أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مهند البراك - حول الخصخصة في الحروب 1 من 2‏















المزيد.....

حول الخصخصة في الحروب 1 من 2‏


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 835 - 2004 / 5 / 15 - 08:07
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


‏ بعض مظاهر أزمة العالم الصناعي اليوم
دخل العالم، بانهيار المنظومة الأشتراكية وانتهاء (الحرب الباردة)، مرحلة جديدة من الصراع ‏والعنف، بشعارات وطرق وادوات جديدة، بعد ان اصبحت الأدوات والمفاهيم التقليدية قديمة، لاتتجاوب ‏مع الواقع الجديد المحاط بصخب وضجيج لايخلو من افتعال لأخراج شئ يراد له ان يكون مبتكراً على ‏اساس ما حصل من جديد ويحصل.‏
لقد انتظرت شعوب اوروبا الشرقية الفجر الجديد كنهاية لواقعها الذي جمد وصار كابحاً ومملاً ‏بسبب الحكم الشمولي، لقد انتظرت الحرية كما تصوّرها خيالها . . انتظرت حرية التفكير والتعبير ‏والكتابة، رفع القيود عن الصحافة والكتب والمجلات، انتظرت حرية السفر والسياحة تحت شمس ‏الكاريبي والبحر المتوسط . . لقد انتظرت تناول الموز الذي حلمت به، كما انتظرت الدولار الأخضر ‏الذي كان يشكّل المفتاح الذهبي لكل العالم الجميل الجديد بمنظورها.‏
ومرّت السنوات واذا بها تتفاجأ بوتائر متنوعة بما تحمله الحياة الجديدة، واذا بالبطالة الأنتقالية ‏تتحوّل الى بطالة دائمة، بعد ان تم اغلاق آلاف المؤسسات الصناعية والمعامل، والتي بيعت باثمان بخسة ‏لـ (تكنيكها المتخلّف)(1). وصار العاملون من عمال وموظفين واداريين يحملون ارقاماً ويتحشدون في ‏صفوف العاطلين عن العمل، واشباه العاطلين ممن قبلوا في دورات سمّيت فنية، وهي في الواقع لمعالجة ‏آثار الفراغ الكبير المدمّر بسبب البطالة. واذ لم تستطع السفر رغم رفع القيد عنه لتكاليفه الكبيرة، فأنها ‏تفاجأت بأزمات السكن وارتفاع اسعار المواد الغذائية وسلع الأستهلاك، وبالخوف مما يحمل الغد .‏
انها تواجه صعوبات لم تألفها قبلاً، من الرابوت وتوسّع استخدامه ورميه لملايين العمال الى ‏الشارع والى القاع . . الى السوق السوداء ( المتطورة ) المستعدة لتلبية الحاجات والأذواق في كلّ وقت ‏مقابل دفع مادي او معنوي ـ ماديّ، بالأبيض او الأسود، الىالأخطبوط العملاق لعصابات المافيا الذي اخذ ‏يتحكّم حتى بكراسي الحكم فيها ( والاّ !!). . الى تجارة الرقيق الأبيض والجنس والمخدرات التي اخذت ‏ايراداتها تنافس ايرادات النفط، وفق تقارير المنظمات الدولية. ‏
اضافة الى اعمال ومضاربات بورصات العمل وسباق الخيل والكلاب والقطط والجنس، وبطاقات ‏اليانصيب واللوتو والتوتو . . وسط الأحتفالات باطلاق الألعاب النارية ووهجها، ومسيرات الشموع التي ‏تخترق الظلام، وانغام موسيقى البوب الصاخبة، ومسيرات الجنس والحب والمثليين، للتعبير عن جبروت ‏حرية الفرد في هذه الحياة الجديدة ! في الوقت الذي تتزايد فيه قطاعات المجتمع المنحدرة الى قيعان تزداد ‏تنوّعاً وخطراً، وتتحدد وتقلّ مخصصات الصحة والضمان والبطالة، التي يلعب فيها غياب قطب منافس ‏دوراً هائلاً . .‏
واذا استطاعت بعض البلدان الأوربية الشرقية ان تقلل من تلك المخاطر بعض الشئ، فأن غالبيتها ‏تعاني من بطالة متفاقمة اثر حلّ المؤسسات الأنتاجية من جهة . . وحلّ غالبية المؤسسات العسكرية التي ‏اخذت تشترك مع مثيلاتها في اوربا الغربية واميركا في رمي ملايين العمال والفنيين العسكريين والجنود ‏الى الشارع . . انتهت الحرب الباردة !! انتهى التحدي وعرض العضلات . لقد اغلقت مقابل كل ‏مؤسسة عسكرية شرقية جرى اغلاقها، المؤسسات المقابلة لها في الغرب، حيث اصبح لاداعٍ لها، اضافة ‏الى المؤسسات العسكرية الصناعية والفنية التي الغيت بسبب ثورة وتطوّر التكنيك ونظام الأدارة، الذي ‏رمى بملايين اخرى من العسكريين الى الشارع ايضاً . ‏
لقد ادىّ انهيار وغياب حلف وارشو الى زوال الستار الحديدي بين الشرق والغرب، الأمر الذي ‏ادىّ الى تداخل وتشابك وبالتالي تفاعل وتقارب مصالح مجاميع كبيرة من العاطلين عن العمل من ‏عسكريين و( متعسكرين ) من ذوي مهن العنف على انواعها( بعد ان حلّت مؤسساتهم وانتهت مشاريعهم ‏بنهاية الحرب الباردة)، اضافة الى عشاق العنف والمغامرات في غرب وشرق اوروبا واميركا.‏
ويقدّر الخبراء العسكريون الدوليون، ان عدد العسكريين المسرّحين اثر سقوط جدار برلين عام ‏‏1989 ، من الشرق والغرب، يصل الى حدود 7 سبعة ملايين، ويعيشون حياة مدنية لايتقبّلوها بسهولة . . ‏وعلى سبيل المثال، لم يبق من الجيش السوفيتي الذي شكّل الموازن الأعظم لقوة الولايات المتحدة وكلّ ‏الغرب، سوى بقايا صغيرة في الخدمة، اضافة الى ان جيوشاً ضاربة قد حلّت بأكملها كجيش المانيا ‏الشرقية. ويخدم اليوم في جيش حكومة صاحبة الجلالة البريطانية، جيش تعداده اقل بمقدار الثلث من ‏تعداده في زمن الحرب الباردة ، من جنود يلبسون الملابس العسكرية النظامية . وحتى الولايات المتحدة ‏الأميركية، القوة الأعظم الوحيدة اليوم، تقف بحدود نصف عددها السابق، واصبحت تتكوّن من 1.4 مليون ‏جندي، يشكّلون قوّتها الضاربة اليوم (2)، عدا قوات الأحتياط المتنوّعة التي يجري العمل على زيادتها ‏بأنواعها بشباب جدد، وزجّها في العمليات العسكرية خارج الولايات المتحدة (3).‏
ويعرض الجنود والعسكريّون المسرّحون خبراتهم الفنية العسكرية في سوق العمل من اجل تحقيق ‏مكاسب وارباح كبيرة ممكنة التحقيق. " بضعة ارقام للأتصال التلفوني، تكفي لتحريك واثراء اولئك ‏الشباب"(4). ويرى العديدون، ان القوات العسكرية الضخمة التي تمّ الوعد بانها اعدّت لحماية السلام ‏والأستقرار، يرون انها ليست لذلك، بعد ان اصبح الميل لايجري فعلاً نحو السلام والحفاظ عليه، بل نحو ‏الهاب بؤر التوتر في مختلف بقاع عالم اليوم، بادوات وصور تزداد تجدداً، وليس مصادفة ان تتكرر ‏صور الـCNN ‎‏ لحادثة الجندي الأميركي القتيل الذي جرى التمثيل بجثته في شوارع مقاديشو، بجثة ‏مستخدم (مدني) من شركة ‏KBS‏ للخدمات شبه العسكرية الخاصة العاملة في العراق. ‏
لقد ظهرت القاعدة المعروفة مجدداً لتُنفّذْ " ما يمكن خصخصته، سيخصخص ايضاً. وما يدرّ ‏أرباحاً سيستمر بالنمو، ما دام المنظّم الموثوق موجوداً " على حد تعبير السيد دونالد رامسفيلد رئيس ‏ادارة البنتاغون الأميركي(5). (يتبع) ‏

‏13. 5. 2004 ، مهند البراك‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏1.‏ لم يشمل التكنيك المتخلف جميعها، وقد بيعت اعداد هائلة منها باثمان بخسة، بسبب المضاربات ‏والخسارة التي حاقت بتلك الدول اثرانهيار انظمتها، ونشاط تجار الحرب والسوق السوداء.‏
‏2.‏ ‏" حرب خاصة على نفقة الدولة " / هانز هوينغ، سيغمند الزيمان .‏
‏3.‏ تقدّر رويترز عدد افراد القوات العسكرية الأحتياطية للولايات المتحدة بأكثر من ضعف عدد افراد ‏القوات الضاربة (في الخدمة)، وتضم قوات الأحتياط ؛ اصناف الجنود والحرس الوطني ومقاتلي ‏العطل والمقاتلين الدوريين للحفاظ على لياقاتهم العسكرية / عن نشرة رويترز في 10.5. 2004.‏
‏4.‏ الخبير روي كاولباك / مجلة " جينزانتيليغنز ريفيو" .‏
‏5.‏ ‏" حرب خاصة على نفقة الدولة " / هانز هوينغ، سيغمند الزيمان .‏








#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 3
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 2
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 1
- الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟
- كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !
- لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !
- لم ينلْ (الكيمياوي) من شعلة النوروز !
- المصالحة الوطنية كبديل للدكتاتورية
- حازم جواد لايتذكّر 2 من 2 الزعامة مهما كان الثمن ؟!
- في 8 آذار-الدفاع عن المرأة ودورها شرط اساس لتقدّم المجتمع
- المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟
- حازم جواد لايتذكر ـ 1 من 2 محاولة عقيمة لتجميل الماضي
- نصفنا الآخر ـ 2 حقوق المرأة والصراع الأجتماعي الطائفي
- نحو 8 آذار، نصفنا الآخر ـ 1 قضية المرأة، قضية المجتمع بأسره
- ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2
- قانون ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 1
- اسلحة الدمار الشامل ومسألة التعويضات
- المجد لشهداء مجزرة اربيل! - الأرهاب لن يزيد القوى الوطنية ال ...
- قراءة في مشروع مارشال
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...


المزيد.....




- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024
- بلينكن يحث الصين على توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية
- أرباح بنك الإمارات دبي الوطني ترتفع 12% في الربع الأول
- ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف في 2024
- مشروع قطري-جزائري لإنتاج الحليب في الجزائر بـ3.5 مليار دولار ...
- -تيك توك- تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها
- النفط مستقر وسط مخاوف الطلب الأميركي وصراع الشرق الأوسط
- جني الأرباح يهبط بأسعار الذهب للجلسة الرابعة على التوالي


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مهند البراك - حول الخصخصة في الحروب 1 من 2‏