أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - دائرة انتخابية واحدة يعني إضعاف للوطنية العراقية وتكريس للنزعات الطائفية والقومية التي دمرت العراق...!















المزيد.....

دائرة انتخابية واحدة يعني إضعاف للوطنية العراقية وتكريس للنزعات الطائفية والقومية التي دمرت العراق...!


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 23:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يشتد الصراع بين الكتل السياسية على تمرير شكل انتخابي جديد مطلوب من البرلمان التوصل له وإقراره في المدة القصيرة المتبقية من عمره لكي يخوض الشعب وقواه السياسية الانتخابات على أساسه..وكلما يقترب هذا الاستحقاق نرى هناك محاولات للعودة وبشكل خاص من قبل أطراف فاعلة صعدت وحصدت أصوات في الانتخابات السابقة على أساس من الشحن القومي والطائفي لتفعيل ذلك في الحياة السياسية وبالتالي خنق المشروع الوطني العراقي القادم بقوة لأنه مشروع يتنافى كليا مع أجندتها وشكل تعاملها مع الوطن والناس ، لهذا بدأت ثانية ترتفع الأصوات لجعل العراق دائرة انتخابية واحدة يترافق ذلك مع انفلات أمني خطير لكي تعود جلجلة النعرات التي حكمت الأجواء الانتخابية السابقة حيث التخندق الطائفي والقومي هو الأبرز والذي احتمت وحصدت مغانمه الكتل السياسية الفاعلة اليوم في برلمان فاشل بكل المقاييس ومعه حكومة محاصصة كانعكاس حقيقي لأجواء الخيبة التي تسود فيه ، ان وضع قلق ومرتبك وتسوده الاتهامات المتبادلة بين عناصر القوى التي تتحكم بالعملية السياسية التي يتأكد يوم بعد يوم هشاشتها وفشلها ومعها يتواصل مسلسل سفح الدم العراقي بشكل عبثي وجنوني حيث أكدتها الإحداث( الأربعاء الدامي وقبلها الموصل التي نُسيِت أحداثها برغبة من بطلها الدموي خسرو كوران ومن يقف خلفه ولاحقا بابل ) بشكل جلي ، فوشائج القتل ومشتركاتها وشكل التفجيرات وضخامتها وطرق تنفيذها كلها نتاج واضح وحتمي لذلك وتأكيد على انها جاءت على خلفية الصراعات بين القوى السياسية ( تماما كما أعترف به نوري المالكي شخصيا ) لهذا وكما كل مرة وكالمعتاد تُجيّر الأشياء ضد مجهول رغم أن الجميع بدأ يدرك ويعرف من يقف وراء كل هذه الأحداث المأساوية ، لكن فضح كل ذلك لن يتم لأن الأمر برمته ( حاميها حراميها كما يقال )، لهذا نرى هذا الكم من التناقضات والتصريحات المضحكة في تبرير أو توضيح من يقف وراء كل الذي جرى...!

هناك محاولات حثيثة وقوية تجري من قبل بعض الإطراف في( الإتلاف العراقي ) وبشكل خاص المجلس الإسلامي الأعلى متوازيا مع رغبة قوية وعلنية من قبل التحالف لكردستاني لجعل العراق دائرة انتخابية واحدة فقد دعا لذلك قبل يومين تماما من التفجيرات التي حدثت في بغداد كلها مؤشرات على أن الذي يستفيد من التوتر في بغداد وبالتالي العراق كله في عودة شبح الخوف والتخندق ولغة التخوين هي نفس الطبقة السياسية الحاكمة، كلها أشياء وممارسات تصب في مصلحة هذه الإطراف التي تريد الشر للعراق وشعبه حيث لا يرضيها إلا غرور الحفاظ على مكاسبها ومواقعها السياسية حتى لو بقي العراق أرض بلا شعب ...فالتحالف الكردستاني لا يريد أن تقدم كل محافظة ممثليها على أساس من برامج اجتماعية وخدمية تهدف إلى تطوير حياة الناس في كل مدينة وقصبة عراقية بل على أساس أن كل كردي في العراق يجب أن يصوت لها ( التصويت على شعارات قومية مغرقة في الشوفينية ) ، وهذه السياسة التي يعملون على أساسها لا تهتم أبدا بشأن تصحيح وضع الوطن العراقي بل يراد منها دفع القوى الأخرى كل ما كان ذلك ممكنا للتفكير بنفس المنحى أي على أساس طائفي ، فتشجيع وشحذ همة المشروع والتخندق الطائفي هي السياسة التي يتبعها ويغذيها( جنوبا ) بشكل علني وسافر التحالف الكردستاني ، فهؤلاء لا يهمهم حرمة وحياة المواطن العرقي سواء كان عربيا أم كرديا أو غيره ، بقدر ما يهمم بقاء العراق ضعيف ومريض وعليل لكي يخدم مصالحهم الذاتية والفئوية الضيقة...لهذا هناك مشتركات بين التحالف الكردستاني ( قوميا ) وبعض إطراف ( الإتلاف ) ممن كانت تتمحور سابقا وتلهث على أمل تجزئة العراق على شكل فدراليات ومعها تعميق( الطائفية ) المجتمعية كمشتركات لاستمرار نفوذها وتواجدها في السلطة...!

يبقى مشروع تقسيم العراق إلى دوائر انتخابية مفتوحة وشفافة ومتنوعة وسهلة التسجيل للكيانات السياسية وحسب كل محافظة هو الحالة الأفضل في حياة سياسية راهنة ، أي ان تطوير الشكل السابق الانتخابي وجعل القوائم أكثر مرونة وانفتاحا وإيجاد آليات توصل عدد أكثر من النساء والأقليات والقوى المستقلة وتلك التجمعات لسياسية التي تقدم ملف الخدمات على السياسة في كل محافظة هو الطريق الأفضل والأنجع الذي سيساعد الناس على تلمس واختيار ممثليهم مباشرة وبالتالي سيكون التصويت على أساس مشاريع اجتماعية وخدمية واقتصادية مضافا لها معايير النزاهة والقدرات والكفاءة للمرشحين ، حيث سيكون الشعب على معرفة مباشرة بهم وببرامجهم وإمكانياتهم ومراقبا بشكل مباشر على أفعالهم القادمة ، كما أن إمكانية تصدي قوى سياسية وحركات ناشئة وتيارات مستقلة معروفة للناس على تشكيل قوائم انتخابية على صعيد كل محافظة بات بحكم الحتمي في الانتخابات القادمة وهكذا شكل سهل ومفتوح سيساعدها على النجاح حتما وأيضا يشكل مثار خشية من القوى التقليدية التي أصبحت شبه مفلسة بنظر الشعب ... وهذا عكس ما تريده القوى التي تحاول تمرير شكل انتخابي على اعتبار العراق قائمة واحدة لكي ينتخب كردي البصرة شخص من أربيل وسني واسط شخص من الرمادي وكذلك شيعي الموصل شخص من النجف ومعها بحكم نفوذ القوى الدينية وقياداتها سيمتلئ البرلمان بحزمة العمائم من كربلاء والنجف في غياب كامل لممثلي المحافظات الأخرى ، ستتحكم الأحزاب بالقوائم وبأشخاصها وسيكون بالطبع تسلسل الولاءات فيها هو البارز والنافذ ومعها تضيع قدرة الناس على تفحص هؤلاء وعلى قراءة مشاريعهم السياسية التجزيئية أساسا ..إن بعض القوى عينها على أصوات الذين تم تجنسيهم في إيران وبأعداد كبيرة جدا بحجة كونهم من الاخوة الفيلين ، ولكن كما تناقل الكثير ان هذه العملية كانت محط تنافس بين التحالف الكردستاني والمجلس الإسلامي الأعلى لتجنس إعداد غفيرة وبلا معايير دقيقة تحترم شرف المواطنة العراقية عبر احترام مستلزماتها القانونية والأخلاقية بل الهم الأساسي هو الحصول على أصوات جديدة حتى ولو جاءت من المريخ في الانتخابات القادمة..!

إن مخاطر حساب العراق دائرة انتخابية واحدة لن يخدم سواء إرادة الأحزاب القومية والطائفة في حصد مزيد من الأصوات ومعها مزيد من المقاعد ولكن ليس عبر برامج تكون عابرة للطائفية والقومية ، كذلك يتباكى على ذلك بعض من الأحزاب الصغيرة التي ليس لها نفوذ في محافظة ما ، لهذا عينها على ( خردة الأصوات ) ، فالعراق ليس بحاجة إلى قوى تتضخم وتتقوى عبر الشحذ الطائفي أو الشوفيني القومي وكذلك ليس بحاجة إلى قوى تأتي عبر ( خردة ) الأصوات كونها ضعيفة وليس لها رصيد في الشارع وبالتالي ستكون بلا حراك أو فعالية في برلمان قادم نريد له أن يكون الأفضل في الأداء والفعالية عبر أشخاص من رجال ونساء العراق الأكفاء ومن الذين تقف وورائهم جماهير فاعلة ومعروفة ومتفاعلة معهم مكانيا عبر صياغة البرامج وحسابات تنفيذها وبالتالي يمكن تلمس حياة سياسية جديدة ممكن أن تنقذ وطننا من المحنة الإنسانية الكبرى التي يعيشها اليوم...!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( قراءة سياسية في نتائج الانتخابات الكردية )
- ( محنة الحرية في العراق )
- الخسارة الماثلة التي ستخرج ما يسمى( الحزب الشيوعي الكوردستان ...
- قصيدة حب حزينة...
- ( من أجل يمين ووسط سياسي وطني في العراق )
- شكل مفترض لحزب يساري جديد اطمح أن أراه في العراق ...!
- مجزرة بشتآشان والعدالة الغائبة...!
- ما هي دوافع الحملة الشعواء المنظمة التي نتعرض لها على صفحات ...
- لن أرفع راسي ثانية وأقول( أنا عراقي ) حتى يأتي زمن نظيف يزول ...
- على ضوء نتائج الانتخابات، هل تستحي قيادات الحركة الشيوعية في ...
- على ضوء تصريحات السيد مسعود البارزاني : الموصل شأنها كل المح ...
- ( الشعب الفلسطيني شعب الجبارين )
- الفرقة الجوزية الموسيقية في سطور / من ذكريات الأستاذ احسان ج ...
- الزيدي و ( لا ) النظيفة الغائبة عراقيا ...!
- ( لمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد النصير المقدام وضاح عبد ال ...
- ( من أوراق الشهيد حميد ناصر الجيلاوي )
- قصص قصيرة جدا
- رثاء لروح الأب والعم المكافح ( أبو الشهداء ) ناصر حسين الجيل ...
- أزمة كركوك ، طبيعة وخلفيات الخطاب القومي الكردي – نظرة تحليل ...
- بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة..!-2- تحية وفاء إلى هيركي ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - دائرة انتخابية واحدة يعني إضعاف للوطنية العراقية وتكريس للنزعات الطائفية والقومية التي دمرت العراق...!