أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ماجد جمال الدين - ألخطاب ألسياسي وألخطاب ألتنويري (1)















المزيد.....

ألخطاب ألسياسي وألخطاب ألتنويري (1)


ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 10:34
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ألخطاب ألسياسي وألخطاب ألتنويري (1)

مقدمة
قبل أيام ذهبت لأسباب خاصة إلى مقر ألحزب ألشيوعي في ساحة ألأندلس ، ومن خلال ألأحاديث ألقصيرة ألمتوترة أحيانا مع بعض رفاق ألحزب تجلت في ذهني أكثر هذه ألفكرة بأن هؤلاء ألرفاق وكما أعتقد غالبية ألأعضاء لا يشعرون أنهم ينتمون للحزب إنتماءا فكريا ولا حتى طبقيا ، لأن ألأول يستوجب فهما واسعا وعميقا للفكر ألماركسي وألثاني لعدم وجود طبقة عاملة منظمة في ألعراق ألحالي حتى بمقاييس ألخمسينات ـ ألسبعينات من ألقرن ألمنصرم . في ذلك ألحوار بيني وبين هؤلاء ألرفاق ألذين لا يجدون ضيرا في كونهم شيوعيين ومسلمين في آن واحد أضطرني أحدهم للسؤال هل ألشيوعية دين حتى لا يستطيع أحد ألردة عنه وتطوير أفكاره . وألمشكلة أو ألإشكالية ألمطروحة هنا أن أغلب ألإنتماء لمختلف ألأحزاب ألسياسية ومنها حزب ألشيوعيين وليس في ألعراق فحسب ، يكون على شاكلة ألإنتماء ألإيماني ألديني أو ألأبوي ألعشائري وبحسابات ألمصلحة من ألولاءات للشخوص وألرموز ألزعامية .



فلنعد ألآن إلى جوهر ألموضوع
كل وسائل ألإعلام من ألصحف وألمجلات ألى ألفضائيات وألإنترنت ، ولا أستثتي موقع ألحوار ألمتمدن ، تطلع علينا يوميا بكم هائل من ألأخبار وألآراء والتحليلات ألسياسية من مختلف وجهات ألنظر ولمختلف أهداف وغايات ألنشر . وبغض ألنظر عن مدى مصداقية هذه ألمعلومات وألإيحائات ألكامنة ورائها فإنها في ألغالب تشترك بسمة عدم ألدخول إلى أعماق ألوعي ألفردي وألجمعي بل تتعيش على سطح ألأحداث ألجارية بإثارة ألمشاعر وألإنفعالات ألأنية لفئات تَشكّلَ مسبقا وعيها ألباطن وألظاهر ـ سواء كانت هذه ألفئات من ألمثقفين وأشباه ألمثقفين أو من عامة ألشعب بكل مذهبياتهم وهوياتهم ألإثنية أو مواقعهم ألطبقية . أي بدون محاولة ممنهجة لتعديل وتحديث هذا ألوعي بشكل جدي وصريح لجعله صانعا للحدث ألسياسي .
وبنفس ألوقت تجد أن ألكثيرين من مدعي ألتنويرية يملؤون ألدنيا زعيقا وسفسطة وفلسفة عن خصائص " ألعقل ألعربي " حتى يذهب ألبعض إلى إعتبارها مسألة عنصرية وجينية بحتة ، بينما يجهد آخرون بألبحث في أعماق ألتاريخ ليستشفوا خفايا وكنه هذا ألشيئ ألغريب " ألعقل ألعربي " . كل هذا بألطبع بدون أن يتعبوا أنفسهم بألحوار ألواسع وألصريح ألمخلص مع هذا ألعقل ,, لماذا ؟ لأنه يمثل أزدواجيتهم أنفسهم ، لأنهم لا يريدون ألتخلي عن إيماناتهم ألداخلة في وعيهم ألباطن لصالح ألكلام ألمثقف سطحيا ألذي يسطرونه .

في ألقرن ألحالي ، أو ربما فقط منذ عقود قليلة ، تجلت مسألة غاية في ألأهمية وألجذرية لإستشراف طرق ألتطور أللاحق لمجتمعاتنا ودولنا وشعوبنا وإمكانية ألتأثير ألفعال على هذا ألتطور . هذا ما أصبح ألمثقفين يطرحونه بألشكل ألمقتضب جدا : " هل هي أزمة أنظمة حكم ومؤسساتها ألسلطوية وإرتباطاتها بتعقيدات ألسياسة ألدولة ألمؤامراتية ألغامضة ، أم هي أزمة مجتمعات بوعي عبودي متخلف وقيم وتقاليد بائسة ؟ " . وألسؤال ألأهم ألذي قلما يتطرقون إليه بتوسع : " كيف نستطيع أن نقفز من هذا ألوحل لنجاري بعدها باقي ألمجتمعات ألبشرية في عصر ألعولمة ؟ وهل يكفي تعلم ألتمارين ألتي نتعرف عليها من خلال عصور ألتنوير وألنهصة ألأوربية أم هل فقط نتدرب على ألتطبيش بقوة أكبر في مستنقعنا نحن .
للأسف أغلب ألتنويريين يطبشون بكل ثقة وحماس ، ولكنهم لا يحسنون ألقفز ألعالي ـ ناهيك أن يجروا معهم وورائهم ألجماهير ألتي عليهم إلهاب مشاعرها بقيم وثقافة روحية جديدة وأخلاق إنسانية تتماشى مع روح ألعصر .
ألخطاب ألتنويري وعلى ضآلة حجمه في وسائل ألإعلام ما زال يتخبط في طرق إيصال صوته وتوحيد رؤاه ألحداثية ، بينما ألخطاب ألسياسي تسوده ألسطحية والدجل .. وألسؤال في هذا ألمقال عن كيفية إيجاد ألظروف ألموضوعية وألذاتية لتعانق ألفكر ألسياسي ألمخلص وألمسؤول إجتماعيا وألفكر ألتنويري ألحقيقي ألذي يبدأ مهامه في ألبيت وألشارع وألمدرسة ـ لكي نستطيع ألنهوض فعلا بمجتمعاتنا كما نهضت باقي ألشعوب من عصورها ألمظلمة . كيف نستطيع أن نوثق ألعلائق وألروابط بين ألخطاب ألسياسي ( ألتقدمي ألذي يخدم مصلحة ألجماهير وليس ألتضليلي ألهادف لمصلح ذاتية وسلطوية ) وألخطاب ألتنويري ألذي يستهدف إحداث نقلات نوعية في طبيعة ألوعي وطرق ألتفكير ؟ . هل بألإمكان تداخل وحتى دمج ألخطابين بتبسيط وتوضيح ألرؤى لعامة ألناس مثلا حين يكتب من خلال وسائل ألإعلام منظر حزبي أو محلل سياسي ، أو بأن يفصح ألمثقف ألتنويري للجماهير عن طريقة تداخل وتغلغل فكره ألسياسي ـ ألإجتماعي ألخاص سواء في نتاجه ألإبداعي من خلال موقعه أو حين تعريفه لمنظومة ألأفكار ألحداثية ألتي يبشر بها ؟ ألمسألة في ألحالتين بألطبع أصعب من قصيدة وملحمة ما تكتب وتقرأ أو من تأليف موسيقى سمفونية . ألصعوبة كما في توجيه مجموعة متباينة من ألسياسيين وألتنويريين على إختلاف وتعدد هوياتهم وإعتقاداتهم وإنتمائاتهم ألأولية وأدواتهم ووسائلهم ألتعبيرية لتكوين أوركسترا .


قبل أن أختم هذا ألجزء أتذكر مقولة ألسيدة ميسون ألدملوجي ألتي تكررها مرارا قناة ألحرة ـ عراق : " على ألمثقفين أن لا يتعالوا على ألسياسيين " .. لا يا سيدتي على ألسياسيين أولا أن يكونوا مثقفين فعليين وواعين تماما بكل خطورة وآفاق مواقفهم قبل أن يتوجهوا للعمل ألسياسي وإلا لا فائدة لمجتمعاتنا منهم كسياسيين حالا ومستقبلا . وبألطبع على ألمثقفين جميعا أن يعرفوا ويعوا أبعاد أللعب ألسياسية والشعارات ألزائفة كي ينتجوا ثقافة أصيلة مؤثرة بألواقع وحية بتفاعلها مع ألوعي ألجمعي .

يتبع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ألإنسان أبدع كل ألأديان وخلق كل ألآلهة ومفهوم كلمة ألإلـه . *
للتعريف بالكاتب :
http://www.irqparliament.com/vb/showthread.php?t=15782
http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=8479.0



#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ماجد جمال الدين - ألخطاب ألسياسي وألخطاب ألتنويري (1)