أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أكرم الصوراني - برقية عزاء ..!














المزيد.....

برقية عزاء ..!


أكرم الصوراني

الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 07:25
المحور: كتابات ساخرة
    


بقايا الثائر القديم حَلُمت بأشلائها .. مقاتلٌ جديد جاءها في المنام ، أخبرها أن الرصاصة لا تزال في جيبي لكنَّ الطريق ليست إلى ايلات ..!
عوائل المحرومين ناشدت ألا يقطعوا الكوبونه ولا أموال المانحين ، أفئدتهم تنبض قلقاً ، فشعار المرحلة "عُضَّ قلبي ولا تعضّ رغيفي" ، دعاة الانقسام يعتاشون إكلينيكيا بشريان الأنفـاق ، ودعاة الهبوط السياسي يعتاشون بفتات الدول المانحة .. دوستويفسكي في رسائله من أعماق الأرض كتب عن الإنسان الصرصار .. يا أيها المقامرون لا تجعلوا منّا صراصير العصـر ..

اليسار هنا لم يعد يشبه طعم المساكين ، كثيرون ما زالوا بانتظار أن يعود ، يريدونه سادة برائحة الفلاح ، من غير رشة انجيؤوز ، لا يريدونه على شاكلة حزبٍ من غير شعب .. إن تحدثت معه اليوم قال لك : لا تسألنـي من أنا ..؟ فـ"يمين الطريق" مزدحمٌ جداً بمخلوقاتٍ غريبة ..

يا أهل الأرض .. هل أحدٌ منّا ما زال يقبض على الجمر ..؟ ما أكثر القابضين حين تعدهم ، أصابعهم على الدولار ما زالت تتقـن فنّ العزف .. زمارٌ يغني لحن الممول ولو كان مريب .. لا ضير إن ضربوا على ألحان الفقراء في ندواتهم طالما أن همهم الحكم الصالح والمجتمع المدني ونشر ديمقراطية اليورو بديلا لليبرالية الدولار ..

في الأفلام قالوا أن امرأةً واحدةً لا تكفي ، مع أن حكومة واحدة تكفي .. رمضان عندنا فوق البركان ... في زيارته الأخيرة للأراضي الفلسطينية أرسل برقية عاجلة جاء فيها :
كل عام وأنتم كما أنتم ، كل عام وأوضاعكم السياسية لزجة كما مخاط الصغار المرضى ، كل عام وأحوالكم الاقتصادية جرداء بطعم العدس المنخور بالسوس ، كل عام وسلطتكم زادت ملوحتها في لتر أوهام الحكم والدولة ، كل عام وغزتكم معصوره بـ ليمون ناشف وضفتكم على طريق الندامة ، كل عام ووطنكم بات رمادياً بطعم الخشخاش .. لن أطيل عليكم بالمعايدة فصبري آخذ بالنفاذ وما عاد مفتاحاً للفرج ، أعلن صراحة أني أتعاطف مع أصوات أمعائكم الخاوية وأوهامكم المستقبلية ، أبشركم أنَّ العام القادم أسوأ .. وإن شاء الله لن يصلي أحدٌ منكم في القدس ، أبشركم أن طول حدودكم الأرضية ستتشرّب إلى ما دون الـ 67 ، سترجعون يوما ولكن بصفرٍ كبير .. صفرٌ بحجم الوطن القديم ، لن ترجعوا كما غنت لكم فيروز في ألحانها ..
يا أيها الحرافيش لا تغنوا للوطن الأكبر ، فأمجاده لن تكبر ، لا تغنوا للأوهام ولا تنزلوا على الشوارع ، لا تغنوا للحرية ولا للوحدة الوطنية ، غنّـوا للمعابر للمقابر وللإخوة الأعداء وللابن الضال وللصّ والكلاب ولـ "علي بابا" والأربعين حرامي ، ولا تسألوا لماذا أربعيـن ...؟
فكلهم لصوص ، سرقوا قضية الوطن في الشتاء الساخن ، اغتصبوا أحلام الشعب بدولةٍ لن تقوم ، قتلوا وحدة الأرض وهويته الوطنية مع سبق الإصرار والترصد ..
دروس التخريب التي بَشَّـرَ بها مظفر ما عادت تجدي .. كم أنتم بحاجة لجزءٍ ثانٍ من تغريبـةٍ فلسطينيةٍ جديدة ، لن تضطروا هذه المرة لمشاهدتها على التلفاز ، ولن تكون من إخراج حاتم علي ، ستشاركون جميعا بالاخراج ، ومن غير تمثيـل ..!
يا أيها النائمون تحت التراب اقرؤوا برقيتي جيداً ، أعلم أنني قد لا أزوركم العام القادم بسبب الحصار وإغلاق المعابر ، فالنفق الذي جئتكم منه هذا العام ليس في آخره ضوءٌ كما تتصورون ..
أتمنى لكم طول البقاء ، ولا أخفي عليكم قلقي من أننا قد نلتقي في خيمة كبيرة ، ترونها بعيدة وأراها قريبة .. صياماً مقبولا وإفطاراً شهياً وهنيئـاً لـ"إسرائيل" ...!



#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تقرأ هذا المقال ..
- قصَّة فُلان ..؟
- جاءنا البيان التالي ..؟
- في بِلاد العَجائِب ..!
- في حَضرَة الحَاجّة غَزّة .. والليدي ضَفَّة
- غَزَّة عَلَى مَوعِد مَع التَخَلُّف ..


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أكرم الصوراني - برقية عزاء ..!