أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 6















المزيد.....

المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 6


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 07:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن تطوير النظرية الماركسية اللينينية لا يمكن أن يكون خارج المنطلقات الأساسية للماركسية اللينينية التي لا يمكن تجاوزها بالرجوع إلى الخلف و استنباط الفكر من المذهب البورجوازي ، هذا أول ما يمكن أن نعتبره قبل أية محاولة لتطوير الماركسية اللينينية و هو أولا الاعتراف بها و أخذها كمنطلقات نظرية مادية نقيض المنطلقات البورجوازية الرجعية ، فما هي إذن الخصائص التي تميز الإمبريالية اليوم عن خصائص الإمبريالية في عصر لينين ؟ سؤال جوهري لابد للجواب عنه الرجوع إلى المنطلقات التي انطلق منها الرفيق لينين لتحديد الرأسمالية الاحتكارية و الرأسمال المالي ، و ذلك بتطبيق اليليكتيك الماركس باعتبار وسائل الإنتاج أساسية في تطوير النظام الرأسمالي و التي لعبت فيها السكك الحديدية و الكهرباء دورا هاما في بداية القرن 20 ، فما هي الوسيلة التي استعملتها الإمبريالية في مراحل متقدمة ؟ و قبل أن نصل إلى دراسة الإمبريالية في عصرنا هذا لآبد من الوقوف عند ما قبل الحرب الإمبريالية الثانية التي تعتبر نتاج الأزمة الخانقة للإمبريالية العالمية و هي نتيجة الصراع بين الإمبرياليات حول إعادة تقسيم العمل و بينها و بين النظام الإشتراكي بالإتحاد السوفييتي ، فما هي وسيلة الإنتاج الجديدة التي ميزت مرحلة الحرب الإمبريالية الثانية ؟ لا يمكن أن تكون غير نتاج التطور الهائل الذي عرفه الطيران و البحرية و الطاقة التووية ، و الذي لعب دورا أساسيا في قلب موازين القوى خلال الحرب الإمبريالية الثانية بسبب هذه الوسائل الجديدة المتطور في مجال الملاحة الجوية و الأسطول البحري و الطاقة النووية التي لعبت دورا هاما في سحق الإمبريالية اليابانية بعد هيروشيما و ناجازاكي ، و بالتالي بروز الإمبريالية الأمريكية كقوة استعمارية جديدة تجاوزت الإمبرياليات التقليدية الأوربية التي خرجت من الحرب منهوكة و التي نراها اليوم مازالت على قمة هذه الإمبريالية العالمية.
إن الدياليكتيك الماركسي الذي تعتبر الماركسية اللينينية جوهره يعتبر النظرية الحاسمة في فهم العناصر الأساسية للتناقضات التي تميز عصر الرأسمالية الإمبريالية ، و لا يمكن الوقوف عند حد هذه التناقضات إلا بفهم جوهر الدياليكتيك الماركسي الذي يبرز الأسس النظرية للمعرفة المادية لتطور الحركة الاجتماعية و قد وضعت الماركسية قوانين التطور الاجتماعي العامة ، هذه القوانين التي لا يمكن حذفها و تغييرها و هي تستمد وجودها من تطور الحركة الاجتماعية و التي استخلصها الرفيقين ماركس و انجلس في دراستهما لتطور المجتمعات البشرية و التكوينات الاجتماعية و بلورها الرفيق لينين وفق شروط الحياة المادية في عصر الإمبريالية عبر تطوير الدياليكتيك الماركسي ، و التي ترتكز إلى مفهوم تاريخ البشرية الذي يرتكز في تطوره إلى الصراع بين القوى المنتجة الجديدة و علاقات الإنتاج البائدة باعتبار الأساس المادي للتطور هو الاقتصاد ، و دراستنا لتطور المجتمعات يؤكد ذلك من خلال تطور شروط الحياة المادية للبشرية بعد تطور الطرق التجارية نتيجة تطور وسائل النقل ، فانتقال الطرق التجارية من الطرق البرية إلى الطرق البحرية ساهم في تطوير الرأسمال التجاري و لم يحدث ذلك إلا بعد تطور وسائل الإنتاج و لازم الاستعمار و الحرب هذا التطور ، فما إبادة الهنود الحمر و استعباد الأفارقة إلا نتيجة تطور الرأسمال التجاري الذي ساهم بشكل كبير في نهب خيرات الشعوب الفقيرة بفضل تطور وسائل الإنتاج ، إذن ملازمة الحرب و الاستعمار للرأسمالية الإمبريالية أمران ضروريان لاضطهاد الشعوب من طرف الدول التي تسيطر على الاقتصاد العالمي و تتحكم في وسائل الإنتاج ، و ما تطور الرأسمالية من التنافسية إلى الاحتكارية إلا نتيجة اضطهاد الدول الرأسمالية للشعوب هذا الاضطهاد الذي لازمته جدلية الحرب و الاستعمار ، و التي ترتكز إلى تطور وسائل الإنتاج التي تساهم في بسط السيطرة الاقتصادية و العسكرية و لا يمكن معرفة مميزات الرأسمالية الإمبريالية اليوم إلا من خلال هذه التناقضات الملازمة لها.
و يقول الرفيق لينين :" إن الملكية الخاصة القائمة على عمل صغار أصحاب الأعمال، والمزاحمة الحرة، والديموقراطية – إن جميع هذه الشعارات التي يخدع بها الرأسماليون وصحافتهم العمال والفلاحين قد اندرجت بعيدا في طيات الماضي. لقد آلت الرأسمالية إلى نظام عالمي لاضطهاد الأكثرية الكبرى من سكان الأرض استعماريا وخنقها ماليا من قبل حفنة من البلدان «المتقدمة». ويجري اقتسام هذه «الغنيمة» بين ضاريين أو ثلاث ضوار أقوياء في النطاق العالمي، مسلحين من الرأس حتى أخمص القدمين (أمريكا وانجلترا واليابان) يجرون الأرض كلها إلى حربـهم من أجل اقتسام غنيمتـهم."
إن الاستعمار و الحرب ملازمان للرأسمالية الإمبريالية و لا يمكن لأي تطور هائل لوسائل الإنتاج أن يحقق الديمقراطية في ظل الرأسمالية الإمبريالية ، ذلك لأن الإمبريالية تسخر هذه الوسائل من أجل اضطهاد الشعوب هذا ما نراه اليوم في الحرب الإمبريالية الثالثة التي بدأت منذ الحرب على العراق/حرب الخليج الأولى و التي تقودها الإمبريالية الأمريكية ضد جميع الشعوب بما فيها الشعب الأمريكي الذي دخل الحرب رغما عنه ، و ما يميز الإمبريالية اليوم عن الإمبريالية في عصر الرفيق لينين هو الشكل أما المضمون فهو قائم لم يتغير و هو صفتا الحرب و الاستعمار الملازمتان لها ، فإذا كانت بريطانيا قائدة الإمبرياليات في عصر الرفيق لينين فإن الإمبرياليات اليوم تقودها أمريكا منذ نهاية الحرب الإمبريالية الثانية ، أما من ناحية الشكل فإذا كانت السكك الحديدية هي وسيلة الإنتاج التي استعملتها الإمبريالية منذ سنوات 1890 و 1913 عبر العالم للسيطرة على الشعوب ، فإن وسائل الإنتاج التي تعتمدها الإمبريالية اليوم في بسط سيطرتها الاقتصادية و العسكرية هي الأسطولين الجوي و البحري و الطاقة النووية ، أما علوم الإعلاميات فما هي إلا آلية حديثة لخدمة وسائل الإنتاج المعتمة في السيطرة الإمبريالية على الشعوب و هي الطيران و البحرية اللتان تعتمدان على الطاقة النووية كما اعتمدت السكك الحديدية على الكهرباء في عصر الرفيق لينين ، أما إمكانيات الاستفادة من الإعلاميات من طرف الشعوب من أجل تطوير الديمقراطية كما قال الحريف يوما فما هو إلا ضرب من الخيال الذي لا يغدو أن يكون إلا تعبيرا عن أزمة الفكر لدى الماخيين الجدد بحزب النهج الديمقراطي ، حيث أن المنطلق من الفكرة للوصول إلى الواقع ما هو إلى مسار الاتجاه المثالي للمعرفة البشرية التي لعبت دورا هاما في ركود المعرفة البشرية لعدة قرون خلت ، ذلك ما يتجلى في القول بأن الفتات التيكنولوجي في مجال الإعلاميات الذي تجود به الرأسمالية الإمبريالية على الشعوب باستطاعته إسقاط الإمبريالية و بناء المجتمعات الديمقراطية.
و قول عبد الله الحريف : "و التفكير في مسألة الديمقراطية لنواجه الأخطاء يجب نقل بالتعددية و التنافس في الاشتراكية . لماذا لا تتنافس أحزاب على خدمة مصالح الطبقة العاملة و عموم الكادحين ؟". هذا القول ما هو إلا ضرب من الخيال يتناقض و الدياليكتيك الماركسي الذي يدعي الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي أنه ينطلق منه للوصول إلى البناء الحزبي ، إن الديمقراطية الاشتراكية هي الحل أمام اضطهاد الشعوب من طرف الرأسمالية الإمبريالية هي الديمقراطية الوحيدة التي أرسى أسسها الدياليكتيك الماركسي انطلاقا من التناقض بين الطبقة العاملة و البورجوازية ، بين ديكتاتورية البروليتاريا و ديكتاتورية البورجوازية ، بين الدولة الرأسمالية و الدولة الاشتراكية من أجل المرور إلى الشيوعية حيث اضمحلال الدولة ، أما القول ب"التنافس في الاشتراكية" فما هو إلا ضرب من الكلام لا أساس له في المعرفة الماركسية و التجربة الماركسية اللينينية بعد فشل ثورة 1905 في روسيا تقر بذلك ، حيث لا يمكن أن يتنافس الماركسيون حول المشروع الماركسي إلا إذا كان هناك مفهوم انتهازي تحريفي للممارسة الماركسية من طرف دون طرف آخر خدمة للبورجوازية ، أما عن مفهوم "التعددية" و " المنافسة" فما هما إلا مفهومان بورجوازيان تم نقلهما من طرف الرأسمالية الإمبريالية من مستوى الاقتصاد إلى مستوى السياسة و الثقافة ، فتطور الرأسمال التجاري أدى إلى الرأسمالية التنافسية التي كانت عماد تطور الرأسمالية إلى رأسمالية احتكارية ، و التنافس الحر ما هو إلا وسيلة لتنامي مفهوم الربح الذي تسعى إليه الرأسمالية بكل الوسائل و الذي نقلته البورجوازية إلى مستوى السياسة و الثقافة ، حيث تعدد البرامج البورجوازية من أجل التنافس لتنمية الرأسمالية فكيف يمكن أن يتم التنافس حول الاشتراكية/ حول البرامج الاشتراكية ؟ إن الاشتراكية هدف وسيلته الأولى كما حددتها الماركسية هي ديكتاتورية البروريتاريا عبر الحزب البروليتاري الذي لا يمكن أن يكون إلا نقيض الأحزاب البورجوازية المتعددة و التي تصب في مصالح البورجوازية ، هذا الحزب الثوري الذي وضع الرفيق لينين أسسه من خلال العلاقة بين النظرية الثورية و الممارسة العملية عبر تجربة هامة مرت بها البروليتاريا في ثورتين هامتين في 1905 و 1917 ، و عبر تجربة حربين إمبرياليتين الأولى في ظل قيادة الرفيق لينين و الثانية في ظل قيادة الرفيق ستالين ، و قد استطاع الرفيق لينين بناء الحزب البروليتاري الذي بواسطته حقق الثورة الاشتراكية التي فتحت الباب لوضع أسس بناء المجتمع الاشتراكي عكس ما يقوله عبد الحريف :"هل قدم لينين تصورا لتثوير علاقات الإنتاج بعد انتصار الاشتراكية ؟ أعتقد أن لينين لم يقم بالتثوير . ما حصل هو التأميم و تم الحفاظ على العمل المأجور."
ما هي علاقات الإنتاج ؟ حسب المفهوم الماركسي ما هي إلا العلاقات التي تربط بين الناس أثناء الإنتاج أي مجموعة من القوانين التي يفرضها نمط الإنتاج و التي تنظم عملية الإنتاج لصالح الطبقة المسيطرة ، ففي الإنتاج هناك علاقة الإنسان بالطبيعة و علاقة الناس فيما بينهم و في عملية الإنتاج هناك القوى المنتجة التي تتكون من مجموع وسائل الإنتاج من آلات و أدوات و غيرها بالإضافة إلى الناس الذين يساهمون في الإنتاج ، إذن في عملية الإنتاج هناك العلاقة الجدلية بين القوى المنتجة و علاقات الإنتاج و الدياليكتيك الماركسي يقول إن القوى المنتجة تتصف بالحركة و الثورة و تحدد نوعية علاقات الإنتاج ، بمعنى أن القوى المنتجة دائما تسبق علاقات الإنتاج في التطور و هي حينما تصل إلى مستوى معين يحدث فيه تغيير علاقات الإنتاج التي يجب أن تتلاءم و مستوى تطور القوى المنتجة ، فماذا حدث عند تحقيق الثورة الاشتراكية في روسيا ؟ لقد أسفرت الثورة الروسية في 1905 على تثوير علاقات الإنتاج من العلاقات الإقطاعية الاستبدادية القيصرية إلى بروز بناء الدولة البورجوازية و تنازل القيصر على مجموعة من سلطاته ، إذن نظرا لتطور القوى المنتجة و التي ساهمت فيها الحركة البروليتارية بشكل كبير تغيرت علاقات الإنتاج من العلاقات الإقطاعية إلى علاقات شبه رأسمالية ، ذلك لأن غالبية الإنتاج ما زال يطغى عليه الإنتاج الفلاحي رغم وجود المصانع و المناجم و في ظل هذه الظروف تحققت الثورة الاشتراكية ، و المطروح على الرفيق لينين هو إدارة الدولة الاشتراكية في ظل السلطة السوفييتية و هذه الإدارة ليست فقط إدارة سياسية كما يفهمها الديمقراطيون البورجوازيون بل بالأخص الإدارة الاقتصادية كأولوية ، ذلك ما فرضته الأسس التنظيمية للدولة السوفييتية التي يجب عليها قيادة الانتقال من المجتمع الرأسمالي إلى المجتمع الاشتراكي ، ذلك ما تطلبه النشاط السياسي المقرون بالنشاط الاقتصادي و نعرف جميعا أن أسس الاقتصاد بعد الثورة هي أسس رأسمالية لهذا فالمهام السياسية لابد لها أن تكون خاضعة للمهام الاقتصادية الجسيمة في ظل هذه الظروف ، و بعد نجاح الثورة البروليتارية و بناء السلطة السوفييتية أصبح مطروحا على ديكتاتورية البروليتارية الإدارة الاقتصادية للدولة و التي تتجلى في بناء علاقات إنتاج اشتراكية و تدمير علاقات الإنتاج الرأسمالية الحالية ، دون أن ننسى ما خلفته الحرب الإمبريالية و الحرب الأهلية من مصاعب أمام السلطة السوفييتية و ما واكب ذلك من بعث القوى المنتجة الجديدة و تركيز القيادة البروليتارية ، في ظل هذه الظروف نهج الرفيق لينين مسارين أساسين في الإدارة الاقتصادية و هما :
ـ الحساب و الرقابة على إنتاج و توزيع المنتجات ، بأوسع و أهم و أشمل أشكال هذا الحساب و هذه الرقابة.
ـ زيادة إنتاجية العمل .
و يقول الرفيق لينين في هذا الشأن : "و هاتان المهمتان لا يمكن أن تقوم بهما أي جماعة كانت أو أي دولة كانت تنتقل إلى الاشتراكية ، إلا إذا كانت الرأسمالية قد خلفت بدرجة كافية المقدمات الأساسية لهذا ، الاقتصادية منها و الاجتماعية و الثقافية و السياسية . فبدون الإنتاج الآلي الكبير ، بدون شبكة متطورة إلى هذا الحد أو ذاك من السكك الحديدية و المواصلات البريدية و البرقية ، بدون شبكة متطور إلى هذا الحد أو ذاك من مؤسسات التعليم العام ، ـ لا يمكن بكل تأكيد ، لا تنفيذ المهمة الأولى و لا تنفيذ المهمة الأخرى ، بصورة دائبة منتظمة و على صعيد الشعب كله ".
ماذا يعني ذلك ؟ لا يعني إلا أن البناء الاشتراكي لابد له من مقدمات رأسمالية الشيء الذي لا يتناقض مع الدياليكتيك الماركسي ، و هذه المقدمات ما هي إلا "عناصر ثقافة الرأسمالية الكبيرة" التي يعتبر فيها المثقفون عنصر هام من هذه العناصر كما يقول الرفيق لينين ، و هكذا يطرح على الدولة السوفييتية ضرورة الاستفادة من المثقفين غير الاشتراكيين الدين خلفتهم الرأسمالية و بصمتهم ببصماتها لصالح الاشتراكية ، و لكن الدولة السوفييتية ستستند في إدارتها إلى طليعة البروليتارية التي ستجر وراءها جميع البروليتاريين و الفلاحين الفقراء ، إذن لا يمكن بناء المجتمع الاشتراكي من العدم دون أخذ ما خلفته الرأسمالية من عناصر يجب الاستفادة منها و من عناصر أفسدتها الرأسمالية و هي البورجوازية الصغيرة بوجه عام و هكذا وضع الرفيق لينين مجموعة من المهام بالإضافة إلى المهام السابقة لإدارة الاقتصاد و هي :
ـ إعطاء الفلاح المتوسط مهمة مساعدة الدولة السوفييتية في التبادل التجاري و محاصرة الملاكين العقاريين الكبار.
ـ بالنسبة للتعاونيين الذين يملكون جهازا لأجل توزيع المنتجات على الصعيد الجماهيري يجب أخذ هذا الجهاز من طرف ديكتاتورية البروليتاريا.
ـ إعطاء مهام معينة و محددة للمثقفين و مراقبتهم لتنفيذها .
هكذا تم بناء الدولة السوفياتية من عناصر تركتها الرأسمالية و يقول الرفيق لينين في هذا الصدد :
" فنحن لا يسعنا أن نبني السلطة إذا لم نستخدم إرثا من الثقافة الرأسمالية كما هم عليه المثقفون . و في وسعنا الآن أن نعامل البورجوازية الصغيرة معاملة جار طيب لنا يخضع لرقابة صارمة من جانب سلطة الدولة . و هنا يتعين على البروليتاريا الواعية أن تفهم أن السيادة لا تعني أنه يترتب عليها أن تنفذ بنفسها جميع هذه المهام . و أن من يفكرون هكذا لا يفهمون شيئا عن بناء الاشتراكية و لم يتعلموا شيئا خلال سنة من الثورة و الديكتاتورية ... و ينبغي لنا أن ندرك أن ذلك البناء الذي سيقود إلى الاشتراكية لن تنتظم أحواله إلا في سياق هذا النضال ، و في جملة من الاتفاقات و تجارب الاتفاقات بين البروليتاريا و الديمقراطية البورجوازية الصغيرة ".
أما قول عبد الله الحريف :" الآن أصبحت الشروط متوفرة لتحقيق الديمقراطية المباشرة نتيجة التطور التكنولوجي سواء على مستوى المحلي و على مستوى الأممي "، فهذا القول يتناقض تماما مع مجريات تطور الرأسمالية الإمبريالية التي تستعمل هذه الوسائل لقمع الشعوب و استعمارها ، فما لم تتحقق الثورة الاشتراكية لا يمكن أن نتحدث عن استغلال ما خلفته الرأسمالية من وسائل الإنتاج ، و التصور اللينيني للبناء الاشتراكي بعد الثورة و الذي صاغه الرفيق لينين انطلاقا من الممارسة العملية بعد إنجاز مهام الثورة ما زال صالحا و فق شروط الحياة المادية لكل شعب يريد البناء الإشتراكي ، و أن الرأسمالية الإمبريالية اليوم و في ظل سقوط المنتظم الاشتراكي لا تختلف ظروفها عن ظروف عصر الرفيق لينين إلا في التطور الكمي لوسائل الإنتاج الذي بالطبع يعطينا تطورا نوعيا في شروط الحياة المادية للمجتمع الرأسمالي اليوم ، فما نشاهده اليوم من سيطرة الإمبريالية الأمريكية ما هو إلا نتيجة غياب القطب الاشتراكي الذي سيلعب دورا هاما في الصراع بين نمطي الإنتاج الاشتراكي و الرأسمالي ، و ذلك بإيقاف زحف الإمبريالية و لن يتم ذلك في ظل الممارسة الديمقراطية الليبرالية التي ينادي بها الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي ، لذا فإن مهمة إنجاز الثورة الاشتراكية مهمة ملحة و أن بناء المجتمع الاشتراكي مرهون ببناء الحزب البروليتاري ، و الحركات الاجتماعية التي يشهدها العالم اليوم و التي بلغت أوجها في أمريكا اللاتينية ما هي إلا مقدمات للثورة الاشتراكية انطلاقا من الإضرابات الجماهيرية التي يجب أن تنتقل إلى مستوى الإضرابات السياسية و بالتالي الانتفاضات الشعبية ، و لا يمكن أن تصل إلى مستوى تحقيق الثورات الاشتراكية إلا إذا توفرت البروليتاريا على حزبها و الذي تقوده طليعة البروليتاريا و ذلك من خلال ممارسة تاكتيك فن العلاقة الجدلية بين السرية و العلنية .

تارودانت في :25 غشت 2009

امال الحسين





#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 7
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء5
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء4
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 3
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 2
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 1
- التشكيلة الإجتماعية بسوس العليا /تالوين بالمغرب
- النضال الطبقي للفلاحين الفقراء بأولوز ضد الإقطاع و الكومبراد ...
- من كولومنا إلى جبل بوعلام بإفني أيت بعمران 20 ألف متظاهرة و ...
- التلويح بتهمة التجمهر في الشارع العمومي بدون ترخيص لقمع الأص ...
- منظور حزب النهج الديمقراطي من الأمازيغية و الصراع الطبقي 3
- منظور حزب النهج الديمقراطي من الأمازيغية و الصراع الطبقي 2
- منظور حزب النهج الديمقراطي من الأمازيغية و الصراع الطبقي 1
- الرأسمالية الإمبريالية و النضال الطبقي بسوس بالمغرب
- المؤتمر الإستثنائي لحزب النهج الديمقراطي و مفهوم المقدس
- الحركة الطلابية المغربية على ضوء الأحداث الجامعية الأخيرة 4
- مفهوم الفاشية من منظور أدبيات منظمة إلى الأمام
- الحركة الطلابية المغربية على ضوء الأحداث الأخيرة 3
- الحركة الطلابية المغربية على ضوء الأحداث الجامعية الأخيرة 2
- الأمازيغية و الصراع الطبقي


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 6