أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - نظرية النسبية بالعلاقة مع انطباقها على فلسطين















المزيد.....

نظرية النسبية بالعلاقة مع انطباقها على فلسطين


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصة تتحدث عن مزارع ذهب إلى القاضي يشكو بأنه وعائلته المكونة من ثمانية أفراد محشورون في سكن ضيق بغرفتين.. قال له القاضي الحكيم: سأجعل السكن أفضل حالاً لمعيشتكم، ولكن عليك أن تُنفذ تماماً ما سأقوله لك. بناء على الاتفاق، طلب منه القاضي أن يأتي بعدد من الدجاج للعيش معهم.
في اليوم التالي، شكى المزارع للقاضي من الضجيج والرائحة، فقيل له أن يُضيف اثنين من الماعز. وعندما اشتكى في اليوم الثالث من المشاكل، أخبره القاضي أن يُضيف بقرة. أخيراً، وبعد أن صار الوضع في سكن عائلة المزارع خارج السيطرة، قال له القاضي أن بإمكانه الآن التخلص من كافة الحيوانات والدجاج. جاء الفلاح في اليوم التالي ليخبر القاضي كم هو مسرور لأن لديه الآن مكان أوسع وصار سكنه نظيفاً هادئاً مريحاً!
كنتُ أُفكر (كاتب المقالة) هذا الأسبوع في هذه القصة (بشأن النسبية) لثلاثة أسباب:
* ظهرت مقالة في صحيفة وول ستريت عن مسؤول إسرائيلي شرح كيف أن إزالة نقاط التفتيش في الضفة الغربية يدفع اقتصادها نحو الازدهار (نسبة إلى غزة). قيل لنا أن يتصرف الفلسطينيون بشكل أفضل، أنفع لهم من أولئك الذين يتمسكون بالآمال والأحلام (الأوهام) التي لا تتناسب مع المخططات الاستعمارية.
* خروج 2500 مندوب لحركة فتح، سياراتهم وعائلاتهم ومفرزات الأمن (مجموع ما يُقارب 8000 شخص) من منطقة بيت لحم عكس حالة من الفراغ النسبي.
* ما هي نقطة التوازن بين أن تكون راضياً content مع ما هو متاح لديك وبين أن تُكافح لبلوغ حياة أفضل (كأفراد و/ أو شعوب)؟
نظرية النسبية هذه ممتعة interesting إلى حد ما. فقدت منطقة بيت لحم أكثر من 85% من مساحتها لصالح المستوطنات الإسرائيلية والجدار العنصري apartheid wall التي تحاصرنا وتستولي على أفضل مواردنا الطبيعية: أراضٍ زراعية، مياه، وأكثر من ذلك. أكثر من نصف المقيمين في هذا الغيتو المنكمش shrinking ghetto في بيت لحم هم من اللاجئين أو المشردين. بحدود 35% من اللاجئين هم حصيلة جنون (جرائم) التطهير العرقي خلال الفترة 1947- 1949. عدد آخر بحدود 30 ألفاً يجسّدون الناس المشردين ممن انتقلوا إلى ما تبقى من المنطقة المنكمشة بعد أن تمت سرقة والاستيلاء على أراضيهم من قبل المستعمرين المستوطنين منذ العام 1967 أو هم من الأمن وغيرهم في حركة فتح الذين عادوا إلى فلسطين بعد إتفاقية اسلو.
فيما يخص الكثافة السكانية في هذه المنطقة فهي تتجاوز 1300 شخص لكل كيلو متر مربع. ومع ذلك لا زال الوضع أفضل من غزّة (4000 شخص لكل كيلو متر مربع). ولكن، بالتأكيد لا يمكن الاستمرار على هذه الحال في الأمد الطويل. بينما تبلغ نسبة البطالة 30% (كذلك أفضل حالاً من غزّة). ولكن مرة أخرى، على المرء أن يسأل عن النسبية.
نحن، في الواقع، أفضل نسبياً من حال غزّة، ولكن من المؤكد نحن الآن أسوأ حالاً بكثير بعد تعرضنا للاحتلال الاستعماري الذي حرّمنا من أفضل أراضينا ومواردنا المائية، ويمنعنا من التنمية الاقتصادية. ذلك أن ستراتيجية إسرائيل تتمثل في الحيلولة دون تحقيق التنمية المستديمة للفلسطينيين، وأن تضمن استمرار اعتمادنا على المساعدات الخارجية، إذ أن إسرائيل تحقق الربح طالما بقينا سوقاً استهلاكية خاضعة لسيطرتها. كما وتحصل إسرائيل على نحو 40% من جملة المساعدات الخارجية للفلسطينيين.
قام العشرات من أعضاء الكونغرس الأمريكي هذا الأسبوع برحلتهم الإلزامية إلى إسرائيل والتقوا مع الرسميين الإسرائيليين (وأيضاً مع بعض الرسميين الفلسطينيين). واحد منهم فقط قام بمبادرة إيجابية (ونحن ممتنون) بالاجتماع مع باحثين فلسطينيين ، وجولة حول الجدار من طرف معسكر الاعتقال. وعلى حد علمي، لم يتم تعريف الآخرين بخرائط أو حقائق وأرقام تخص ما يحدث في المناطق المحتلة، ناهيك عن مجرد جولة في مخيم للاجئين قرب الجدار. وهنا فقد تم إخبارهم بشأن خرائط الطريق ومبادرات اوسلو وجنيف وأعداداً لا تُحصى من أمور أخرى، ولكن ليس ما يلقاه عامة الفلسطينيين (باستثناء كبار الشخصيات VIP أصحاب السيارات الفارهة وحراسهم الشخصيين.)
نحن نهنئ هؤلاء ممن انتخبوا في حركة فتح- اللجنة المركزية والمجلس الثوري (الكاتب اليهودي Uri Davis انتخب واحد منهم)، ومع الكثيرين من الأعضاء الجدد.. لا يسعنا إلا أن نأمل بأنهم سيتحملون مهام مسؤوليتهم بأمانة وجدية نحو الحركة ولتجسّد حركة ثورية. سيكون أمراً رائعاً أن نراهم يراجعون الأمور وسيضعون النخبة ممن حققوا أرباحاً شخصية profiteering elites ضخمة أمام المساءلة (بضمنهم بعض من انتهى بهم المطاف إلى خارج اللجنة المركزية) لأن الحركة الثورية لا مكان فيها للمراكز الشخصية والامتيازات والفساد. لقد كانت بداية جيدة اتخاذ قرار بمنع أي عضو من هيئات صنع القرار في حركة فتح اتخاذ مواقع في السلطة الفلسطينية كوزير... (الاستثناء الوحيد يخص رئيس الوزراء أو الرئيس). والفلسطينيون في الفصائل الصغيرة الأخرى أو خارج الفصائل بحاجة إلى زيادة مشاركتهم ونشاطهم. الشكوى من فتح، يجب أن لا يكون بديلاً عن العمل الإيجابي. شعرتُ بالفزع dismayed أحياناً (كحال الكثيرين من الناس المحتشمين decent داخل وخارج فتح) من هؤلاء الفلسطينيين والغرباء الذين لا يقدمون سوى القليل جداً للقضية الفلسطينية عدا إصدار التصريحات وإلقاء الخطابات وطرح الشكاوى.. التغيير ليس سهلاً..
لكن النسبية تلعب أيضاً دورأً هنا بالعلاقة مع ما نقارن. الأشهر القليلة القادمة ستكون حرجة للغاية. أتوقع تراكم الضغوط على القادة الفلسطينيين في غزّة والضفة الغربية. لغاية نهاية هذا العام سيكون موضوع حل الدولتين قد تم دفنه. (المستوطنات التي بنتها إسرائيل خلال السنتين الماضيتين تقطع نهائياً أوصال الضفة الغربية. أكثر من 500 ألف مستوطن. وهذا يُكمل ويجدد خطة آلون للعام 1968 في سياق مواصلة الدولة الصهيونية تعزيز قوتها ونفوذها في مجال الاستيطان، وبلا هوادة. هذه الممارسات تمت هندستها بصورة جيدة في التصريح القائل: "عندما نقيم في الأرض، كل ما يستطيع العرب فعله هو الطواف حول أنفسهم كحال الصراصير في زجاجة."
الفلسطينيون في مواقع قيادية، عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيقبلون هذا المشهد أو أنهم سيبدؤون العملية الصعبة جداً بتعبئة الشعب للكفاح المطلوب باتجاه التحرير ودفع المشروع الإسرائيلي إلى الوراء. إن الكلمات المتجسّدة في التحرير والثورة يجب تحاشي تقزيمها إلى مجرد شعار slogan. في الواقع، إذا كان قادتنا المنتمين (وغير المنتمين)، يؤيدون النضالات الشعبية، كما في بلعين Bilin و Alma Sara (هنا في بيت لحم) ، عندئذ فهم مدعوون مع كل من يحيط بهم من أقرباء وأصدقاء. ممارسات قوات الاحتلال باستخدام: الغاز المسيل للدموع tear gas، الدرينا adrenalin (عقار)، الرصاص، قنابل صوتية، والأصفاد.. كلها ملأت وحفّزت الحواس الخمسة للشعب الفلسطيني.. إنها تمنح معنى جديداً للكلمات والأفكار..
في غزّة، اشتبكت شرطة حماس في معركة عنيفة مع أنصار القاعدة. وفي العملية قتل زعيم هذه الأقلية المتطرفة. أشارت حركة حماس دائماً إلى قبولها بحدود العام 1967 مع هدنة طويلة الأمد. النخية من قادة إسرائيل سيفعلون حسناً إذا ما أعادوا التفكير بستراتيجيتهم القائمة واتجهوا نحو النسبية.. لا يمكن لأي قائد فلسطيني أبداً قبول ما لم يقبله عرفات، بغض النظر عما سيؤول إليه مراكزهم وأحوالهم. توصيتي هي أن على الفلسطينيين ممن يؤيدون حل الدولتين (لستُ واحداً منهم) أن يتمسكوا بإصرار بحدود قرار التقسيم رقم 181 كبداية لمواقفهم التفاوضية، وليس الحدود المصطنعة للعام 1967 التي تترك 22% من المواطنين خارج أراضيهم الأصلية. لكن المفاوضات لا يمكن أن تتحقق في ظروف عدم توازن القوة. اعتقد أن الفلسطينيين يمكن أن يبنوا قوتهم فيما إذا/ عندما:
1- تتبنى مختلف الفصائل العمل سوية (حل الخلافات البسيطة على سلطات غير موجودة nonexistent authorities فعلاً.
2- تعبئة وإطلاق الطاقات الهائلة لشعبنا (بدلاً من إحباط الناس بأحاديث سلبية).
3- علينا تعبئة المجتمع الدولي لفرض المقاطعة، التجريد divestments والأفعال الأخرى للتكافل (متضمنة العمل باتجاه تعبئة الصحافة والرأي العام).
الخيار هو التحرير أو النسيان oblivion (لا توجد ضمانات بأن شعباً بدائياً native people ينجح في إلحاق الهزيمة بالمشروعات الاستعمارية). إنه ذاك الخيار الصلب. هؤلاء النخبة ممن يعتقدون أن مراكزهم يمكن أن تحميهم سيفعلون جيداً إن تذكروا مصائر fates قادة وزعامات.. (ربما أحدثها ما حصل في العراق بعد الاحتلال).
ممممممممممممممممممممممممممـ
Theory of Relativity….As it Applies to Palestine, Mazin Qumsiyeh,PhD, A Bedouin in cyberspace, a villager at home, uruknet.info, August 15, 2009.
Mazin Qumsiyeh, PhD
A Bedouin in cyberspace, a villager at home
http://qumsiyeh.org

ترجمة:عبدالوهاب حميد رشيد




#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة فتح: بداية جديدة أم نهاية وشيكة!؟
- البنتاغون ل اوباما: إبعث بمزيد من القوات أو إخسر الحرب
- العراق الجديد.. من صيدلانية إلى مدبرة منزل!
- أطنان من مهازل الإمبريالية
- اللاجئون العراقيون يواجهون تحديات حضرية
- أوقفوا القتل في أفغانستان
- تصاعد فرض الحماية في ظل الإمبريالية
- العراق يعاني من نوبة بيئية كارثية
- حول شرعية المقاومة
- اللاجئون العراقيون.. حقوق المرأة ومخاطر العودة..
- الرشاوى لشراء الوظائف في العراق
- العراق يعاني من تضاؤل مياه نهر الفرات
- حرب الفتوحات الكولونيالية في أفغانستان
- العراق والاكراد.. معضلة على طول خط المواجهة الملتهب
- الجفاف، الزراعة، والمشاكل الاجتماعية في العراق
- الحقيقة وراء دعاية تحقق -السيادة- العراقية
- هذا العار.. هو عارك!
- لماذا صار العراق البلد الأكثر فساداً في العالم!؟
- ما وراء السياسة (الإمبريالية).. بشر للبيع في عالم جائع..
- حرب أهلية.. هدية اوباما ل.. باكستان..


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - نظرية النسبية بالعلاقة مع انطباقها على فلسطين