أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي فودة - التعصب؟! وخطورة غياب التسامح الديني والسياسي!!














المزيد.....

التعصب؟! وخطورة غياب التسامح الديني والسياسي!!


سامي فودة

الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر غياب مفهوم التسامح الديني والسياسي وإرساء ثقافة التعصب وانتهاج اللوثة الفكرية الراديكالية, في حل قضايا المجتمع بقوة السلاح من خلال إزهاق أرواح المسلمين وسفك دماء الأبرياء وتخوين وتكفير وتحقير الآخرين وقلب الحقائق وتدمير بيوت الله فوق من فيها ,وذلك لمجرد الاختلاف في المواقف السياسية أو الدينية أو الرأي أو الفكر....ألخ. فهذا والله أعلم يعتبر من أكبر الكبائر ومن أخطر ما يعاني منه العالم. ونحن خصوصاً أبناء السنة والذي يجمعنا كتاب الله وسنة نبينا محمد صلي الله علية وسلم ،فأجد أن تلك النزعة اللإنسانية وما يترتب عليها من صراعات تصل أحياناً إلى مذابح وكوارث لا مثيل لها .ولاسيما وإن الخلافات في الأيديولوجيات الدينية والسياسية قد تسببت في حروب وحملات تطهير وفظائع لا تعد ولا تحصى. وقد تسبب انعدام التسامح الديني في خلق المشاكل في العديد من مناطق العالم، كما إن الاختلافات في الايدولوجيا السياسية لوحدها قد تسببت في مقتل مئات الملايين من البشر في القرن العشرين،وفي وقتنا الحاضر وليس نحن ببعيد عن واقعنا الفلسطيني وما يدور من صراعات دينية وسياسية طاحنة وتبدو المحظورات السياسية هنا أكثر من المحظورات الدينية، والتسامح معها يكاد يكون مستحيلاً، وهو ما جعل الوطن العربي عاماً والشعب الفلسطيني خاصة دائم المعاناة، يخرج من نفق إلى آخر،وهذا ما سلمت منه بعض المجتمعات الأوروبية الغربية، حين رفعت راية التسامح السياسي، وحددت سلوكيات الممارسة السياسية.فإن وجود التنوع السياسي وثقافة التسامح السياسي والديني قد ساعد على قبول الاختلاف في الرأي وجعله حقاً طبيعياً لكل المواطنين .فهذه الإجراءات قد خففت من نزاعات العنف وقللت من حدة التعصب ودوافعه القهرية وأوجد جمهوراً من العقلاء وخلق حالة من العقلانية في مسألة تبادل السلطة فمن هنا كان السؤال ؟ كيف نحقق التسامح. إن عبارة "إن هناك أمراً واحداً لا أتسامح معه، وهو عدم التسامح" تظهر بأن هناك حدوداً لعدم التسامح والتعصب. إذ لا يمكن للمجتمع المتسامح التساهل مع التعصب الذي سيجلب عليه الدمار. إلا أن إرساء توازن في هذا المجال يعتبر صعباً كون المجتمعات المتنوعة قد لا تتفق دوماً على تفاصيل الفكرة، كما أن التنوع داخل المجتمع أو القطر الواحد يعتبر عائقاً أيضاً. وهناك الكثير من القضايا التي قد تكون موضع جدل وخلاف من دولة لأخرى، ومن حزب إلى آخر، إلا أن هذه العوائق يجب أن لا تمنعنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني من استمرار المحاولة حتى نحقق النجاح السياسي في الحياة السياسية والدينية ويتطلب التسامح في ممارسة ما تم ذكره بشئ من النقاء والتشذيب والابتعاد عن سياسة المهاترات والخبث والمكر والدسائس والخداع إذ إن هذه الممارسات تكون مدفوعة بدافع الانتقام أو إسقاط من هو مختلف معه في الفكرة بحد ذاتها أو العقيدة .فنحن جميعاً مطالبون بتكريس مفهوم التسامح في الحياة السياسية وفي ظل التعدد في التركيبة التنظيمية أو الفصائلية أو الحركية أو الفئوية في مجتمعنا فلابد لنا من تقبل الآخرين سوى كانت أقلية أو تنظيم سياسي أو ديني تشكيل حزب سياسي يمثله والقيام بالترويج لأفكاره وإن كان مناهضاً لأطروحاتنا، فليس لنا الحق بادعاء امتلاك الحقيقة السياسية ومصادرة رأي الآخرين. لهذا لابد من تسليط الضوء على التسامح من وجهة نظر الإسلام:إن الإسلام من جهته يعترف بوجود الغير المخالف فرداً كان أو جماعة، ويعترف بشرعية. ما لهذا الغير من وجهة نظر ذاتية في الاعتقاد والتصوّر والممارسة تخالف ما يرتـئيه شكلاً ومضموناً. ويكفي أن نعلم أن القرآن الكريم قد سمّى الشِّرك ديناً على الرغم من وضوح بطلانه، لا لشيء إلا لأنه في وجدان معتنقيه دين ومن هنا، فإن جريمة المشركين لم تكن في إعراضهم عن الإسلام، وإنما في كونهم رفضوا أن يعيش دين جديد بجوار دينهم، فقرّروا مَحْقَه واستئصاله من الوجود.هذا وقد أوصَل بعضهم الآيات الواردة في شأن احترام الأديان الأخرى واحترام خصوصيتها وإتباعها إلى أكثر من مائة آية موزّعة في ست وثلاثين سورة.ولم يكتف القرآن بتشريع حرية التديّن، بل نجده قد وضع جملة من الآداب يمكن عَدّها أساساً للتسامح الديني، فقد دعا القرآن المسلمين إلى أن يكونوا لغيرهم موضع حفاوة ومودّة وبِر وإحسان. قال تعالى: { لا ينهاكم اللهُ عن الذين لم يُقاتلُوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبرُّهم وتُقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } وإتساقاً مع تلك الدعوة إلى حُسن التعامل، نرى القرآن يحذّر أتباعه ويَنهاهم عن سَبّ المشركين وشتم عقائدهم، { ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عَدْواً بغير علم }. يشير مضمون الآية إلى كونها تلقين مستمر المدى حيث أوجب الله تعالى في كل زمان ومكان الالتزام بهذا الأدب وعدم شتم غيرهم وعقائدهم.والواقع أن المرء إذا نظر إلى تلك المبادئ المتعلقة بموضوع حرية التديّن التي أَقَرَّها القرآن بموضوعية لا يسعه إلا الاعتراف بأنها فعلاً مبادئ التسامح الديني في أعمق معانيه وأروع صوره وأبعد قِيمه.فهذا هو القرآن الكريم وعظمة الخالق في آياته وأسطورة سيدنا محمد صلي الله علية وسلم 0خاتم الرسل في نشر المحبة والتسامح والفكر الرباني للبشر بشكل راقي فهل وصلت الرسالة وعملوا بما انزل الله من يدعي الإسلام بعد؟؟؟ ........أقول والله أعلم !!!



#سامي_فودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا وحقوق المعاقين ذوو الاحتياجات الخاصة
- دور المجتمع المدني في محاربة الفساد
- أنت يا سيدتي وهبتيني الحياة وأهديتيني مهر المهور
- المعركة ضد الفساد والمفسدين
- الشفافية والمساءلة
- رجل موضع جدل بين الناس
- الإعلام وثقافة العنف اللفظي وتأثيره
- العصيان المدني وثقافة اللاعنف
- الكوفية الفلسطينية
- كل الأطفال في العالم سواسية
- سياسة التسامح وثقافة اللاعنف
- عوامل بقاء صمود فتح
- التضخم الاقتصادي وتأثيره علي انتخابات إيران
- فتح باقية فينا كبقاء الأرض والسماء
- صرخة أعزب
- إني اشتقتُ إليكِ يا سيدتي
- فتح والانتماء الفتحاوي
- قرار فتحاوي!!الاستنساخ الآدمي مرفوض
- المؤتمر الحركي العام لفتح نعمة أم نقمة
- طرق ووسائل إفشال عملية الاغتيال


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي فودة - التعصب؟! وخطورة غياب التسامح الديني والسياسي!!