أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر اسماعيل جربوع - العم صابر كحيان الغزاوي يستقبل موسم (رمضان والمدارس والعيد)














المزيد.....

العم صابر كحيان الغزاوي يستقبل موسم (رمضان والمدارس والعيد)


ناصر اسماعيل جربوع

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 04:50
المحور: الادب والفن
    


كعادته ومنذ هبوب رياح القحط الشرقية الغربية علي سنجق غزة ، يبحث العم صابر كحيان الغزاوي عن عمل مهما كان نوعه ، ليجد قوتا لأبنائه السبعة ( طفران – مفلس – كحيان – مديون –والبنات بطالة –سلفه – كابونة ) ، مشى العم صابر الكحيان ونار شمس غزة القريبة من صحراء سيناء تكوى صلعته ا لسمراء المتلونة باللون الأحمر والأصفر كثيرا من الأحيان ، يقف على شاطئ بحر غزة الملوث بكل عوامل التلوث البيولوجية والكيماوية والفيزيائية ويخاطب البحر ويناجيه بعد التضرع إلى الله أن يرسل له رزقا يسد جوع أولاده ، ونجده يحدث نفسه ، أما قرأت يا صابر في قصص ألف ليلة وليلة عن حوريات البحر وعرائسه التي تخرج للشاطر حسن وتأخذه إلى عالم الرزق والحلي واللؤلؤ والمرجان ؟! ، آه – آه -- هل ممكن أن يخرج لي عبد الله البحري كما خرج لعبد الله البري في قصص ألف ليلة وليلة ، وبينما كان العم صابر أبو كحيان غارقا في أحلامه منتظرا لحورية البحر سمع صوت آذان المغرب يصدح بصوت المؤذن العذب - الله أكبر- الله أكبر – هذا الصوت الوحيد الذي بقي صافيا صادقا في غزة – فاق صابر من حلمة وردد كلماته الشهيرة – الله أكبر على كل من طغى وتجبر – الله اكبر على كل ظالم وابن حرام ، وكمل الكحيان مشواره ، ورجع إلى أبناءه السبع بخفي حنين والدموع والعبرات تظهر في عيناه العسليتان التي أخفى القحط والدهر معالم جمالهما ، كان العم صابر في هذه الأثناء يعانى من جوع مفرط ، فسأل زوجته الصابرة هل يوجد عندنا طعام فقالت – الحمد لله - طبخت ما تبقى من عدس – حصلنا عليه من مساعدات إحدى المنظمات الإنسانية بعد الحرب على غزة – وتناول العم صابر وجبة العدس الساخنة ، وضحك عالياً وقال سبحان الله أبو صابر يأكل العدس في الصيف ليدفأ معدته !، وكل ما أخشاه ألا أجده في الشتاء عندما تكون معدتي خاوية وباردة !

ومرت الأيام وانقضت الإجازة ولازال أبناء العم صابر السبع يعانون شظف العيش ، العم صابر هذا المناضل العتيد الذي قاوم الاحتلال بكل عنفوانه الثوري يرفض التسول على أبواب مؤسسات ( ال – أن – جى- أوز ) ويردد دوما قول الله تعالي ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم صدق الله العظيم000

نظر العم صابر الكحيان إلى الأجندة الشهرية المعلقة فوق حائط منزله الإسبستى المرقع ، وكان يبدو عليه القلق ، وفجأة سمعته ابنته( بطالة) وهو يبكى ويضحك في آن واحد !وتعجبت ابنته بطالة من هذا التصرف، وقالت له : الحمد لله على سلامتك يا أبى ، فرد عليها : أي سلامة يا بنيتي انظري معي على الأجندة ( رمضان وموسم المدارس والعيد ) ثلاث مناسبات تتزاحم علي في آن واحد وأنا جيوبي خاوية،، وانتم أطفال تحتاجون إلى مصاريف وملابس ولو لمناسبة واحدة ، وربنا اعلم في الحال، بكت ابنته بطالة وسمع باقي الأطفال بكاءها وشاركها الجميع بالبكاء--- فخرج أبو صابر من بيته والدموع تذرف من عيناه ، وهو يتمتم سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ولكن لن أبيع ضميري ولن ارحل من غزة --- لن ارحل – لن أهاجر هجرة ثانية وثالثة – وانتظر بشري الله للصابرين

د-ناصر إسماعيل جربوع

كاتب باحث فلسطيني
البريج أواخر شعبان – أغسطس 2009



#ناصر_اسماعيل_جربوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذاكرة الفلسطينية - مذبحة قرية منصور الخيط
- قرية الصبيح الفلسطينية وسجل الشرف الفلسطينيى
- في ذكري النكبة طوابير الذل وانعدام الدواء في عيادات وكالة ال ...
- في غزة الناس تتساقط كأوراق الأشجار
- سالة الى الاموات ( في غزة لم أجد طوباً لدفن أختي )
- رسالة غزة إلي العالم في عيد الأضحى
- الوفاق الوطني بين الصراعات الحزبية والأماني الداخلية
- يافا في مواجهة التهويد (الحلقة الثالثة)
- مدينة يافا في مواجهة التهويد
- ستي أم خميس وعالم السياسة
- العيدية - تكافل اجتماعي أم خازوق اقتصادي
- يا هدهد سليمان هل تتقبل منا العزاء ؟!
- غزة في الأول من أيار يوم عمال أم يوم متسولين
- قضية الباص 300
- إغتيال رياض حماد 00 وعودة امراء الموساد
- من غوانتنامو غزة نحتفل بيوم الاسير
- شهداء دير ياسين لمن نقدم العزاء!!؟؟
- دعوة لزيارة غزة علي باص رقم 11
- في ذكري يوم اليتيم -أطفال غزة بين حرمان اللعب وانتظار الجحيم ...
- أطفال غزة يلهون مع الموت !!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر اسماعيل جربوع - العم صابر كحيان الغزاوي يستقبل موسم (رمضان والمدارس والعيد)