أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد السهلي - نحن وأميركا.. والسلام















المزيد.....

نحن وأميركا.. والسلام


محمد السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 2758 - 2009 / 9 / 3 - 13:12
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



منذ أشهر عدة، ينشغل مراقبون سياسيون في قياس المسافة التي تفصل ما بين موقفي واشنطن وتل أبيب تجاه مسألة الاستيطان في الضفة الفلسطينية. ولا يخفي هؤلاء تفاؤلهم كلما تبين، حسب أدوات قياسهم، ما يؤشر إلى حصول تقارب بين الموقفين المذكورين.
هذا الأمر يدفعنا إلى التساؤل:
ماذا يعني تقارب موقفي نتنياهو وأوباما من مسألة تجميد الاستيطان بعد أن أخرج نتنياهو الحملات المتواصلة لتهويد مدينة القدس من «قاموس الاستيطان»؟
ولماذا لا يجري تسليط الضوء على المساحات الكبيرة التي تجمع موقفي الإدارتين الأميركية والإسرائيلية من سبل حل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني؟.
فقبل أن تحسم مسألة تجميد الاستيطان والمدى الزمني لهذا التجميد، أعلن خافيير سولانا، المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي (1/9/2009) أن قمة ثلاثية يتوقع انعقادها على هامش أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أواخر الشهر الجاري، تجمع القمة كلا من باراك أوباما وبنيامين نتنياهو ومحمود عباس، ورجحت مصادر عدة أن يعلن عن إطلاق قطار المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية في ختام تلك القمة.
في الوقت نفسه، كشفت مصادر إعلامية عن تبلور إطار أو هيكل سياسي أميركي يعكس تصور إدارة أوباما تجاه «عملية السلام» في المنطقة ويرتكز هذا التصور على ثلاث نقاط:
1ـ تستند المفاوضات إلى «خارطة الطريق».
2ـ السقف الزمني للمفاوضات عامان.
3ـ الولايات المتحدة شريك فعلي على طاولة المفاوضات.
وعلى الرغم من أن أحد المسؤولين الأميركيين أحال حسم مسألة تجميد الاستيطان في الضفة إلى «اجتماع قادم» مع الجانب الإسرائيلي، إلا أن التأجيل يرتبط كما يبدو باستكمال قبض ثمن هذا الحسم مسبقا بعد «تحقيق سلسلة من خطوات التطبيع من دول عربية تجاه إسرائيل» كما قال مسؤول أميركي آخر. ويتراوح مستوى هذا التطبيع الذي «أنجزته» الجهود الدبلوماسية الأميركية والأوروبية ما بين إعادة فتح ممثليات «أغلقت» سابقا، مرورا بالسماح لرحلات جوية إسرائيلية باستخدام المجال الجوي لدول أخرى، إضافة إلى منح تأشيرات سياحية لسياح ورجال أعمال إسرائيليين. في حين تشير مصادر عربية مطلعة إلى أن هذه الخطوات من جانب دول عربية عدة مرشحة للاتساع بسرعة كبيرة وربما يدخل التبادل الاقتصادي على خط العلاقات التطبيعية «الناشئة» والمستعادة.
يجري هذا التدهور العربي في ظل الحديث (مجرد الحديث) عن تجميد مؤقت للاستيطان في الضفة (دون القدس) وكأن الاستيطان ظاهرة مستقلة عن الاحتلال الذي يفترض أن تبحث المفاوضات ـ كما نراها ـ بآليات إنهاء كافة أشكاله وفي مقدمتها الاستيطان.
ولا يبدو أن الجانب الفلسطيني المكبل أساسا بـ «الالتزامات» ببعيد عن المطالبة الأميركية والإسرائيلية بدفع ثمن الجهود التحضيرية لإطلاق المفاوضات. هذا على الأقل ما يشير إليه مسؤولون أميركيون في مداولاتهم مع نظرائهم الأوروبيين عندما تحدثوا عن اتفاق يجري العمل على بلورته تحت عنوان «خطوات بناء الثقة» بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ويتضح أن واشنطن تستعجل الأمر حتى ينجز هذا الاتفاق قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونتحدث هنا عن ثلاثة أسابيع كحد أقصى. وعلى الرغم من أنه لم تجر تسريب أي من عناوين هذا الاتفاق إلا أن التوجس مشروع في أن يتضمن شروطا مسبقة على الجانب الفلسطيني «تضمن أهليته كشريك في المفاوضات» كما علق أحد السياسيين الإسرائيليين.
من الملاحظ أن كل ما يجري إعلانه و«تسريبه» من خطوات منجزة تمهد لإطلاق المفاوضات إنما يحمل عنوانا أساسيا واحدا هو إرضاء الجانب الإسرائيلي و«طمأنته»، في حين يسود الغموض وربما الصمت الأميركي والغربي تجاه المطالب الفلسطينية حول الاستيطان والحصار والحواجز والاعتقالات.
فتجميد الاستيطان المؤقت قد حدد الجانب الإسرائيلي سقفه (عدة أشهر) ولا نعرف هنا في حال انطلقت المفاوضات التي حدد مداها الزمني بعامين، هل سينهي الجانب الإسرائيلي حالة التجميد ربطا بانتهاء سقفها الزمني أم أنه سيطلب ثمنا إضافيا (فلسطينيا وعربيا) لتمديدها.
ومع ذلك، فإن الخطر الحقيقي الذي يتهدد الفلسطينيين وقضيتهم لا يتعلق فقط بما سبق وإن كانت هذه المقدمات تشير بوضوح إلى النتائج المتوقعة وهي غير مشجعة على الإطلاق لأن الجهود الأميركية والغربية ومعها جهود رسمية عربية تنصب على إطلاق المفاوضات بشعارات عامة ليبدو وكأن المفاوضات أصبحت هدفا قائما بحد ذاته وأن هذه المفاوضات وليس زوال الاحتلال هي ما يضمن الاستقرار في المنطقة.
ومن المفيد الإشارة هنا إلى أن دخول الولايات المتحدة كطرف فاعل في المفاوضات التي يجري الحديث عن قرب إطلاقها، لا يعني بالضرورة مكسبا فلسطينيا لأن واشنطن وتل أبيب متفقتان تماما حول سبل حل عدد من العناصر الأساسية المكونة للقضية الفلسطينية وخاصة ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين التي يضع لها الطرفان حلا تصفويا عبر التوطين وإعادة التشريد. ونذكر أيضا «التفهم» الأميركي لشعار «يهودية دولة إسرائيل» الذي عبر عنه بوضوح جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط، والموقف الأميركي المعروف تجاه ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل، واستحضار «مبدأ» تبادل الأراضي إلى جانب التركيز على أولوية أمن إسرائيل بما يعني قبول الحديث الإسرائيلي عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح وهو ما شدد عليه بنيامين نتنياهو في خطابه الشهير (14/6/2009).
يلاحظ أن السلطة الفلسطينية تعيش حالة من الانتظار وهي تراقب التطورات المتسارعة من حولها. وإذا كان مهما متابعة مواقف مختلف الأطراف، فإن الأهم هنا على المستوى الوطني الفلسطيني البدء فورا بصياغة استراتيجية تفاوضية جديدة تجري بلورتها في الأطر القيادية في الهيئات الوطنية الائتلافية وعلى نحو خاص في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها مرجعية السلطة الفلسطينية.
وعندما نتحدث عن إستراتيجية تفاوضية وطنية جديدة فإننا نعني قيامها على أساس قرارات الشرعية الدولية التي تكفل للشعب الفلسطيني حقوقه في إقامة دولة كاملة السيادة ونظيفة من الاستيطان على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967 وعاصمتها القدس، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها.
إن التداعيات التي عرضناها وخاصة على المستوى العربي في مقايضة مسألة تجميد الاستيطان بالتطبيع مع إسرائيل تضعف الحالة الفلسطينية إضافة إلى ضعفها القائم وهي تعاني تداعيات الانقسام الحاد، وهو ما يجب أخذه بنظر الاعتبار عند الحديث عن إطلاق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وهذا يعني أن المفاوضات في ظل الانقسام الحاد وفي ظل غياب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة عن جدول أعمالها إنما هي استعادة لحالة الدوران في الحلقة المفرغة.. ليس إلا.



#محمد_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر فتح .. مكانك راوح
- المناورة
- إشكالية البرنامج الوطني: الهدف.. أم الوسائل؟
- حكومة نتنياهو وخطاب التهديد الإستراتيجي
- اللاجئون وثمن «الدولة»
- وليم نصار .. الموسيقار والمناضل
- عندما أرغموا واشنطن على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية
- عندما يرحل الشهداء .. إلى ذويهم
- قراءة في التعديلات التي وقعت على مشروع برنامج الحكومة الفلسط ...
- مشروع برنامج الحكومة الفلسطينية : ملاحظات أولية
- عام على ولاية المجلس التشريعي الفلسطيني
- إلى متى تستفيد الأحزاب الصهيونية من الأصوات العربية؟
- الاصطفافات الحزبية في إسرائيل
- رايس ومراسم تأبين العمل العربي المشترك
- الفشل الإسرائيلي واندفاعة «السلام» الأميركية
- هل تشهد إسرائيل «أمهات مؤسسات» من الجيل الثاني؟
- هل ينجح رهان الحكومة الإسرائيلية على القرار 1701؟
- -فلسطينيو ال 48 وفواتير -الحرب والسلام
- أولمرت بيرتس وحسابات اليوم التالي للحرب
- في حـديـث مطـول مـع موقع «الحوار المتمدن» مرشــح التغييـر تي ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما يبدو آثار انفجارات بقاعدة الحشد الشعبي المدعو ...
- من استهداف إسرائيل لدعم حماس.. نص بيان مجموعة السبع حول إيرا ...
- استهداف مقر للحشد الشعبي في بابل وواشنطن تنفي شن هجمات جوية ...
- جهاز العمل السري في أوكرانيا يؤكد تدمير مستودعات للدرونات ال ...
- HMD تستعد لإطلاق هاتفها المنافس الجديد
- الذكاء الاصطناعي يصل إلى تطبيقات -واتس آب-
- -أطفال أوزيمبيك-.. هل يمكن لعقار السكري الشهير أن يزيد من فر ...
- أطعمة تسبب التهابات المفاصل
- ماذا تعني عبارة -أمريكا أولا- التي أطلقها الرئيس السابق دونا ...
- لماذا تعزز كييف دفاعها عن نيكولاييف وأوديسا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد السهلي - نحن وأميركا.. والسلام