أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - القذارة تصل في التلفزيون المغربي ، فمن يجرؤ على كنسها ؟















المزيد.....

القذارة تصل في التلفزيون المغربي ، فمن يجرؤ على كنسها ؟


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 19:52
المحور: الصحافة والاعلام
    


هذا هو السؤال الذي يلهب مشاعر أغلب المواطنين المغاربة وربما العرب أيضا خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان ؟، ولا ينتظرون الجواب عنه في الأيام ولا الشهور القليلة القادمة.

أإلى هذا الحد تصل القذارة في التلفزيون ؟ إلى متى تظل “النكتة” البايخة ومن خلالها الكوميديا الرديئة" كوميديا الأفواه المفرومة والأجسام الملوزة شرطا ضروريا ومفضلا لإنتاج الاتصال والتواصل بين التلفزيون والشعب خلال الشهر الفضيل ؟ إلى متى تهجير السخرية الجادة وترسيخ الشماتات ؟ هل يفكر القائمون على التلفزيون بالصيام عن مثل هذه الخزعبلات ولو لرمضان واحد ؟ أليس لنا حقا ، ولا نستحق غير هذا المسخ ؟ وهذه التفاهات المتناسلة أبا عن أخ وأخت عن عشيق وعشيق عن عشيقة ؟ أما حان الوقت كي نقول لا جهرا ؟ وما ذنبنا حتى تجرفنا طوافين الإعلانات ومآت الوصلات الاشهارية الإنشائية الغارقة في السفالة لحظة الإفطار ؟ طيب لماذا التلفزيون من أصله لحظة الإفطار ؟ من يجبرنا على ذلك ؟ وهل ضروريا تثبيت عشرات العيون على شاشة لحظة الإفطار ؟ لماذا نشاهد ذلك كي نتفهه رغم أننا نتوفر على أجهزة التحكم عن بعد ، ويمكننا عبور العالم بقاراته نحو الأفضل والأجمل في نحو دقائق معدودة؟ أهي الوطنية المغتصبة أم النكاية والتشفي في بلادتنا بإفراط وتفريط ؟ أسئلة وغيرها طرحها المغاربة قبل 15 سنة ، ولن يكف أحد اليوم عن طرحها ، لا الآن ولا غدا.“ المشكل أننا نهضم ما يعرض ببلاهة ، و لا أحد يتساءل عن السر في ذلك، ولا عن صمتنا تجاه كل هذا الصخب الملون الذي يعلن حالة اندحار شامل لمنطقة الإبداع وتشمع لكبد الذوق والإحساس والجمال وتقهقره عشرات السنين .
في ضوء التحديات العالمية بعولمتها الجارفة التي لا ترحم ، وثورة الاتصالات التي يحاول المغرب التماهي معها بكل ما أوتي من أحلام ورهانات الآن وأكثر من أي وقت مضى , لابد ان مسؤوليات كبيرة, وتحديات صعبة بالتأكيد تلقى على عاتق الإعلام المغربي سمعيا وبصريا والتلفزيون على نحو خاص , مسؤوليات ورهانات جارفة نستشعرها, كإعلاميين ومتتبعين في عالم تكالبت حوله الصراعات والأزمات التي تشكل على الدوام بؤرا نشيطة لتفاعلاتها , كما تؤدي الى مجموعة من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالنسبة للدول القوية بالأحرى التي مافتئت تبحث لها عن موطئ قدم في النمو .
لذلك كان من الطبيعي ان تواجه الدراما المغربية رهانات صعبة أمام المنافسة الشرسة بين الدراما السورية والمصرية الامريكلاتينية ثم التركية فيما بعد حول استقطاب اكبر مشاهدة عربية ,حيث تم تسويق العشرات من الأعمال الفنية المتنوعة بأغلفة مالية خيالية مضمونها ما بين السياسي والتاريخي والاجتماعي والفني.
هنا من حقنا ان نغضب ونحزن ونتساءل :
ألا يوجد مجال تستوطن فيه ذاكرة إبداع الفنان المغربي , كي تمارس تأثيرها من اجل المنافسة المتعة والتنوير والإفادة غير فضاء النكتة ؟؟ أجل ، قد نصف الوادي بالعنف حين يجرف كل شيء ,لكن يبدو أن لا احد منا يهتم بالجوانب الضيقة التي تخنقه” وحتى إذا سلمنا بواقع الفنان البئيس وبظروفه المزرية، لماذا الهروب إلى الأمام بدل التحكم في آلية اللعبة ؟ أليس لنا من خيار سوى فسح المجال أمامه لرسم التفاهات وتناسل الفضاعات وتخصيب السفالات باسم رمضان .
نفهم أن الفنان المغربي يعيش ظروفا صعبة ,حتى انه يظل عاطلا طوال السنة ، وفي لحظة تتراكم المشاهد , وتتزاحم المواقف, وتتكدس العروض من غير أن تكون له إرادة التقييم والاختيار، فضمان القوت أولا من خلال الحضور، أما الجودة والإبداع فللحديث أسباب نزول .
في هذا الإطار, تبرز نوع الفكاهة المغربية المعروض الآن " كاميرا النجوم، نسيب الحاج عزوز ، دابا تزيان، كول سانتر .. انطلاقا من تجارب فاشلة سابقة , نموذجا سيئا في تسطيح ذاكرة المشاهدين و تكريس الدجل والشعبوية , و إنتاج خطاب العدم . نتاجات متقافزة تمتلئ بالقفز والنط ، ويربط ما بينها خليط انفعالي مرتبك يفلح في تصوير العبث في أقصى تجلياته , كما ينجح في تعزيز وتفريخ آلة ضخمة للتكرار الذي يفقه الحمار , وإنتاج إعادة الإنتاج , بشكل يوحي باستقالة العقل , وهيمنة التهافت على الأغلفة المالية لهولدينكات عملاقة تمتص دم المغاربة في كل الآفاق وتتعزز وتستقوى حين ترتبط برمضان , الأمر الذي يكرس ثقافة الفقر الفني والإبداعي بيقين شبه تام. وما “السلاسل الكوميدية والسيتكومات الرمضانية البئيسة , إلا تكريس مجاني لتفقير الفن وتهجير السخرية الجادة والإبداع الجاد ببلادنا. نعم بإمكان النكتة أن تكون في مستوى ما يتطلبه موقف ما…لكن التحديات المطروحة..رهان صعب.. والمغاربة مختلفون في هذا الاتجاه. وإذا كان للمرء أن يختار طريق حياته من جديد، فإنه قطعا سيفضل أن يكون كسالا " في الحمام ، أو بائعا بوبوش " حلزون" حتى يتمكن على الأقل من الاستمتاع بقدر من الغباء المجاني وراحة الضمير من وجع السؤال. حول طبيعة هذا المنتوج ومستوى رداءته , أو شرطيات قبوله و مروره .
من ينظر إلى برمجية رمضان على القناتين الأولى ودوزيم من خلال الوصلة الإعلانية ، ولك أن تتصور ما تشاء من التفاهة . شكليا على الأقل ,تبدو التعددية في تناول الموضوعات , واختلاف المقاربات , وتعدد الوجوه والمواهب, وعودة النجوم إلى غير ذلك. نتيجة ملفتة وواقعية.. لكن الحقيقة كما سترى, مجرد لازمة يلوكها الإعلان كل رمضان. .حفظها المسئولون والمبدعون الرسميون المأجورون عن ظهر قلب , وشربها ودب دبيبها في عروق المنتجين والمتهافتين والمشاهدين على حد سواء.
ما سيقدمه الفن المغربي خلال رمضان : مجرد شهر عالمي للنكت الشعبية , النكتة المصورة والمرئية والمسموعة, لقد أضحى الشهر الكريم أضخم تجمع نكتوي في البلد . فما الذي يبدعه أصحاب السخرية المبطنة سوى النكت ولا شيء غيرها. حلقات اجتماعية تعالج بعض الظواهر ممثلة في نماذج بشرية باختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية وتنوع آمالهم وطموحهم..سلاسل هزلية” بالمعنى الجدي للكلمة” في مجملها تجسيد لمجموعة من المواقف من الواقع المغربي بطريقة فكاهية..
ما على مستوى الدراما أي المسلسلات فثمة حكاية كان ياماكان يشيب لها الولدان.
موال شعبي ولازمة بلهاء حفظها الآباء وورثها الأبناء مطلعها " دراما اجتماعية مستوحاة من الواقع المغربي تدور أحداثها في البادية ، شخصياتها مختلفة الطباع تروي حكاية بطش وحب وسعادة يتفانى البطل في خدمة سيده في البداية ، ثم يخلفه في العشق والميراث مع قليل مصادمات مفتعلة وحزازات مصنوعة ترفع ضغط المشاهد عنوة، هناك صراع مع فكرتين سيتم بالتأكيد الانتصار لأقواهما في نظر الكاتب وليس الوقائع والأحداث، وهي المبادئ النبيلة طبعا ..هكذا تبدأ سلسلة المشاكل والأحداث الدرامية “ضمن دراما رمضان” لتتسع فتشمل أناس على علاقة بالبطل فتنقلب حياتهم وتتمادى مع الحقائق ,حتى أن النهاية تجسد العدالة في أسمى صورها. وانتهى إبداع رمضان. والى رمضان قادم .



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد بودويك يسبغ على -لارا- السريانية حفيدة المسيح ذهب الأسم ...
- قطيع وقطعان
- احتلال الملك العمومي بمدينة فاس وجهة نظر
- نيابة فاس تحتفي بالمتفوقين برسم الموسم الدراسي 08/2009 : عزي ...
- حوار مع المخرج السينمائي المغربي الواعد محمد رضا كوزي اعد ال ...
- الكل مطالب بتحضير مشروع يلائم بيئته وخصوصيته المحلية
- البطل المغربي في رياضة بناء وكمال الأجسام شكيب بوهلال يتأهل ...
- الصيدلة بفاس على صفيح ساخن : عزيز باكوش
- المصور والإعلامي الباز الوزاني في حوار حول التصوير بين الفني ...
- حوار مع علي براد نائب وزارة التربية الوطنية بفاس
- من مليون محفظة برسم الموسم الدراسي الجاري إلى 4 ملايين و800 ...
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 5:
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 4 : عزيز باكوش
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية3
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية 2
- حوار سياسي ساخن مع أستاذة مادة الفلسفة المناضلة الاتحادية خد ...
- ماضي الحياة الزوجية بين المثال والواقعية
- الإعاقة وشبهة الزواج بالأقرباء بين المأثور والتصديق العلمي
- دارت - قرض استهلاكي بدون فوائد بين الايدولوجيا الدينية وإكرا ...
- الزجال المغربي حميد تهنية يطلق زفرات أحزانه - نوار الظلمة-


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - القذارة تصل في التلفزيون المغربي ، فمن يجرؤ على كنسها ؟