أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - قرائة في كتاب -القضايا الكبرى-















المزيد.....

قرائة في كتاب -القضايا الكبرى-


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 838 - 2004 / 5 / 18 - 04:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرائة في كتاب "القضايا الكبرى"
نظرة الى المستقبل من خلال المفكر الجزائري مالك بن نبي

الدولة الإسلامية الحديثة : شعارات تخبئ خلفها إمبريالية بريطانية

"الــشــرق الأوســط الأكبر" هــزيــمـــة جــيــــل وثـــقــــافــــة


عام 1947 أُعلنت دولة باكستان التي انفصلت عن الهند عندما خرجت بريطانيا منها عقب مؤتمر يالطا وتقسيم الحلفاء للعالم.

وانطلقت فكرة الانفصال اساسا تحت شعار الدولة الاسلامية، وقام بها بعض الشباب من الهنود المسلمين الذين تعلموا في بريطانيا وعلى رأسهم محمد علي جناح. وكانوا كما تشير المراجع، غير متدينين اصلا وساعدتهم بريطانيا ضد المهاتما غاندي رغم معارضة المرجع الاساسي رئيس جمعية العلماء "ابو الاعلى المودودي" الذي قال في محاضرة القاها عام :1940 "ان المسلمين الذين تثقفوا من اهلها (الهند) بالثقافة الغربية يستعصى عليهم ادراك الحقيقة السامية (الاسلام) فهم وإن كانوا يلهجون بذكر الحكومة الاسلامية، مضطرون بطبيعتهم وثقافتهم الى الا يهتدو الا الى الدولة القومية".

(المحاضرة منشورة ومعرّبة تحت عنوان "الانقلاب الاسلامي").

على اثر اعلان دولة باكستان عام 1949 دعت الى مؤتمر اسلامي ذي مضمون اقتصادي يقوم على التجاور الجغرافي من شرق البحر المتوسط الى حدود الصين مضافة اليه تركيا ومصر، وقد عقد المؤتمر في مدينة كراتشي في 4 تشرين الثاني 1949 وافتتحه رئيس الوزراء لياقت علي خان.

انعقد المؤتمر وأصدر توصياته ثم تبعه مؤتمر آخر في ايران ثم عام 1951 في كراتشي، وقام ظفرالله خان وزير خارجية باكستان في تلك المرحلة برحلات مكوكية في منطقتنا العربية فزار بيروت ودمشق وانقرة وعقد مؤتمرا صحافيا في القاهرة في 27 شباط 1952 قال فيه: "لقد قابلت في عواصم الدول الاربع رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية وكبار الزعماء ووجدت وجهات نظرهم في ما يختص بمستقبل الشرق الاوسط (التي تعتبر باكستان جزءا منه سواء من الناحية الثقافية او المثالية او السياسية) متفقة في معظم النقاط الرئيسية. وان من يعرفون سياسة باكستان يدركون ان وحدة العالم الاسلامي هي احد الاركان الرئيسية التي تقوم عليها عقيدتنا السياسية". وانتهى مؤتمره الصحافي بالمقصود الاساسي من هذه الجولة فقال: "ان مشروع الدفاع عن الشرق الاوسط لا يمكن ان يكون كاملا الا اذا انضمت اليه البلدان الواقعة شرق المنطقة، وتشمل باكستان وافغانستان وايران والدول العربية وتركيا. ولا بد من تسوية الخلاف بين العرب واسرائيل قبل تنظيم الدفاع عن الشرق الاوسط". (من محاضرة الدكتور راشد البراوي في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1952 تحت عنوان "الكتلة الاسلامية").

من الواضح هنا ان مشروع "الشرق الاوسط" الاكبر نشأ مع قيام دولة باكستان في ظل انتشار مفهوم القوميات، اذ كانت خطة الحلفاء منذ ذلك التاريخ تحقق النتيجتين الآتيتين:

1- ايجاد مساحة جغرافية تحت شعار الوحدة الاسلامية تنطلق من باكستان وافغانستان الى ساحل شرق البحر المتوسط وتركيا يتكون منه ما اطلق عليه الستار الحديدي في مواجهة الاتحاد السوفياتي.

2- تفريغ المنطقة المسماة "الشرق الاوسط" من اي قوة ذاتية خارج الرقابة الغربية عموما ثم الاميركية، وذلك باطلاق مصطلح سياسي جديد "الشرق الاوسط" الذي يضع اسرائيل والبلاد العربية وتركيا وايران وباكستان وافغانستان في سلة واحدة لحساب الغرب، وهذا كان واضحا من تصريح ظفر الله خان والاشارة الى وجوب حل الخلاف مع اسرائيل مما يعني ان اسرائيل اضحت حقيقة يُبنى عليها، وان الدفاع عن الشرق الاوسط هو ضد الاتحاد السوفياتي، لذا سارت الخطط كما يأتي:

تحييد اسرائيل في مرحلة الخمسينات حتى عام ،1967 والتركيز على المقاطعة فحسب مع سكون الحدود وعزل المقاومة لمصلحة استكمال ورشة القوة الاسرائيلية.

لذا انصرف الاهتمام الاسلامي نحو الالحاد ومحاربة الشيوعية، والاهتمام العلماني نحو القوميات والبحث في بطون التاريخ. وكان كِلا الاتجاهين في مصلحة نمو اسرائيل مما أعطى مفهوم الشرق الأوسط تصورا ثابتا في لغتنا السياسية كمرجعية في تصنيف.

في المقابل ونظرا الى مكونات البنية الثقافية للحركة الصهيونية في إطار المنهجية الغربية في فاعلية دورها، فقد تفادت هذه الحركة من المرجعية القومية والمرجعية الاشتراكية معا في تفعيل حضورها في عالمنا العربي والإسلامي، فارتكزت على الفكر القومي النابع من فلسفة القرن التاسع عشر لتبني ايديولوجيا الوطن القومي اليهودي على ارض فلسطين. كما استمدت من الفكر الاشتراكي مكونات تأسيس الدولة بجزم وفاعلية، وكانت الكيوبتز مع حزب العمل جزءا من الفكر الاشتراكي في ارفع نماذجه ضمن الحركة الاشتراكية وبالخصوص في اوروبا.

وهكذا اسس الشرق الاوسط لفراغ وانحراف في الرؤية في سائر مسيرة العالم العربي بحيث بدد الفكر الاشتراكي وحدة الشعب الفلسطيني في تحديد صراعه مع اسرائيل وتوصيفه له. فأصبحت هنالك جبهات ولكن لغير مجابهة.

فالشعارات التي رفعت في المزاوجة بين الصهيونية والامبريالية ارضت الصهيونية، اذ جعلت هزيمتها هزيمة للعالم الغربي كله.

وهكذا وضعت القضية في اطار الحرب الباردة في الصراع بين الشرق والغرب، وكان ذلك منحدرا يفتش عن المسار الاسهل امام صعاب الاعداد الاجتماعي الانمائي لمواجهة اسرائيل ضمن خطة محددة.

من ناحية اخرى تبددت الروح الاسلامية في التركيز على محاربة الالحاد الشيوعي الذي اغرى، هو الآخر، بجدال يستدرج الشعور العميق بالعجز عن المواجهة. وهكذا وجد الفكر الاسلامي في ثراء الخليج رفاهية التقوى في وسائل اعلامه وبلاغة التنظير في عظمة الاسلام.

كانت المطالبة بالحقوق الفلسطينية بابا سهلا للخروج من مواجهة المشكلات الجامعة للعالم العربي والتي تركس الارادة لضعف التأهيل النفسي.

ومن خلال هذا الركود الذي انتهى الى الحدود السياسية في مواجهة اسرائيل، كانت فكرة الشرق الاوسط كمصطلح تجد معناها في ذهن المخطط الاستعماري وفي ذهن العالم العربي الذي قبلها في لغته السياسية، حين افتقد فكرة استراتيجيا مستقبلية تدرس مبادرات اوروبا في اتجاه عالمنا. لذا بدا معناها في ذهن المخطط الاستعماري احد انتاج معناها في ذهن ادبيات العالم العربي حين نظر اليها من الوجهة النفسية تسليماً بمنطق المستحيل، ونظر اليها المخطط الاوروبي استسلاما لمدى مساحة بيضاء يمر فيها وزير النقل الاسرائيلي للوصول الى قطر ويداه تقطران من دماء الفلسطينيين نقطة نقطة في صحراء السياسة العربية لتكون معالم طريق عودته الى اسرائيل ليجهز على البقية من شعب فلسطين.

والمستقبل كما يقول بن نبي بعد عودته الى الجزائر بعد الاستقلال كرئيس لجامعة الجزائر والتعليم العالي عام :1964 "ليس كل شكل من اشكال التنظيم في الحياة البشرية، ولكنه شكل نوعي خاص بالمجتمعات المُستحضرة بحيث يجد هذا الشكل نوعيته في استعداد المجتمع لاداء وظيفة معينة لا يكون المجتمع المتخلف في حالة تكيف معها، لا من حيث رغبته، ولا من حيث قدرته، اي بعبارة اخرى لا من حيث افكاره ولا من حيث وسائله.

فالمجتمع المتقدم يملك دائما في تنظيمه حِسّاً نقديا يقع فيه كل خطأ في الاسلوب تحت طائلة النقد وكل خطأ في السلوك تحت ارغام المجتمع وبواسطة هذه الوظيفة الثنائية الجانب يحافظ على نقاوة اسلوبه وعلى الصفات المميزة لفاعليته، وهذه الوظيفة انما هي على وجه الدقة وظيفة الثقافة بالذات.

فعندما نتساءل: كيف تتكون ثقافة معينة؟ يكون سؤالنا متضمنا الجواب عن مرحلة تاريخية معينة. وعندما نتساءل: ما هو الدور الذي تؤديه ثقافة معينة؟ او ما هي الصورة التي تبرز فيها الثقافة؟ نجد انفسنا امام وجهة نظر اخرى للمشكلة.

اما عندما نتساءل: كيف يتم اعداد ثقافة معينة؟ فاننا نكون ازاء زاوية نظر مختلفة عن الوجهين السابقين.

لذلك يجب ان نجبه مشاكل قصورنا قبل الاستقلال ومشاكل بلوغنا بعده. فمن وجهة النظر الاولى، يكون من السهل ان نفهم ذلك ببساطة. تتضاعف المشكلات الاجتماعية بتأثير العامل السكاني. اما من وجهة النظر الثانية فان المشكلات، تتعقد في علاقتها الوظيفية ببعض العقد الجديدة، وذلك على سبيل المثال عندما تصبح كلمة الاستقلال مُبَرّرا لبعض ضروب الاهمال التي تثقل بعبئها الوازن سيرنا، اذ يتعين على المجتمع في الساعات الخطرة ان يقوم بقفزة يتخطى بها الهوّة او ان يخرج من التاريخ. فالعمل المشترك يتطلب ايقاعا ووزنا يؤثران في الجهود الفردية ويضعانها في الوقت نفسه داخل الجهد الجماعي. من هنا تبدأ الايديولوجيا".



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرائة سريعة في الاحزاب العربية وخروجها عن الصف الوطني
- الخطاب القومي العربي ظهوره ونتائجه وانعكاسه على واقعنا
- وصية لميت لم يمت بعد
- هذا زمان سقوط الأقنعة
- الانتخابات الأمريكية...ودورنا المغبون!!!!
- ابن لادن... إسلام ضد الإسلام أم إسلام ضد الجميع ؟؟؟ سؤال يجب ...
- صليب الملح... هل تسمعين يا فاطمة
- الخرافات الدينية... الصكوك الأولى في التنازل عن فلسطين للدول ...
- آلام المسيح أم آلام الشعوب
- العلمانية ضرورة للتغيير في المجتمعات وخاصة العربية
- علاقة المرآة بالمجتمع تستمد من علاقة الفرد بالسلطة
- اغتيال احمد ياسين والبعد السياسي الدولي على المنطقة
- القتلى والمقاتلون السكارى قرائة ادبية في مقتطفات من بستان ال ...
- للقهوة صباح اخر
- الفضائيات العربية لسان الراسمالية الناطق - المعلن والمبطن
- عرب اطاعوا رومهم ... اسلاميون اطاعوا احتلالهم فل نحطم جدار ا ...
- اوراق المفاوض الفلسطيني // مخطوطة باقلام امريكية


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - قرائة في كتاب -القضايا الكبرى-