أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - قصة : الحكمة ...














المزيد.....

قصة : الحكمة ...


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2758 - 2009 / 9 / 3 - 21:21
المحور: الادب والفن
    




جلس اساتذة الفلسفة يتحاورون . قال أحدهم:
- ان أهم خصلة في الانسان جماله ... وبقية الخصال يمكن تطويرها بالاجتهاد .. حتى العقل يمكن تدريبه وتطويره. النقود يمكن كسبها . أما الجمال فهو الخصلة الوحيدة التي لا يستطيع الانسان كسبها .
اعترض الثاني :
- نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين .الجمال لم يعد خصله يحصل عليها الانسان بالوراثة فقط . اليوم يجرون عمليات تجميل . يقصرون الأنف. ينفخون الشفتين. يكبرون الصدر . يطولون القضيب .. أما الحكمة .. فهي موهبة .. لايمكن ان تكتسب الا اذا كانت جينات الانسان تحملها منذ الولادة.
نفى الثالث ما قاله زميلاه :
- حديثكما لا علاقة له بالواقع .. كل شيء اليوم له ثمن .. الحكمة أيضا لها ثمن . الحكمة صارت مثل عمليات التجميل ، يمكن أن يحصل عليها الانسان اذا امتلأت جيوبة بالمال. حتى الغبي يصبح رأس الحكمة اذا كان غنيا . وتصبح أقواله حكما تذكر بمناسبة وبلا مناسبة. تجدون حوله المصفقين والحمالين والرقاصين . اذا فسا في مجمع تصبح فسوته حكمة وتذهب نموذجا للأجيال القادمة.
احتد النقاش بين الزملاء الفلاسفة. وفشل الأساتذة في الوصول الى موقف موحد. وعزوا ذلك الى النظام الليبرالي الحر والديمقراطية غير المحدودة. وتطور الفكر وحق التعددية ...
غادروا الجامعة كل بسيارته .
في الطريق أبرقت السماء بشدة وظهر لكل استاذ فلسفة من المتحاورين ملاك مرسل من رب العالمين.
سؤل الأستاذ محبذ الجمال ماذا تختار من بين ثلاثة أشياء : الحكمة ، الجمال أو عشرة ملايين دولار؟
بعد تردد اختار الحكمة ، متنازلا عن الجمال ...الذي يصر عادة انها الخصلة الأفضل.
سألوا الثاني الذي يحبذ المال ، فاعتركت الأفكار برأسه ، وبعد تردد صعب اختار الحكمة ، لعلها الضمانة لمكانته وهي أهم من المال الذي قد يختفي فجأة كما جاء فجأة .
سألوا الثالث ، الذي رأي بالحكمة الخصلة الأفضل فقال بلا تردد انه يختار الحكمة متنازلا عن المال الذي يمكن ان يجعل الأغبياء حكماء أيضا .
في فجر اليوم التالي التقوا في غرفة التدريس. كان يبدو عليهم الندم .
بعد فترة صمت كسر الحديث أحدهم متحدثا عن البرق في السماء وظهور ملاك الرب مخيرا اياه عن الخيار بين الخصال الثلاثة .. فاختار الحكمة متنازلا عن موقفه السابق.
"وهذا حدث لي" قال الثاني .. وقد اخترت الحكمة أيضا متنازلا عن مواقفي السابقة.
"وحدث لي" قال الثالث. وأضاف : كنت مقتنعا مسبقا ان الحكمة هي الخصلة المطلوبة .وقد اخترتها".
قال أحدهم :"" الآن أصبحت لدينا الحكمة لو خيرنا الآن ، ونحن نملك الحكمة .... ماذا نختار ونحن أكثر حكمة ؟
صمت الزميلان ولم ينبسا ببنت شفة.
اقترح أحدهم : كلنا اخترنا الحكمة ، ولا شك انها حكمة ربانية لا زيادة فيها لأحد على أحد . تعالوا نستغل حكمتنا الكبيرة ونختار من جديد . كل واحد يكتب على ورقة خياره لو ظهر له الملاك سائلا مرة أخرى ان يختار بين الحكمة والجمال والعشرة ملايين دولار .
وهذا ما كان . سجل كل فيلسوف منهم خياره الجديد .
وعندما فتحوا الأوراق كان هناك نص مشابه للفلاسفة الثلاثة : سأختار العشرة ملايين دولار!!

نبيل عودة – كاتب ، نافد واعلامي – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبر السيء ( قصة )
- أمباتيا
- الزوجة الصماء
- الدرس الأول في الفلسفة
- الجنرال يعلون ، نتنياهو بلا رتوش
- بطل من هذا الزمان
- من أجل قبلة...!
- قصة : 2 + 2 = 5
- دهر كامل في ستة أشهر!!
- قصة : أرملة ... على الشاطئ
- أرملة ... على الشاطئ
- من يريد استعادة زوج مثل هذا ؟
- كيف صار الديك استا ؟!
- هل يقود التعنت الاسرائيلي الى فرض حل دولي ؟!
- رئيس البلدية عام 48- يوسف الفاهوم-انقذ الناصرة من التشريد وا ...
- الديك الفصيح لم يعد يصيح
- حقائب الأمل... رواية يورام كاتس نص صحفي لا يرقى إلى مستوى ال ...
- وقاحة عنصرية ...!!
- يهودية وهابية في إسرائيل!!
- الحاوي صار مجرد بيبي!!


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - قصة : الحكمة ...