أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - - ياقوم لاتتكلموا - ...















المزيد.....

- ياقوم لاتتكلموا - ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2743 - 2009 / 8 / 19 - 07:49
المحور: الادب والفن
    




حول حرية الكلام وابداء الرأي ، لابد من السخرية من الرقابة الغبية التي تناولها الشاعر العظيم معين بسيسو ـ على سبيل المثال ـ قائلا :
على سحابة ْ
كتبت تسقط الرقابة ْ
فصادروا السماء ! "
كما قال الشاعر معروف عبد الغني الرصافي 1875 ـ 1945 قصيدة ذات ديباجة مؤنقة يصعب العلو بلاغيّا عليها وهي اجمل قلادة في تاريخ الشعر العراقي في القرن العشرين :

ياقوم لاتتكلموا ان الكلام محرّمُ

السخرية عند معين والرصافي وكذلك عند الجواهري محمد مهدي في
" نامي جياع الشعب نامي " وكل الموارد سواها من كلام منيف وباه ٍ انما هو تحريض على واقع لايسكت عنه وبطرائق مختلفة . ولقد اراد لنا الرصافي بمباشرته المحببة والبسيطة ان نتيقظ ازاء ظواهر زاكمة بتعبيره الذي يردفه بالقول :
ناموا ولاتستيقظوا مافاز الا النوّمُ
ان التخلف ضروري وفق الواقع المسخرة الذي تعيشه شعوبنا ولذا فالنوم والجهل كلاهما ادعى الى البلادة الذهنية خير الف مرة من ان تصحو الشعوب لترى المجريات التي تغتالها بالاكاذيب والشعارات والاوهام والوعظ والافيون الذي ينفثة متدين منافق سارق يدعي حب الآخرة و نبذ الدنيا بينما هو زعيم المافيا الدينية والاجرامية اللصوصية وهو التاجر الأغنى في بلده ! .
هاهو الرصافي العظيم يسخر بروعة مباشرته الشعرية التي لايقوى على مظاهاتها شاعر بزمانها :
وتأخروا عن كلما يقضي بأن تتقدموا

ولقد تكشف حقا وفعلا ان شعوبا برمتها تحرم وتعاقب لو اقتنت الكومبيوتر والموبايل واطلعت على الفضائيات وذلك لان كل مقتنى علمي اعلامي يفضح التخلف الذي يمر به البلد ويشي بمستواه التقني والتنويري وهذا ما تتمناه السلطة التي لايهمها من العملية الحضارية سوى سرقة الاموال والنصب والاحتيال .

ودعوا التفهم جانبا فالخير ان لاتفهموا
وتثبتوا في جهلكم فالشر ان تتعلموا
اما السياسة فاتركوا ابدا والا تندموا
ان السياسة سرها لو تعلمون مطلسمُ

والتحذير مما هو سياسي مفاده أن من ينشط وفق رؤيته وايديولوجياه مصيره الندم لامحالة ، فهذه اشارة الى ان الممنوع مرتبط بالعقاب كما لو كان العمل السياسي جريمة . وحسب تاريخنا المفجوع والموجوع بالممنوعات فان وجهة الحزب هي استلام السلطة وتصفية الاحزاب الاخرى بالترهيب والترغيب بالعصا والافيون ولقد اسقمت العراق ظاهرة التبعيث او الكسب الفكري والتربية الحزبوية التي تؤكد وتشدد على نقد الآخر بلا رحمة وتخوينه وملاحقته وتصفيته وتشريده !
ولعل كلمة الرصافي " اما السياسة فاتركوا ابدا والا تندموا " هي نابعة من طبيعة واقعنا .
نحن بلانوادي سياسية للاستماع لوجهات النظر ولا برلمانات شعبية ولا مقاهي ثقافية نحن باحوج مانكون الى احلال السلام السياسي والاجتماعي والتحابب مابين الناس .. نحن وعبر التاريخ اذا نطقنا بما يخالف العرف السياسي السائد فاننا عرضة الى المساءلة والعقاب

واذا افضتم في المباح من الحديث فجمجموا
والظلم لاتتجهموا والعدل لاتتوسموا
من شاء منكم ان يعيش اليوم وهو مكرم
فليمس ِ لاسمع ولابصر لديه ولافم

وياترى كيف هي الكرامة التي يعيش بها انسان من دون ان يشير الى الخطأ وينتقد الظاهرة المؤذية ويظهر المعايب ويقترح تطوير ما تقدم من فعل بناء ويسهم بشجاعة في كشف ظواهر التجاوز على حقوق الانسان كما فعل الشهيد الشجاع البطل حارث العبيدي وكما كتب الصحفي الجريء الأديب احمد عبد الحسين وكل من تحلى من ابناء شعبنا العراقي من افذاذ وشجعان يشار لهم بالبنان .

ودعوا السعادة انما هي في الحياة توهم
فالعيش وهو منعم كالعيش وهو مذمم
فارضوا بحكم الدهر مهما كان فيه تحكم

ان الرصافي هنا وهو الادرى من سواه فلسفيا لا ادل على ذلك من فصل الفلسفيات في ديوانه الضخم ، انما يشير الى بعض التخرصات الفلسفية في كون كل شيء عبث النهار كالليل والسعادة كالبؤس والفرح كالحزن وكل شيء زائل فاقنع بما لديك .. انه يسخر من اتجاهات ملعونة لسياسيين تجار وفلاسفة عبثيين . ان الرصافي الساخر هنا يدعو بكل الم الى ان نتبين كون السعداء هم الذين يصدرون لنا جمالية الفقر والذين يعيشون في القصور يبقون علينا في الاكواخ بل يسوّغون لنا الاقتناع بشظف وبؤس العيش الى ابد الآبدين .

واذا ظلمتم فاضحكوا دوما ولاتتظلموا
واذا لطمتم فاشكروا واذا اهنتم فابسموا

ان السخرية عند الرصافي والتي تبدو مبالغا فيها هي حقيقة جرت في عوائل من نكبوا بموت اهلهم وفلذات اكبادهم على يد الفاشست الذين منعوا مظاهر الحزن على القتيل او اقامة مراسيمه بل تعسفوا بكل ما يعني التعسف وارغام الآخر بان يكون عضوا في حزب لا يريده وان يختار لونا لايحبه او طعاما تعافه النفس او قسرا اشبه مايكون باقران امراة بزوج غير مرغوب فيه وفي صفقة رسمية تكون هذه المراة او تلك هي ضحيتها

ان قيل هذا شهدكم مُـرٌ فقولوا علقمُ
او قيل ان نهاركم ليل فقولوا مظلمُ
او قيل ان ثمادكم سيل فقولوا مفعمُ
او قيل ان بلادكم ياقوم سوف تقسمُ
فتحمدوا وتشكروا وترنحوا وترنموا

وكيف ياترى يرضى امرؤ بتقسيم بلاده ؟ لولا الدوافع الاقتصادية وحب الهيمنة بدلا من التصافي والتعايش واخضاع المنجز العلمي والاخلاقي في البناء المشترك لصرح التاخي والوحدة الوطنية .
ان الرصافي بلسم لجروح قديمة حديثة وسيبقى ذلك الوطني الغيور بمباشرته الشعرية ، شاعرا نزيها ومتمردا شعرا وسلوكا بل هو الذي لايضاهى بسهله الممتنع وقوة الديباجة التي لديه والتي يعجز الكثير من الشعراء العظام والكبار عن مجاراتها . لكنه قبل ذلك هو شاعر الحدث بينما في وضعنا الحالي ينام الكثير من الشعراء على ضمير بارد والنار من حولهم وحول شعبهم المهدد بالفناء .. يا للأسف .. لقد سار وراء الرصافي شعراء قليلون بقدر عدد الذين ساروا وراء جنازته .

************************
ـ جمجموا ترددوا واخفوا عكس صرحوا ، وللشاعر محمد بن الجهم كما اورد له ابن قتيبة : ولو وجدوا لهمُ مطعنا .... الى ان يعيبوك ماجمجموا .
ـ الثماد : الماء القليل .
ـ 18/8/2009




#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيا بنا نسكر في العشّار ...
- أخافُ عليك َ من الإغتيالْ ...
- شعب العراق يُبادُ ياأوغاد ُ
- شمعتكم فانية وشمعته باقية ...
- أنتصارا للشاعر أحمد جليل لويس ...
- أنا رهن الاعتقال ...
- شعراءٌ دون ضمائر ْ ...
- إنتصارا للشاعرأحمد جليل لويس ...
- قصيدة الى زوجة الشهيد ...
- سلامٌ لكردستان َتحيا ربوعُها ...
- اعترافات وزير مؤمن بالله !!! ...
- ومضة فجر الى سهام علوان ...
- عمامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب ...
- كاستاليا الروائي الألماني هيرمان هسه وريادية لعبة الكريات ال ...
- قصيدة ضد الفاسدين فقط !!!...
- لاتُطفئوا نور الكنائس يالئام ...
- نُّوارة حُب الى عبد الكريم قاسم ...
- اياكم ومدح الحاكم بعد اليوم ...
- - المستشار هو الذي شرب الطلا -
- آمنت بالله ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - - ياقوم لاتتكلموا - ...