أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱبن ٱلحىّ حىّ وٱبن ٱلميّت ميّت















المزيد.....


ٱبن ٱلحىّ حىّ وٱبن ٱلميّت ميّت


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 05:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ٱبن ٱلحىّ حىّ وٱبن ٱلميّت ميّت
فهمت من كتاب ٱللّه "ٱلقرءان" أنّ ٱللّه أراد من كتابه أن يحمل بيانًا للناس عن دين جميع ٱلحقِّ ليفهمه كلّ فرد منهم فهما نسبيًّا بما ٱكتسبه من علوم ومعارف زمانه من دون حاجة لإرسال بيان أخر.
وفهمت أنّ قلب كلّ فرد من ٱلناس يرى فى قول كتاب ٱللّه (ٱلثابت فى هيئة خطّه) حركةً عمّا فهمه غيره من ٱلناس سوآء ءكان ذلك ٱلغير يعيش فى وقته أم كان يعيش فى وقت سابق. وهذه ٱلحركة تحدث فى قلب ٱلفرد بتلاوته لكتاب ٱللّه فينشأ عقل بين ما يتلوه من قول ٱلكتاب وبين ما ٱكتسبه من علوم ومعارف. وبهذا ٱلعقل يرى قلبه تشابها بين قول ٱلكتاب وبين علمه.
لقد سألنى محاورون كيف يكون كتاب ٱللّه بيانا للناس ٱلأحيآء فى كلِّ وقت وقد جآء فى وقت لم يكن فيه للناس علم كما هو عليه ٱليوم علمهم؟
وكيف يكون بيان قوله ٱلثابت حيًّا ومتغيّرا مع تغيّر علم ٱلناس؟
قلت فى مقال "منهاج أبنآء "إبليس" واحد" قولا عن ٱلرتق وٱلفتق فسأل أحدهم: (إذا كانت الآية آية الفتق المشار اليها بمقالك لا يفهمها إلا الفزيائيون والبيلوجيون فهل كانت مجرد طلمس عند أبن عباس ومعاصروه ثم لماذا لم يفكك رسول القراءان آيات القرآن مثلما تفككها أنت أم في أذنه وقر؟).
وسؤاله يحمل ظنًّا أنّ بشر كٱبن عباس وغيره من ٱلناس يستطيع أن يدرك ويعلم بما بيّنه ٱللّه فى كتابه ٱلقرءان عن ٱلحقِّ جميعه. كما بيّن سؤاله أنّه يظنّ فيمآ أقوله عن كتاب ٱللّه بما لدىّ من علم وقتى "طلمس" فككته وهو ما لم يستطع ٱلرّسول فكّه.
ٱلرّسول حامل لرسالة ومطلوب منه بلاغها للناس وأنا وٱلسَّآئل من ٱلمبلَغين. وليس على ٱلرّسول شرح وتفسير ما يحمله من رسالة. فهذا من مسئوليّة ٱلسّآئل ومن مسئوليتى ومن مسئولية كلّ فرد من ٱلناس إلى قيام ٱلسّاعة. فلا "طلمس" فى ٱلرّسالة وما فيها "بيان لكلِّ شىء". وتصديق ٱلرّسالة أو تكذيبها يحتاج لعلم فى ٱلحقِّ وعقل له مع ما جآء فيها. ولن يكون ٱبن عباس ولآ أنا ولا ٱلسّآئل عالم بكلّ شىء ويستطيع بيانه.
إنّ أكثر ٱلذين يسألون ينأون بأنفسهم عن ٱلمسؤلية ٱلشخصيّة فى ٱلعمل على فهم ٱلقول فى كتاب ٱللّه بما ٱكتسب كلّ منهم من علم ومعرفة. وٱلسّآئلون فريقان:
ٱلأول يلقى بٱلمسئولية على غيره وينتظر قوله ليتبعه أو يعرج مبتعدا عنه.
وٱلثانى يسأل وهو يتمسّك بما قاله ٱلسّلف بما ٱكتسبوا من علم من دون ذكر لقولهم "وٱللّه أعلم". ويستنكر علىّ قولى بما ٱكتسبتُ.
ويجمع ٱلمستنكرين موقف واحد هو موقف ٱلسّلفىّ. ويتوزعون فى موقفهم ٱلواحد على فريقين:
ٱلأول يظنّ لنفسه إيمانا بٱللّه وكتابه وهو يتبع ما قاله ٱلسّلف علىۤ أنّه أخر ما يقال فى ٱلكتاب ويسلّم به لا يتزحزح عن تسليمه ولا يريد لنفسه جهدا ولا مسئولية فى ٱلنظر وٱلفهم.
وٱلثانى يظنّ لنفسه علما ويترفّع ساخرا من ٱلإيمان بٱللّه وكتابه فيأتى ليستنكر قولى بشاهد يأخذه من قول ٱلسّلف ويظهر به أنّه لا يقبل بقول فى كتاب ٱللّه غير ما قاله ٱلسّلف.
ٱلفريقان ثبتت مواقفهم على ما قاله ٱلسلف من دون ذكر لقولهم "وٱللّه أعلم". ووثنوا عليها بفعل ٱلظّنِّ أنّ ما لدى ٱلسّلف من مفاهيم ثابتة لا تتغيّر. وهؤلآء فيما يستنكرون يضربون مثلا على مفهوم ٱلوثنيّة ٱلمؤسس لمفهوم وموقف ٱلاستبداد وٱلطغيان.
وأتوجّه إلى هؤلآء بسؤال لعلّهم يتفكرون وتنكسر قيود وثنيتهم. هل مَن يخلق شيئا يعلم بتسويته وعدّته سوآء ءاكانت ٱلعدّة ضوئية كما هو ٱلأمر فى ٱلويندوز؟ أم كانت ٱلعدّة من سورٍ وأجزآء وأحزاب وحجارة كما هو ٱلأمر فى ٱلفيزيآء؟ أم كانت ٱلعدّة من حمض أَمين وسكر وبورين كما هو ٱلأمر فى ٱلبيولوجيا؟
فهل خَلَقَ ٱللّه وسَوَّى جميع ٱلأشيآء وهو لا يعلم بٱلعلوم ٱلتى تحكمها؟
وعن ماذا يكون كتابه بيانا إن لم يكن عمّا خلق وسوّى وهدى؟
لقد وضعت أسئلتى عمّا سأل عنه ٱلسآئلون وعمّا ٱستنكره ٱلمستنكرون. وكلّفت نفسى ٱلبحث عن ٱلجواب لنفسى بما يتشابه لى فهمه من كتاب ٱللّه. ولن أكتم مآ أرى من جواب حتى لا يلعننى ٱللّه.
سألت عن ٱلأشيآء ٱلمبصرة: هل يعلم ٱللّه بٱلأشيآء (سمآء وشمس ونجم وقمر وأرض وبحار وجبال وأودية وأنهار وسهول وشجر وحجر وطير وهوآء وغيوم وغيث ومطر ودوآبّ)؟
وسألت عن عدّة بنآء هذه ٱلأشيآء: هل يعلم ٱللّه كيف بنيت هذه ٱلأشيآء من عدّة أوليّة رقميّة ضوئيّة تُسوَّى منها عدّة جزئية كٱلبروتون وٱلإلكترون وغيرهما من عدّة بنآء ٱلسور وأخرى حزبيّة إلىۤ أن تصل هذه ٱلأشيآء إلى ما هى عليه فى هيئتها ٱلظاهرة؟
وهل يعلم أنّ ٱلحياة هى جعل للفيزيآء بيولوجيا؟
وهل يعلم بصناعة ٱلمناهج ٱلرّقمية ٱلضوئية وأفعال ٱلسوفت وير؟
وهل يعلم بما يعلم ٱلبشر وبما يصنعون وبما سيعلمون؟
وكيف سنعلم أنّ ٱللّه يعلم بهذه ٱلعلوم وٱلصناعة؟
وقد رأيت أنّ ٱلبحث عن جواب لنفسى على هذه ٱلأسئلة لن يكون إلا تخريص قولٍ ما لم يجيبنى ٱللّه عليها بوسيلة ٱلعقل بين مآ أعلم به بٱلنظر فى هذه ٱلأشيآء مع قول ٱللّه وبيانه.
لكن كيف يجيبنى ٱللّه على هذه ٱلأسئلة؟
وأين وضع لى جوابه؟
هل وضعه فى كتابه ٱلقرءان؟
إذا كان ٱلجواب فى كتابه ٱلقرءان وقد أرسله منذ 1400 سنة فكيف سيكون ٱلجواب وعلمى تطور وزاد وتراكم بما ٱكتسبتُ من علم ٱلبشر ٱلناظرين منذ ذلك ٱلوقت وسيتطور علمى ويتراكم ولن يتوقف إلا بموتى؟
وقبل ٱلبحث عن ٱلجواب لنفسى ضربت مثلا عن كتاب فى ٱلفيزيآء أتلوه وأنا لا علم لى بٱلفيزيآء. لن أفهم من قول ٱلكتاب إلا ٱلتعريف.
فإن سعيت وٱكتسبت علما فى ٱلفيزيآء ورجعت إلى كتاب ٱلفيزيآء أتلوه مرّة أخرى. سأفهم ٱلتعريف بصورة أفضل وبعض ما عسر علىّ وبَهَمَ من قوله ورموزه أوّل مرّة.
وإن تابعت فى ٱلسعى ليزيد ويتوسّع ٱكتسابى من علم ٱلفيزيآء سيزيد فهمى من قول ٱلكتاب تعريفا ورموزا. وإن تابعت فى ٱلاكتساب زاد فهمى حتى يتبيّن لى جميع ما فى ٱلكتاب من علم مؤلفه.
وإن سعيت بعد ذلك ليكون لى نظرى وعلمى وخبرتى وكتاب فى ٱلفيزيآء. سيكون لى حكم على ٱلكتاب ٱلذى بدأت بتلاوته يصدّق ما فيه أو يدحضه.
بهذا ٱلمثل عملت مع كتاب ٱللّه وفيه يقول ٱللّه أنّه هو ٱلخالق وٱلمسوّى وٱلهادى.
وهو وحده ٱلعليم بما خلق وسوّى وهدى وجعل كلّ شىء يسبح فى فُلك له حتى يهلك ويستقرّ.
وهو ٱلذىۤ أنزل لباسا (سوفت وير) على واحد من ٱلأشيآء نفخ فيه من روحه وبه جعله خليفة فى ٱلأرض يعلم ٱلأسمآء كلّها.
وهو ٱلذىۤ أنزل كتابه وحيا لهذا ٱلخليفة وفى ٱلكتاب قوله يبلّغه ويبيّن له علمه وخلقه وتسويته وهدايته ويطلب منه عقل ما يكتسبه من علم بنظره مع قول كتابه ٱلمبين.
وقد ٱنتظرت أن أرى فى كتاب ٱللّه ٱلجواب على جميع ما سألت عنه. ورأيت أنّ ما علىّ عمله هو ٱلنظر فى ٱلكتاب وٱلبحث عن ٱلجواب بنفسى فأصدّق أوۤ أدحض كما هو ٱلأمر مع كتاب ٱلفيزيآء.
ورأيت أنّ عملى فى ٱلنظر لن يكون صوابا ما لم أنظر وأعلم فى ٱلحقِّ وأعقل مآ أعلمه مع قوله فى كتابه. وهذا ما عملت عليه وفى جميع أعمالى شاهد على عمل ٱلعقل. (جميع كتبى وجميع ٱلمقالات ومنها "كيف نعلم أنَّ ٱللَّهَ يعلمُ؟" "كلّ شىء عنده بمقدار" "ٱلقرءان وعلم ٱلفيزيآء" "فطرة ٱلكلام وٱلفيزيآء" "أهمية عقل ٱلنظرية ٱلعلمية مع ٱلقرءان").
وقد رأيت فى وصف ٱللّه لحديث كتابه بكلمة "متشابه" أنّه ورآء حركة بيانه مع كلِّ جواب على سؤال وعلى ٱستنكار. فهو يقول فى كتابه قولا يفهمه جميع ٱلناس:
"قُل سيروا فى ﭐلأرض فٱنظروا كيف بَدَأَ ﭐلخَلقَ" 20 ﭐلعنكبوت.
فعلمت أنّ سير ٱلناس ونظرهم يجعلهم يعلمون من ٱلحقِّ علم مقدار وفيزيآء وبيولوجيا ويسطّرُون ما علموا به فى سجلٍّ (مقال وكتاب). وهذا يكتسبه بعضُ ٱلناس ويقعد عن ٱكتسابه كثير منهم.
لكن ما علمت به وعقلته مع حديث كتاب ٱللّه ٱلمتشابه رأيت أمامه سدّا كبيرا ممّا وثن عليه أكثر ٱلناس من ٱلظّنِّ وٱلتخريص ٱلذى يبثّه كهنوت مجنون فىۤ أنفسهم ٱلمفتوحة على هذا ٱلبثّ. فقد جعلوا قول ٱلكتاب ٱلمتشابه ثابتا عند فهم ٱلسلف. وألغوا مفهوم ٱلتشابه عن حديثه. وجعلوا ٱلكتاب للتلاوة من دون تفكير. وأغلقوا ٱلقلوب على محمول قوله ٱلمتشابه بقول للسلف ووثنوا عليه.
ويتابع ٱليوم ٱلكثيرون من ٱلوثنيين فيقولون أنّ ٱلحديث عن كتاب ٱللّه مع علم كعلم ٱلفيزيآء ومنه علم ٱلمناهج ٱلرقمية كٱلويندوز وٱلسوفت وير وغيرها من مفاهيم هذا ٱلعلم هو عمل غير جآئز وتحميل لقول ٱللّه ما لا يوجد فيه.
وهؤلآء ينظرون إلى حديث كتاب ٱللّه فترى قلوبهم منه حديث بشر مات ومات معه قوله وحديثه. فتسأل قلوبهم بما رأت من أين للّه ٱلعلم بٱلفيزيآء وٱلويندوز؟ فها هو قول "ٱبن عباس" وهو "ٱلبحر" و"ٱبن كثير" وهو كبير ٱلمفسرين لم يرَ أىّ منهما فى قول ٱللّه فيزيآء ولو كان فيه فيزيآء لقال وما سكت عنه!
لكن موقف هؤلآء لن يمنعنى من متابعتى للعقل مع ما علمت به ومع ما سأعلم به من هذا ٱلعلم. وقد رأى قلبىۤ أنّ من يتلو ٱلقول فى كتاب ٱللّه وهو لا يعلم بما علم به ٱلذين ساروا ونظروا وعلموا وسطروا ما قرأوه من علوم ٱلحقِّ فيزيآء وبيولوجيا وويندوز. وما خلقوه وصنعوه مهتدين بهذا ٱلعلم. سيرى فى قول ٱلكتاب تشابها بين ما يعلمه من ٱلحقِّ وهو علم محدود بٱلمبصر وٱلمسموع من ٱلأشيآء كٱلحجر وٱلشجر.
أما مَن يتلوه وهو يعلم بما سُطّر من ٱلعلم وما خُلق وصُنع به إمّا لا يرى فى محمول قول ٱلكتاب شبها بما علم. فيعمل على تركه أو على دحضه. وبذلك لا يكون كتاب ٱللّه كتاب عليم.
وإما يرى شَبَهًا بين محمول قول ٱلكتاب وبين ما يعلم به. وهذا ٱلشّبه سيجعله يعمل على زيادة ٱلعقل بين ما تشابه له من قول ٱلكتاب وبين علمه. وسيرى بزيادة نظره وعلمه زيادة فى ٱلتشابه. وهذا سيجعله يتمسّك ببيان ٱلكتاب ويزيد من نظره وعلمه وعقله لحديثه ٱلمتشابه مع علمه حتى يبلغ ٱلتصديق وٱليقين أنّ ٱللّه بكلِّ شىء عليم.
وبذلك يهتدى بهدايته إلى ٱلتحكم بما يعلم ويعمل على توجيه علمه وعمله بأمر ٱللّه يعبده ولا يفسق علىۤ أمر له. ويعمل علىۤ إصلاح ما فسد فى ٱلأرض وما سآء.
فٱلذين يستنكرون حديثى عن ٱلفيزيآء وٱلويندوز فى ٱلقرءان يظنّون أنّ ٱللّه لا علاقة له بعلم فيزيآء ٱلأشيآء وعلم فيزيآء ٱلضوء. لأنّهم لم يفكروا فى ٱلجواب على ٱلسؤال: كيف بدأ ٱللّه تسوية خلقه؟
وممّا ينفر منه ٱلمستنكرون ما رأيته بٱلعقل بين رمز ٱلفيزيآءH2O وكلمة "الۤمۤ". فقلت أنّ ٱلرمز لا تظهر منه قوّة ٱلفعل وٱلربط للرمز ٱلفيزيآئىّ gen فى كلٍّ من ٱلهيدروجين وٱلأكسجين (هيدرو+ جين وأوكس+ جين). فكتبت رمزا جديدا يظهره H2g2O كما هو ظاهر فى كلمة "الۤمۤ" بقوّة ٱلمدِّ فوق ٱللامِد "لۤ" (كتابى ٱلثانى "منهاج ٱلعلوم").
لكن على ٱلرّغم من نفورهم تابعت ٱلعمل فى ٱلعقل بين ما ٱكتسبته من علم فى ٱلفيزيآء وغيرها وما ٱكتسبته من علم ٱلِّسان. ورأيت بٱلعقل بين لسان كتاب ٱللّه ولسان ٱلإنكليز أنّ دليل كلمة "مقدار" تحمل من دليلها كلمة Quantum. وبذلك ٱلعقل كتبت مقال "كلّ شىء عنده بمقدار".
وكنت قد رأيت منذ ٱلبداية أنّ ٱلعمل على ٱلعقل بين ٱلفيزيآء وكتاب ٱللّه يقوم من بعد ٱلتفكير فى جواب على بعض ٱلأسئلة ٱلمتعلقة بعدّة ٱلتسوية وعن وسيلة تسويتهآ أشيآء.
فسألت: ممّا وكيف سوّى ٱللّه خلقه؟
وسألت: إن كان ٱلخلق ٱلمسوَّى فيزيآء ألا يكون ٱلمسوِّى عالم بما يسوّيه فيزيآئيًّا؟
وسألت: هل يكون بيان ٱللّه عن خلقه ٱلمسوّى فيزيآء لا صلة بينه وبين علم ٱلفيزيآء؟
ورأيت من بعد جوابى فى جميع أعمالى على هذه ٱلأسئلة أنّه حتى يكون لنا قول صواب فى جميع جوانب ٱلمسألة علينا طاعة أمر ٱللّه "قل سيروا فى ٱلأرض فٱنظروا كيف بدأ ٱلخلق". وعلمت أنّه لن يكون ما ننظر فيه أمرا أخر غير ٱلفيزيآء. ولن تكون وسآئل نظرنا شيئا أخر غير وسآئلها. فعلم ٱلفيزيآء هو ٱلذى وجد أنّ ٱلميزونات mesons (ٱلعدّة ٱلأولى فى ٱلفيزيآء) لا توجد إلاۤ أزواجا وأنّ عدّتها ٱثنا عشر كواركا quarks وأنّ عدد ٱلفاعلين على ٱلعدّة تسعة عشر بوزونا bossons.
وما وجده علم ٱلفيزيآء يتشابه مع قول ٱلكتاب ويصدّقه:
"ومن كل شىء خلقنا زوجين لعلكم تذكرّون" 49 ٱلذاريات.
"إنَّ عدَّةَ ٱلشُّهورِ عند ٱللَّهِِ ٱثنا عشر شهرًا فِى كتٰب ٱللَّهِ يوم خَلَقَ ٱلسَّمٰوٰتِ وٱلأرضَ منهاۤ أربعة حُرُم" 36 ٱلتوبة.
فماذا ستكون ٱلعِدَّةُ غير ما تدلّ عليه من ٱلحسبة وٱلإحصآء وٱلتهيؤ وٱلتوقيت؟
وهل هذه ٱلعدّة هى لغير ٱلبنآء ٱلفيزيآئىّ؟
لقد سمّى ٱلخالق ٱلصانع ٱلخبير فى خلقه وصناعته عدّة تسوية خلقه بٱسم "ٱلشهور". وحدّد عددها "ٱثنا عشر شهرا". وأعلن توقيتها "يومَ خَلَقَ ٱلسَّمٰوٰتِ وٱلأرضَ". وبيّن أن ٱلفاعلين فى تسوية ٱلعدّة أشيآءً هم رسل "يفعلون ما يؤمرون". ومنهم "ثمانية تحمل عرش ربِّك" (أمره بٱلتسوية كما خلق).
فهل يحدث هذا بغير علم ٱلفيزيآء؟
وأجيب فأقول أنّ ٱللّه هو صانع ٱلأشيآء بعدّة ووسيلة ٱلفيزيآء ومناهج ضوئية تشبهها مناهج ضوئية يصنعها عبد ٱللّه "بل غيتس" وعباد أخرون. وأنّ ماۤ أرسله ٱللّه من بيان هو بيان عن تسوية عدّة ٱلشهور ٱلضوئيّة أشيآء فيزيآئية وبيولوجية وبيّن خطّ سير ٱلتسوية:
"وٱلفجر(1) وليالٍ عشرٍ(2) وٱلشفع ِوٱلوترِ(3)" ٱلفجر.
فٱلفيزيآء هى حركة ٱلمقدار Quantum وهو عدد وعدّة وفاعلين لبنآء ٱلأشيآء ميتة كانت أم حيّة. وجميع ٱلأشيآء مصنوعة فيزيآئيًّا من قبل صانع واحد هو ٱللّه. ولكلّ منها مقداره ٱلفيزيآئىّ وويندوزه. ولكلِّ مقدار خطّ سير فى ٱلتكوين محكوم بمنهاج يقوم على جدلية "رحمٰن رحيم" ٱلتى علينا ٱلعلم بها بوسيلة واحدة هى "شعآئر ٱللّه" مسالك ٱلنور ٱلمبيّن لهذا ٱلحقِّ فى ٱلسّموٰت وٱلأرض وهو ما يدلّ عليه ٱسم "ٱللّه". فعندما نقول "بسم ٱللّه" نريد قولا ينير ويبيّن بفعل ما نرسله من نور ٱلبصر فيه.
لقد سمّى ٱلخالق ٱلعدّة ٱلكواركية شهورا. وعدّة أىّ شىء هى ٱلتى تشهره وتبيّنه. وكان توقيت تسميته لهذه ٱلعدّة "يومَ خَلَقَ ٱلسَّمٰوٰتِ وٱلأرضَ". أى يوم وضع خططها ومناهجها وعرشها لتجرى ٱلتسوية وفق ٱلخطط وٱلمناهج وٱلعرش.
وجعل ٱللّه بيانه عن خلقه وتسويته من ٱلعدّة وٱلفاعلين وٱلأشيآء ٱلمشهورة بيانا عربيًّا لا لبس فيه. وبيّن فى بيانه مسألة ٱلعقل بينه وبين ما يخرجه نظرنا فى تلك ٱلأشيآء. وبٱلعقل بين ٱلبلاغين يستقرّ ٱلنّبأ فىۤ أنفسنا فنصدِّق ونؤمن بعلم ٱللّه ٱلفيزيآئىّ ومناهجه ٱلعرشيّة.
فٱللّه هو خالق ٱلفيزيآء وخالق لِمَن يسير فى ٱلأرض ينظر كيف بدأ ٱلخلق من أصل مقدارى Quantum. وهو ٱلأعلم بحركة وقوى ٱلفعل فى ٱلتكوين ٱلفيزيآئىّ من بدايته إلى نهايته وعودته إلى ٱلبداية "كما بدأنا ﭐلخلق أوّل مرَّةٍ نعيده". وماۤ أرسله فى كتابه قال عنه أنّه بيان وتبيان لكلِّ شىء. ومن ٱلبيان ٱلنّبأُ "كلّ شىء عنده بمقدار" وهو قول يبيّن ٱلأصل ٱلرّقمىّ وٱلعددىّ "ٱلكوانتومىّ" لأىّ شىء. وهو ما بيّنه نظر ٱلفيزيآئيين وبما بيّنوه يستقرّ ٱلنّبأ.
وبعقلٍ بين قول كتاب ٱللّه وقول ٱلفيزيآئيين يحدث تبادل ٱلتصديق وتحدث ٱلهداية وٱلتّقوى. وٱلعاقل يعلم بٱلأصل ٱلكوانتومىّ لخلقه ويطمئنّ لعلمه فلا يعمل ولا يأكل ولا يشرب ولا يتكاثر من دون ذكر ٱسم ٱللّه علىۤ أعماله وعلى طعامه وشرابه وذرّيته. وبذكره لاسمه لا يفسد فى ٱلأرض ويعمل فيها صالحا. ويعمل على خلق ذرّيّة تخلوۤا أجسامها من كتب ٱللغو "دنا اللغو" وعلى خلق أنفسٍ تخلوا من منهاج إبليس. وسبيل ذلك هو فيما يعمله ٱليوم ربّانيّون من خلق وتسوية "منىّ" فى ٱلمحراب (مخبر).
ما عملته من عقل فى كتبى ومنها (ٱلاستنساخ وٱلكتاب ٱلثانى "منهاج ٱلعلوم" و"أنبآء ٱلقرءان") وفى ٱلمقالات ومنها ("مكَّة وقريش مفاهيم يجب ٱلعلم بدليلها فى فيزيآء ٱلتكوين" و"ٱلأبجديّة وقوى ٱلفعل فى لسان ٱلقرءان ٱلعربىّ ٱلمبين" و"ٱلصَّلوٰة منهاج وقاية فى ٱلتكوين" و"كيف نعلم أنَّ ٱللَّهَ يعلمُ؟" و"أصل ٱلإنسان" و"هل "ٱلقرءان" هو كتاب ٱللَّه؟" و"أهمية عقل ٱلنظرية ٱلعلمية مع ٱلقرءان" و"كلّ شىء عنده بمقدار" و"ٱلقرءان وعلم ٱلفيزيآء" و"تعقيب ثانى على مقال "كلّ شىء عنده بمقدار" و"فطرة ٱلكلام وٱلفيزيآء" و"ٱلتشابه" و"ٱلفساد فى ٱلأرض" و"ٱلقُرءَان Alqruan ليس ٱلقرآن Alquran" و"ٱلطبيعة" و"كتاب ٱللّه وكتب ٱلناس" و"ٱلنفس "سوفت وير"!!" و"ٱنفطار وتأثير كلمة ٱلقول" و"دليل ومفهوم ٱسم ٱللّه" و"ٱلدين The law" و"كلمة "فؤاد" تبيّن وتوكّد علمَ مُؤلِّفٍ وكتابٍ!").
بيّن لىۤ أنّ ما يحدث من تشابهٍ بين قول ٱللّه فى كتابه عن علمه هو تشابه غير محدود بمآ أعلمه من علم ٱلناس.
وبين لىۤ أنّ علم ٱلناس محدود كما يقول ٱلكتاب "ومآ أُوتيتم من ٱلعلم إلا قليلا".
كما بيّن لىۤ أنّ هذا ٱلعلم ٱلمحدود للناس لا يتوقف عند طور من علمهم وأنّ علمهم مهما كبر سيكون قليل بٱلنسبة إلى ما يعلمه ٱللّه.
وبيّن لىۤ بقوله "خلقكم وما تعلمون" أنّ ما يعلمه ٱلناس وما يخلقون ويسوّون يحدث بخلقٍ وصناعةٍ صنعها ٱللّه لتعلم هذه ٱلصناعة بهذا ٱلعلم ٱلقليل لعلّها تعقل فتهتدى.
وبما علمتُ وهو قليل من ٱلقليل ٱستطعت على عمل ٱلعقل فصدقت وٱكتسبت هداية جعلتنىۤ أتبع مآ أنزله ٱللّه من منهاج وبيان وأبعد نفسى عمّا صنعه ءابآء ٱلناس من مناهج وطوآئف وأحزاب وأبنآء. وبذلك أسعى لاكتساب ٱلخلافة وٱسم ٱلابن لأبٍ واحد هو ٱللّه.
وفهمت أنّ بيان ٱللّه لا تأتى به رسالة مع كلّ طور لعلم ٱلناس. فرسالته تبيّن لهم أنّ ما علموا به من ٱلحقِّ فيزيآء وبيولوجيا وويندوز يعلم به ٱللّه. فدليل قوله "متشابها مثانىَ" عن حديثه ٱلمرسل منذ 1400 سنة هو عمّا يتشابه منه مع قول ٱلناس مع كل طور من أطوار علمهم. وأنّ هذا ٱلشّبه بين ٱلقولين وٱلحديثين سيتثنّى وتكبر سجلاته لدى ٱلناس ٱلعاقلين. وسيعلمون أنّ سجلّ كتاب ٱللّه حىّ باقٍ كمآ أرسله. ولذلك جآء فى كتابه تحدٍّ للناس أن يأتوا بكتاب حىٍّ باقٍ مثل كتابه ٱلحىّ ٱلباقى.
هذا ٱلمفهوم عن حديث كتاب ٱللّه ٱلحىّ ٱلباقى لا يفهمه ٱلمستنكرون بفعل وثنيتهم على منهاج ءابآء أموات مسجّل فى كتب ميّتة وهم لهم أبنآء. فكتاب ٱللّه بقوله فى هيئة خطٍ ثابت منذ نزوله سيبقى يتشابه مع قول ٱلعلم فى جميع أطواره وألوانه إلى يوم يأتى تأويله. ويومئذ سيعلم ٱلمستنكرون أنّ كتاب ٱلأب ٱلحىّ حىّ وأنّ ٱبن ٱلحىّ حىّ. وأنّ كتاب ٱلأب ٱلميّت ميّت وأنّ ٱبن ٱلميّت ميّت. ولن ينفعهم يومئذ ما يعلمون.





#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهاج أبنآء -إبليس- واحد!
- هل إبراهيم أب للمسلمين؟
- لسان ولغة
- كيف ولماذا ٱختلف ٱلبشر فى ٱلِّسان؟
- ٱلكلمُ وٱلقول وٱلحديث
- متى يكون ٱلقول حديثًا؟
- -مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ-
- ٱلحرية مسئولية
- تفسيرُ ٱلمُتَشَابه متشابه
- ٱلحوار لا يقوم على لغوٍ
- حوار تمدّن أم هزل وهزء أعراب جاهلين؟
- ٱلتكاثر فى ٱلأموال وٱلأولاد يفسد فى ٱ ...
- ٱلقرءان هو أحسن تفسير
- ٱلتبشير حقّ للجميع
- تعقيب على مقال -إِن هُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءان مُّبِين-
- -إِن هُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءان مُّبِين-
- كلمة -فؤاد- تبيّن وتوكّد علمَ مُؤلِّفٍ وكتابٍ!
- نعلم لكن ٱلعليم هو ٱللّه
- حقوق ٱلإنسان هى حقوق خليفة للّه
- -إبليس- لا يسجد لأدم!


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱبن ٱلحىّ حىّ وٱبن ٱلميّت ميّت