أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - عبد الرزاق الصافي والشيوعية والحزب الشيوعي العمالي العراقي















المزيد.....

عبد الرزاق الصافي والشيوعية والحزب الشيوعي العمالي العراقي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 838 - 2004 / 5 / 18 - 04:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الرد على المقابلة الصحفية لجريدة "الاخبار" الصادرة في 11 شباط، مع عبد الرزاق الصافي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، حيث يتهجم بشكل غير سياسي على الحزب الشيوعي العمالي العراقي بأنه غير شيوعي وحزب متطرف من الشباب، والانكى من ذلك يحاول ان يهاجم نقاط قوته وهويته الانسانية على انه يؤمن بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل ويدعو الى حكومة عمالية.
قبل سنوات، حاول الحزب الشيوعي العراقي ان يعتم اعلاميا ويغض النظر او بالاحرى ان يتكتم عن اخبار نشاطات وظهور الحزب الشيوعي العمالي العراقي في عقد التسعينات، كحزب يرفع راية الماركسية واليسار في المجتمع العراقي. وكانت الاوضاع السابقة من قمع النظام البعثي وغياب الحريات السياسية وممارسة النشاط السياسي على الساحة العراقية، ساعد الحزب الشيوعي العراقي على الاحتماء والنأي بنفسه من النقد الماركسي لمجمل فلسفة وجوده من الناحية الفكرية والسياسية والاجتماعية، بالرغم من حضور الحزب الشيوعي العمالي ونضاله في كردستان ضد القوى القومية الكردية ومنها الحزب الشيوعي الكردستاني الذي كان اكثر كردايتيا من تلك القوى ونقد مجمل الاسس التي استند عليها الحزب الشيوعي بشقيه العراقي والكردستاني. لكن بفعل العوامل المذكورة وقفت دون انتشار النقد الشيوعي العمالي المذكور بشكل واسع في عموم العراق. و ساعدت تلك العوامل الحزب الشيوعي خلال عقد التسعينات بالاستمرار في تمثيله الرسمي للشيوعية والقطب اليساري دون ان يتمكن احد من سحب البساط من تحت اقدامه في وسط وجنوب العراق. بيد ان الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن. اذ بدا الحزب الشيوعي العراقي لا يحتمل اكتساح الحزب الشيوعي العمالي العراقي الساحة السياسية العراقية بعد انهيار النظام البعثي، وانتشار نقده الفكري والسياسي والاجتماعي لمجمل الاسس التي يستند عليها القوى البرجوازية من القومية والدينية، في عموم المجتمع العراقي. وبدأ معه افتضاح تموضعه في خندق اليمين وجميع سياساته المعادية للطبقة العاملة والتيار الشيوعي .وها هو يشن منذ فترة حملة من الدعايات الكاذبة وتلفيق التهم والتهجم على الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
التاريخ ترياق المهزومين:
ان التغني بالتاريخ هو سلوان المهزومين، اذا لم نقل يديمون وجودهم الفكري والسياسي من خلاله. فدون التاريخ لا يمكن لهم الصمود، فهو الترياق الذي يسيرون به يومهم. وهذا هو وراء تغني القوميين العروبيين والاسلاميين بماضيهم التليد. اذ ان العروبيين والاسلامين ، لا ايدلوجيتهم الغابرة ولا منجزاتهم التكنلوجية، غير قادرة للمقاومة غزو امبراطورية الغرب التقنية للسوقهم المحلية والعالمية. لذا ان المنبع الفكري لكلا التيارين هو الحضارة "العربية الاسلامية". فليس عبثا ان يقول صدام حسين ممثل التيار القومي العربي من ليس له تاريخ ليس له حاضر او مستقبل، او تغني اقطاب الاسلاميين بعصر الخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين. فعليه، فأن الحزب الشيوعي العراقي يستقي نفس التقاليد من الحركة القومية والاسلامية، في التغني والتباكي والافتخار على الماضي.بل يذهب ابعد من ذلك كي يفتخر بسلسلة التضحيات التي قدمها، بدلا من النقد والاتعاض من التجارب الفاشلة والتحالفات تلو الاخرى على حساب ارواح اعضاء الحزب ومؤيديه. فالانسان في عرف الحزب الشيوعي العراقي كما هو في عرف القوميين والاسلاميين مشروع دائم للافناء. فلو جردنا الحزب الشيوعي من التحدث بالتاريخ ومن قافلة التضحيات التي قدمها قرابين، خدمة لبناء الاقتصاد الوطني والبرجوازية الوطنية ومحاربة الاستعمار ومناصرة اشتراكية اتحاد السوفيتي، فلا يبقى لهذا الحزب أي رصيد في الساحة السياسية. فلم يواجه أي رادع ونقد ماركسي عندما كان يعقد الحزب الشيوعي العراقي صفقاته السياسية مع عبد الكريم قاسم ثم ظهور خط اب بعد التصفيات الدموية للبعثيين والقوميين في 1963 الذي اصر على التحالف من جديد مع جزاري الشيوعيين لان حكومة عبد السلام عارف سيعقد الصفقات الاقتصادية والسياسية مع الاتحاد السوفيتي، ثم مع حزب البعث الذي وصف الجزار صدام حسين بكاسترو العراق، وبعدها مع القوى القومية الكردية التي لطخت اياديهم بدماء اعضائه في بشت اشان عام 1983. والسلسلة لا تكتمل من تلك الصفقات الى ان انتهت بالتخندق مع قوى الاسلام السياسي والعشائري والقومي ومباركة جميع السياسات الامريكية التي اودت الدمار بجماهير العراق وتحويل مكان معيشتهم الى ساحة الصراع بين الارهابيين، شاحذين السفسطات الايدلوجية وبتر الجمل والعبارات من مؤلفات ماركس وانجلز ولينين. وكما يقول احد كوادر الحزب الشيوعي العراقي نحن لم نأخذ من لينين غير موضوعة "المساومات". وهذا صحيح جدا وهو يفسر سر تحالفات الحزب الشيوعي العراقي مع القوى اليمين طول تاريخه.
ومع هذا لم نسمع كلمة واحدة من الحزب الشيوعي في الدفاع عن الشيوعية . فحميد مجيد موسى و عبد الرزاق الصافي ..الخ عندما يسألون عن اختلاف حزبهم عن الحزب الشيوعي العمالي ، لا يملكون القدرة في الرد السياسي والفكري حول فلسفة ووجود هذا الحزب. فالاجابة تكون دون عناء "الحزب الشيوعي العراقي حزب قديم وعريق وقدم الاف من التضحيات. وان الحزب الشيوعي العمالي العراقي ليس بشيوعي وهم مجموعة من الشباب".والطرافة في الامر يضفيون عبارة اخرى الى عدم شيوعية الحزب الشيوعي العمالي العراقي بأنه ايراني او اسسوه ايرانيين. الا ان الغضب كان يطير بصوابهم حين كان يقال لهم" عندما تمطر السماء في موسكو، فعليك بحمل مظلة في بغداد". وكم اشادوا برفاق دربهم في مجلس الحكم من قوى الاسلام السياسي ويصفونها بالوطنية رغم انهم تأسسوا في ايران وياتمرون بأوامرها. وهذا يكشف عن تقليد آخر من التقاليد القومية العروبية التي يعتمدونها في محاربة مخالفيهم السياسيين. فحزب البعث كان يتهم كل مخالف سياسي له بأنه عميل للاجنبي ومتآمر مع دولة اجنبية، للتشهير به والتمهيد لتصفيته. لكن قومية ووطنية الحزب الشيوعي ينسيه بأن الشيوعي ينتقد القومية ويعرف الانسان على اساس هويته الانسانية، وهذا هو سر قوتنا. فالقومية عار على البشرية. لماذا يصنف البشر على اساس اللغة التي يتحدث بها. ان القومية كما يقول منصور حكمت من صنع الحركات القومية للفوز بأسهم في السلطة. ومع هذا لو سلمنا بالفرضية الوطنية للحزب الشيوعي العراقي فنجد انها تتناقض الى حد المهزلة. فلقد سمى وجود القوات الامريكية في العراق بالتحرير وشارك بالاهازيج والزغاريد لعملية "حرية العراق" بالحراب الامريكية.
ثم يستمر عبد الرزاق ليصب جام غضبه على مناداتنا بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل وانه لا يتناسب مع المرحلة والواقع. منذ فجر تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، يصيح بأن الثورة الاشتراكية لم تأت مرحلتها والمساواة بين المرأة والرجل ليس هذا وقتها وفصل الدين عن الدولة لم يحن بعد …الخ ولم يقولوا لنا، في أي وقت يحل هذا الزمن الاغبر‍!
وحسب الاستنتاج المنطقي من تحليل عبد الرزاق الصافي، فأن ماركس ايضا لم يكن شيوعيا ولا واقعيا. ففي عام 1848 اصدر ماركس البيان الشيوعي ووضع استراتيجية الثورة الاشتراكية واقامة الحكومة العمالية، في الوقت الذي لم تصل العلاقات الراسمالية الى اكثر من ربع الكرة الارضية. وفي البيان الشيوعي يوجه ماركس سياط نقده للبنى الفوقية للنظام الراسمالي من دين وفلسفة واخلاق وايدلوجية واقتصاد وسياسة …الخ. وشن نضالا ضاريا ضد كل اشكال الاشتراكية الفوضوية والطوباوية والاقطاعية ..وحمل على جميع القوى الموجودة في المجتمع المعادية للعمال والكادحين من الجانب الفكري والسياسي والاجتماعي. لو جاءنا ماركس اليوم، فأنه يتحول الى متطرف وغير شيوعي وغير واقعي في نظر عبد الرزاق الصافي وحميد مجيد وامثالهما الذي يعيشون بخبز يومهم. وهنا حكومة قومية وطائفية وعشائرية مفروضة بقوة الحراب على المجتمع العراقي، جائزة وليست خيالية. اما حكومة الاكثرية وغير قومية ولا دينية، تتواجد فيها اوسع قدر من الحريات عن طريق تشكيل المجالس العمالية ويمكن ان تعزل تلك الحكومة في أي وقت تتعارض مع مصلحة الجماهير فهي خيالية وغير واقعية في نظر الحزب الشيوعي العراقي.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة الإعدامات وقطع الرؤوس هي بديل الإسلام السياسي
- مجموعة مقالات
- أهالي الفلوجة في الإعلام الأمريكي ومنظور الناس في العراق
- مقابلة تجريها صفحة الحزب على الانتريت وجريدة الشيوعية العمال ...
- مرة اخرى حول المعتوه علاء اللامي واتهامنا بالاباحية الجنسية
- المعتوهين ..علاء اللامي وعبد الباري عطوان مصابين بفيروس العم ...
- الاستراتيجية الجديدة للاسلام السياسي
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي والدين
- الى الامام تلتقي سمير عادل رئيس المكتب التنفيذي للحزب الشيوع ...
- الحركة النسوية توجه صفعة قوية بوجه الاسلام السياسي ومجلس الح ...
- الفيدرالية آخر اوراق الحركة القومية الكردية ام تراجيديا ومأز ...
- سقوط اخر رموز القوميين العرب
- بوجود القوات الامريكية والبريطانية في العراق،لا حكومة ولا ان ...
- كل عام ويبقى مجتمع الحوار المتمدن بالف خير
- اعداء الحرية والشمس عصابة-الحوزة- وادارة بوش
- صدام حسين يحاول حمل سيف بن لادن
- لا ديمقراطية.. ولاعلمانية.. بوجود الولايات المتحدة في العراق
- طريق بلا خارطة
- ماذا يريد هذا البعثي السابق؟
- هزليات ما بعد -التحرير


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - عبد الرزاق الصافي والشيوعية والحزب الشيوعي العمالي العراقي