أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - الفرد مابين الديمقراطية والاستبداد














المزيد.....

الفرد مابين الديمقراطية والاستبداد


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 09:43
المحور: المجتمع المدني
    


المفاهيم الشمولية التي اعتنقهتها بعض الاحزاب السياسية في دول ذات تطور اولي ، ساهمت في خلق فجوة
او بعبارة ادق عمقت منها وجعلت المواطنة في واد والانسان في واد اخر ، وربما كانت تلك الحالة الاغترابية
هي البداية في صناعة ازمة الثقة في التاريخ المعاصر ، مابين الفرد والدولة وذلك لان تلك الاحزاب قد جعلت
من افكارها وبرامجها لسياسية هي المعايير او المقاييس التي يتم فيها تزكية الفرد ودخوله الى فسطاط الوطنية
الحزبية ( كل عراقي بعثي وان لم ينتم ) اي ان البعث اكبر من الوطن نفسه وبالتالي ان الفرد الذي يرفض هذا الحزب غير عراقي .. انها قسمة ضيزى !
هذا الحال يتطلب ان يتماهى الوطن با لحاكم ويصبح الاخير اكبر من الجميع ، ويعد تواضعا منه ان يقول ( اذا
قال صدام قال العراق ) الذي سيقبض على مفاتيح الدولة ويجيرها له، والمقولات الجاهزة التي تبرر وتسوغ ذلك
ان هذه المجتمعات بحاجة الى رمز لانها متشظية ومن ثمة الانتقال من كارزما الحزب الى نظام المؤسسات وهذه
كلمة حق اريد بها باطل ،لان هذه الصورة الموهومة سوف تتحول الى العشيرة او الاسرة والحكم الوراثي ويمكن ملاحظة ذلك في دول العالم النامي اذ تحولت تلك التجارب الى انقاض ودمار بفعل الاستبداد الذي يدعوا اليه البعض .
لو افترضنا جدلا وجود مايسمى المستبد العادل الذي يرغب به الكثيرون ، كيف نضمن ان ا لقاعدة البشرية
السائدة ( السلطة المطلقة مفسدة) معطلة وغير فاعلة ولاتنطبق عليه ؟
واذا تجاوزنا ذلك واعتقدنا بوجود مستبد عادل ، كيف يمكن ان تنتقل تلك العدالة لمن يخلفه بغياب تظام المؤسسات ، انها حلقة مفرغة ليس لها اخر.
في المجتمعات التاريخية الناهضة غالبا مايكون المنقذ من داخل التاريخ او من داخل هذه الدول ويسمى
بنظام المؤسسات الذي يرتكز على الانجاز والكفاءة والمقدرة فتكون الطاقة داخلية ملهمة تدفع تلك المجتمعات الى الامام ولذا يكون الفرد ذو قيمة عليا ، فعندما يتعرض الى الظلم والغبن والتعسف ، يقف الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني والاعلام معه ، وربما البعض يقول لماذا هذه الضجة والاهتمام لقضية فرد واحد ؟
انها ليست كذلك بل قضية عامة سوف تنسحب على الجميع وكما يقال ( اذا حلقت لحية جارك فبلل لحيتك ) .
هذه الرؤية في الانتقال من الجزيء الى الكلي او الحسي (فرد) الى التجريدي (النوع) هو الاساس الذي يخلق
معايير انسانية او كونية ، ترتفع على الدين والعرق وتؤسس لنظام جديد يحترم الانسان بما هو انسان حينذاك
يصبح القانون ذو النفع العام في داخل الانسان عن طريق القناعة واحترام الذات والواجب وليس بحاجة الى انظمة رقابية تفرض نفوذها بالقوة والقمع والقسر .
هنا يكون الفرد ذو طاقة هائلة وخلاقة ومنتج ويعي حقوقه ووجباته ، فتتحول طاقة الافراد الى مايطلق عليه
الرأي العام الذي يستطيع تغيير الحكام بصورة سلمية عن طريق صناديق الاقتراع ويعيد الاوضاع الى مجراها
الطبيعي ، في حين ان ملايين الناس في الانظمة الاستبدادية لاتستطيع تغيير الحاكم حتى لو خرج من الحروب خاسرا او فشل في ادارة الدولة وعرض المواطنين الى الظلم والاستعباد ومصادرة الحريات والحقوق لان المجموع هنا متفرق وهو اقرب الى الحشد منه الى المجتمع .



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية السياسية والفكرية
- لماذا الخوف من المعرفة؟
- حرية الإعلام مكفولة دستورياً.. ولا عودة لنظام الوصاية على ال ...
- الذات العارفة ونفي الاخر
- العنف اللفظي
- خديعة مشايخ الارهاب
- ثقافة جلد الذات
- وللتراب ملف ايضا ؟
- السلطة والمال العام
- تصدعات الهوية
- الثقة السياسية من اولويات بناء الدولة
- الاستبداد الفكري
- أزمات و كوارث طبيعية
- الي شبكنا يخلصنا
- دوامة الفساد
- الثقافة الفاشية في ذاكرة المكان
- اوهام مابعد انسحاب اميركا من العراق
- جمعيات الارهاب
- المجتمع المدني بين القانون والفوضى
- الديماغواجية‎ ‎وخداع الشعوب


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - الفرد مابين الديمقراطية والاستبداد