أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - القنوات الفضائية -المرائية - وإذلال الفقراء باسم التبرعات الخيرية / وهامش بخصوص العميل موفق الربيعي.















المزيد.....

القنوات الفضائية -المرائية - وإذلال الفقراء باسم التبرعات الخيرية / وهامش بخصوص العميل موفق الربيعي.


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القنوات الفضائية "المرائية " وإذلال الفقراء باسم التبرعات الخيرية / وهامش بخصوص العميل موفق الربيعي.
علاء اللامي
دأبت بعض القنوات الفضائية العراقية والعربية، خلال شهر رمضان، وخصوصا تلك التي تتمتع بتمويل سخي وغير معلن، على تقديم العديد من برنامج المسابقات والزيارات أو التبرعات التي هي في ظاهرها فعل خير وعطاء، وفي باطنها بحث رخيص عن الشعبية والترويج التجاري والسياسي لها ولمالكيها وللجهات التي تقف خلفها. إنها برامج لا تخلو من إذلال - وإن كان غير مباشر - للفقراء والعائلات المتعففة و ذات الحاجة، حيث ترى القائمين على هذه القنوات الفضائية يعدون ويبثون برامج عديدة، وبأسماء مختلفة يقدمون فيها الهدايا والأعطيات للأشخاص والأسر الفقيرة، أو إنهم يتكفلون بعلاج طفلة مريضة أو شاب معوق أو تزويج عدد من الشباب لفقراء أو حتى تقديم وجبة طعام لطفل جائع من مشردي الشوارع وسط ضجة وتهريج ومِنَّةٍ لا تخطئها العين، ومحاولات مقرفة لاستحلاب واستجلاب المديح وعبارات الإطراء من المُتَصَدَق عليهم لتلك القناة المشؤومة وصاحبها والقائمين عليها. وهكذا تجد الشخص المعوز أو الأسرة المعوزة والتي ساقها طالعها إلى عدسات كاميرات هذه القناة أو تلك، وبعد أن تكون قد تبهدلت ألف بهدلة خلال فترة التصفيات مع عوائل أخرى ، تراها تموت ألف مرة من الشعور بالعار والصغار والإذلال حتى ينتهي تصوير البرنامج وتنال ورقة نقدية غالبا ما تكون بالدولار الأمريكي ، أو سلة بضائع أو جهاز منزلي كهربائي صورته الكاميرا من جميع الجهات ، ثم تموت – تلك الأسرة - مرات أخرى بعد بث البرنامج المذكور مرارا وتكرارا، وكأن أصحاب القناة المتصدِقة على هؤلاء البؤساء تريد الثأر منهم و جعلهم جسرا لشهرة عاجلة وصيت ذائع وبأرخص الأثمان.
قبل بضعة أيام عرضت إحدى القنوت العراقية طفلة صغيرة بحاجة إلى إجراء عملية جراحية وقد تكفلت القناة بإجرائها لها وكان العرض واللقاء بتلك الفتاة وأسرتها مخجلا ومعيبا و وصمة عار في جبين تك القناة وصاحبها لما فيه من فجاجة وفظاظة في استحلاب الثناء والمديح من الفقراء والمحتاجين حيث ظلت تلك الفتاة تجهش بالبكاء الصادم وتفيض بالدموع الغزيرة وعدسة كاميرا تلك القناة تلاحقها بلؤم وجشع لفترة بدت لي دهرا ..ترى ألا تخجل تلك القناة، وإدارة ذلك البرنامج تحديدا، والذي تقدمه سيدة إعلامية عراقية لا شك في ثقافتها وحيائها من هذا الإذلال العلني لفتاة مريضة وأمام ملايين الناس من مشاهدي القنوات الفضائية ؟
ليس ما ننتقده هنا ظاهرة جديدة وابتكارا خاص بالقنوات التلفزيونية العربية والعراقية بل هي ظاهرة عرفتها مجتمعات أخرى، وقامت على أسس مرفوضة حضاريا وإنسانيا منها دغدغة المشاعر البدائية وتهييج الغرائز والمشاعر سهلة الاستثارة، الأمر الذي دفع الطبقات المثقفة والأوساط المدنية المدافعة عن الكرامة الإنسانية إلى مقاومة هذه الظاهرة ونقدها والدعوة إلى ضبط وتقنين عمليات التبرع والنشاطات الخيرية من الناحية القانونية، حتى باتت بعض المظاهر والأساليب العملية للقيام بها ممنوعة قانونيا، أو مرفوضة ومستنكرة اجتماعيا إذا ما توسلت تلك الوسائل الفظة و التي لا تراعي كرامة المحتاجين والفقراء . غير أن حالة الفوضى الاجتماعية والسياسية التي تعيشها مجتمعاتنا ودولنا وخاصة في العراق المحتل، وانشغال مثقفينا بالمعارك والانشغالات الدونكيشوتية والآيديولوجية القشرية والذاتية، تجعل من قوننة وضبط هذه الظاهرة أمرين بعيديْ المنال حاليا ولزمن قد يطول.
ولكن ، وبالمقابل ، ألا نظلم ذوي النوايا الحسنة والقلوب الكريمة والضمائر المشاعية الحية الذين يريدون بهذا الفعل النبيل مرضاة الله والضمائر بكلامنا هذا والذي لا يخلو من التعميم ؟ في الواقع نحن لا نظلم أحدا، ونقدر أهل العطاء والكرم أيما تقدير غير أن من الصعب أن يسكت المرء وهو يرى البعض يحاول، وبرخص ولؤم، استغلال أعمال الخير والصدقة ليذل المحتجين ويحاول الصعود على أكتافهم. ثم إن تراثنا الديني والاجتماعي يوضح الفرق جيدا بين الصنف الأول من المتصدقين ويصفهم بأهم أهل المن والأذى والعلانية، وأية علانية أكثر وأشد قبحا من الفضح على شاشات الفضائيات فيرفضهم ويلعنهم ، وبين الصنف الثاني وهم أهل التصدق بالسر دون مَنٍّ أو أذى فيحَيّهم ويطريهم، ومن السهل التفريق بين الصنفين بسهولة! فمن يريد أن يعين الفقراء لوجه الله ليس بحاجة إلى اصطحاب الكاميرات وشبكات الإضاءة وجيش من الإعلاميين والفنيين معه.
ومما شجع على تفشي هذا النوع من النفاق التلفزيوني انتشار روح الشحاذة والكدية بين شرائح واسعة من الناس لأسباب كثيرة منها الفقر الشديد وصعوبة الحياة اليومية في ظل الاحتلال الأجنبي وحكم المحاصصة الطائفية، وفقدان السند والداعم الاجتماعي،وتآكل الطبقة الوسطى المأساوي وتحولها إلى نثير وشظايا من الكادحين والمحرومين، وغلبة نمط الحياة الاستهلاكي الأمريكي المشوَّه والمشوِّه والذي يفرغ الإنسان من أي شعور بالكرامة والعزة ويجعله يركض بجشع خلف الماديات حتى حين لا يكون محتاجا لها بحق، و خلف العطاءات الاستعراضية والهدايا المريبة والربح السريع المشبوه مهما كان الثمن المعنوي والأخلاقي حتى في مجتمع قيمي كالمجتمع العراقي كان، نعم كان يعطي للمعيارية الأخلاقية أهمية قصوى وأولوية حاسمة في منظومته القيمية الاجتماعية قبل أن تدمر تجربةُ حكم البعث الصدامي طوال أربعة عقود تلك المنظومة القيمية الأخلاقية الموروثة الراقية وتشطر المجتمع العراقي إلى شطرين، كل شطر يتجسس على الآخر، لدرجة تجد معها الزوجة البعثية تكتب تقريرا سريا لحزبها عن زوجها، والابن عن أبيه والعكس وارد!
وبالعودة إلى تراثنا الديني وموقفه من هذا النمط من التضليل والإذلال باسم التبرعات الخيرية أي الصدقة التي يخالطها الأذى والمن أو المِنْيَّة " بكسر الميم وتشديد النون والياء" كما تقول العامة في كلامها، واللذان وردا في الآي القرآني ، نعلم إنهما يبطلان الصدقة و الزكاة ويجعلانهما حراما بدليل الآية القرآنية التالية (يا أيها الذين آمنوا لا تُبطِلوا صدقاتِكم بالمَنِّ والأذى كالذي يُنفِقُ مالَه رئاءَ الناسِ) والمعنى واضح فالزكاة أو الصدقة تبطل أي تكون حراما وباطلة إذا خالطها المن والأذى وتتحول إلى إنفاق للمال لأهداف أخرى هي " الرئاء " أي الرياء والنفاق ومشتقاتهما وقد اتفق الفقهاء من جميع المذاهب الإسلامية، كما يقول الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ( أن الصدقة ينبغي أن تكون سرًّا وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه" وذكر منهم "رجلٌ تَصدَّقَ بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تَعلَمَ شمالُه ما أنفقت يمينُه".ولا خلاف بين الفقهاء على حرمة المَنِّ بالصدقة؛ لأنه يؤدي إلى الحرمان من الثواب.)
ويضيف د. عبد الرؤوف "(جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "ثلاثةٌ لا يكلمُهم اللهُ يومَ القيامةِ ولا ينظرُ إليهم ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليمٌ" فقرأها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث مرات، ثم قال أبو ذر: خابوا وخَسِروا، من هم يا رسول الله؟ قال: "المُسبِلُ والمَنّانُ والمنفِقُ سِلعتَه بالحَلِف الكاذبِ" ) والمسبل هو من أطال ثوبه أو إزاره إلى مادون الكعبين للخيلاء، والمنان هو المتصدق بمنة على الآخرين رياء أو طمعا في جاه أو ما شابه.
هامش : وردتني ملاحظة توضيحية من أحد الزملاء الكتاب المعروفين - لم أستشره في ذكر اسمه – بخصوص ما كتبته في مقالتي الأخيرة بخصوص الشهواني والربيعي، ورأيت من المفيد نشرها هنا والتعليق عليها تعميما للفائدة .. يقول الزميل ( ... لي توضيح بشأن المعلومات الواردة في مقالكم حول صنيعة السي آي أي موفق الربيعي والتهافت الطائفي فيما يخص نسب العملاء أمثاله وأمثال الصنيعة الأخرى الشهواني موضوعي مقالك.فالذي أعلمه بشكل مؤكد ان موفق الربيعي هو من أهل الشطرة ( وحسب علمي إنكم من الشطرة أيضا) وهو من عشيرة "العميرات" والذين يرجعون إلى قبيلة ربيعة، أبوه اسمه كاظم عريده وله عمان احدهما اسمه طاهر كاظم وهو شيوعي معروف في الشطرة وقد قتل، والعم الأخر اسمه هادي وقد عيَّنه ابن أخيه في سلك الشرطة.هذه المعلومة ليس من اجل تزكية عميل وإنما من أجل إدانة وتعرية منطق الغارقين في المستنقع الطائفي وعدم تورعهم عن النهل من الخزين الإسرائيلي القذر.) وهذه المعلومة بخصوص العميل موفق الربيعي صحيحة تماما، وقد ذكرتها في إحدى مقالاتي خلال العام الجاري، وكررت فيها ما قاله الزميل صاحب التعقيب وإنني إذ أذكر هذه المعلومة فليس القصد منها تزكية هذا العميل بل فضح العنصريين القوميين وفي مقدمتهم البعثيين الصداميين والطائفيين الذين استمرأوا التشكيك بعروبة أو عراقية أعدائهم السياسيين في كل مناسبة وبدونها أحيانا ورفض هذا الابتزاز السياسي الرخيص.
كما أشكر الأخوة الذين علقوا أو عقبوا على مقالاتي الأخيرة وخصوصا الأخ عبد الله الشمري والذي رغم حدة خلافاته مع كتاباتي واتهاماته المتكررة ولكنه حافظ على رصانته ونظافة أسلوبه ولغته ولم يلجأ إلى السب والشتم والازدراء والتشنيع كما فعل آخرون.







#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال استفزازي موجه إلى السياسي الطائفي أيا كان: ما الفرق إذن ...
- دجلة والفرات: مرونة تركية لفظية وعدوانية إيرانية
- بعيدا عن فحيح الإعلام الطائفي - السني والشيعي-.. دعونا نفهم ...
- قضية الصحفي أحمد عبد الحسين و الفرق بين تقاليد التضامن النقد ...
- تفاصيل خطيرة عن السد التركي العملاق - أليسو - ومخاطره المدمر ...
- تفاصيل خطيرة عن السد التركي العملاق - أليسو - ومخاطره المدمر ...
- تفجير سامراء / قراءة في السياق السياسي للجريمة !
- دماء المدنيين الأبرياء في رقاب رجال الدين شيعةً وسُنة
- مقاربة المدنس لفهم المقدس في أقدم مهنة في التاريخ
- محاكمة صدام بين مأزقين ...فهل تخرجها استقالة القاضي رزكار من ...
- قصة -المؤتمر التأسيسي- من الألف إلى الياء :كيف ومتى ولِدَ ول ...
- زوروا موقع -البديل العراقي - ......!
- ثلاثون عاما سجنا لكاتب كردي عراقي انتقد فساد حكم المليشيات
- طزطزات السيد -الرئيس- وهيباخات أخيه برزان
- الطائفيون السُنة والشيعة وقوانين الدخول إلى الحمام الأمريكي!
- مؤتمر القاهرة العراقي : إنجاز أمريكي ثمين بثمن بخس !
- مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :
- هل عاد العراق إلى مرحلة العشرينات من القرن الماضي !؟
- كاترينا- و - ريتا - ومفهوم أو خرافة العقاب الإلهي !
- الحرية لمحسن الخفاجي الروائي العراقي الأسير في زنزانات الاحت ...


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - القنوات الفضائية -المرائية - وإذلال الفقراء باسم التبرعات الخيرية / وهامش بخصوص العميل موفق الربيعي.