أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غازي الجبوري - من المسئول عن استمرار العنف في العراق حقا ؟














المزيد.....

من المسئول عن استمرار العنف في العراق حقا ؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 15:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


برغم استمرار أعمال العنف في العراق إلا أنها انخفضت بنسب كبيرة عما كانت عليه في الأعوام السابقة لولا ماحدث في بغداد في التاسع عشر من آب الجاري من أعمال عنف غير اعتيادية لدرجة إطلاق تسمية"الأربعاء الدامي "على ذلك اليوم وما سبقه وأعقبه من أعمال غير اعتيادية أخرى استهدفت مناطق محددة وفئات بعينها من أبناء الشعب العراقي.

وقد تعددت التحليلات وتوزعت الاتهامات على أطراف رسمية وغير رسمية مختلفة داخل العراق وخارجه سواء منها ما استند على أدلة أم على استقراء للأحداث السياسية إلا أن الأسباب الحقيقية بعيدة كل البعد عن الأطراف المعنية برغم قناعتنا بان طرفا أو أكثر ممن ذكروا قد نفذ تلك الأعمال فعلا ، لأننا نعتقد أن كيان الدولة أشبه بكيان الكائن الحي الذي تتواجد في داخله وخارجه الكثير من الجراثيم والبكتريا والفيروسات ومختلف أنواع السموم وكلها قادرة على (أو تستهدف) إصابته بمختلف الأمراض متباينة الخطورة .

ونحن نعرف حق المعرفة أنها لاتصيب الجميع بل تصيب البعض فقط تبعا لدرجات المناعة وإجراءات الوقاية فلا يجوز أن نلقي باللوم على تلك الكائنات الحية أو المواد السامة فهذه هي طبيعتها وهذا هو دورها وهكذا هم أعداء الشعب العراقي في الداخل والخارج فهذا هو نمط حياتهم العدوانية الخبيثة وهذه هي وسائلهم الدنيئة في تحقيق أهدافهم القذرة وغير المشروعة فلا ينظرون إلى مدى مشروعية وإنسانية وأخلاقية وقانونية الوسائل التي يتخذونها لتحقيق أهدافهم حتى لو كانت على حساب حياة الناس الأبرياء وحقوقهم وحرياتهم المشروعة بل ينظرون إلى مدى سرعة تحقيق تلك الأهداف فقط ، وعلى هذا الأساس فإننا لايجب أن نلقي باللوم إلا على منظومة الحماية الأمنية والسياسية في البلاد فهي وحدها المسئولة قانونا وأخلاقيا عن تلك الأحداث وهذا هو المنطق العقلي والعلمي كما نعتقد ، وفي هذه الحالة علينا أن نتلمس الضعف والثغرات في أنفسنا ولا نلقي بالمسئولية على الآخرين الذين قد يكونوا أبرياء ، وعندما نقول نحن جاهزون لتولي الملف الأمني يجب علينا أن نكون متأكدين من قدراتنا وعند كلمتنا وبالتالي فان علينا أن نشخص بكل شجاعة ودقة الأسباب الحقيقية لإيجاد الدواء الحقيقي الشافي وليس لتبرير تقصيرنا فحسب.

وبتحديد أدق فإننا نعتقد أن السبب الحقيقي هو الافتقاد إلى الديمقراطية إذ أدى غيابها إلى كتابة الدستور الذي يعد أساس البناء السياسي بيد الكيانات السياسية التي وضعت دستورا يكفل تحقيق مصالحها الشخصية والفئوية على حساب المصلحة العامة للشعب العراقي ولم يكتبه الشعب صاحب المصلحة الحقيقية فنشأ دستورا مفخخا مليء بالألغام الموقوته ونشا عنه مجلس نواب مفخخا هو الآخر وبالتالي حصلنا على عملية سياسية مفخخة هي الأخرى حصدنا جرائها ملايين القتلى والمعوقين والمعتقلين والمهجرين والأرامل والأيتام واستمرار البنى التحتية على حالة الانهيار التي هي عليها وكل ذلك على حساب المواطن العراقي الذي عانى الأمرين منذ عام 1980 ولحد الآن .

وخلاصة الأمر فإننا يجب أن نلقي بالمسئولية القانونية والأخلاقية على جميع الكيانات السياسية وحسب حصتها من مقاعد مجلس النواب ومن ثم على لجنة الأمن والدفاع لأنه يفترض إننا انتخبناهم ليديروا شئوننا نيابة عنا وبذلك فإننا يجب أن نحملهم وحدهم وشخصيا المسئولية الكاملة عن كل ماحدث وسيحدث لنا ولا علاقة لنا بالمقصرين الآخرين سواء كان رئيس الوزراء أم القائد العام للقوات المسلحة أو الوزراء أو قادة الأجهزة الأمنية أو هذا الضابط وذاك الجندي أو الشرطي في هذه الجهة الأمنية أو تلك لان كل هؤلاء تم تعيينهم من قبل نوابنا المنتخبين الذين تقع على عاتقهم مسئولية مراقبة عمل جميع الهيئات الحكومية الأخرى وحسبنا الله ونعم الوكيل . وفي الختام فإننا لايسعنا ازاء هذه المصائب إلا أن نستعير بيت الشعر القائل -"جامل زمانك لو زمانك تحداك ***واصبر على مر الليالي وكدرها"- عسى أن نجد فيه عزاءا لنا و مسكنا لآلامنا المزمنة ولنقول لشعبنا اصبر واحتسب والله المعين على ماتصفون....






#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحبب التصويت الى نفوس الناخبين؟
- مظلومية أهالي محافظة صلاح الدين إلى متى؟
- هل اختلاف التنظيمات السياسية ظاهرة صحية؟
- ماهي افضل ضوابط للتعيين في الدوائر الحكومية؟
- السنة الدراسية انتهت ولم يبت بطلب نقل طالبة جامعية عراقية
- من سرق ماطوري؟
- هل ما يقدمه المفكرون والكتاب والأدباء يناسب الظروف العربية؟
- إلى نقابة الصحفيين العراقيين: إلى الماء يسعى من يغص بلقمة!
- لمن يجب أن يتبع الإعلام الحكومي؟
- المصالحة مع البعثيين لماذا؟
- أهم السلبيات التي رافقت انتخابات مجالس المحافظات وطرق معالجت ...
- هل اذهب للتصويت أم لا ولماذ؟
- ماهو دور الإعلام في الانتخابات؟
- لكي لاتقتل طموحات المرأة العراقية في ظل الديمقراطية
- ماهي قصة المادة ( 50 ) من قانون انتخابات مجالس المحافظات في ...
- قضية كركوك بين العاطفة والموضوعية
- طرق الكشف عن الديمقراطية في بلد من البلدان
- هل يمكن إيجاد حلول وسط للانتخابات والاستفتاء في كركوك؟
- هل عودة روسيا تخدم المصالح العربية... كيف ولماذا؟
- العلاقات بين الحكومة الاتحادية والأقاليم والمحافظات في العرا ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غازي الجبوري - من المسئول عن استمرار العنف في العراق حقا ؟