أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدي جورج - الأقباط ليسوا طائفيين















المزيد.....

الأقباط ليسوا طائفيين


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 09:11
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يعيب الأستاذ عبد الباري عطوان على الأقباط عموماُ وعلى أقباط المهجر خصوصاً ويقول أنهم طائفيين ومطالبهم طائفية وذلك في مقالته بجريدة القدس العربي 19/8/2009 بعنوان "اوباما وامتحان الرئيس مبارك". ونفس هذا الاتهام يوجهه كثيرين للأقباط متهمينهم بنفس التهمة وقائلين أنهم لا يتظاهرون الا من اجل مصالحهم فقط وأنهم بذلك يفضلون أنفسهم عن باقي الشعب المصري.
ولتعدد هذه الاتهامات فاننى سأحاول تفنيدها فى عدة نقاط :
ـ يتحجج الكثيرين بمقولة أن المعاناة فى مصر عامة فالمصريين جميعا يعانون من الظلم والفساد والقهر الذي يعيشون فيه ولذا لا يحب على الأقباط أن يتظاهروا من اجل مصالحهم ومطالبهم فقط . وانا أقول لهؤلاء ان هذه مقولة حق يراد بها باطل فحقيقة ان المصريين كلهم يعانون ولكن لا يستطيع احد ان ينكر ان معاناة الأقباط مزدوجة فهم يعانون ككل المصريين ويعانون أيضا كأقباط تنتهك حقوقهم الدينية والثقافية كل يوم من السلطات الحاكمة ومن المواطن المسلم العادي وهذا المسلم العادي المملوء بالغضب نتيجة ممارسات النظام لم يجد وسيلة ينفس بها عن غضبه الا فى جاره القبطي الأضعف منه وقد تركت السلطات هذا الأمر بل وشجعته فى بعض الأحيان حتى لا يوجه المواطنين جميعا غضبهم الى وجهته الصحيحة ضد النظام وهكذا أصبح القبطي كالواقع بين المطرقة والسندان .
ـ ان المصريين عموما ومنهم الأقباط لم يعودوا مسيسين كما كان الحال سابقا فمنذ فترات طويلة لم يخرج المصريين للتظاهر من اجل مطالب عامة ومشتركة. واغلب الحركات الاحتجاجية التي خرجت للشارع فى السنوات الأخيرة كانت اجل مطالب فئوية كمظاهرات المحامين والصحفيين وموظفي الضرائب العقارية وإضراب سائقي النقل العام والعمال و كل مطالب هؤلاء فئوية وليست عامة والأقباط يشاركون فيها أيضا طالما هم متواجدين في هذه المصالح . اما عن خروج بعض النخب فى تظاهرات تطالب بالإصلاح السياسي كحركة كفاية وغيرها فاننى أقول لك ان الأقباط كانوا مشاركين فيها أيضا .
ـ ان الاسلمة لجميع مناحى الحياة وعزل المسيحيين فى الآونة الأخيرة هي التي أبعدت المسيحيين عن العمل السياسي فهم لم يهمشوا او يبعدوا أنفسهم فلا يوجد عاقل على استعداد ان يبعد نفسه ويهمشها . وأنت يا أستاذ عبد الباري عطوان تذكر كيف كون جورج حبش المسيحي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكيف كون نايف حواتمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وكيف انضم اليها المناضلين من المسلمين والمسيحيين دون النظر لدين المؤسس وهذا الأمر كان يحدث لدينا فى مصر فقد كان من الممكن ان تجد المسيحي أو اليهودي أو اللادينى فى منصب حزبي هام وتجد الجميع يقبل هذا لكفاءة الشخص كما فعلها مكرم عبيد وكون حزب الكتلة الوفدية وكما كون جوزيف روزنتال وحسني العرابي وأنطون مارون الحزب الشيوعي المصري وكما كان امين عام حزب الوفد مسيحي فى اغلب فترات حزب الوفد منذ نشأته وللان .
بينما الآن انظر أستاذ عبد الباري أين هو موقع المسيحيين فى النضال الفلسطيني فى ظل سيطرة حماس والمنظمات الإسلامية الأخرى كجند الله وجيش الإسلام والجهاد وغيرها على النضال الفلسطيني هكذا أصبح حالنا فى مصر فقد أصبح توجه معظم الأحزاب توجه اسلامى وحتى الأحزاب اليسارية والليبرالية التى كان الأقباط يجدون فيها أنفسهم ويحققون فيها ذواتهم جمدت او همشت وأضعفت .
ـ رغم كل ما سبق فأن أول مطلب من مطالب الأقباط فى جميع مؤتمراتهم التى عقدت خارج مصر وأولها مؤتمر زيورخ بسويسرا 2004 كان المطالبة بتحقيق المواطنة الكاملة والمساواة التامة بين أبناء مصر جميعاً أقباطا ومسلمين وأظن أن هذا الطلب ليس بطائفي فكل الدساتير والأعراف تعطى الحق لأي مواطن فى أن يطالب بمساواته ببني جلدته .
ويأتي تحت هذا المطلب حقهم في بناء كنائسهم مثل حق المسلمين في بناء مساجدهم وحقهم في الحصول على الوظائف العمومية نسبة لكفاءتهم وحقهم في ممارسة عقائدهم بحرية وحقهم في البث الإعلامي ورفع خانة الديانة من بطاقة الهوية وغيرها من الحقوق الاخرى .
ـ أما عن التظاهرات القبطية ورفعها لمطالب قد يصنفها البعض بأنها طائفية فأسمح لي اشرح لك الأمر : إذا تعرض سكان قرية من القرى لحرق منازلهم بسبب قيامهم ببناء كنيسة أو قاعة للصلاة في قرية محرومة من الكنائس فهل سيخرجون بلافتات تطالب بالديمقراطية ورفع الغلاء وتحسين ظروف المعيشة أم سيرفعوا لافتات تطالب بحمايتهم وحقهم في العبادة أو انك لا تعرف أن الحاجة للأمن وللأمان تأتى مباشرة بعد الحاجة للمأكل والمشرب فلن تستطيع تكوين إنسان سليم إذا كان جائع او خائف ,
وإذا خطفت فتاه من أهلها فهل سيخرج أهلها متظاهرين من اجل المطالبة بحقوق الإنسان في الشيشان وحق الفلسطينيين في وطن لهم أم سيطالبوا بإرجاع فتاتهم المخطوفة ؟!!
ـ هذا هو حال الأقباط ومن وضعهم في هذه الحال هو الدولة المتراخية عن حمايتهم فأصبح شغلهم الشاغل وهمهم الأساسي هو توفير الأمن والأمان لهم ولذويهم فإذا كان هم المصري العادي شغله الشاغل هو الجري وراء لقمة العيش ليل نهار ولا وقت لديه للانشغال بالعمل السياسي او المطالبة بحقوقه. فان هم القبطي أصبح همين كلاهما أصعب من الأخر فالأول هو توفير الأمن والأمان والثانى هو توفير لقمة العيش.
ـ سيدي هل هو حلال على المسلمين التظاهر احتجاجا على اهانة مقدساتهم وحرام على الأقباط فعل ذلك ؟ فلماذا لم تتهم طلاب جامعة الأزهر بالطائفية عندما تظاهروا احتجاجا على رواية "وليمة لأعشاب البحر" ؟ ولماذا لم تتهم المسلمون بالطائفية عندما تظاهروا أثناء ازمة الرسوم المسيئة ؟ وعندما يتظاهر الفلسطينيين عند منعهم من الصلاة فى الأقصى لا تتهمهم بالطائفية بينما عندما يتظاهر الأقباط لغلق كنائسهم ومنعهم من الصلاة فيها تتهمهم بالطائفية .
ـ أخيرا سيدي نأتي للملف الأخطر وهو ملف التوريث فكثيرين من المعارضين فى مصر وفى خارج مصر يتهمون الأقباط بأنهم خارجين عن أجماع الأمة ومع التوريث لصفقة بينهم وبين النظام .
ودعني هنا أوضح لك شئ هام الا وهو ان النظام يستخدم سياسة العصا والجزرة فى هذا الملف ولكن مع من يفعل النظام هذا الأمر ؟ النظام يفعل هذا مع بعض القوى القادرة على تعطيل او أعاقة التوريث في مصر كالإخوان او الجيش مثلا بينما مع الأقباط لا توجد غير العصا بينما الجزرة لا وجود لها على الإطلاق لان النظام لا يخاف من الأقباط ولا يعمل لهم حساب .
قطار التوريث ياسيدى ليس قطار قشاش( هو القطار الذي يتوقف عند جميع المحطات حتى لو كانت قرى صغيرة) كى يقف عند محطة الأقباط . بل هو قطار سياحي كقطار مصر أسوان السياحي وهو خرج من محطته الابتدائية بالقاهرة في طريقه إلى أسوان وهو فى رحلته تلك لا يتوقف الا فى الأقصر أكراما لخاطر السياح الأجانب كما يفعل نظامنا الذي لايهمه الا التوقف عند المحطة الأمريكية ليأخذ رضاها على ملف التوريث ثم ينطلق الى وجهته النهائية غير عابئ باى شئ .
سيدي لا تظلموا الأقباط فى ملف التوريث ولا تحملوهم فوق طاقتهم فهم مغلوبون على أمرهم فى أشياء كثيرة جدا ومنها هذا الملف . والنظام يقول لكل من يعارض ملف التوريث فلتنظروا الى رأس الذئب الطائر متمثلا فى ما حدث لكل من أيمن نور زعيم حزب الغد سابقا ونعمان جمعة زعيم حزب الوفد سابقا عندما ترشحا ضد مبارك فى انتخابات الرئاسة 2005 قبل ان تفكروا فى معارضة التوريث .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط ليسوا انعزاليون
- المظاهرة القبطية فى أمريكا وأخبار اسعدتنى
- اقتحام مسجد رفح والمزايدة على المتطرفين
- أسلمة أوريا والارتداد وأشياء أخرى
- همسة عتاب حول التغطية الإعلامية القبطية لحرق كنيسة الحواصلية
- المتهافتين والصحافة
- منير حنا وتهمة العيب في الذات الرئاسية
- الأمن وسياسة معاقبة الكنيسة
- حول نية القمص صليب متى ساوبرس إنشاء مدارس أسلامية وسبب ذلك
- الانتخابات الإيرانية الأخيرة هل تكون بداية النهاية لنظام الو ...
- الصبغة الإسلامية وتغيير اسم قرية دير أبو حنس
- كوتا قبطية ومحاولة لإفراغ القرار من مضمونه
- تأملات في خطاب اوباما
- إعدام
- أسد على أنفلونزا الخنازير وفى أنفلونزا الطيور نعامة
- ماليزيا تعلن حظر تحويل الأطفال قسرًا إلى الدين الإسلامي فلما ...
- العلاج بالفتاوى
- أسلمه صباح الخير
- التفجير الارهابى بالحسين والاتهامات الجاهزة
- أخفاق التمرد القطري


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدي جورج - الأقباط ليسوا طائفيين