أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نوري جاسم المياحي - ولادة طفل عراقي .. فرح وخوف وقلق















المزيد.....

ولادة طفل عراقي .. فرح وخوف وقلق


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 08:56
المحور: حقوق الانسان
    


بالامس عمت الهيصة والخبصة دارنا والفرحة عمت الجميع لان فلانة ولدت صبي ذكر .. واتو راكضيين يزفون لي البشرى بزيادة عائلتنا فردا جديدا وفرحت بهذا الخبر .
- لانه صبي ذكر وعواطفي سواء رضيت ام ابيت جاهلية بدوية الجذور .. وافضل الذكر على الانثى . هذه عواطف وفي الواقع التطبيقي لا اميز بينهما فهم سواسية بنظري
- زيادة عدد احفادي واسباطي فردا جديدا كانوا 16 فأصبحوا 17 وعزوة العائلة العراقية بكبر عدد افرادها . وهذا راي متاثر بالمحيط الاجتماعي العشائري .. ولكنني اؤمن بان انسان واحد مثقف متعلم افضل من 100 انسان امي جاهل
- الطفل ولد ويبدو ظاهريا وللوهلة الاولى انه سالم وغير مشوه . لان معظم الاطفال العراقيين هذه الايام يولدون وهم مشوهين اما خلقا او نفسيا . وما احصائيات اطفال الفلوجة الاخيرة للمشوهين الا دليل على ذلك
- الام سالمة : بالرغم من اجراء عملية قيصرية كلفتهم مليون ونصف دينار( زعزت ميزانيتهم البسيطة لمدة عامين على الاقل ) لان الولادة تمت في مستشفى اهلية .. لان المستشفيات الحكومية لاتتوفر فيها الشروط والظروف الصحية ..والولادات في مستشفيات بغداد هذه الايام و في كل الاحوال ستكون ولادة قيصرية .. لان اطبائنا وطبيباتنا ( كما يبدو لي) انهم نسو او تناسو ان الولادة من الظواهر الطبيعية..ولكن وفي هذه الحالة لن توفر لهم مدخول مالي جيد ..فتلجا الطبيبة للولادة القيصرية لفتح البطن وهي طريقة تعتبرامن للطفل والام وبنفس الوقت تؤمن مدخول جيد للطبيبة والمستشفى .. وهذا اصبح شائعا ونادرا ما تجد امراة تلد طبيعيا عكس الدول الغربية المتقدمة علميا

تسمية الطفل

من الشائع قبل الولادة ان يتناقش الام والاب مناقشات طويلة لاتخلو من منازعات و كل منهما يضع للوافد الجديد مجموعة من الاسماء ليختار احدها بعد الولادة والتاكد من جنس الوليد وماحدث في حالتنا ان الجدل هذه المرة قد احتدم (بسبب الفتنة الطائفية الحقيرة التي مر بها شعبنا المظلوم عندما قتل وذبح المجرمون شباب العراق على الاسم ) فريق يقول لنسميه اسما شيعيا ليضمن له مستقبلا ووظيفة لان الحكم في هذه الايام يقوده الشيعة . والفريق الاخر يطالب بتسميته بأاسم سني لانه يشكك ببقاء الشيعة في الحكم وانه غير مضمون ولان تجربتهم بالحكم اتسمت بالمحاصصة البغيضة والطائفية ولم يراعوا الخبرة والكفاءة والنزاهة فانتشرت السرقة والفساد والرشوة وغياب القانون ولذلك سيعود السنة للسيطرة على الحكم .. لكي يظمنون مستقبل الطفل ولكي يجد وظيفة يعتاش من ورائها عندما يكبر ويتزوج .. اما الفريق الثالث وهم (العلمانين )من العائلة والذين لايؤمنون بالطائفية( أسميهم شنة لايؤمنون بالسنة او الشيعة وانما بالاسلام المعتدل ) رفضوا فكرة الفريقيين الاول والثاني واصرو ان لايكون الاسم طائفيا فاختارو اسما يحبه كل المسلمين ولا يعترض عليه السنة والشيعة وهو (مصطفى ) على اسم النبي المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام. وبذلك حلت المشكلة وهكذاانتصر الفريق الثالث العلماني المعتدل .

مستقبل الطفل العراقي

لقد ذكرت فيما سبق انني للوهلة الاولى فرحت وبعده هنيهة عاد العقل لحساباته وتنحت العواطف الى الجانب .. اول خاطرة وردت وفتحت النقاش العقلاني هي انني تذكرت قول الشاعر الخالد ابو العلاء المعري عندما قال
هذا ماجناه علي ابي وما جنيته على احد
وانا شخصيا عندما كنت شابا لم احترم هذه التجربة وانما جنيت على نفسي و اربعة عشرة انسان من البنين والبنات كنت السبب في مجيئهم لهذه الحياة المتعبة والمزعجة وهولاء بدورهم جنوا على سبعة عشر انسان والله اعلم كم سيصبح عددهم بعد خمسة عشر سنة ولو انني ابذل المستحيل لافهامهم خطا تجربتي وان لايقلدوها وانني متأكد من ان لااحد منهم سينجب اكثر من اربعة في احسن الاحوال… ان معادلة التكاثر المركب ..هي المخيفة بالنسبة للشعب العراقي..
وهنا سألت ام الطفل الاتدركين صعوبة الحياة في العراق حيث ابسط متطابات التربية الصحيحة والكريمة مفقودة ؟؟؟و انك ستجنين عليه ؟؟؟ اجابت اولا هذا هو الطفل الاول لي .. والسبب الحقيقي هو تلبية نداء الطبيعة في ان اكون اما واشعر بمشاعر الامومة .. فكانت حجتها اقوى من حجتي ؟؟ ومن انا لاغير ناموس الحياة الطبيعية ؟؟ كما ان الصراع هو بين العاطفة والعقل ..بين الرغبة والواقع المادي .. السؤال الذي كان يلح علي .. لو كان هذا الطفل لديه قدرة على الكلام الم يكن ليسأل لماذا لم تستشيروني او تخيروني بين ان ارغب ان اكون في حياتكم اولا ؟؟؟؟؟ وهنا برزت امامي صورة ماساوية لزمرد الطفلة التي لايتجاوز عمرها عشر سنوات المقعده لانها مصابة بشلل رباعي من الولادة والذكية جدا وهي من اسباطي .. هذه الطفلة المسكينة تكرر بين ساعة واخرا على امها وابيها ( اريد ان اموت ) ولاسيماعندما تشاهد اقرانها يكبرون ويلعبون من حواليها ولا تستطيع المشاركة باللعب لانها حبيسة هيكل عظمي مكسوا بالجلد لاينمو ولايستطيع الحركة وعيون تتحرك في محجريها ولسان يعبر عما تعانيه وعن رغبتها بالموت .. ومن منا يستطيع تلبية رغبتها او مساعدتها لكي تموت ؟؟؟ .. سيأتي يوم وستدرك ان استخدام الولايات المتحدة لاسلحة اليورانيوم المنضب ضد العراقيين في حروبها المتكررة هي اساس مصيبتها ومصيبة عشرات الالوف من اطفال العراق .. ولنعد الى ما اقلق عليه واخاف منه .. اي مستقبل ينتظر هذا الطفل الجديد وبقية اطفال العراق ؟؟؟ قبل خمسة وستين سنة او اكثر كان اهلنا يرسلونا الى رياض الاطفال التي كانت منتشرة في بغداد وبالرغم من فقرها انذاك .. والان العراق غني بثروته النفطية ولكن ومع الاسف الشديد لايتناسب عدد رياض الاطفال بعدد الاطفال الموجودين وهي مخصصة للاغنياء والموسرين فقط .. ولو فرضنا ان مثل هذه الروضة موجودة ( وهذا نادر جدا ) لان الحكومة لاهية في امور اخرى مثل اللفط والشفط .. فاين المربية الحنونة كاايام زمان ؟؟ المربية اليوم هي تحتاج الى مربية والمعلم يحتاج الى معلم لتعليمه .. الواقع مؤلم ومبكي .. الجيل الحالي جيل جاهل لايهتم بشئ سوى اللعب والكسل واللاأبالية فأي مستقبل ينتظر اطفال العراق ؟؟؟؟ ينتظرهم الجهل والفقر والمعاناة والعذاب والعقد النفسية فما هو مستقبلهم المتوقع ؟؟ فان لم تنتبه الدولة لهذه المصيبة وتعالجها بجدية وحكمة وبسرعة .. والا فاطفال العراق سيكونون مشروع جاهز لتفريخ اجيال من اللصوص والمزورين والمرتشين والقتلة المجرمين .. جيل لاهم له سوى المخدرات وافلام السكس للعلاقات الجنسية الشادة والايدز.. جيل افلام الرعب ومصاصي الدماء .. جيل لايقرأ ولايكتب واحسرتاه على جيلنا ؟؟جيلنا الذي كان يفتح عينيه على الحب والحنان لاخيه الانسان والرفق بالحيوان واحترامه للاديان وامتلاكه لكل القيم والاخلاق .. فكيف كان جيلنا وكيف سيكون مستقبل الاجيال القادمة ؟؟؟ اعتقد انه مستقبل اسود حالك لايدركه البعض من الساسة والولاة والقادة الحاليين .. جيل ناقم غاضب حاقد على نفسه وعلى كل مايحيط به و لن يحصر شره ضمن حدود العراق .. وانما سينتشر الى كل دول الجوار ان لم بساعدوا العراقيين في تجاوز على تجاوز المحنة و المرحلة الحالية بامان .. هذا مااراه واتخيله واتوقعه والله اعلم ..
قرات في احد الكتب ان عدد سكان العراق عام 1908 كان بحدود 2.5 مليون نسمة .. واليوم يقدر عدد نفوس العراق بحدود 30 مليون نسمة اي بمعدل زيادة 10 اضعاف خلال 100 سنة ولم ادخل في الحسابات الملايين من الضحايا الذين ماتوا بسبب الحروب او الاوبئة المرضية .. وهذايعني ان عدد سكان العراق سيصبح 300 مليون نسمة بعد 100 سنة قادمة .. الان لا تجد الناس لقمة العيش ..فماذا سيحدث بعد 10 او 20 سنة فادمة ؟؟؟
على الدولة ان تنشر ثقافة تحديد النسل والانجاب بين المواطنين الفقراء والبسطاء .. لان قنا عتهم بمبدا الله يخلقهم ورزقهم معهم .. لايتفق مع منطق العلم الحديث .. وانما لنعمل على مبدا ( اعقل وتوكل )





#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيل بمكيالين .. حتى في الموت والمصائب ؟؟
- الى متى يبقى صراع المخابرات الاجنبية على الارض العراقية ؟؟؟؟
- المفخخة الفيروسية سلاح يستخدم لاسكات الاقلام الحرة
- لو كنت ارهابيا لمزقت لثامه ولو كنت قائدا لعا قبت امر لواءه
- الموبايل يخدم الارهاب والارهابين ويستنزف العراقيين
- المهزلة مستمرة والمصيبة تتعاظم ..رحماك يارب
- اسطوانة الافكار الهدامة .. ونية الحكومة حجب المواقع الالكترو ...
- حتى انت يا بروتس ...طائفي ؟؟؟
- الاستهانة بكفاءة المهندس العراقي جريمة لاتغتفر
- الطائفية سلاح الضعفاء والمرضى النفسيين
- دعوة اتمنى لها الصدى والاستجابة ...
- رياح التغيير هبت على العراق ولن تتوقف
- الوسطية حل لكل مشكلات العراق
- انتم مشاركون فيما يحدث ..ان لم تكشفوا الحقيقة !!!
- اللعبة الخطرة التي يلعبها التحالف الكردستاني
- المواكب الحسينية .. صرخة الفقراء والمظلومين
- الظلم .. والحكام .. والشعب عندما ينتفض
- بيئة العراق ونداء لانقاذها
- الخنازير .. الفقراء .. الكفاءة ؟؟
- الرحمة بفقراء العراق يا رئيس الوزراء


المزيد.....




- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نوري جاسم المياحي - ولادة طفل عراقي .. فرح وخوف وقلق