أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان علي - منير دباغ : القصيدة مجنونة أيها الشاعر














المزيد.....

منير دباغ : القصيدة مجنونة أيها الشاعر


مروان علي

الحوار المتمدن-العدد: 2759 - 2009 / 9 / 4 - 17:52
المحور: الادب والفن
    




لاأتذكر كيف ومتى تعرفت على منير دباغ ،فجأة باغت حياتي التي تشبه فخارا فينيقيا وانهمر شعرا
كان شاعر ونبيلا وانسانا كبيرا لايجيد غير الشِعر والزراعة ، يحدثك عن الشعر والقمح ورامبو والاستعمار الفرنسي وماردين البعيدة ونوري الجراح وأسود ولكنه أزرق و الشام طبعا .

كنا نمشي معا في شوارع القامشلي نستمتع بأناسها واشجارها القليلة ونهر الجغجغ كما لو انها ستغادرنا قريبا

لم يخرج منير دباغ من عباءة أحد ،ليس له أب شعري ، أمه الشعري الحياة ،التي علمته النبل والشعر ، تنقل كثيرا بين عامودا وقامشلي والشام وتعرف على عدد قليل من الشعراء، لم يهتم بالنشر أبد ، لكنه ظل يكتب الشعر بأخلاص واتقان شديدين
كان بارعا في صوره الشعرية المرتبطة بحياته التي هي بحد ذاتها قصيدة رائعة تمزج بين تفاصيل الحياة اليومية برؤية فلسفية هي فلسفته الخاصة ، كان يكتب على كل شيء يصادف امامه حين يباغته الشعر .. لانه لم يكن يريد ان يتعب القصيدة الجميلة لايريد لها ان تنتظر أكثر
القصيدة عنده طازجة دائما .
غادرنا القامشلي وبقي هناك مع عائلته الصغيرة ونصوصه الجميلة المبعثرة هنا وهناك يحرس الاحبة وظلالهم .










قصيدتان


منير دباغ






بائع الضباب

اِبْنِ حوائط سميكة على ذرى الأنهار
و قدّم خطوات العملاق إلى السماء
لابحر متنفِّذ
هذا :رغم أنني حاولت السباحة فغرقت .
في جعبتي أحذية
و في حمل حماري سكاكر
امضِ ياحماري!!!
لبيع الضباب و سراويل السحاب
سنسحب وراءنا أرضاً منبسطة .
ابنِ هواجس
في الطريق ستتبعنا الكلاب
و تغني ,
كان ياماكان طفلٌ كبير مع حماره
و أنت ياصديقي
ارسم لوحة عن الدواب
فامرأة جميلة لاتكفي
فغدا بقوة السحر
سننفذ إلى الغابات
و نغير لونها الأصفر
ابنِ حوائط سميكة و عالية
حول بيتك
و اجعله بلاباب
فلايدخلن بيتك
سوى العصافير و الطيور المهاجرة من الجبال
اكتبْ,إن خانتك يدك.
اركض حول العالم
أيها المجنون
اصنع معجزتك
ستقلِّد الأوسمةَ
الأبطالَ و الشجعان
في غابات الغد المسحورة
حيث يرتفع علمك على الماء
ابنِ جدرانا أينما ذهبت
حطمْ الجدران الملكية
فتتْ آخر الأسوار
و ارمِ روثك أنّى ذهبتِ أيتها الدواب.
العالم ناعورة
تدور نحو اليمين و نحو الشمال
ترمي علينا القار .
ابنِ الموسيقى
لا مجد لعازفٍ
إن لم تكن الريح وتره
و لتكن القصيدة مجنونة أيها الشاعر
ياصديقي ,أسرِعْ لبيع الضباب ,
أسرع!!!!!!!!

عودة من لم يَغِب

يحدث أن أكون غائباً و حاضراً
في نفس الزمان و المكان,
يسيل المكان بين يديّ كالماء
ثم أنصب فخّا للزمان
فأكتشف أنه عصافير تتجه في كل اتجاه
يحبو ليل ٌ أخضر بكرات ذهبية
ثم يلقي الفجر عليّ
و يمضي على عكازه البنفسجي
إلى المستحيل الذي لن يستطيع أن يتخطاه.
أغيب سنين طويلة
ثم أحضر
تسأل عني الجدران و الكتب المُغبرة
و أشعاري المستنفرة دوما
أبكي بمراراة في الغياب الكثيف
إذ أنني قلما اجلس
و كرسيّ الذي أجلس عليه قمر يدور حول الشمس .
لقد خُلقت لأحترق في التنانير
من أجل خبز الإنسان ,
يسيل عرقي بينما أفكر في اللانهايات كحقيقة ذهبية .
تمطر عليّ السماء الياقوت و الزمرد
و يصطفّ حولي النسيان الأعرج
و الذهول الأعمى و عربات تطلق البخور
أعمى و أرى
كسيح و أمشي
أفجر نفسي و لا أموت
و تنبذني حبيبتي لأنها لا تطالني أبداً
ثم تركع عند قدمي قائلةً:
أيها القرصان!!.
يحدث أن أكون حاضراً ثم أغيب
و هناك أكتشف في المكان الغريب
أنهم ينتظرونني.
لقد أقمت ما لاتقوم له قائمة .

لمن يهمه الامر منير دباغ شاعر سوري من اجمل وأهم الاصوات الشعرية في المشهد الشعري الثمانيني لم ينشر حتى الآن عملا شعريا مطبوعا ولكنه نشر عشرات القصائد في الصحف والدوريات السورية والعربية




#مروان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبا ً لهؤلاء المسقفين والمسخفين الاكراد طبعا
- في ذكرى أحداث القامشلي
- يد العدالة الطويلة
- جنبلاط في دمشق
- كركوك قلب العراق
- مشعل التمو معتقلا
- انطولوجيا
- لا مبرر لمقاطعة قمة دمشق
- التدخل الخارجي
- طبخ
- شاعر كان موته أسهل من حياته
- اللبناني
- لماذا لن تدخل سورية الحرب
- قصص عربية قصيرة
- انفلونزا الانتظار - الى عارف دليلة
- سورية رفيق شامي
- كمال سيد قادر
- الاكراد والمعارضة السورية
- صفق.. أيها الكردي
- الأخ


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان علي - منير دباغ : القصيدة مجنونة أيها الشاعر