلاح السياسي والدستوري ستكون بالضرورة في خدمة أعداء الديمقراطية من الإسلاميين الذين يعلنون عداءهم لها كما هو حال جماعة العدل والإحسان التي لا تخفي الانقلاب على الديمقراطية إذا مكنتها من الوصول إلى الحكم وإقامة نظام بديل لا مكان فيه لثقافة حقوق الإنسان وقيم الديمقراطية ؛ أو البيجيديين الذين يتحالفون مع أعداء النظام والمدنية والديمقراطية ويذودون عنهم رغم مخططاتهم التخريبية وأعمالهم الإرهابية التي هزت وجدان المغاربة وهددت أمنهم واستقرارهم . أكيد أن هذا النوع من التحالفات التي تبنى على خلفيات معادة النظام وتكفير الديمقراطية لن تجعل الملك يطمئن إلى أطرافها مهما تظاهروا بالولاء ، ومن ثمة لن تُقدم إليهم معاول هدم أسس الاستقرار التي قدم من أجله الشعب المغربي تضحيات جسام .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة العدل والإحسان وعقيدة رفض الإقرار بمشروعية النظام المل ...
- جماعة العدل والإحسان تنتقد مجمّليها لدى النظام والرأي العام ...
- تأهيل الأئمة مدخل رئيسي لتأهيل الحقل الديني .
- لما ينتقد الملك انتظارية الحكومة وسلبيتها .
- البيجيديون وخطيئة الاحتماء بالأجنبي .
- إستراتيجية تأهيل الأئمة ضرورة أم غاية ؟
- هل ثقة الملك في الحكومة تحميها من كل تعديل أو إسقاط ؟
- شهادة البكالوريا بوابة مفتوحة على المجهول .
- هل فعلا لفظ الجلالة وتقبيل يد الملك هما ما يمنعان جماعة العد ...
- فتاوى شيوخ التطرف دليل إدانتهم .
- التحالف بين الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة يقتضيه المن ...
- براءة شيوخ التطرف المفترى عليها .
- ما الذي يمنع التحالف بين الاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والم ...
- المغرب كان محصَّنا ضد المشرقيات وعليه أن يبقى
- حتى لا يبقى المغرب حضنا لضلالات الوهابية ومخاطرها .
- الجزائر وهوس الزعامة الإقليمية .
- لوهابية تأكل أبناءها وتحاكم عقائدها .
- أخطار المد الوهابي على وحدة الشعب واستقرار الوطن .
- المد الوهابي والمد الشيعي فكا كماشة واحدة .
- حزب العدالة والتنمية أية مصداقية ؟(2)


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل التحالف مع حزب العدالة والتنمية يخدم الحداثة والديمقراطية ؟