أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العرباوي - على كوكب الكوارث :














المزيد.....

على كوكب الكوارث :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إننا نعيش على كوكب زاخر بالأوبئة والكوارث الخطيرة التي تقتل يوميا آلاف الناس في كل مناطق العالم. وفي الحقيقة إن هذه الأوبئة والكوارث لم تدفع بعدُ حكومات الدول والبلدان في العالم، سواء كانت هذه الدول من العالم المتقدم أو كانت من العالم المتخلف أو النامي إلى تبني استراتيجية تحد من خطورتها ومن نتائجها المدمرة للبشر والطبيعة. وقد أصبح لهذه الكوارث مؤخرا مناعة تقيها من ردود فعل البشر الذين عجزوا عن معالجة مسبباتها العديدة التي كانت من إبداعه والتي ساهم في ظهورها.


ولكي نمنع الكوارث من حصولها يجب التفكير في معالجة أسباب حدوثها. هذه الأسباب التي تكون غالبا بشرية تساهم بقوة في حدوث الكوارث والمصائب في عالم اليوم لتحصد معها البشر جملة وتفصيلا. وكل صيحات الاحتجاج العالمية التي يطلقها بعض الغيورين على البيئة العالمية وعلى كوكبنا العجيب لا يعيرها مسؤولو الحكومات في العالم الصناعي أي اهتمام، بل تزيدهم إصرارا على تجاهلها وعلى المساهمة في تدمير البشرية والإنسانية. إنه قانون الغاب بالفعل.


لم يحدث أن استولت الكوارث والأوبئة والأمراض الخطيرة الناتجة عن أفعال البشر كامل اهتمام منظمات الأمم المتحدة والمنظمات المستقلة بطريقة تفيد أنها قادرة على فرض تغيير واقعي على ما يقع في العديد من البلدان المساهمة في تدمير البيئة وخلق المزيد من الأوبئة فوق كوكبنا الأرضي. بل كانت هذه المنظمات قريبة إلى سلوك منطق المهادنة مع دول صناعية تساهم مساهمة مباشرة في انتشار غلإشعاع الحراري وغيره من الإشعاعات الأخرى التي تؤثر على الغلاف الجوي للكرة الأرضية، ولا تستطيع في نفس الوقت أن تفرض عليها قرارات تمنعها من الاستمرار في هذه الأفعال التدميرية. وكل همِ هذه المنظمات الدولية هو التنديد وكتابة التقارير التي تبقى حبرا على الورق ولا يتم تفعيل أي قرار ملزم لدولة صناعية كبرى من الحد من سلوكاتها الصناعية المدمرة للبيئة والناس.


وإذا ما نظرنا إلى الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم نجد أن العولمة بكل تجلياتها التي ساهمت في خلق تنافسية صناعية لم تضع في نصب أعينها كل التحذيرات التي قادت إلى تدمير البيئة وخلق أوبئة وأمراض انتشرت بين البشر كانتشار النار في الهشيم، فأصبح للعولمة جانبها السلبي المدمر، وأصبحت قادرة على إنتاج أمام منظمات منتشرة في العالم تؤمن بالسلام وببيئة صحية وسليمة لمواجهة كل السلوكيات المدمرة التي تقدم عليها العديد من الحكومات في العالم الصناعي الذي لا يؤمن إلا بالإنتاج والمردودية بطريقة عمياء لا تعير اهتماما لتحذيرات العلماء والمهتمين.


إن النمو الهائل الذي أصبح باديا على العديد من الدول التي تصنف على أنها دول صناعية كبرى، بل وتضافر التصنيع فيها وثورة الإنتاج غير المبني على محاذير بيئة ساهم في تدمير المناخ العالمي وزاد من انتشار الإشعاعات الحرارية وبالتالي التأثير على الغلاف الجوي لكوكبنا الأرضي. ولعل البحث عن تحقيق الإنتاج بوفرة ومنافسة القوى الأخرى جعل البعض من الدول تتراجع عن التزاماتها وعن توقيعها للعديد من المواثيق والعهود التي تمنع تدمير البيئة، وتتنصل كذلك من كل التزاماتها المادية والمعنوية تجاه منظمات تناهض هذا التدمير الممنهج.


وتوضح الوقائع والأحداث الناتجة عن فعل الإنسان أن هناك احتمالا كبيرا لزيادة نسبة التدمير للبيئة والطبيعة والأرض، وبالتالي القضاء على الوجود البشري سواء عن طريق الكوارث أو عن طريق أمراض وأوبئة تؤدي إلى اختلال التوازن الطبيعي والبشري على كوكبنا المسكين الذي أصبح لا حول له ولا قوة أمام إصرار بشري على تدميره وإضعاف مناعته ضد الكوارث والأمراض والأوبئة المختلفة. بل سيكون من الصعب مستقبلا التحكم في نزيف التدمير والتخريب الذي تنتجه هذه الكوارث والأوبئة بحكم فشل الحكومات في العالم عن مواجهة هذه المخاطر التي أصبحت تتعدى قوة البشر وذكائهم في مواجهتها وتتحدى كل الاكتشافات العلمية للحد منها .


ومن المفترض على الإنسان اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يبحث عن مخرج للخروج من هذه الأزمة الكونية المتمثلة في تدمير الإنسان والطبيعة وإنتاج الأوبئة والكوارث المختلفة والمخربة للكوكب والكون كله. فالنموذج الأمثل الذي يجب على العالم التوحد حوله هو خلق تكتل عالمي للبحث عن طريقة مثلى لإيجاد الحلول ورفع مستوى النحدي ضد كوارث وأوبئة بدأت تحصد الملايين من الأرواح وتدمر الملايين من الهكتارات من الأراضي الزراعية التي تعتبر الموئل الكبير للناس فوق كوكبنا الأرضي. على أن كل الأبحاث لن تجد لها كبير أثر إذا لم تكن محط اهتمام كل العالم واهتمام كل الناس بكل توجهاتهم وعرقياتهم وجنسياتهم بحكم أنهم يشتركون نفس الكوكب .


إن أهمية الإنسان في تحقيق التوازن الطبيعي فوق كوكبنا الأرضي يقودنا سريعا إلى الوصول إلى نتائج مهمة وقادرة على الخروج بالبشرية من هذا النزيف الطبيعي والبشري. وبالتالي فالإنسان هو المخول أولا للبحث عن حلول ناجعة لإيقاف هذا التدمير الخطير، بل هو القادر على فك رموز أحداث كارثية ساهم بنفسه في خلقها وإنتاجها .




#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انكسار
- نظرية التطهير والتخاذل :
- المسرح العربي في حاجة إلى تغيير :
- محمود درويش : الظاهرة الأدبية التي لا تعوض
- بوح الحب والشعر
- نصف حمار
- الطعنة الأخيرة : قصة قصيرة
- ثقافة الفشل ونتائجها المدمرة :
- ثلاث قصائد :
- العنف داخل المؤسسة التربوية والبحث عن الحلول :
- استدعاء ورفض وقصائد أخرى :
- الجيلالي وكلبه : قصة قصيرة
- قاهر الجيران : قصة قصيرة
- الفتنة والقتل على الهوية : (7) :
- الدعوة إلى التباعد بين المذاهب دعوة سخيفة : (6) :
- الحوار بين المذاهب ضرورة ملحة : (5) :
- استحضار العقل في الحوار المذهبي : (4)
- أسباب التباعد والدعوة إلى التقارب : (3)
- الحوار وسيلة أم غاية ؟ (1)
- مظاهر العنف الفكري وضرورة التخلي عنه : (2)


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العرباوي - على كوكب الكوارث :