|
وكيل وزير مُرتشي بالصوت والصورة !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2758 - 2009 / 9 / 3 - 12:32
المحور:
كتابات ساخرة
إحدى شركات الأمن الامريكية المُكلفة بحماية مطار بغداد الدولي ، ينتهي عقدها قريباً ، وكان في نيتها ان تُجّدد العقد للسنة القادمة ، مع وزارة النقل . الآلية المُتبعة هي ان يقوم " الدكتور عدنان العبيدي " وكيل وزير النقل ، بالتفاوض والموافقة والتوقيع على العقد . - قيمة العقد السابق حوالي المليوني دولار ، والسيد المُحترم الدكتور العبيدي ، إشترط على الشركة ، بأنه سيوقع على العقد في حالة ان تدفع الشركة له مبلغ نصف مليون دولار فقط ! قائلاً لهم : بزنس إز بزنس ! - بعد أخذٍ ورَد ، وافق ممثلو الشركة الامريكية على مضض ، وإتفقوا ان يدفعوا له الوجبة الاولى ، مئة ألف دولار ، في يوم الاربعاء 2 / 9 / 2009 ، في منطقة الكرادة ببغداد ! - قامت الشركة الامريكية ، بالتنسيق مع هيئة النزاهة ، بإرسال ممثلين عنها ومعهم المئة الف دولار ، الى المكان المُعين ، وعندما شّرف الدكتور وكيل الوزير حسب الموعد بالضبط " لانه معروفٌ بدقة مواعيدهِ " ، وإستلم الامانة ، كانت كاميرات هيئة النزاهة قد سجلتْ الواقعة صوت وصورة ! - عندما اُسقِطَ في يد السيد الوكيل ، وشوهدَ مُتلبساً بالجُرم ، لم يرتبك ولم يحمر خجلاً ، بل قال بأن هذه مؤامرة عليه من قِبَل الحاقدين ، وانه إذا إضطر فانه سيكشف اموراً خطيرة ستثبت انه أقل فساداً بمراحل من كثيرين ! - يبدو ان موديل " التهديد بكشف أسرار الفساد " ، سائدٌ ومُتفشيٍ هذه الايام في العراق على نطاقٍ واسع . فحتى رئيس الوزراء نوري المالكي ، طالما هدد بأنه سيفضح بالوثائق التي تحت يدهِ منذ فترة طويلة ، الفساد الكبير في البصرة خلال السنوات السابقة ، لكنه لم يفعل ! وزير التجارة السابق قال بانه سيكشف ملفات الفساد الضخمة وسيطيح برؤوسٍ كبيرة ، لكنه لم يفعل ! . مُرشح رئاسة اقليم كردستان " هلو ابراهيم احمد " صرح بأنه سيميط اللثام بالدلائل الدامغة التي لديهِ عن الفساد الكبير في عقود النفط في اقليم كردستان ، لكنه لم يفعل ! - هذه احدى الشركات الامنية الصغيرة ، التي تلعب ، عفوا تعمل في العراق ، وهذا العقد صغير ولا قيمة لهُ ، وهو لفترةٍ قصيرة ولمكانٍ محدود ، وربما لو لم " يتبطرن " الدكتور عدنان العبيدي وكيل وزير النقل العراقي ، وطلب مئتي الف دولار فقط ، لكانت الصفقة تُمّرر على الاغلب حسب الاصول . لان الشركة الامريكية الامنية ، ليست بالتأكيد مثالاً للنزاهة والشرف ، بل ان الشركات الامريكية والجيش الامريكي عموماً هي التي كرستْ ومارست الفساد والإفساد في العراق بعد 2003 ، وسهَلَتْ هروب كبار الفاسدين الى الخارج ! فقياساً بهذا العقد الصغير وإحتمالات الفساد فيه ، فكيف بصفقات السلاح العملاقة والطائرات والمواد الغذائية والاجهزة الطبية والادوية وعقود النفط والمنتجات النفطية ، ناهيك عن عقود الخدمات المختلفة ، فنحن للأسف الشديد بلدٌ نستورد حتى ماء الشرب والخضروات والمناديل الورقية ! أستغرب من الذين يقولون ان التقارير الدولية التي تُصّنف العراق ضمن أكثر البلدان فساداً ، مُبالَغٌ فيها . نحن في العراق ، بحاجة الى ثورةٍ حقيقية ضد الفساد ، وليس الى ترقيعٍ هنا وتبريرٍ هناك ، فالفساد حقاً ينخر في جسد الدولة العراقية أكثر من الارهاب . وبئس اي مسؤولٍ [ يحتفظ ] بوثائق وأدلة على الفساد ، ولا يكشفها ، الخزي والعار للذين يساومون ويقايضون ويُدارون بعضهم البعض ويسترون جرائمهم المتبادلة . قمة الفساد الامريكي الذي أطاح بأكبر البنوك والمصارف وأدى الى إفلاس شركاتٍ عملاقة ، والى خلق أزمةٍ عالميةٍ ستؤثر بالنتيجة على الدول النامية والفقيرة بصورة رئيسية ، هل ننتظر من هذا الغول غير الفساد والإفساد ؟
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يتحالف المالكي مع الحزب الاسلامي العراقي ؟!
-
فضائية العراقية وتعليق الجثث على أعمدة الكهرباء
-
تقييمٌ أوَلي للإئتلاف الوطني العراقي
-
إئتلاف دولة القانون العشائري
-
الموصل .. هل ثمة أمل ؟
-
أحداثٌ مُخجِلة وثقافة الإستقالة
-
بازار منصب - الرئيس - العراقي
-
شخصيات عراقية مؤثرة (1)
-
حذاري من المؤتمرات المشبوهة !
-
نظرةٌ على اللوحة السياسية في العراق
-
آفاق زيارة المالكي الى اقليم كردستان
-
ألسواح الأمريكان والجُغرافيا الحدودية !
-
الحَمير والإنتخابات الأفغانية !
-
إضاءة على إنتخابات أقليم كردستان العراق
-
إنتخابات اقليم كردستان ، قوائم الأثرياء تحصل على اصواتٍ أكثر
-
الكويت مَدْعُوة للتصرف بحِكمة
-
ضوءٌ على شخصية : رائد فهمي !
-
مَزارُ صدام المُبارَك !
-
ضوءٌ على شخصية : علي بابان !
-
هذا ال... ليس غريباً عليَّ ولكن !
المزيد.....
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|