أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - في نقد العقيدة الإسلامية













المزيد.....

في نقد العقيدة الإسلامية


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 10:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول المفكر والفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو: ليست وظيفة الفكر أن يلعن الشر الكامن في الموجودات، بل أن يستشعر الخطر في كل ما هو مألوف، وأن يجعل من كل ما هو راسخ موضع إشكال.

وهل ثمة أفكار راسخة تحكم سلوك الإنسان كالأفكار الدينية ؟ نتحدث هنا عن الدين المهيمن على حياة العرب وهو الإسلام رغم أني لا أؤمن بأي دين على الإطلاق، وطالما نسعى لمجتمع علماني ناهض متطور، فإن سيطرة الإسلام على المجتمع ومناحي الحياة يجب أن تتوقف نهائياً ويصبح الدين شأناً فردياً يخص كل إنسان على حدة. الناس كلها تصوم رمضان طمعاً في العفو والمغفرة عما اقترفوه من ذنوب وطمعاً في جنة النسوان والغلمان، والناس كلها تركض لأداء الصلاة في المساجد، والناس كلها تحج البيت لتقبيل الحجر الأسود. كل ذلك طمعاً في جنة الآخرة، أما الدنيا والحياة الحقيقية التي نحياها لمرة واحدة فهي فانية ودار ممر وليست مستقر، وبالتالي فلا عجب إذن أن نشاهد تخلفنا وقد أصبح مثاراً للتندر بين شعوب العالم. ببساطة، الإسلام لا يدع مجالاً ولا متسعاً للناس لكي يهتموا بحياتهم، ما يعني أن الإسلام هو المعوق الرئيس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. الدين يكرس حياة الإنسان للآخرة بينما العلمانية تكرس حياة الإنسان للحياة التي نحياها وهو ما سنلقي عليه الضوء في هذه المقالة.
قد يقول قائل أن الإسلام أمر بالموازنة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً )، ماذا يعني هذا ؟ يعني تماماً أن نهدر طاقتنا لأجل الأمرين معاً بالمناصفة، فنحظى بنصف طبيب ونصف مهندس ونصف عامل ونصف مدرس ونصف.. وهكذا. لكن لا ننسى أن نصف الطبيب ونصف المهندس هم بدماغ مشلول مكبل بأوهام العقيدة فتكون الحصيلة صفراً كبيراً وهو ما يحدث بالفعل على أرض الواقع، ومن لم يصدق تخلفنا العلمي عليه مراجعة قوائم جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب للقرن الأخير، وليشاهد تقارير الأمم المتحدة المخزية عن التنمية البشرية في العالم العربي، أو لعله يشاهد تصنيف الجامعات الأفضل على مستوى العالم لكي يستحي من نفسه ولا يعود للمجادلة للدفاع عن التخلف الحضاري المأساوي الذي نعيش.
بخلاف قضية الإيمان بالحياة الآخرة الوهمية والاستهتار بالحياة، هناك قضايا أخرى في العقيدة الإسلامية لا تقل خطورة، وهي قضية الإيمان باللوح المحفوظ الذي أشرت له في تعليق لي على مقالة لشامل عبد العزيز، وأعتقد أن الموضوع بحاجة إلى توسيع المناقشة حوله نظراً لأهميته.
يؤمن المسلمون أن الله قبل أن يخلق الكون، قد خلق القلم، وقال الله للقلم: اكتب ما سيكون إلى يوم الدين، فجرى القلم وكتب ما سيكون إلى يوم الدين. كل حدث مهما كان صغيراً أو كبيراً مدون باللوح المحفوظ، والناس تقول عن الأحداث الجسيمة ( مقدر ومكتوب ) أي ما باليد حيلة، كما أن ما كتب في اللوح المحفوظ هو القضاء والقدر، وهو من متطلبات الإيمان ومن المعلوم من الدين بالضرورة. الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره من أساسيات العقيدة الإسلامية. لكن ماذا يعني هذا القضاء والقدر ؟ إنه يعني مثلاً أن موت إنسان بحادث طرق هو قضاء وقدر ويصنف شراً، أما ربح الإنسان في صفقة تجارية ربحاً كبيراً فهو قضاء وقدر ويصنف خيراً. ليس للإنسان يد في الغنى والفقر لأنه قد يقضي حياته في أعمال شاقة ثم لا يجد نفقات العلاج عند المرض، وقد يعمل أعمالاً بسيطة وبعد فترة يغدو من أصحاب الملايين. الأرزاق في الاعتقاد الإسلامي يقسمها الله تعالى، من هنا تتولد قناعة سلبية مدمرة تصاحبها ذهنية عطالية تركع للواقع وتستكين للنتائج، وإلا كان تمردها كفراً وتمرداً على إرادة الله. ليس هذا فقط، بل إن إنجاب الأطفال أيضاً بيد الله ( يجعل من يشاء عقيماً ! ).
هذا الفساد العقلي والدمار الذهني يجب أن ينتهي فتحل محله الإرادة الإنسانية الكاملة غير المشوهة، فالإنسان وفعله ونشاطاته هي الأسباب المباشرة والوحيدة للرزق، والأوروبيون يصحون من نومهم باكراً إلى المزارع والمصانع والشركات والمكاتب. بلادهم تعمل كخلايا نحل هادرة، يؤمنون بالحياة فيكدون في صنعها على أفضل وجه، دون أن يحفظوا القرآن ودون أن يمضوا يومهم في تمتمة آياته كتعاويذ تقيهم شر الحاسدين.
الاسطوانة المشروخة التي لا يمل البعض من ترديدها حول أن العلمانية حيادية تجاه الأديان والمعتقدات، صحيح، ولكنهم يغفلون شرطاً هاماً. المعتقدات السلمية غير العنيفة هي المعترف بها علمانياً، أما عندما تكون العقيدة عنصرية ومؤذية وتتكون من سلسلة لا متناهية من أوامر الحرب والقتل والدمار والكراهية، فهي غير مرحب بها لأنها تهدد السلم الأهلي، وهو ما يحدث بالفعل على أرض العراق وفي أماكن أخرى كثيرة من العالم العربي والإسلامي.
الحياة الآخرة واللوح المحفوظ لا ينتجان إنساناً يقبل على الحياة ويكون فيها فاعلاً نشطا، بل إن العقيدة الإسلامية نفسها ( كما أوضحنا سابقاً ) تؤدي إلى حالة شلل دماغية يتعذر معها وجود العقل النشط المسؤول عن كامل سلوك الإنسان، فلا يمكن بعدها البحث عن علمانية ولا عن دولة قانون ومؤسسات ولا عن نهضة علمية اقتصادية ولا حتى عن سلم اجتماعي. العقيدة الإسلامية تعني إنسان ذو عقل مكبل بتخاريف منسوخة عن تخاريف اليهود عن الجن والشياطين وانشطار البحر وسفينة نوح وياجوج وماجوج وانتظار المسيح الدجال ومغرب الشمس في عين حمئة وعن السماء المرفوعة بلا عمد وعن الأرض الممدودة والمسطحة !!!
قضية أخرى هي ذلك الإسلام الذي نتوجه له بالنقد، فالبعض يصر على أن اجتهادات التنوير تقود إلى إسلام متطور بخلاف الإسلام الوهابي، ولكن لو سألنا هؤلاء، كم إنسان في العالم العربي والإسلامي يعرف نصر حامد أبو زيد ونقده للفكر الديني ؟ كم إنسان يعرف فلاسفة المعتزلة ؟ من قرأ تفسير ابن رشد للقرآن الذي أحرق في حينه ؟ لماذا فشلت كل محاولات عصر الرواد من محمد عبده إلى الأفغاني إلى الكواكبي ؟
إن الإصرار على تجاهل التجربة الفاشلة لهؤلاء لا يعدو أن يكون إصرارٌ على حرث البحر أو طحن الهواء، ذلك أن نصوص القرآن والسنة تؤكد على ما يلي:
1- إن الديمقراطية الغربية هي مفهوم معاصر لإدارة الصراع على السلطة بشكل حضاري عبرالتداول السلمي للسلطة وهو ما لم يعرفه الإسلام طيلة تاريخه الملطخ بدماء الانقلابات والتنكيل بفظاعة بالمعارضين السياسيين.
2- الديمقراطية هي حكم الشعب بينما في الإسلام يجب أن يكون الحكم كله لله ( إن الحكم إلا لله ).
3- في المجتمع العلماني يكون الناس أحرار في اعتناق ما شاءوا من أفكار ( غير عدوانية )، بينما في الإسلام أي خروج عن العقيدة يعتبر ردة تستوجب القتل.
4- المجتمعات العلمانية تعترف ببنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بضمنها حق التفكير والاعتقاد بينما يعتبر الإسلام هذه الوثيقة مقدمة للكفر والانحلال والإلحاد.
5- العلمانية تعتبر المرأة إنساناً كامل الأهلية يتمتع بنفس حقوق الرجل من ميراث وشهادة والحق في الخروج والعمل وارتداء ما يناسب من الأزياء، بينما الإسلام وبنصوص واضحة وقاطعة يعتبر أن المرأة فاقدة الأهلية وتحتاج لمحرم للذهاب إلى السوق وعند استخدامها للإنترنت، كما أن لها نصف ما للرجل من حقوق الميراث والشهادة، هذا بخلاف أوامر ضرب المرأة حسب مزاج الأوصياء عليها.
إن الإسلام المهيمن على عقول الناس هو إسلام الخطباء يوم الجمعة وهو إسلام كليات الشريعة وأصول الدين التي تخرج كل عام عشرات الألوف من الأغبياء والببغاوات مغسولي الأدمغة والذين سيعملون بدورهم على استكمال غسل عقول باقي أفراد المجتمع. إن إسلام ابن رشد ونصر أبو زيد ومحمد عبده هو إسلام فاشل يتناقض مع نصوص القرآن والسنة، وإن المراهنة على المشاريع الفاشلة لا يعدو عن كونه إضاعة للوقت وعرقلة كريهة لجهود التنوير.

الخلاصة:
1- إن العقيدة الإسلامية تنشيء الأفراد على الاهتمام بالعبادة لأجل الحياة الآخرة بينما المطلوب هو الاهتمام بالحياة التي نحياها وبالتالي فإن المطلوب هو نفي وهم الحياة الآخرة الذي أسس له الفراعنة في معتقداتهم ثم انتقل بعد ذلك إلى الأديان الإبراهيمية.
2- إن العقيدة الإسلامية ترسخ الإيمان بالقضاء والقدر ويتحول الإنسان إلى آلة عاطلة غير مبدعة وغير فاعلة وهو من أهم أسباب انتكاس الأمة الإسلامية.
3- العقيدة الإسلامية تتناقض مع حقوق الإنسان ومباديء الديمقراطية وأي محاولة للتوفيق بين الإسلام والعلمانية هي استغفال للجمهور أو جهل بمباديء الإسلام.
4- الإسلام يضطهد المرأة بل ويحتقرها ويأمر بضربها عند اللزوم، كما ينص على ضرب الأطفال لأجل أداء الصلاة عند بلوغهم سن العاشرة وهو تصرف وحشي يتناقض مع جميع المباديء الإنسانية.
5- من جميع ما سبق نستنتج أن الإسلام هو المسبب الرئيس لانحطاط هذه الأمة وهو المعوق الأكبر للعلمانية وللفكر النهضوي والحداثي.



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع جلال صادق العظم حول الإسلام والعلمانية
- عظمة الإسلام بين الحقيقة والوهم
- أخلاق المسلمين وأخلاق اليابانيين
- حوار مع مختار ملساوي حول سبل مواجهة التطرف الإسلامي
- الإسلام والليبرالية
- هل تؤيد تصفية الدجال يوسف البدري في حال حدوث مكروه لسيد القم ...
- سيد القمني شعلة التقدم الإنساني في وجه الظلام !
- الشرف الغربي والشرف العربي الإسلامي
- حماية الحوار المتمدن من المتطفلين ومرضى الوهابية: الحائرة نم ...
- الإسلاميون في الحوار المتمدن


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - في نقد العقيدة الإسلامية