أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فيصل يوسف - القضية الكردية في سورية: ظروف مهيأة في انتظار الحل















المزيد.....

القضية الكردية في سورية: ظروف مهيأة في انتظار الحل


فيصل يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2758 - 2009 / 9 / 3 - 17:43
المحور: القضية الكردية
    


في الثلث الأخير من القرن المنصرم، كان وضع الكرد في سوريا، أقل معاناةً من وضع الشعب الكردي في كل من: تركيا - العراق – إيران، حيث أوقف العمل بالمرحلة الثانية من مشروع الحزام العربي، والذي كان يهدف لترحيل الكرد من مناطقهم الحالية الى مناطق أخرى، وتم غضّ النظر عن بعض النشاط السياسي والثقافي الكردي، وأفسح المجال للاحتفال بالعيد القومي للكرد نوروز، وتشغيل الآلاف من المواطنين الكرد في مؤسسات وشركات الدولة، وأصبحت العاصمة السورية ملاذاً لقيادات المعارضة الكردية، العراقية، والتركية, وقد كان مأمولاً أن تكون الحكومة السورية سبَاقة في اتخاذ إجراءات عملية لمعالجة أوضاع كردها في السنوات الأخيرة، قبل غيرها من الدول التي يتواجد فيها الشعب الكردي، نظراً لتوافر العديد من المقدمات الصحيحة، التي كان يمكن البناء عليها بدءاً من سياسات الانفتاح النسبي التي اتبعت حيال الكرد، من جانب الرئيس الراحل حافظ الأسد، ومن ثم إيلاء الرئيس بشار الأسد اهتماماً بمحافظة الحسكة



تجلى في زيارته لها عام 2002، وتأكيده أثناء اجتماعه مع فعاليات اقتصادية واجتماعية من المحافظة، بان الأكراد مواطنون سوريون، ويحق لهم ما يحق لغيرهم، وإن الإحصاء الاستثنائي خطأ ارتكب، وإن الاستمرار فيه خطا أكبر، ونقل عنه تأكيده ذلك في اجتماع القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية في الشهر العاشر، من العام نفسه، وتصريحات بأن القومية الكردية جزء أساسي من النسيج الوطني السوري والتاريخ السوري، ولا بد من حل مسألة الإحصاء الاستثنائي، وهو ماأعلنه في خطاباته لاحقاً بقوله:" إن معالجة هذه القضية قد حسمت والمسالة فنية بحتة" كما أوصى المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم المنعقد في حزيران عام2005 بحل هذه القضية، وعلى صعيد الحكومة، فثمة مشاريع عديدة خصصت بها محافظة الحسكة للتنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وفي عام 2006 استقبلت السيدة د. نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية وفداً من قيادة الحركة الكردية في سورية، تبعتها بلقاء وفد من المثقفين الكرد، وبحثت معهم مسالة الإحصاء، وتم التوافق حول الإجراءات اللازمة لحلها، وفي هذا السياق تجمع معظم القوى الوطنية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني في سورية داخل السلطة، وخارجها، على ضرورة إيجاد حل للقضية الكردية في سورية، وفق أسس وطنية وديمقراطية، ويشترك معهم في هذه الرؤية معظم الأحزاب الكردية في سورية، لأنها تنطلق من الأرضية الوطنية السورية، وتسعى لتمتين الوحدة الوطنية، وقوننة الحياة العامة، وإصدار قانون للأحزاب السياسية، وتقر بأهمية استقلالية قراراتها السياسية، وخصوصية نضالها القومي، وبعدها الوطني السوري، و تضع في صلب أهدافها المحافظة على السلم الأهلي، وتعتمد خيار التغيير الديمقراطي السلمي التدرجي في البلاد، بالتعاون والتنسيق مع القوى الوطنية الأخرى.
نقول: على الرغم من توافر كل الإمكانات اللازمة، لحل هذه القضية الوطنية، (والتي لها تداعيات مهمة لتمتين النسيج الوطني، وتعزيز الوحدة الوطنية)، فإن الجهات المعنية في الحكومة لم تترجم أياً من التوجهات الايجابية المذكورة، أعلاه، حيال الكرد في سورية، الى خطوات عملية، تهدف لإنصافهم، ولا تزال غير مكترثة بذلك وبالأجيال اللاحقة من الكرد التي تجبل بالمعاناة والمرارة، وتصر هذه الجهات على التشبث بالمنطلقات الأيديولوجية والادراية والتصورات التي كانت سائدة في مرحلة زمنية، حيث اعتبرت الكرد مجموعات لاجئة، لاحق لها بالجنسية، أوغيرها، من الحقوق القومية، وهذه الأطروحات بمعظمها سقطت وتآكلت نتيجة للتحولات الثقافية والفكرية التي حدثت في المنطقة، والعالم، لمصلحة حقوق الإنسان والمواطنة.
في محاذاة ذلك، حدثت وتحدث تغييرات حقيقية، وجوهرية، في التحالفات الإقليمية وفي المواقف من القضية الكردية على صعيد المنطقة، حيث باتت تركيا التي كانت تمانع في أي حل لها، تبادر للحوار مع حزب المجتمع الديمقراطي، وفعاليات كردية من المجتمع المدني، لوضع حد للعنف في المناطق الكردية، ومنحهم بعضاً من حقوقهم القومية، عبر المزيد من الانفتاح الديمقراطي عليهم تعزيزا لدولتها وهويتها الوطنية وأصبح الكرد في العراق شركاء حقيقيين في بناء الدولة العراقية، ومؤسساتها وفق منظور ديمقراطي وتعددي، ويتمتع الكرد في إيران بهامش من حقوقهم الثقافية، ويزداد الاهتمام بهم من قبل أوساط واسعة من القوى الحاكمة، وأوساط الرأي العام في إيران
وهنا تتبادر للذهن، استفسارات عديدة، حول الجدوى من إبقاء الكرد في سورية ضمن دائرة الإلغاء والتهميش، والمزيد من السياسات التمييزية المطبقة بحقهم، وعدم الاعتراف بهم، ومن المستفيد من ذلك؟. فالسياسة الإقليمية التي كانت تستهدف الكرد، قد ولت، وفشلت كل الإجراءات في إقصاءهم وإلغائهم من المشهد الوطني، بل إن مستلزمات لملمة الحالة الوطنية، وفي سياقها أعلن السيد رئيس الجمهورية بأن الكرد جزء من النسيج الوطني السوري، وان من حقهم مساواتهم مع غيرهم من المواطنين السوريين، وتطالب معظم الفعاليات السياسية والمدنية السورية بإيجاد حل لقضيتهم، والدستور السوري ينص في مواده: الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين والسابعة والعشرين على أن المواطنين متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات، ولكل مواطن حق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وينظم القانون ذلك، وعلى أن الحرية حق مقدس، وتكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية، وتحافظ على كرامتهم وأمنهم.
وعلى صعيد العلاقات الدولية، فإنه، وكلما كانت حقوق الإنسان والأقليات مصانة في البلاد، فإنها ستعزز وتقوي موقعها في المنظمات الدولية والإقليمية، لأن مواثيق حقوق الإنسان باتت ذات صفة عالمية، وتخصص لها بنداً في العديد من اتفاقات الشراكة بين الدول، مثل: الشراكة الاورو- متوسطية، واتفاقات منظمة التجارة العالمية، وثمة جهات تراقب مدى التزام الدول بهذه العهود والمواثيق واحدث مفوضية سامية لحقوق الإنسان تابعة لهيئة الأمم المتحدة.
لقد آن الأوان لتناول الشأن الوطني، وفق منظور حضاري، و التفرغ لبناء الدولة- الأمة سورياً ونشر ثقافة تعبر عن ذلك والكف عن التشكيك بالولاء الوطني لكرد سوريا، لأن هذه الإدعاءات الباطلة، لاتخدم سوى أصحاب الرؤية القصيرة، المتمترسين في خنادقهم، وينظرون للواقع من وراء نظاراتهم الخاصة بهم، ووفقاً لمصالحهم فقط.
ويبقى السؤال: إذا كانت كل الظروف جاهزة لحل القضية الكردية في سورية، فما الذي يمنع السيد رئيس الجمهورية من البدء بمعالجتها، وفقاً لصلاحياته الدستورية في إطار تعزيز الوحدة الوطنية ؟.
هل هي مرتبطة بثقافة الحزب الحاكم، والتي لا تعترف بغير العنصر العربي؟ أم بمسألة الديمقراطية، وحقوق الإنسان في البلاد عموماً؟ أم بالوضع الإداري غيرالقادرعلى معالجة مثل هذه القضايا على صعيد الدولة؟ أم لاعتبارات أخرى لاندري بها...؟....لكننا في الحصيلة نعتقد بان هذه القضية مرتبطة بنسبة لايستهان بها من المجتمع السوري، وحلها يصب في خانة وحدة المجتمع، وتماسكه، بعيدا عن أية اعتبارات أخرى.



#فيصل_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة عاجلة لإعادة الاعتبار للعلاقات العربية الكردية
- ماذا يريد الكرد في سوريا
- قتل الشعب الكردي الآمن مسألة فيها نظر!!!!!؟؟؟؟
- المؤتمر الوطني الكردي في سوريا ضرورة كردية ووطنية
- لقاء نائبة السيد رئيس الجمهورية بوفد كردي سوري احباط جديد ام ...
- سوريا بين السلطة و المعارضة
- الفيدرالية شركة تاريخية مع العرب وتعزيز لها ؟
- كي تكسر سوريا كل هذا الحصار.
- سوريا نحو التفرغ للمشروع الوطني
- مقترحات ندوات الوحدة الوطنية لاتاخذ طريقها للتنفيذ حتى ألان
- أية مصلحة وراء سد أبواب
- المزيد من التآلف الوطني
- لابديل عن الحوار الوطني
- نحو فهم جديد للوحدة الوطنية في سوريا يستوعب متغيرات الواقع
- نعم للحقيقة في التصدي لخصم جارف القوة
- في مواجهة الرياح العاتية: لابدّ من تمتين التآخي العربي – الك ...
- الطاولة المستديرة الثانية في دمشق حول القضية الكردية في سوري ...
- لابـد من إصـلاح شـامل في سوريا يعالج المسألة الكردية كقضية ر ...
- الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة عام 1962م انتهاك صارخ لح ...
- مساهمة في الحوا ر الوطني الجاري في سوريا وجهة نظر كردية


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فيصل يوسف - القضية الكردية في سورية: ظروف مهيأة في انتظار الحل