أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خضر سلامة - تضامناً مع الشيوعي السوداني ضد الظلامية الدينية من الطيب صالح إلى إمامٍ طالح














المزيد.....

تضامناً مع الشيوعي السوداني ضد الظلامية الدينية من الطيب صالح إلى إمامٍ طالح


خضر سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 11:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تعيش المؤسسة الدينية الاسلامية منذ عقود، في كهف محكم الإغلاق، وبعد أن تصدت لحى المشايخ المنافقين طويلاً لحظر أي تجديد أو اصلاح يمسح الغبار عن وجه دين، كان يوماً ما، تجربة تقدمية، نسبياً، دخلت هذه المؤسسة، على الأقل بوضوح، منذ عصر ابن تيمية في تجربة التكفير، مصطلح تطور مع الزمن وتحول من قوة بيد السلطة السياسية المتحكمة بالسلطة الدينية، إلى قوة بيد مؤسسة كنسية دينية، شيعية أو سنية، تملك مصالح اقتصادية وسياسية، تماماً كما الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى، تلتقي مصالح المؤسسات الدينية الاسلامية، والمؤسسة الرسمية سيما في بلادنا العربية، كثيراً من الأحيان، وفي بعض الأحيان، تكون المؤسسة الاسلامية على قدر من القوة، واليد المطلقة، ما يمكنها من اصدار هكذا حكم بالاعدام، دون عودة لمرجعية سياسية... بفضل التضخم المرضي خلال العقد الأخير، للراديكالية الاسلامية.
عزل وقتل الشيوعيين الكفرة! هذا جديد ما يسمى مجازاً بالرابطة الشرعية لعلماء المسلمين في السودان، دعوة صريحة، من سلفيين، متعصبين، همج وجهلة، إلى قتل وابادة فصيل سياسي عريق في بلد كان يشكل خزان الوعي الثقافي والأممي والأدبي العربي، هذه الرابطة، التي تشكل إحدى الفضلات الباقية من جماعة الهجرة والتكفير التي رعتها بعناية، كما رعت باقي الحركات الاسلامية، المخابرات البريطانية ومن ثم الأمريكية، ومولتها بالعتاد والجهل اللازم لغسل أدمغة الشباب، لضمان احتلال انسان الوطن، اذا ما عجزوا عن احتلال ارضه.
أما لمن لا يعرف الشيوعيين السودانيين، فيكفيه علماً سيرة عبد الخالق محجوب، الذي شنقته رجعية النميري المدعوم من الأنظمة الخائنة، محجوب، ابن الأرض السمراء، الذي قاد الحزب الشيوعي السوداني إلى التمايز عن اخطاء باقي الشيوعيين العرب الذين سارعوا الى استنساخ التجربة السوفييتية دون مراعاة المجتمع المحلي، قام الحزب الشيوعي السوداني بمحاولات لامعة لانتاج تجربة شيوعية سودانية مستقلة عن التبعية لموسكو في تلك الفترة، وعن الصراع الصيني السوفييتي، ونجح الى حدٍ بعيد، ومن أبرز علامات هذا التميز، أن يقوم أعضاء المكتب السياسي للشيوعي السوداني في تلك الفترة، بعقد اجتماعاتهم في المسجد بعيد صلاة الجمعة! أو يقوم أحد أهم الأعضاء، بإمامة المصلين! ليكون رداً كافياً حينها، ضد الدعايات التي سوقتها المخابرات الأميركية، عبر المؤسسة الدينية الاسلامية السياسية، بكفر الشيوعية وارتباطها ضرورة بالالحاد.
من هذه البيئة نشأ الحزب الشيوعي السوداني، قبل أن يباد أعضائه بمعظمهم على يد الجلاد النميري، كما أبيد معظم المفكرين الشيوعيين في مصر وفي لبنان وفي سوريا على كل حال... هذا الحزب الذي نشأ في مدينة أتبره السودانية، حيث يجبل القدوم الحديد على يد العمال الكادحين، وتحول الحزب شيئاً فشيئاً، إلى منارة تثقيفية، وضعت نصب أعينها محو الأمية من السودان، الخطوة الأولى إلى بناء وطن: تعلموا! من ثم النضالات الطويلة، التي ضاعت لاحقاً، إما بسبب تخاذل الورثة للحزب، وإما بفضل التآمر من قبل الجميع، على هذه التجربة المزعجة، للرجعيين.
إذاً، في بلاد الطيب صالح، الأديب الذي فجر أهم رواية عربية في القرن المنصرم ناقداً التجربة الاغترابية العربية، وموجهاً سهام الاصلاح الى مجتمعه الأصل.. في هذه البلاد الطيبة اليانعة التي تعاني من الحروب والفقر والجوع بفعل الأيادي الأمريكية والصينية والأوروبية، وبفعل النظام الديكتاتوري المخيف، وبفعل العملاء الصغار، وحماتهم من رجال الدين... يقفز أحد المنعوتين بصفة شيخ من جحره، ليدعو إلى عزل وقتل الكفار الشيوعيين وملاحقتهم، وتحريم الزواج منهم، وحجته أسخف من فعله: "المذهب الشيوعي هو الإلحاد، الشيوعيون يؤمنون بماركس ولينين وستالين، والشيوعية لم تجلب إلا الدمار والخوف..."
ومن المفروغ منه، سقوط هذه التهم منذ زمن طويل، فما يسمى بالمذهب الشيوعي، هو مذهب اجتماعي اقتصادي، لاديني، واقرأوا كتب الشيخ الأحمر حسين مروة لمزيد من المعلومات، أما إيمان الرفاق بماركس ولينين وستالين، فتعبير ساقط لغوياً، فالثلاثة، هم رموز فكرية وسياسية لا غير، قابلين للنقد غير منزهين، وعلى كلٍ فشخصية ستالين مثلاً، لا زالت موضع نزاع بين الأفرقاء الشيوعيين، أما ما جلبت الشيوعية للعالم، فما جلبت إلا حركات تحرير وثورة، لا زالت إلى اليوم ملهمة الكثيرين، وإذا ما وجدت تجربة خاطئة، لحكم سياسي شيوعي ما، فلنضعها أيها الشيوخ، في نفس السلة التي تضعون فيها تجارب الحكم الاسلامي الفاشل والدموي منذ ألف عام ونيف، أو تجربة الاسلاميين بشقيهم في العراق وأفغانستان، مثلاً!
وضمن ذلك كله، وإذ نتبنى رد الحزب الشيوعي السوداني بتفاصليه بما في ذلك من اتهام للحزب الحاكم بالوقوف وراء هذه الجماعات ودفعها لتقسيم المعارضة الوطنية، وإذ نتضامن مع هذا الحزب العريق بنضالاته وشهدائه وأعلامه، فلنغتنم هذه الفرصة لدعوة الشيوعيين العرب، للوقوف لمرة واحدة أما مرآة الواقع، ولاجراء نقد ذاتي لثمانين عاماً من التجارب والصراع مع التابوهات الدينية، ولصياغة موقف واضح موحد يوضح المسافة التي يقف الشيوعي العربي فيها، من الدين، لنتجاوز سويةً سيوف الظلامية الفكرية، والعفن الدماغي الذي يجتره رجال الدين من حولنا، ضد كل من يهدد سيطرتهم على العقول والأفكار.
ولتسقط الرجعية، والطائفية، والصهيونية الفكرية بكل أشكالها، في اسرائيل، وفي بلادنا أيضاً.






#خضر_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحدث الايراني: أكل العنب أو قتل الناطور؟


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خضر سلامة - تضامناً مع الشيوعي السوداني ضد الظلامية الدينية من الطيب صالح إلى إمامٍ طالح