أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بدر عبدالملك - شجاعة الأفغانيات














المزيد.....

شجاعة الأفغانيات


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 08:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


توجه يوم الخميس بتاريخ 20 أغسطس، مئات الآلاف من الأفغان رجالا ونساء، نحو صناديق الاقتراع، والموزعة على أكثر من 6500 موقع للتصويت، لاختيار رئيس جمهوريتهم الجديد وللمرة الثانية. ولكي تفزع حركة طالبان الناخبين وتدفعهم للنكوص وعدم الذهاب يوم الانتخاب للتصويت، فإنها كثفت من اعمالها قبل أسابيع قليلة من ذلك التاريخ الانتخابي. وكما أشار البريغادير الجنرال – ترومبلي الناطق باسم قوات الناتو في أفغانستان عن عملية تصاعد العمليات الهجومية والتي بلغت ما بين 32-48 عملية هجومية مختلفة في نسبتها وحجمها وخسائرها، غير انه من الجانب الآخر فان الاستحكامات الأمنية على مواقع ومراكز انتخابية تجاوزت الستة آلاف فان ذلك بالمنطق الإحصائي، وفي بلد رقعته الجغرافية متسعة، فان تلك الهجمات لن تستطيع منع عملية التصويت بالكامل كما هي التغطيات الإعلامية المضخمة، ولن يتمكن رجال طالبان من مهاجمة أكثر من 1% من تلك المواقع. تلك الحقيقة الإحصائية والعملية ستكون حاضرة يوم الانتخابات طالما هناك وجهة نظر شجاعة بين المواطنين الأفغان والأفغانيات الذين يؤمنون بمستقبل أفغانستان واستمرار العملية السياسية الديمقراطية بكل عوائقها واشكالياتها إذ أشار بعض السكان عن كيفية تزامن التصويت وشبح الموت معا بين سكان أفغانستان، فان ردهم ظل يؤكد على إصرارهم بتفضيل أو تلازم الأمن مع الديمقراطية والعملية الانتخابية بقول احدهم: "الانتخابات أمر مهم لأفغانستان ولكن الأمن أمر أكثر أهمية". بين حقيقة الأمن والفضاء الحر للتصويت، استمعنا وشاهدنا مدى حماس النساء الأفغانيات للذهاب إلى صناديق الاقتراع لتأكيد حقهن برغم كراهية وعزل حركة طالبان المرأة عن حقها في المشاركة السياسية على قدم المساواة. بعض المراقبين الغربيين يجدون حالة الصعوبة عن مدى كيفية الجمع ما بين ديمقراطية بنموذجها الغربي واشتراطات انتخابية مثالية، وحرية التعبير المنشودة والخيارات الآمنة يوم التصويت، في بلد متوتر تحت سقف الموت والرعب كل لحظة. ومع ذلك يصر الغربيون على أمر هام لا بد من تحقيقه كعملية سياسية متراكمة، وبأن الديمقراطية وجودها أهم بكثير من غيابها حتى في ظل ظروف وأوضاع مثل أوضاع أفغانستان‘ ولا يمكن تنفيذ العملية الانتخابية والتصويت في أفغانستان بمعايير دولية معتادة. ما ستحمله طائرات الهليوكوبتر من صناديق وما ستحمله على ظهورها الحمير أيضا في نقاط نائية تؤكد على دفع الأفغانيات ورغبتهن في أقصى مناطق أفغانستان الخروج يوم الانتخاب لاختيار من يريدونه حتى وان كن يحملن على كفهن شبح الموت وخطر بتر الأصابع ليس يوم الانتخاب وحسب بل فيما بعد الانتخابات فحركة طالبان مستعدة بتصفية كل من يرونه شارك في العملية الانتخابية والانتقام منه "بأثر رجعي". وبما إن حركة طالبان متمركزة في رقع جغرافية معينة وبين البشتون أساسا فإن البقية من الطوائف والمناطق قادرة على إجراء التصويت دون مخاوف تذكر. لهذا تكمن مخاوف حامد كرازي هذه المرة عن تراجع شعبيته ونسبة التصويت له بين البشتون الذين ينتمي لهم مما جعله يقلب أوراقه السياسية بين الطوائف والأعراق الأخرى مستدعيا شخصية سياسية تاريخية مثل عبدالرشيد دستم للوقوف إلى جانبه ودعمه. دون شك ستكون المنافسة بين 35 مرشحا للرئاسة قد تخسر كرازي النسبة المطلوبة من الدورة الأولى نتيجة توقع المراقبين بتشتتها وبوجود منافس قوي كوزير الخارجية السابق الدكتور عبداالله عبداالله والذي لن يكون إلا معكرا لصفو ومزاج كرازي الانتخابي. إذ يدرك وزير الخارجية السابق انه لن يتخطى كرزاي المدعوم داخليا وخارجيا وحظوظه من الأصوات أعلى بكثير منه. في بلد عاش عقودا من الحروب الأهلية والتقلبات السياسية وتفتت الدولة المركزية وهيمنة البنى القبلية والطائفية وعشش الفقر والأمية والجريمة بين أحضانها. بلد من نموذج أفغانستان لن تنتهي معضلته في صناديق الانتخاب ونقل الناس صوتهم المكبوت سياسيا إلى يوم بإمكانهم قوله خلف الستارة دون خوف أو تردد. في هذه الأجواء تنتشر عملية شراء الذمم وإرساء مناخ البلبلة والفوضى وتمرير شتى أنواع الأحابيل الانتخابية لكي يتم فيها تمرير مستوى معينا من التزوير ورشي الأصوات. ما تتناقله الأنباء من مبالغات حول الباعة الذين ينتشرون في طرقات كابل لبيع بطاقات التصويت بعشرة دولارات وتوزيع الآلاف من الدولارات بهدف شراء أصوات الناس لن يغير الحقيقة. مثل كل عملية انتخابية في دول نامية تفرز العملية الانتخابية درجة معينة من التلاعب ولكنها لن تتمكن من ابتزاز ضمائر الناس جميعها حتى وان كانوا فقراء وجدد على العملية الانتخابية. وإذا ما كانت ثلث المناطق معرضة للهجوم يوم الانتخابات وفق التقديرات الأمنية الأفغانية فان ذلك الثلث لن يفزع الناس جميعهم أيضا وستكون النساء الأفغانيات في طليعة أولئك الشجعان الذين تخطوا المخاوف من اجل الحرية القادمة للشعب والذي يتطلع لمستقبل أفضل وفي مقدمتهم المرأة الأفغانية الشجاعة التي رشحت نفسها كمنافسة وستذهب أيضا كناخبة في يوم تاريخي لأفغانستان.

- كاتب بحريني (سياسي)




#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة يونيو الإيرانية تستأنف غضبها
- يا.. محنة الإخوان في آخر الزمان!!
- تطور الصدام ومجرياته المحتملة
- سلطة تستحكمها القبائل والتخلف
- ماذا بعد انتصار المرأة الكويتية انتخابياً؟
- موت النمر التاميلي.. ولكن؟
- الكراهية والحلم في الصراعات الإنسانية
- المونولوج الإنساني
- مؤتمر دولي في طهران والبعد السياسي
- الحرب والعنف والإرهاب
- هل الشيطان وراء الأزمة المالية؟‮!‬
- هتلر وفرانكو في‮ ‬مقصورة المباراة
- الإرهاب لايزال مخيفاً‮!‬
- المرأة والقاطرة التاريخية
- حوار الدوحة والواقعية السياسية
- جيفارا‮.. ‬الفكرة والأيقونة
- التكفيريون وعمى الألوان
- الطائفية‮.. ‬الجاثوم السياسي‮ ‬في ...
- فليذهب الى بنغلاديش او الصومال!
- سؤال التحدي والمواجهة في المملكة السعودية


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بدر عبدالملك - شجاعة الأفغانيات