أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. العلمانية والاسلام














المزيد.....

متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. العلمانية والاسلام


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقولة رائعة لم نطبقها يوما .. حتي من نقول أنه قالها لم يطبقها في يوم من الأيام .. فعاصمة دولته كانت مليئة بمن ولدتهم أمهاتهم أحرارا من السبايا والغلمان ومن قتله في النهاية كان عبدا استعبد بعد أن ولدته أمه حرا .. وفاض به الكيل من رؤيته لظلم دولة الاستعباد .. حقائق تاريخية سينكرها المستعبدون اجتماعيا وثقافيا .. الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. ولكنهم تم استعبادهم ثقافيا و دينيا من خلال مجتمع لا يعترف بحرية الفكر وحرية الاختيار .. مجتمع من المستعبدين دينيا ..
لعل هذه المقدمة ضرورية لمناقشة الموضوع الساخن الآن علي موقع الحوار المتمدن ..علاقة العلمانية بالدين عامة والاسلام خاصة .. إن التعريف البسيط والعملي للعلمانية هو فصل الدين عن الدولة والسياسة .. حتي لا ينتج الدين علي المستوي العام مستبدين يحكمون علي أساس أنها ارادة الهية أو نيابة عن الله كما كان يحدث في اوروبا في العصور الوسطي علي يد الكنيسة والبابا والملوك الذين كان يعطيهم البابا الحق الذي يدعي أنه إلهي في الحكم رغم وصول مؤسس كل عائلة الي الحكم بالسيف .. وهو نفس ماحدث في العالم الاسلامي بعد مقولة عثمان بن عفان الشهيرة .. هذا قميص البسينه الله فلا أخلعه .. مقولة عمر بن الخطاب لم تطبق ابدا علي ارض الواقع .. لأنها لم توافق هوي الحكام وعلي رأسهم عمر نفسه .. ومقولة عثمان بن عفان وجدت طريقها الي التطبيق العملي منذ أن أطلفها وبعد أن بلورها معاوية ابن أبي سفيان .. ومازالت تطبق حتي يومنا هذا .. وهي ماتقف حائلا ضد تطبيق العلمانية الحقيقية والدولة المدنية الحقيقية لأنها تضمن سيطرة المستبدين وعملائهم من رجال الدين المستفيدين ماديا ومعنويا من خلط الدين بالسياسة والشأن العام .. حتي لو كانوا اليوم ظاهريا في صفوف المعارضة مثل كل جماعات الاسلام السياسي ..
لقد أطلق دعوة العلمانية في الغرب مثقفون أحرار .. في الحقيقة هم كانوا ليسوا مؤمنين بأسلوب ديني معين أو غير مؤمنين من الأساس .. ولكنهم كانوا مقتنعين نظريا وعمليا باستحالة فصل الدين عن الحياة علي المستوي الفردي .. اي باستحالة القضاء علي فكرة الله وفكرة الإيمان .. الانسان يحتاج الي الميتافيزيقا .. ولا أستثني نفسي .. ولهذا وصلوا الي الحل العملي وهو فصل الدين عن الحياة العامة من تشريع وحكم .. وأن يكون الدين هو اختيار فردي لا يمكن فرضه بالقوة علي الآخرين .. (من شاء فليفطر ومن شاء فليصوم ).. هذه الجملة البسيطة بين قوسين هي التعريف البسيط للعلمانية .. والتي كان يطبقها الشعب المصري مثلا ببساطة وعفوية طوال تاريخه الحديث حتي تم اختراقه من قبل جماعات الاسلام السياسي السلفية ..
ولذا إجابتي عن السؤال المطروح هل يمكن الجمع بين العلمانية والاسلام ؟.. أو هل يمكن أن يكون الانسان مسلما وعلمانيا في نفس الوقت ؟.. هي كالتالي (محاولا التخلص من المنافق العبد داخلي الذي يخاف من المجتمع حتي لا يفقد من يحبهم ) :
نعم ممكن أن يكون الانسان مسلما وعلمانيا في نفس الوقت ..إن كان يؤمن أن الدين حالة فردية بين الانسان و الله .. وأن الدين هو عقيدة وعبادة خاصة.. وليس عقيدة و تشريع .. وأن كل التشريعات في الدين سواء كان هذا الدين اليهودية أو الاسلام (في الحقيقة التشريعات بينهما متشابهة الي حد كبير ) هي استرشادية وخاضعة للمصلحة حسب الزمن والجغرافيا .. اليهود وبعدهم المسيحيون وعلي رأسهم الكنيسة نفسها تقبلوا هذه الحقيقة أو استسلموا لها .. حقيقة أن الدين هو حالة فردية وليست عامة فتقبلوا فكرة العلمانية والدولة المدنية ..هذه الفكرة التي أثبتت نجاحها في كل دول العالم (إلا دولنا) بما لايدع أي مجال للشك .. ولكننا نصر ألا نري هذا النجاح .. لأننا نقول مالا نفعل ونفعل مالا نقول ومرآتنا لا تعكس الحقيقة أبدا ..بل دائما تعكس الوهم ..
أما من يعتبر الدين حالة عامة تنظم العلاقة بين الانسان وغيره فلا يمكن أن يكون مسلما وعلمانيا ..
ولذا وحسب سؤال الاستاذ شامل .. كل من يؤمن بضرورة قطع يد السارق أو رجم الزاني أو أن اي قانون وضعي ينظم أو يمنع تعدد الزوجات لايمكن تمريره لأنه مخالف للدين .. أو أن الحجاب أمر ديني يجب فرضه بالقوة .. او انه لايمكن ان يكون رئيس الدولة امرأة أو غير مسلم .. فهو لايمكن أن يسمي نفسه علماني ومسلم ..
وحتي يتم وضع الدين في خانته الحقيقة والمفيدة .. خانة الفرد .. الذي يستفيد منه في كسب الراحة النفسية في مواجهة مالايمكن تفسيره عقليا .. ويستفيد منه المجتمع لأن المتدين من العامة يميل الي عدم ايذاء الآخرين لانه يخاف من الله وعذاب الآخرة .. فسنظل ندور في دائرة مغلقة.
الدين مفيد جدا علي المستوي الفردي بين العامة (الأغلبية ) وهو ينعكس ايجابا علي المجتمع .. أما علي مستوي الصفوة .. فهناك نوعين ..صفوة خيرة لا تحتاج في الحقيقة قواعد دينية ولا قانونية لتحسن التصرف وتفيد الآخرين .. وهي نسبة ضئيلة بين البشر ينتمي اليها كل من تقدموا بالانسانية من فلاسفة وعلماء .. أما الصفوة الشريرة فهي من تستغل الدين و أي ايديولوجيا كحالة عامة لتحويل عامة المؤمنين الي عبيد يعملون لمصلحتهم ..ويدعون أن هذا قميصا البسه الله لهم فلا يخلعونه ويطلقون اقوالا لايعملون بها ابدا من عينة متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ..
وحتي تقتنع شعوبنا او يتم القضاء علي طبقة كهنة المعبدة الذين يمنعون اقتناع العامة بالفكرة العملية البسيطة للعلمانية ... فصل الدين عن الدولة والسياسة وتحويله من حالة عامة الي حالة فردية ..ستظل شعوبنا تردف فيما هي فيه من تخلف وجهل وتدين ظاهري وخنوع للحكام وطبقة كهنة المعبد .. وسنظل عبيدا رغم أن أمهاتنا ولدتنا احرارا .. سنظل شعوبا من قلة من المستبدين وأغلبية من المنافقين العبيد .. مهما امتلأت المساجد وازدادت رؤوس النساء التي ترتدي كاتم الذكاء المسمي الحجاب ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل الذي نصر ألا نراه ..
- الإعجاز الحقيقي للقرآن .. وجهة نظر مسلم علماني
- ردا علي احمد صبحي منصور .. من يقول عن نفسه مسلما .. يجب أن ي ...
- المرحلة الشرجية في تطور الشخصية العربية ..
- المحظورة .. هل هي فعلا محظورة؟
- إيران ومنظومة طز في مصر ..
- الحل الباكستاني البنجلاديشي ..
- أحداث غزة و جماعة الاخوان المحظورة ..
- المقاومة السلمية .. هي اقصر الطرق وأنبلها لنيل الحقوق ..
- عن أي انتصار عبيط يتحدثون
- وهم اسمه المنظومة العربية والريادة المصرية ..
- دعوة لفتح معبر رفح ..
- اللي يحب الدح مايقولش أح ..
- مقال مقاوم حنجوري
- فلسطين والرهان الخاسر
- فلسطين و الرهان الخاسر علي العروبة
- الديمقراطية .. وجهة نظر
- خدعوك فقالوا ..
- أدين بدين الحب
- تخاريف .. مفهومي للسلفية


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. العلمانية والاسلام