أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - (خرنقعيون): لن تنفعهم كريما الوطنية















المزيد.....

(خرنقعيون): لن تنفعهم كريما الوطنية


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الجميل ان تاتي الامثال او الاقوال الشعبية الدارجة ذات مصداقية عالية احيانا، ربما تكون اكثر اختزالا من أعمق التحليلات السياسية التي تبذل فيها الجهود المضنية في البحث عن الحقيقة الضائعة عن شعوبها وعن نفسها, وتهرق من اجلها مئات بل آلاف المعلومات الصحيحة وحتى غير الصحيحة أيضا. والعراقيون كشعب (مهذار) بطبعه في السياسة الدولية والاقليمية والداخلية يعمدون غالبا إلى اختصار همومهم اليومية بمثل أو كلمات دارجة في ختام كل حديث سياسي طويل ومقلق، وهي تعد معيارا للكف عن الحديث مثل: تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي، او ماخرت إلا مزروفه ( مثقوبة)، وأتبع العيار إلى باب الدار.. وفي هذا اليوم لا حاجة بنا ان نتبع أي عيار إلى باب داره لأن عيارينا لا دور لهم في العراق وسكنهم دائما خارجه ولهم اكثر من دار (قصر أو جزيرة!) هنا وهناك في بلاد الله الراقية ممن أنعم عليها بالامن والامان، ولهم بالطبع اكثر من جنسية لتحميهم دولهم التي منحتهم اياها: هكذا تجري الأمور في بلد (خان جغان) عادة، ولهذا تحصد الشعوب الضعيفة زرعا أسود مسموما وإن لم تتدارك نفسها فستؤول حتما إلى الانقراض والاختفاء من على خارطة العالم: تلك سنة الله في خلقه: يهلك قوم ويستخلف آخرين!
وحينما نقلب القضية العراقية - كنا بقضية واحدة فاصبحنا باثنتين!- يمينا ويسارا ورأسا و(تحتا) وقلبا وقالبا نجد ان المستفيدين هم القلة القلة والمتضررين هم الكثرة الكاثرة فنقول: لماذا يحدث كل العناء للشعب؟ أليس الاجدر التنبه لهذه المخاطر في وقتها؟ والجواب على ذلك واضح: هو تعليق الاخطاء على شماعة الآخر، والبراءة من كلّ ما يحدث بسبب الكسل والتراخي والركض وراء الاوهام والجهل بالمصالح الآنية العامة حتى؛ لكن الحقيقة تبقى دائما: ان الشعب ليس بريئا من اخطائه وهو الذي يتحمل مع نخبه المتعلمة والمثقفة والسياسيين الوطنيين القسط الكبير في ذلك. ثم يهاجمنا السؤال مرة اخرى: والشعب يمعودين الشعب! فيأتي الجواب مختصرا لاطما: ((الشعب.. الشعب يأكل (حو)!)) أي نباح الكلب: كنت احسب في البداية إن المثل جنوبيا لكن ظهر لي استخدامه في كل انحاء العراق بهذا الشكل او ذاك.
هذا الشعب غير المسكين الذي لم يستكن أو يتمسكن منذ 1915- 1958 بات يصفه بعضهم ممن لم يقرأوه جيدا بالمسكين الذي شبع (حوا) طوال عهود الميليشيات المؤسسة والفاشست المتعددة 1958- 2009 وحتى هذا اليوم الموافق 18/8/ 2009 حيث اجد مايكفي من (الحو!) حولي ولا ادري متى ينتهي؟هذا الشعب الذي لم يصطف يوما عرقيا ولا طائفيا منذ سلالة سومر الاولى بل كان طوال حياته يصطف فكريا وهي حالة حضارية تمارسها معظم الشعوب والامم الحية, يراد له ان يعود للاصطفاف طائفيا وعرقيا من جديد وبالوجوه الكالحة نفسها لكي يبقى يأكل (حوا) دائما وبلده يتحول إلى ما لا نهاية إلى مجرد خان جغان ليستمر فيه بقاء السيد الاحتلال قائما حتى تحقيق جميع الأهداف التي حضر من اجلها.
وبات من الوضوح لأي مراقب سياسي محايد عدم جدوى الاصطفافات العرقية والطائفية (الخرنقعية) الجديدة في العراق بعد الفشل الذريع لدهاقنتها اقطاعيها القدامى والجدد. والخرنقعية لمن لا يعرفها من العراقيين او غيرهم من أشقائهم العرب- وكما استقصيت ذلك من اهل العلم (الشعبي) العراقي القديم والجديد جزاهم الله خيرا - أنها تعني ذلك الذي يخرّ نجاسة (اعاذكم الله!) حتى تنقع ثيابه وهو يواصل ذلك عن علم ودراية تامين منه. أبعدكم الله من تلك الامراض التي هي الأبشع من فلونزا الخنازير والعن واذل من السرطان والايدز. ومن الغريب عن مرض (الخرنقعية) اللعين هذا: أنه يراد له ان يكون وباء مستشريا - وقى الله الناس منه- ولا يعود هذا التوجه بطبيعة الحال إلى (المواقف) التي شنتها االقوى والجماعات الطائفية والعرقية -لا زالت قلاع الاخيرة قوية بهذا الاتجاه- بل يعود بالدرجة الأساس إلى ضغوط (الشارع العراقي) المجبول على رفض كلّ انواع التجزئة الوطنية والاحتقار الشديد لمروجيها ومبرريها وسدنتها ومهوسيها المباشرين وغير المباشرين، على الرغم من سعي كثير من المسيسين طائفيا وعرقيا إلى (لبننة) الاوضاع السياسية في العراق والآتيان (بأعراف) طائفية يراد لها ان تكون (أبدية) في التكوين السياسي العراقي الحالي، ويعود أيضا إلى المثقفين العراقيين من كتاب وصحفيين وأعلاميين ومتعلمين ورجال شرفاء ونساء نجيبات القلة القلة من منظمات المجتمع المدني حيث وضعوا الوطن نصب عيونهم ودافعوا عن العراق الواحد في كلّ محفل حتى كونوا رأيا عاما عراقيا صلبا وحقيقيا طوال ست سنوات سود في رفض تقسيمه وتجزئته على أي أساس كان.
من هنا جاء بعض السياسيين الطائفيين والعرقيين (الخرنقعيين) لسرقة انجاز الشعب العراقي ومثقفيه ليجيّروه لصالحهم وما هم بصناعه ولا زراعه ولامن المؤمنين به: المهم هو ان يركبوا الموجة كعادتهم وليس مهما أين تصل بهم ماداموا في مراكزهم باقين ولأكل السحت مستمرين.. والشعب ياكل حو! وفات هؤلاء طبيعة الشعب العراقي التكوينية (كأمة) قبل ستة آلاف عام : يحاول العرقيون الشوفينيون ان يظهروا العراق ككيان سياسي ظهر بعد الحرب العالمية الاولى فقط وكأن دول سومر واكد وبابل وآشور والامبراطورية العباسية كانت دولا على المريخ. ومن اللافت حقا إن بعض السياسيين الطائفيين الموسومين بالفرقة ممن انشقوا عن احزابهم الطائفية لعدم (رضاهم) الشخصي عن سياستها تجاه مصالحهم السياسية وليس رفضا لمنهجيتها التجزيئية المرفوضة أساسا وممن ووضعوا (كريما) وطنية على سطوح وجوههم اخيرا لم يلبثوا - بسرعة الضؤ- أن عادوا إلى الاصطفافات الطائفية من جديد ودعوا اليها بحجة إن ( الآخر) سيعمد إلى الاصطفاف السابق الذي حدث في عام 2005 وكان الوطنية بالنسبة لهم مجرد قميص يمكن استبداله لأي ظرف طاريء: هذا التبرير الانتهازي يعكس بجلاء مدى هشاشة الشعارات الوطنية الزائفة التي أعلنها هؤلاء وهي ليس (برغماتية) منهم كما يحاول أضرابهم توصيف ذلك جزافا، ولا واقعية مفروضة كما يزمر هذا او ذاك من الملتفين حولهم؛ بل هم يمارسون فعلا غير سياسي سوف لا يسقطهم من الحسابات السياسية الحالية من جديد بل سيخرجهم حتما من حسابات الشعب نهائيا وإلى الابد. فهل يدركون معنى العودة إلى الخرنقعية؟
وقديما قالوا: فاقد الشيء لا يعطيه؟! فهل يتعظ الخرنقعيون؟؟



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون العراقيون: (جبل التوبة) وماذا بعد؟
- لا يصلح العطار ما افسده الاميركان!
- رماد قديم / نصوص لم تنشر كتبت إبان الحرب العراقية الإيرانية
- غرف البالتوك والمنتديات العراقية
- مع الشيخ الدكتور احمد الكبيسي و الصمت على مدير المجاري
- ما تبقى من عازف الساكسفون قراءة عراقية في مذكرات بيل كلنتون
- شكل الدولة القادم في العراق
- البريطانيون: لا حللتم أهلا ولا وطأتم سهلا
- منظومة امنية اميركية جديدة لمنطقة الخليج العربي
- هل يعي (المالكيون) الدرس
- من اجل إصدار قانون للاحزاب في العراق
- المالكي والبرزاني وباب العراق المفتوح
- باركنسون عربي مزمن
- هل كان نهر الدم في غزة يستحقّ هذا القرار الاممي؟
- سفن غزة بلا أشرعة
- عودة العسكر إلى العراق؟؟
- صاحب أكبر (خلوها سكته)
- لنتكاشف: أسئلة مابعد الحرائق
- أوباما: سراب العرب الأخير
- صقور (بيت أفيلح) الأخرانيين


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - (خرنقعيون): لن تنفعهم كريما الوطنية