أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - اغتيال طاهرعبد العظيم الفنان التشكيلي المصري















المزيد.....

اغتيال طاهرعبد العظيم الفنان التشكيلي المصري


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


مفتي جمهورية مصر يقول : انه لمن دواعي سروره ان يقدم لهذا العمل الفني ,ليكون نواة صالحة لتوجيه الفن الى خدمة السيرة النبوية الشريفة من خلال الأعمال الفنية المنضبطة بالشرع الشريف , طيب بغض النظر عن التساؤل الذي قد يظهر للقارىء اذا ما كان المتحدث يقصد بقوله الشرع الشريف عن وجود شرع اخر غير شريف ايضا او لا !.

هنالك تساؤل اكثر الحاحا بصراحة وهو هل كان فيلم الرسالة او رابعة العدوية وغيرها منضبطا بالشرع الشريف حتى وهو يعرض مشاهد رقص الجاريات وشرب الخمر من قبل كفار قريش , بمعنى هل هنالك تحديد لما يسمى الأعمال الفنية المنضبطة بالشرع الشريف في الوقت الذي تعود فنانة استعراضية ولا اقول راقصة هذه المرة من الحج والعمرة لبيت الله لتؤدي مهنتها ولأقل الفنية افتراضا في الملاهي الليلية ؟! ,ولا اتوقع ان هذا خافيا على الناس لهذا لا حاجة لذكر اسماء بعينها !,كانت هذه الكلمات للشيخ المفتي موجهة لجمهور الفن التشكيلي الذي قرأها منشورة في الدعوات الخاصة بحضور معرض فني نادر وربما رائد للفنان الأستاذ طاهر عبد العظيم , يحاول فيه الرد بلغة الفن والرسم تحديدا على الرسوم المسيئة للأسلام والتي طال الحديث فيها بخطابات متنوعة ولم نفهم لما تأخر الرد عليها بنفس لغتها أي الفنية ,الا لو استوعبنا حجم التنافس على صدارة المعركة ونيل اوسمة البطولة الوهمية في حوار الحضارات بالمخالب !.

ليس بالإمكان ان يكتب لمحاولة الأغتيال نجاحا لولا فشل المؤسسات الدينية المتصدرة عناوين الصحف يوميا متكلمة بأسم الشعب موازية بذلك او ترمي منافسة الأصوات الحكومية التي خرجت عن طوعها ما بعد الثورة السياسية , والعجيب ان تطلق تلك المؤسسات سراح المعتقلين , العلم , الأدب, والفن , اخيرا معترفة بعجزها الواضح في مواجهة هذه المجالات بالتحريم حينا وبالتكفير احيانا اخرى , وهذا العجز طبيعيا فاللغة الفنية لا يمكن استبدالها بالخطاب السياسي او الديني بكل بساطة , الفن يواجه بالفن ,فموضوع لرسوم الكاريكاتير المسيئة للأسلام ليس جديدا لكن اللافت كون المؤسسة الدينية التي اكتفت بمباركة اعلانات المقاطعة للبضائع الدولية هنا وهناك دون البحث في ثراء المنتفعين من هذه اللعبة التجارية والذين قد يكونوا هم ذاتهم من اعلنت بحقهم المقاطعة فما المستحيل بانتاج وتصدير البضائع بأسماء شركات ودول اخرى غير المقصودة بالمقاطعة وتقاسم الربح ,اليست مصائب قوم عند قوم فوائد؟!,اتضح ان هذا ليس اكثر من مجرد رد ضعيف باهت اللون على ممارسة فيها اساءة لفكرة مقدسة عند اغلبية ساحقة في بلداننا العربية ,بالطبع لم يكن متاحا للردود العقلانية ان تتخذ مكانها المناسب , وها هو الفنان طاهر عبد العظيم يفلت من قبضة السيطرة النوعية على الفكر الحر , ليستقبل مباركة من مفتي الديار المصرية شخصيا على محاولة رده بنفس اللغة التي توجهت بها الأهانة للأسلام , أي بالفن الذي تم تكفيره وتحريمه واعتقاله وتعذيبه واعدامه وانعدام التفكير في احقية الثقافة بشكل عام في اخذ دورها المناسب في حوار الحضارات هذا دون النظر الى كونها فرصة ذهبية لأثبات الوجود الذي لا يثبته الا الفعل الحقيقي , فالمعيب بالموقف الرسمي والمؤسساتي العربي ازاء هذه الرسوم المسيئة هو النظر اليها من عين مرشح انتخابي وليس قائد رأي عام في المجتمع , وهذا شيء غريب جدا بحيث كان واضحا ان الدفع نحو مباركة ولو بالصمت لكل من المقاطعة والتمرد والشتم والسب بالمقابل يخالف حتى ابسط الركائز الأخلاقية التي تتصدر بها هذه العناوين الرأي الشعبي العام الذي فوضها امره مرغما حينا وواثقا بأولوية الرد منها كأحد اهم واجبات الدفاع عن المقدس , ولكنه لم يتوقع ان يكون الدفاع عن الفكر بالتكفير طريقا !.

يقول الفنان محسن الشعلان في نفس كارت الدعوة كلمة مفادها انه مع وليس ضد أي ابداع حقيقي , طيب ماهو الأبداع الحقيقي ؟!, هذا لا يعني ان مبادرة الأستاذ طاهر عبد العظيم قد استحقت كلمة الأبداع بهذا التصنيف من قبل السيد محسن الشعلان , لأنها ابداع بديهي لا يمكن نزع هذه الصفة عن أي عمل فني لمجرد انه لا يتوافق مع الذائقة الذاتية لناقد او الموضوعية لجمهرة متحدة حول أي من القيم الذوقية نوعا ما, بالتالي اخلص الى ان النظر لهذه المبادرة الفنية الخالصة قد جاء ايضا من خلال النظارة المؤسساتية الدينية والحكومية , والا اين التقييم الفني !, يزيد على ذلك الناقد محمد الناصر في نفس كارت الدعوة ما مفاده :ان هذا المعرض الفني يطرح سؤالا هو ماذا اقدم لديني وانفع به الناس؟, طيب انا غلبني اليأس هنا من ان اجد تقييما فنيا مختصا لمعرض فني, فما هذا الا تكرار للخطابات التي والله فشلت بجدارة في التناغم مع قوة وتنوع أساليب الحصار العصري بكافة اللغات في خضم حوار الحضارات للذات العربية , طيب الم يكفي الفشل الواضح بالحوار الثقافي الحضاري ليكون دافعا لأستخدام لغات حضارية تضاهي ما يتم الهجوم على فكرنا به , كيف بربك يكون منطقيا ان تواجه القنبلة النووية بالمنجنيق !.

ان تحويل الدفة لوجهة غير فنية فيما يخص هذا المعرض بغض النظر عن موضوعه يعد اشارة سلبية قد تحيلنا الى التساؤل هل سيبقى الفنان طاهر ملتزما بهذا الخط لأنه نجح في التماهي مع الخطاب الرسمي ؟!, وهل سيكون لهذا الالتزام اثرا في تطور فنه الذي هو قيد البحث في اصل الحدث !, لو ان كل مهندس يبني دار عبادة تم تقييمه دينيا لا هندسيا كيف يتطور علم الهندسة ؟! ,المؤسف في الأمر ان جهد الفنان طاهر عبد العظيم احيل بالكامل الى حساب الصراع وليس الى سجله الفني, ولا ادري ان كان اعجابه بهذه الكلمات من قبل السادة الكرام يشكل دافعا فنيا لدرجة انه نشرها مع اعلاناته عن معرضه التشكيلي , او تعويضا عن نقد فني لعمل فني !.

محاولة اغتيال طاهرعبد العظيم الفنان التشكيلي المصري فنيا التي شارك بها بنفسه دون قصد , لم تنجح , كما لم تنجح عملية مصادرة الأنجاز الحضاري الأنساني في صراع التنافس حول الأولوية والصدارة التسلطية على رقاب المفكرين العرب و تبقى محاولة فردية شجاعة وسط جمهرة الركض وراء سراب الأحقية في الريادة الحضارية حتى لو كان المطالب بهذا المركز يموت في سبات السبات مكتفيا بلوحة لأثار خطوات اجداده منتشيا بالبخور محاولا الرجوع اليها لا تكملة الطريق الذي شقته هذه الخطوات على رمال صحراء شمت القاصي والداني في تصحرها الحالي عكس ما كان مؤملا من راسمي أولى خطوات الإنسانية !.

الكاتب
سرمد السرمدي
العراق



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاعد دراسية اسرائيلية في الجامعات العراقية
- مقتل المشاركين في مسرحية عراقية !
- التمر العراقي والقوة الجنسية عند الكتاب العرب
- جفت دموع العراقيات في بلد دجلة والفرات
- الفن العراقي عاري عاري عاري
- علكة صهيونية تغزوا الأسواق العراقية
- ليس في لوحة الغدر لون للرجال – لحظة عارية 3
- القاهرة تكتب وبيروت تطبع والعراق يغرق - لحظة عارية 2
- رسالة عراقية ل عمر موسى
- لحظة عارية 1
- فنية الفعل في القرن الواحد والعشرين
- العصر الجليدي الخامس
- نحو السهل الممتنع
- ألف باء الآه
- ثالث اثنين الميكانو
- بعثرة في بعثرة
- ذات كيان الذات
- نقطة التلاقي الأفتراقية..افتراضية فن ثامن !
- نقطة التلاقي الأفتراقية في اخر الفنون واخيرها !
- في اخر الفنون واخيرها !


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - اغتيال طاهرعبد العظيم الفنان التشكيلي المصري