أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حميد كشكولي - تجربة اليسار الايراني مع الاكليروس ، دروس لا غنى عنها لليسار الاشتراكي العراقي















المزيد.....

تجربة اليسار الايراني مع الاكليروس ، دروس لا غنى عنها لليسار الاشتراكي العراقي


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 08:26
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الثورة الاشتراكية هي الحل لا الترميم .......
وسائل الإعلام الغربية غطت بكل خبث ودناءة على حقيقة كل القوى المعارضة لاستبداد ولاية الفقيه في إيران، و ألقت على القوى الساعية للتغيير والثورة والإتيان بنظام اشتراكي مساواتي في إيران ظلالا ثقيلة من التعتيم. وبدلا من ذلك صورت للعالم انه لا وجود لقوى معارضة اشتراكية وتقدمية ، سوى ما دأبت تطلق عليهم بالإصلاحيين الدينيين والإسلام المعتدل والعصري. فهذه القوى الدينية التي تسمى بالإصلاحية لها تاريخ طويل في إيران منذ الثورة الدستورية المعروفة بالمشروطة. وهي قامت بتحريفها عن أهدافها التقدمية في إرساء مجتمع متمدن حديث، وبالتالي إجهاضها، ودعم قيام الملكية المطلقة.


إن ما حدث في إيران عام 1979 ، وما نتج عن فشل الحركة الديمقراطية و التحررية ، و ما أعقبه من استلام الاكليروس و على رأسهم آية الله الراحل الخميني للسلطة والحكم في إيران بدلا عن الشاه لا يزال لغزا عصيا على الكثيرين.
بينما لو القينا نظرة عابرة على تاريخ المجتمع الإيراني ، وما انتابه من مد وجزر ، لاكتشفنا أن رجال الدين شكلوا دوما عراقيل أمام تطور المجتمع ونموه ، و كانوا سدا منيعا أمام رياح الأفكار الحديثة والتقدمية التي هبت على الجماهير الإيرانية المتلهفة لمعرفة تفاصيل الأحداث و التغيرات التي كانت تعصف بالعالم والتي كانت تبحث عن نهج جديد للحياة و أساليب معيشة متطورة ورغيد.

وقد ضحى كثيرون من رجال العلم والفكر والسياسة التقدمية والنزعات التقدمية بالغالي والنفيس في هذا السبيل وتعرضوا إلى إرهاب ديني اسود. وقد صدرت فتاوي من رجال الدين وآيات عظام في قتل أصحاب الرأي الآخر، و الفكر الحديث. وهذه مسالة أخرى ومرتبطة بتاريخ الإسلام العام، وبحاجة إلى تفصيل يتعذر هنا معالجتها في هذا المقال.
وفي تاريخ إيران المعاصر أيضا لعب و يلعب رجال الدين دورا رجعيا كبيرا في التطورات السياسية والاجتماعية للبلاد، ما يثبط أي مسعى في محاولة إدراك التغيرات السلبية في التطورات السياسية و الاجتماعية بدون التصدي لهذه الظاهرة.
واليوم يسعى بعضهم جاهدين لإنقاذ الإسلام والنظام الحاكم في إيران وتبرئته من الأوضاع المأساوية وجرائمه بحق الإنسانية، ويحاولون تصوير جرائم النظام أخطاء و انحرافا عن خط الإمام والإسلام والفكر الشيعي، أو اتهام قادة معينين ، مثل الخميني . ومن المعروف ، أن المسالة كانت ولا تزال ابعد من شخصية الخميني و خامنئي و رفسنجاني وغيرهم ، لان أفكارهم مستلهمة من إيديولوجية خلت من مفاهيم الإنسان والإنسانية والديمقراطية والتقدم والعدل والمساواة.
و لم يكونوا لوحدهم مستغلين التحجر والتخلف الاجتماعي الذي يشكل الدين بلا شك احد مسبباته الأساسية في سبيل توجيه مسير التحولات و المنعطفات الاجتماعية والاجتماعية والسياسية لصالح الطبقة الرأسمالية التي يمثلونها أبشع تمثيل.
وكلما تهيأت الظروف الموضوعية والذاتية للجماهير الكادحة للقيام بحركات في سبيل تحولات اجتماعية وسياسية
كانت القوى السياسية التي يقودها رجال الدين بالمرصاد لها ، مواجهينها بكل إمكانياتهم لعرقلة تحقيق أهداف الجماهير المنشودة في تحقيق مجتمع مدني يضمن حقوق المواطن الديمقراطية والانسانية.

فإبان الحركات الأربع السياسية الاجتماعية الابرز في القرن التاسع عشر والعشرين في إيران ، أي حركة التبغ 1890 حركة المشروطة 1909- 1906 وحركة تأميم النفط 1951 وأخيرا الثورة الشعبية ضد حكم الشاه محمد رضا البهلوي عام 1979كان دور الدين و رجاله حاسما ومصيريا في تحريف كل هذه الحركات الجماهيرية و إجهاضها.
لذلك يمكن فهم رسالة أغلب رجال الدين الشيعي السياسي و آيات لله و أئمة الجمعة الذين دخلوا معترك السياسة بأنها اقتصرت بشكل رئيسي على ضرورة حفظ النظام الحاكم ، فتركوا أثارا مخربة على المجتمع ، و عرقلوا بناء أسس مجتمع مدني حديث. ويذكر تاريخ إيران بأنهم في فترة تحالفوا مع الإقطاع و الخانات ضد الحركة التقدمية الجماهيرية ، و
في فترة أخرى تحولوا إلى مرتزقة في خدمة الاستعمار والامبريالية وهكذا حتى تم أخيرا تسليم السلطة الرأسمالية في إيران إليهم ، إذ لم يتزحزح رجال الدين في كل هذه المراحل قيد أنملة عن لعب دورهم الحقيقي ورسالتهم الرجعية المقدسة التي اخلصوا لها . إن المهمة الرئيسية والرسالة الأقدس للاكليروس كانت دوما هي المحافظة على نظام القمع والاستغلال الطبقي ومواجهة حركات التحرر و الديمقراطية للعمال والكادحين.
الدين السياسي ورجاله كانوا أداة بيد القوى الرجعية والاستبداد ، إذ شكلوا بعد اجهاض ثورة 1979 ظاهرة رجعية معادية ظلامية للتحرر والتقدم وحقوق المرأة و الشباب .

كانوا عبارة عن خلاصة الرجعية المضادة لحركة التاريخ الإنساني ، المتميزة بسمات التوحش والبربرية ما قبل التاريخية . وقد كشف الراحل الخميني عن كل مكنون الاكليروس الرجعي في كتابيه الحكومة الإسلامية ولاية الفقيه.
ثمة مثقفين و كتاب انتهازيين وقادة سياسيين ، يدعون أنهم شاهدوا صورته منقوشة في القمر و على شكل ملاك أو كما صوروه ممثلا للشرف و عدم المساومة للأمة الإيرانية ، وحقق إرادتها.
التيارات السياسية الدينية مثل مجاهدي خلق و القوميون الشيعة ، والوطنيون الشوفينيون رغم أنهم يتظاهرون بأنهم يختلفون عن نظام الجمهورية الإسلامية الحاكم إلا أنهم يشتركون مع النظام في أرضية فكرية واحدة.
يستفيد النظام الحاكم من هذه التيارات التي شاءت أم أبت باتت توفر له أرضية واسعة للمناورة و تضليل الجماهير في سبيل إطالة عمر الاستبداد والدكتاتورية. إن بعض القوى المعارضة البرجوازية تطلق على التقائها مع أجنحة النظام الحاكم
تكتيكات، ولكن مثل هذه التكتيكات يستثمرها النظام الحاكم لتحريف احتجاجات الجماهير ومطالبيهم وبذلك يتم تجميع القوى المخالفة في حلقات ضعيفة يسهل على النظام تفتيتها.
القوى الانتهازية أطلقت في فترة ما على رفسنجاني اسم قائد للبناء، وعلى الرئيس الأسبق محمد خاتمي مهندس المجتمع المدني واليوم تحول موسوي ذي الماضي الدموي إلى " اليندي إيران" . في كل الأحوال، ففي سبيل إزالة تأثير الدين السلبي على المجتمع تتحتم ضرورة تغيير جذري في كل مناحي ومستويات المجتمع و لا يتم هذا بالإصلاح والترميمات و التغيير الفوقي بل يتم عن طريق ثورة اجتماعية سياسية ثقافية ، ترسي أسس مجتمع حديث يضمن كل الحريات والحقوق والمساواة للمواطن.
ولقد أدركت الحركات الاجتماعية في إيران وخاصة العمال والطلبة و النساء والشباب هذه الحقيقة إدراكا جيدا،
مثلا الحركة الطلابية في العام الماضي رفعت شعارات راديكالية وطالبت بتغيير كل النظام.و الانتفاضة الشعبية اثر الانتخابات الأخيرة، رفع شيوعيون شعارات اشتراكية تهاجم كل أجنحة النظام الايراني الحاكم. فهذه التجارب النضالية
أضافت زخما كبيرا للحركة الثورية الاشتراكية و أغنت تجربة الجماهير وزادت من وعيها و أعطتها دروسا وعبرا غاية في الأهمية.
عندما يدخل جيل جديد معترك النضال سوف يخرج أغنى بتجارب ، سواء سلبية، أم ايجابية، يمكن أن يستفيد منها ، والجيل الذي يليه ، في نضالاته مستقبلا.
وإن من مهام الطليعة السياسية العمالية ادراك قانون هذه التجارب والمعادلات التي تتحكم بها ، و تحويلها إلى ممارسة اجتماعية في النضال الطبقي بوجه النظام الحاكم. فإن
أي تغيير فوقي ، حسب ما اثبت التاريخ، لن يكفل تحقيق أهداف الجماهير في الديمقراطية و حقوقها ، إذ يجب أن تنبثق حركة سياسية طبقية من الأسفل ، أي من الجماهير العريضة ، و من قلب المجتمع، أي من صلب جماهير الكادحين في مراكز الإنتاج في الجامعات و المعاهد و المثقفين الثوريين والتقدميين كقوة تتحدى النظام الحاكم، وترسم آفاق المستقبل في معمعان النضال ضد النظام الرأسمالي.
في الظروف الحالية في المجتمع الإيراني بات مستحيلا الخلاص من نظام الجمهورية الإسلامية بدون التخلص من سلطات الدين والاكليروس. الدين والاكليروس عنصران أساسيان لبقاء النظام الجمهوري الإسلامي وان إنتاجهما وإعادة إنتاجهما من ضرورات المحافظة على مصالح الطبقة الحاكمة التي تلتقي مع مصالح الامبريالية اقتصاديا وسياسيا .

التجربة النضالية الايرانية دروس غنية لليسار الاشتراكي العراقي ، لا بد أن يستفيد منها في كفاحه للتحرر من الاحتلال و سلطات عصاباته الحاكمة في العراق. تجربة القوى اليسارية التقليدية في ايران مع الاكليروس منذ مئة عام ، أي منذ الثورة الدستورية الى يومنا ، ليست ملكا للايرانيين فحسب، بل هي ملائمة لنا أيضا لتناظر القوى الدينية في البلدين، وتماهيها مع بعضها.

2009-07-16
يمكن الاستفادة من مراجع مهمة، منها:
تاريخ ايران .. من تأليف بير نيا
تاريخ اجتماعي ايران من تاليف بيرداوود



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الإيراني اسماعيل خوئي
- جماهير إيران تسير في طريق الثورة على استبداد ولاية الفقيه
- ترنيمة زهرة الخلود
- عندليب الامبريالية الأسمر : وداعا حقوق الإنسان
- برتولت برشت و الأزمة الراهنة للرأسمالية
- ليكن الأول من أيار هذا العام حافزا لليسار العراقي في إيجاد أ ...
- قصيدة - ترافيك- للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
- توماس ترانسترومر وثلاث قصائد
- قصيدة الشاعر الانجليزي وليم بليك(1757-1827) -اسمع ِ الصوت-
- هل تزول أية عقيدة، حتى لو كانت خرافية ، بالعنف والاضطهاد؟
- ثلاث قصائد للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
- أزمة الإتحاد الوطني ليست قضية جماهير كردستان
- في ذكرى ثورة الجماهير الإيرانية على نظام الشاه
- المقاومة في منظور اليسارالماركسي
- لي الحضور المضاغف في شِعر فروغ فرخزاد
- مواقف أردوغان تجاه القضية الفلسطينية تتحطم على صخرة التحالف ...
- شتان بين إرادة الجماهير في فلسطين وإسرائيل وبين أهداف دولة ا ...
- حقيبة حنظلة مرميّة بين أشلاء القمر
- البديل الثالث هو القادر على حل القضية الفلسطينية
- اله الموت يجول من اشويتس ، إلى العراق ، فغزة


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حميد كشكولي - تجربة اليسار الايراني مع الاكليروس ، دروس لا غنى عنها لليسار الاشتراكي العراقي