أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل حسن الدليمي - تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-















المزيد.....

تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 04:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تثقيسيا...(قراءة في أولية المتن)!!!
ليس فتحا جديدا من فتوحات هذا الزمان في الأدب ، ولا ركضا وراء غرائبية في القول للحصول على مقعد أمامي في خارطة جلوس مثقفي عراق ما بعد لاحتلال أنما هو إيمان بحقيقة أن العالم كل العالم ... تصطرع فيه قوى عديدة ويتخذ هذا الصراح صورتين خفية وعلنية والمتصارعون عديد من التيارات ... فتيار ديني ... وآخر سياسي ... والمثقف نهبا بين التيارين خصوصا في عالمنا العربي .
وتثقيسيا ليس إلا رجع لأصداء الشارع دون رتوش على شكل إما مقال نقدي سياسي أو أدبي بأسلوب ينفتح على السخرية الهادفة لتدوين بعض المواقف كما هي سياسية كانت أم ثقافية:
انطوى تحت هذا العنوان ثلاثين مقالا كلها منشورة في صحف تميل الى النظافة ظاهريا والله أعلم بما تخفي،لن يبالي كاتبها بأي موقف يتخذ ضده الآن أو بعد أن يرفع الله الغمة فلم يتعاط دولارا واحدا من أي قنصلية صديقة ، جلّ هذه المقالات فضحت محاولات الالتفاف على روح وموروث ثقافة العراق غير أن الشرفاء مازالوا يمسكون بمقود حراكها من جهة بينما يمسك طارئون ونواب عن جهات تخريب حقيقي لكل شيء في البلاد من الجهة الأخرى والله أعلم لمن ستكون الغلبة .
وإذ أقدم هذا الجهد اليسير فانا على ثقة من أن البعض سينبري ناقدا لما ذهبت اليه فشكرا للمادح والقادح موفور ، ولا أفرض إيماني المطلق بحق العراق بدمائنا قبل أقلامنا على أحد . وآخر دعوانا أن الحمد لله جاعل العراق بلد المحرومين رغم ما حباه من نعم ، وخصه بخير رهن إشارة السياسي بكل أنواعه وإحجامه ومن والاه إلى يوم الدين،واستغفر الله رب الفقراء والمعوزين .


قراءة في أولية النص
ليس من واجبات المثقف العربي أن يتعامل مع النظام السياسي في "مصره" بالذخيرة الحية أو يشتبك معه بالأسلحة البيضاء فكل أسلحة المثقف ثمانية وعشرون حرفا ومدادا وقراطيس شرط أن لا يكره الكاتب مداده لولوغ برك الحبر الآسن الذي تسعى لترويجه الأنظمة الفاسدة في أي قطر من الأقطار العربية وان أدعت زورا الديمقراطية ، وقتها يتحول المثقف لبضاعة تلوكها إبل السياسي طازجة وتعقبها حينما تخلو من الفائدة ،بل عليه أن يثق بحقيقة أن عدو الشعب "واعظ السلطان" ومن اتخذ من حافة عرش الملك متكئا وعرّض للخطر انتماءه لأمة العرب وكان رهن إشارة أصابع السياسي ولن يبرأ وان تحدث بلغتهم جهرا وتزندق عند سيده مستخفا بمعاناة الإنسان العربي أينما وجد على ارض العرب، وليس ذلك تحيزا للعربي وحيادا عن الإنسانية لكن بيئتنا ومجتمعاتنا هي أكثر تعرضا لهتك حقوق الإنسان وامتهانه تحت مختلف الصور والعناوين وان لم يكن للمثقف قدرة التغيير والمساهمة في إيجاد الحلول الجذرية فعليه وتحت شعار اضعف الإيمان أن يقول بما يؤمن به وينأى بعيدا عن التخندقات التي تبتعد به عن الأغلبية المضطهدة ،ورصد همومهم ، وان المؤشر السلبي بصورة عامة على المثقف العربي التابعية للسياسي على الأغلب ووفقا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها الواقع ،ولإيمان السلطة المطلق باقتران مصطلح السياسة بالثقافة والناتج عن هذه العملية وليد لا ولاء له نطلق عليه اصطلاحا ( تثقيس) وهو اتحاد كونفيدرالي بين مصطلحي (ثقافة- سياسة) ،ولكي يعيش المثقف عندنا عليه أن يكسب رضا السياسي ويسكب عصارة فكره في أذنيه ليطربه ويتصنّع الإطراء والمديح، ولا يتسبب له بالإزعاج فيفسد عليه تسلطه على رقاب الناس وامتهانهم ، ومن المضحك عند البعض من مثقفي نسختنا العربية احتمائهم بسوط السياسي وسيفه المسلط دائما والذي سرعان ما يغير اتجاهه لعنق المثقف لما يشكل من تهديد حقيقي وتحريك للبركة الراكدة في منتجع الوالي ، فيخرج المثقف نتاجه من المطبوع إلى المصنوع بلا قيمة تذكر فيما لو جعل من نفسه بوق سلطة ، وان صادف أن ينتهج غير ذلك فلابد له أن يهيئ نفسه لحياة المنافي حينها سيقول ما يشاء متخذا الحيطة والحذر الشديدين من يد الغدر السلطوي فللسلاطين عيون ترى واعين تسمع وأيدي تطال المناوئين في ابعد نقطة من القطب المتجمد الشمالي بل أصبح البعض منهم قطب الارض الثابت ( ياقطب الداير بالدنيه – ثابت انته وهيه ادور) على قول أحد شعراء العصر العامي.
والحقيقة التي تبدو واضحة أن السلطان العربي إذا سمع صوت المناوئ أو شم َّ رائحته فانه سيتخذ احد السبيلين رافضا التعاطي مع سبيل ثالث: الأول أن يتظاهر انه لا يسمع وهذا الطريق يسلكه عند تأكده من أن هذا الصوت ليس له أية أصداء ، حينها يصبح التجاهل حكمته ، و الثاني فلا بديل عن التصفية الجسدية التي تخرس الأصوات الناطقة باسم المضطهدين إلى الأبد ، فيما يشطب الثالث وهو طريق وهمي لا أساس له على ارض الواقع ، وهو محض سراب فالسلطان يتعاطى مع الآخر بروح ديمقراطي مازال أمرا بعيد المنال بل من الأمور المستحيلة ، لكن في العراق حدث ما لا يمكن ان يحدث ، فاحتلال، وفوضى ،وانهيار تام وشامل لضوابط المجتمع ، وخرق متعمد ومدروس لمنظومته الفكرية بل تفكيكها ،حتى صرنا كمن أصيب بالخرف فهو يهذي دون أن يحاسبه على هذيانه أحد ،أو تصغي له أذن بحجة النوم في الديمقراطية التي لا يمكن أن تكون هي الفوضى وفق معايير أمم سبقتنا ومارستها بشكلها المقنن، هذا ما كان بادئ الأمر لكن المرحلة اللاحقة اتسمت بالعنف والقسوة في أعلى درجاتها فالمعارض لجهات شكلت مراكز القوة تتم تصفيته فور إثبات معارضته ، ودون ذلك هناك شواذ تحيا في الظل وتتدارى عن عين الرقيب الذي انشطر فأصبح خلايا رقابية تنتج خلايا فمن الرقيب ؟ ولحساب من يعمل؟ ... كلها تساؤلات مبهمة لا إجابة عليها إلى يومنا هذا ،ولا يدرك كنهها الا الله وحده،وحتى الذي يعلم يتظاهر بعدم الدراية خشية سطوتهم، وتعدد أشكال وصور الرقيب العراقي انعكاسا للفوضى التي كانت هدفا لبعض الجهات التي لا تسود إلا من خلال الفوضى وتحققت فلكل تشكيل من تشكيلات السياسة رقيب ولكل وزارة رقيب ولكل منظمة رقيب بل لكل قبيلة من القبائل رقيب هكذا تشتت المثقف وتشظت الثقافة ،لجهل المثقف بمن يضمر السوء له في حال طرح وجهة نظره في مجمل ما يحدث بصراحة وموضوعية . ولادعاء المثقف كذبا التغلغل لإبداء معارضته لما يجري وهذه الفرية مارسها بعض من الذين حسبوا على الثقافة العراقية فعندما يسئل البعض منهم عن سبب ميوله لجهة تسببت بخراب البلاد فانه يجيبك وعلى الفور انه يعمل لصالح الوطن، وشعور المثقف بالخطر والتحسب من المجهول سمة لازمته منذ ثلاثينات القرن الماضي وربما تخطى الخطر الذي يداهمه من الدائرة السياسية إلى الدينية وقد يتهم نتيجة اختلافه الفكري مع من أراد تديين السياسة وتسييس الدين بهدف الوصول إلى عرش ولاية يشبع من خلاله رغباته الدنيوية البعيدة كل البعد عن أدبيات الأديان السماوية على الأرض .
إن السنوات التي نضبت من عمر العراق بعد غزوه ، سلبت من العراقي الكثير من ثوابته وجعلت الصورة ضبابية بعينه وبالتالي أفقده الوضع الشاذ تركيزه على واجباته الطبيعية وفي مقدمتها الإبداع من اجل الإنسان والابتكار لخدمته من اجل حياة أفضل والوقوف بوجه الظلم والاضطهاد الذي يتوجه به رجال السلطة إلى الطبقات الدنيا سياسيا واقتصاديا وثقافيا من أبناء هذا المجتمع . وفي دراسة سريعة لتاريخ العراق الحديث نجد صور الظلم قاتمة عبر التاريخ لكنها ازدادت سوداوية في ظل احتلال بغيض لهذا الجزء الحيوي من العالم وربما كمنت حيويته في عقول أهله القادرين على العطاء الفكري الذي يتناسب مع العمق التاريخي والحضاري الذي يمتلكه ، وهذا بحد ذاته مصدر خطر على السلطتين (الدينية التي جعلت الدين مطية للوصول لأهدافها ، والسياسية الساعية لتجهيل المجتمع لسهولة الهيمنة على مقدراته ) ومن كل هذه المتناقضات ومن تحت سنابك خيول المحتل والمستفيدين منه( المهاجرين معه وأنصاره ) والمتضررين من وجوده ومدعي الضرر ،كان لنا ثمة نشيج يشبه إلى حد بعيد محاولات الغريق للنجاة ، والمحتضر لمواصلة الحياة ، والطالب من تموز طلاً، ومن حزيران جليد، وعزائنا إننا حاولنا وفق رؤية غير مستساغة عند البعض ، ومنكرة عند الكثيرين ممن وجدوا أنفسهم في ظل هذه الفوضى حكماء عصورهم ، والآباء الشرعيين والأوصياء الطبيعيين لثقافة العراق وارثه ففسقوا، وغالوا، واجترؤوا ، وأوهموا السلطوي حينا والمحتل أحيانا أخر أنهم معه وهم من حمل الحملة الأولى واستلوا سيوفهم متأسين بعدو الوطن محاولين مع الفرق المتجحفلة معه تمزيقه وشرذمتة بكل ما أوتوا من قدرة على خلع الوجوه والتكييف مع الظروف المحيطة سعيا وراء منافعهم الذاتية الضيقة فحلت عليهم لعنة الوطن وأهله ،وهم على الإطلاق ليسوا مع أحد عبر كل العصور فلا أمان لهم وهم قطعا لا يمثلون إلا أنفسهم والثقافة العراقية منهم براء وأن تباكوا عليها في العلن ، وان استحلفتهم مستفسرا عمن حفر تحت جدران ثقافة العراق فهدم الركن والركنين لأجابوا بالنفي من خلال اصطناعهم الذرائع وتبرير ما يعد عند الأسوياء فعلا شائنا خصوصا ما يتعلق بفقرة شرعنة الاحتلال واعتباره المنقذ والمخلص وكان الأجدر بهم الاستعانة بالله وأنفسهم لبلوغ أهدافهم ، على أن جميع هذه الهذيانات لا تمثل إلا وجهة نظري التي أتبناها ولا أفرضها على أحد مدعيا صحتها ومثاليتها وللأفكار حدود وعند هذا المرسى وقفت سفن تفكيري ،ووجدتني واثقا بما ذهبت إليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة المثقف
- شاعر العرب الهولندي


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل حسن الدليمي - تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-