أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - المشهد الفلسطيني















المزيد.....

المشهد الفلسطيني


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المتوقع على نطاق واسع أن يعلن أوباما خطته للسلام للشرق الأوسط الشهر المقبل. الرئيس الأميركي مقتنع بأن مصالح الولايات المتحدة القومية -وأمن إسرائيل في المدى الطويل- تستدعي تسوية شاملة للصراع العربي-الإسرائيلي، تشمل إنهاء الصراع مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.
وتصميم أوباما، يساهم في خلق فرصة فريدة، يجب على العرب والإسرائيليين معاً التشبث بها، إذا ما كانا يريدان حقاً حل الصراع الطاحن القائم بينهما منذ عقود طويلة، والذي لم يجنيا من وراءه سوى الآلام.
لسوء الحظ، أن المتشددين في إسرائيل - بما في ذلك رئيس الوزراء" بنيامين نتنياهو"، وعدة أعضاء من مجلس وزرائه، ناهيك عن المستوطنين المتعصبين، يتآمرون جميعاً من أجل هزيمة أوباما. فدعوته لإيقاف التوسع الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، جعلتهم يحتشدون إزاءه، الأمر الذي ساهم في جعل التوترات بين الإدارتين الإسرائيلية والأميركية، تصل إلى حدود لم تصل إليها خلال جيل.
توجيه دعوة للشعب الإسرائيلي للسلام، وإنهاء الصراع بين "فتح" و"حماس" خيار قد ينجح في إقناع الإسرائيليين بأن الدولة الفلسطينية المزدهرة ستكون بوابة إسرائيل للعالم العربي.
وفي الولايات المتحدة ذاتها، يبدو أن شهر العسل بين أوباما والشعب الأميركي يقترب من نهايته. فبعيداً تماماً عن المعارضة التي يلقاها من اللوبي الإسرائيلي، أدت خطة الرئيس الأميركي لإصلاح منظومة الرعاية الصحية، إلى إثارة ردود أفعال غاضبة في أوساط "المحافظين" بشكل عام. كما أن تأخره في التصرف بحزم في الشرق الأوسط، قد يعرضه لاحتمال أن يأتي يوم يجد نفسه من دون الرصيد السياسي اللازم لفرض آرائه.
ومن الأشياء التي لا تقل خطورة على مصير عملية السلام في الشرق الأوسط حقيقة أن العديد من الإسرائيليين -كما تكشف عن ذلك استطلاعات الرأي- قد فقدوا الإيمان بإمكانية تحقيق السلام، وباتوا يرون أن تحقيق أمنهم لا يتم من خلال السلام مع الجيران، وإنما من خلال العودة إلى الصيغة القديمة القائمة على الهيمنة العسكرية على المنطقة، وردع، بل وسحق -متى ما أصبح ذلك ممكناً- حركة حماس و"حزب الله"، بل وهو ما سيعد حماقة بالغة في حالة حدوثه، وشن حرب ضد إيران التي تنظر إليها إسرائيل باعتبارها منافساً إقليمياً يُشكل تهديداً لها.
هل يستطيع أوباما إقناع الإسرائيليين بالتخلي عن هذه النمط المتأصل من التفكير، والمضلَّلْ إلى حد كبير في الوقت ذاته؟ ليس واضحاً، على الإطلاق، ما إذا كان أوباما سيتمكن من النجاح في ذلك أم لا خصوصاً إذا عرفنا أن العديد من الإسرائيليين أسرى لهذه النمط الصِفري من التفكير، والذي يرون بموجبه أن أي انفتاح أميركي على العرب، يمثل تهديداً لهم بالضرورة.
الفلسطينيون ليسوا أفضل حالًا... فكما هي العادة دائماً، فإنهم يبدون حالياً وكأنهم أكثر اهتماماً بمحاربة بعضهم، من الاتحاد من أجل السعي إلى تحقيق أهداف وطنية واقعية. لقد استنفدت الحزبية وعدم الاتحاد القضية الفلسطينية منذ أن ووجهت بالطموحات الصهيونية في وقت مبكر من القرن المنصرم.
بعد العديد من النقاشات الغاضبة، تمكن المؤتمر العام لـ"فتح" -وهو الأول منذ عشرين عاماً- من التوصل إلى اتفاق على برنامج سياسي معقول وبراجماتي، يعيد تأكيد خيار المفاوضات مع إسرائيل باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية، ولكنه يحتفظ في الوقت نفسه بالحق في العودة لخيار المقاومة في حالة فشل عملية السلام، وإن كان "الصراع العسكري"، الذي احتل مكانة بارزة في الماضي قد استُبدل الآن بـ"النضال المدني" و"المقاومة الشعبية".
مع ذلك، لم يقل مؤتمر "فتح" سوى القليل عن التسوية مع "حماس" باعتبار ذلك يمثل شرطاً مسبقاً لتأمين حلم الدولة التي تحلمان معاً بإقامتها.
ربما تكون المحصلة الأكثر وعداً للمؤتمر، هي انتخاب عضو اللجنة المركزية لـ(فتح) -مروان البرغوثي- (50 عاماً) الذي يقضي في الوقت الراهن مدة محكوميته بالسجن مدى الحياة داخل السجون الإسرائيلية بسبب دوره المزعوم في التخطيط للهجمات الإرهابية التي وقعت إبان الانتفاضة الثانية.
فمن داخل زنزانته، كان البرغوثي ذو الشخصية الكاريزمية، مدافعاً فصيحاً ونشطاً عن إجراء محادثات وحدة مع "حماس".
بعض الإسرائيليين -إذا لم يكونوا من بين هؤلاء الأكثر تطرفاً- يقرون بأن البرغوثي ربما يكون القائد الفلسطيني المناسب، الذي يمكن لهم التفاوض معه من أجل التوصل إلى تسوية سلمية. والواقع، أن الأنباء الواردة من إسرائيل تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تناقش مسألة الإفراج عن البرغوثي. ففي هذا السياق، نسب إلى كل من "أفيشاي بريفرمان" وزير شؤون الأقليات الإسرائيلي، و"بنيامين بن إليعازر" وزير البنية التحتية قولهما مؤخراً إن انتخاب البرغوثي، يمكن أن يساهم في التوصل إلى تسوية متفاوض عليها بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وكان"ياريف أوبنهايمر"، الذي يكتب في موقع "واي نت" التابع لتيار "الوسط" الإسرائيلي، قد حث إسرائيل على التوصل لاتفاقية مع "القيادة العلمانية المعتدلة"، التي تمخض عنها مؤتمر "فتح"، قبل أن يتم استبدالها بقيادة "دينية متعصبة ترى في الجهاد العنيف وسيلة أساسية في النضال ضد إسرائيل".
الخيار المثالي في رأيي، هو أن يتم الربط بين الإفراج عن البرغوثي، (بالإضافة إلى عدة مئات من السجناء الفلسطينيين)، وبين الإفراج عن العريف الإسرائيلي "جلعاد شاليط"، الذي أسرته "حماس" عام 2006. فمثل هذا الترتيب هو الذي يمكن أن يهيئ المناخ الملائم لـ"فتح" و"حماس" لتوحيد الصفوف وتحقيق المصالحة.
المشكلة الوحيدة التي قد تعترض هذا الخيار هي أن الساسة "اليمينيين" الإسرائيليين من شاكلة "نتانياهو" يمقتون المعتدلين من الفلسطينيين، ويفضلون الراديكاليين. فما كان يحدث عادة هو أنهم، ومن أجل تجنب جر أرجلهم إلى مائدة المفاوضات، وهو ما سيعني حتماً التخلي عن أراضٍ، كانوا يسعون دوماً لدفع الحركة الوطنية الفلسطينية تجاه الراديكالية. ومن بين الحجج المألوفة لدى "اليمين" الإسرائيلي تلك التي تقول: "كيف يمكنك أن تتفاوض مع شخص تعرف أنه يريد قتلك؟".
توجيه دعوة للشعب الإسرائيلي للسلام، ووضع نهاية للصراع مع كل من "فتح" و"حماس" في الوقت نفسه -على أن يكون ذلك مدعوماً من قبل الولايات المتحدة، والعالم العربي، والمجتمع الدولي- خيار قد ينجح في إقناع الإسرائيليين بأن الدولة الفلسطينية المستقلة، والمسالمة، والمزدهرة سوف تكون هي بوابة إسرائيل للعالم العربي، والضمانة الأفضل لهمها الأمني في المدى الطويل.





#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور منظمات المجتمع المدني في اقامة مجتمع ديموقراطي علماني عا ...
- القناع الديني العبثي
- هل الخطاب الديني انعكاس لازمة الاخلاق
- المرأة عند الاغريق
- هل هناك علاقه للثراء بالتطور
- الإلحاد في اللغة العربیة


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - المشهد الفلسطيني