أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي الشبيبي - من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 2















المزيد.....

من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 2


محمد علي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2751 - 2009 / 8 / 27 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


(رنين على الأجداث) هذا هو عنوان القسم الثاني من ديوان الوالد (أنا والعذاب). وهي مجموعة قصائد في رثاء الأهل والأحبة، ما عدا القصيدة الأولى والتي كانت في رثاء الملك غازي وقد وضح والدي ظروف وأسباب ودوافع الرثاء.
بعد رثاء الملك غازي أنقطع والدي عن كتابة الشعر عقداً كاملا! وهذا الأنقطاع أثر سلبا (وهذا مايؤكده والدي في أحد هوامشه) على اسلوبه وامكاناته الشعريه بعد مزاولة النظم مجدداً، وخاصة في قصائده الأولى في رثاء أخيه الشهيد. وبعد هذا الأنقطاع عاود النظم مجدداً (عام 1949) في ظرف مؤلم وقاسي وذلك بعد إعدام شقيقه حسين الشبيبي (صارم). فنظم مجموعة قصائد في رثاء شقيقه الشهيد تناولت وصفا دقيقا، لمشاعره وأحاسيسه وماتركته هذه المأساة من ألم ولوعة في نفوس عائلته (ألأم والأب والشقيق)، كما يصف معاناة العائلة بسبب مضايقات الأجهزة الأمنية.
كما نجده يؤكد في جميع قصائده في هذه المجموعة أو في غيرها من الديوان على إيمانه الشديد والمطلق بأنتصار إرادة الشعب على كل المستبدين في مختلف العهود. ويؤكد تعهده، المرة تلوى الأخرى بالتزامه بالمبادئ التي أستشهد من أجلها شقيقه. ومنذ أن وعيت كواحد من أبنائه عرفت الوالد أنساناً مخلصاً ومدافعا صلباً عما يحمله من فكر وطني تقدمي، وهو أول من زرع في قلوبنا حب الشعب والوطن والأخلاص لمبادئنا. ولم تكسر شوكته أساليب الأنظمة المستبدة لذلك عانى من الفصل، والأعتقال والتعذيب والسجن في مختلف العهود (منذ العهد الملكي وحتى وفاته عام 1997).
أرتأيت أن أنشر قصيدة (ننعاك غازي) في (رنين على الأجداث 1) منفصلة لأنها تمثل مرحلة زمنية من تفكير الوالد أولا، وثانياً أنها آخر قصيدة له تلتها فترة أنقطاع دامت عقدا كاملاً. حيث يبدأ حياته الشعرية بمرحلة جديدة فكراً وموضموناً وأسلوباً. أما القصائد التي في الحلقات (رنين على الأجداث 2 و 3 و4) جميعها في رثاء أخيه الشهيد حسين محمد الشبيبي (صارم). وفي الحلقات (رنين على الأجداث 5 و 6) رثاء للعلامة الجليل الشيخ محمد رضا الشبيبي، وشقيقه الأصغر محمد علي، وأبنه همام، وصهره علي عبد الحسين جعفر الكاظمي (ابو زينب). / ألناشر



أحـباءنـا*7

أحـباءنا طــالت علينا ليـالينـا . . . . . . لنلقاكموا وأسـتنزف الوجد ما فينا
رجونا لكم عمـراً مديـدا نراكموا . . . . . . به فوق عرش النصر يزهو رياحينا
صـداكم بهـذا الـجو مازال داويا . . . . . . يجلجل في الآفـاق للحـق يدعونا
لشـلت يـد الباغي عليكم سطا بها . . . . . . ولابـد للـثـارات يـوما تـوافينا
* * *
علينا لكـم ديـن سـنوفيه في غد . . . . . . فأن الـوفاء الـحـر يحسـبه دينا
مشـيتم أمام الـركب أخلص قـادةٍ . . . . . . ومارســتموا درب الكفـاح أفانينا
أذل الغـزاة الـطامعـون بـلادنـا . . . . . . وقـد أوغلت بالـذل فينا أعادينـا
أشـرق نور الفجر منكم مبشــرا . . . . . . بأن على سـوح الجهـاد أمانينـا
ورحتم تشـدون الـصفوف لبعضها . . . . . . لدك حصون البغي بالوعي تحـدونا
وهال الـعدى ما أنتم فيه من حجى . . . . . . يشـع على الدنيا لكشـف مآسـينا
* * *
لئن رفعـوكم في المشـانق عاليـا . . . . . . فقد كنتموا فوقـا وما كنتمـوا دونا
وكـنتم عـليهـا كالنجـوم تألقت . . . . . . وعانقتمـوهـا يا أبـاة ميـامينـا
والـقيتمـوا درسـا يـعلمنـا الأبا . . . . . . ويـرشـدنا أن لا تسـالم أيادينـا
عـدواً أبى إلا الـتمــادي بـغيّه . . . . . . وبث الشقا والبؤس في أرض وادينا
* * *
فخـرنـا بكم حتى كأن مصـابـكم . . . . . . تباشـير فجر لاح للمسـتضامينـا
نعم. حيث يوم الـظلم أصبح دانيـا . . . . . . ومن ذاك الاسـتعمار أصبح مجنونا
وأن عبيد العجـل قد حـان حينهم . . . . . . فـهاجوا فسـاداً في البلاد يعيثونا
* * *
سـيخضرّ عود النصر من عزماتكم . . . . . . ويعشـب وادينـا وتزهـو مراعينا
ويجني الثمار الشعب بعـد إفتقاره . . . . . . ويسـحق بالـرجلين تلك الثعابينـا
ويعليّ تماثيـلا لكم وسط سـوحها . . . . . . تـفوح حواشـيها اقاحا ونسـرينا
* * *
عليّ عـزيز يا حسـين بـأن أرى . . . . . . نـوادبك النسـوان أو نحـن باكينا
وأنت الـذي مازال للعيـن بـاديـا . . . . . . تزمجـر يوم الروع لا تعرف أللينا
أصـالة رأي فـي صـلابة ثائـرٍ . . . . . . على خصمه يدري بما فيه يأتـونا

* * *
تمنـيت ذاك الـحفـل تخطبنـا به . . . . . . لتسـمعنا ألآن الجمـاهير واعـونا
جمـاهير ثكلى راعها الخطب فجأة . . . . . . وأخرسـها جور العتـاة المعـادينا
أخي قم ألينا وأخطب الجمع حاشدا . . . . . . إذا قلت فيه الـحـق ردد آمينــا
أخي أن أمي لا يقــر قـرارهـا . . . . . . تنوح كنوح السـاجعات فتشـجينا
تســـأل بالايماء أين حُـسينهـا . . . . . . ترى أيعـود اليوم أم سـوف يأتينا
وماذا به من ذا الـذي قـد أعـاقه . . . . . . وأبعـده عـنا فأوحــش نادينـا
وهذا أبي قد أثقـل الدهـر ظهـره . . . . . . فيا بؤسـه شيخا وقد جاز سـبعينا
يقـارع بالصبر الخطـوب تتـابعت . . . . . . فتتلى بغضن الـوجه منه عناوينـا
* * *
فداً لك - يا من مُتَّ أشـرف ميتة . . . . . . وأرفعها- من فاق بالظلم فرعونـا
فدا لك من يقوى بإضعـاف شـعبه . . . . . . وينعم في ظـل الغــزاة ألمذلينـا
ومن كان ذا فكـر يباع ويشتـرى . . . . . . وذا قلم في حبره السـم يسـقينـا
ومن باع للجـانين أسـرار حـزبه . . . . . . كأن لـه ثـأرا عليه يـقـاضينـا
سـيبقى لك الـذكر الجميـل مخلدا . . . . . . على رغم من باعوا الضمائر والدينا

17/02/1949
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*- حين سمعت خبر الأحكام العرفية في نادي الموظفين في الناصرية، توجهت بعائلتي إلى النجف معتقداً إن الحكم سوف يبقى أياماً في محكمة التمييز، فلأحث أبي على السفر إلى بغداد علّه يستطيع مواجهة مسؤول ويخفف الحكم. فلما وصلت النجف واقتربت من البيت وجدته مطوقاً من قبل الشرطة، ودخلت فوجدت النوح والعويل.
وبعد أكثر من تسع سنوات قاطعت الشعر فيها، حيث كانت آخر قصيدة لي قبل المقاطعة، رثاء الملك غازي. فارتجلت هذه الأبيات (أحباءنا)، وكان نظمي لها على لحن عبرات أبينا الشيخ المحزون. كنت أنظم شبه ارتجال وأبي يجاوبني بالنوح والنحيب. لذا جاءت ركيكة بعد ترك طويل للنظم والشعر.

ملاحظة في 10 شباط 1949 صدر حكم الإعدام بحق قادة الحزب الشيوعي العراقي الخالدين ( سكرتير الحزب يوسف سلمان يوسف –فهد-، وعضوي المكتب السياسي زكي محمد بسيم –حازم-، وحسين محمد الشبيبي –صارم-). وبعد أربعة أيام أي في فجري 14 و 15 شباط 1949 تم تنفيذ حكم الأعدام (في ساحات: باب المعظم، والمتحف، والباب الشرقي) دون أعطاء فرصة لتمييز الحكم ومنعت الأجهزة الأمنية عوائلهم من أجراء مراسم الفاتحة، ولم تسلم جثامينهم الطاهرة لعوائلهم، وتمادت أجهزة الحكم الملكي ولم تعلن عن مكان قبر الشهيد فهد!/الناشر
*** * * * * * * * * * ****




فـتـى التأريـخ*

يا فتى التـأريخ ألـهمني بيانا . . . . . . وأعـرني منك قلبـا ولسـانا
أنت أمليـت على طـاغـوته . . . . . . أن كفَّ الحق أعلى منه شـانا
وتحـديتَ قـوى سـلطـانه . . . . . . سـاخراً منها فأذكاهـا عوانا
وهـززت الـظـلم من أركانه . . . . . . فـتداعى البغي وانهـدّ كيـانا
ودعوت الشعب فالتف مجيبـا . . . . . . ثائـرا للحـق يـغلي غليانـا
لم يرعك الموت من أعوادهـا . . . . . . وتقدمت شـجاعا لا جبـانـا
ولقيت المـوت منهم باسـما . . . . . . حيث نور الفجر من عينيك بانا
* * *
اطمأنوا؟ مذ غدوتم في الثرى . . . . . . ابـداً. هذا محـال. ما أرانـا
ندع القـوم هـدوءا وهمـوا . . . . . . اُسَ بلـوانا وأسـباب شـقانا
سـنريهم ما جنت أيديهمـوا . . . . . . ونقـاضيهم إذا دارت رحانـا
* * *
أيهـا السـارون في حـالـكة . . . . . . في حناياهـا طوت عنا ألامانا
وتولى الـكون منهـا رَهـبٌ . . . . . . جنـدل العـدل ذليلا ومهـانا
ومضى البـاطل في سـطوته . . . . . . يـنذر الأحرار خسـفا وهوانا
ومشـيتم لم تهابـوا ظالمـا . . . . . . وتبعنـاكم وما ضل هـوانـا
* * *
أيها الهـادون حلاً وارتحـالاً . . . . . . والمجـدّون لكي تمحو أسـانا
والمضحون إنعتـاقاً واعتقـالا . . . . . . ضد خصم في أمانينا اسـتهانا
من لذيذ العيش ماطاب اجتنـاءً . . . . . . وله الآبق قد الـوى العنـانا
أيها الماضون في الدنيا جهـادا . . . . . . تسـتحثونا وقـد نمنـا زمانا
طـاب مثـواكم وطبتم أنفسـاً . . . . . . ترد المـوت وتأبى أن تهـانا
06/03/1949

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*- نشرت في العدد 18 من جريدة إتحاد الشعب سنة 1960.




ألناشر
محمد علي الشبيبي
2009-08-19
السويد
[email protected]



#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 1
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ ألهوى والشباب 5
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/الهوى والشباب 5
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ ألهوى والشباب 3
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ألهوى والشباب (2)
- أناوالعذاب (1) من تراث الراحل علي محمد الشبيبي
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ جني العروس
- ساعة خارج البيت
- مراقد زائفة
- حول قصة حياة ذو النون أيوب
- تصحيح بعض المعلومات الخاطئة في مقالة الصديق طه رشيد
- مُدَّرِسَتي وكتابي ودموعي!
- أيضاح ومقترحات لتطوير لجنة أعداد مطبوع شهداء الحزب والشعب
- من أجل تفعيل لجنة مطبوع شهداء الحزب
- بدايات الغربة 30
- بدايات الغربة 29
- بدايات الغربة 28
- بدايات الغربة 27
- بدايات الغربة 26
- بدايات الغربة 25


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي الشبيبي - من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 2