أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل الخالد - تفنيد ما جاء في سورة الصف الاية السادسة: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ















المزيد.....

تفنيد ما جاء في سورة الصف الاية السادسة: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ


خليل الخالد

الحوار المتمدن-العدد: 2743 - 2009 / 8 / 19 - 08:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاء في سورة الصف الاية السادسة قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ .
لو ركزنا قليلا في هذه الاية و تخيلنا كيف عيسى يخاطب اليهود سنستخلص النقاط التالية:
• عيسى يعرف عن نفسه لبني اسرائيل على انه رسول من عند الله, واذا رجعنا الى سورة مريم نقرا في الاية 27 فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فريا 28 يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بغية 29 فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا 30 قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. هاهنا نجد ان عيسى عرف عن نفسه لبني اسرائيل منذ ان كان في المهد و ان بني اسرائيل صدقوا كلامه بدليل انهم لم يرجموا مريم وفهموا انها ولدت من دون رجل, وعلى ذلك يفترض انهم امنوا به وبولادته المعجزية, فلماذا اذا يعرف عيسى عن نفسه مرة ثانية لبني اسرائيل ؟

• عيسى يشهد على صحة كتاب التورات الذي يبشر به ( تفسير الطبري ), وهاهنا سؤال يطرح نفسه: ما الذي دفع عيسى لان يصدق على كتاب التورات؟ هل كذب بنو اسرائيل كتابهم المقدس فصدقه عيسى و قوى ايمانهم ليزيد تمسكهم به؟ انا ارى ان التصديق ههنا ليس له مبرر, وعلى فكرة ان موضوع تحريف الكتب المقدسة لم يبتدعه الا المسلمون بحجة ان كتابهم الصحراوي باطل امام الكتب الاخرى, و ليس من سبيل لحل هذه المشكلة الا باعلان تحريف كل كتب العالم - المقدسة منها و الغير مقدسة- فقط لانها تخالف القران.
• ومن ثم اين كتاب الانجيل الذي اتاه الله لعيسى وهو صغير, كما ورد في الاية 30 من سورة مريم: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. لماذا لم يذكر عيسى كتاب الانجيل خاصته وكان الاولى به ان يذكره, كيف لا وهو يعرِّف عن نفسه على انه رسول الله؟, كيف يكون رسولا دون ان يبرز الرسالة؟
• من المعلوم لدى المسلمون ان بني اسرائيل لم يؤمنوا ولم يصدقون قول عيسى بدليل انهم لم يتبعوه وقالوا عن معجزات عيسى ان هذا الا سحر مبين, لا بل عزموا على صلبه ليقتلوه, ومع ذلك نجد ان عيسى يبشر بني اسرائيل برسول من بعده اسمه احمد. كيف تبشر يا عيسى قوما لا يؤمنون بك اصلا؟ امرك مضحك و مبكي بنفس الوقت. اذهب بشر الحواريون مثلا, بشر مريم بنت عمران, لكن لاتبشر اليهود الذين اصلا لم يؤمنوا بك انت فكيف سيؤمنون بقولك و باحمد هذا, باي منطق تتكلم, حينما كنت صغرا يا عيسى كنت تجيد الكلام افضل من الان, فاليهود صدقوك بمجرد ان تكلمت اما الان فانت تقيم الميت و تشفي الابرص ومع ذلك فشلت في اقناعهم واعتقدوا ان ما تفعله ماهو الا سحر. لا اريدك يا عيسى ان تتحسس من مقالتي هذه, لكن كان يجب على الله ان لا يرفعك بل يتركك لهؤلاء ينهشوا لحمك. تقول لليهود انا رسول من عند الله ولا تعطيهم الرسالة, تقول لهم ابشركم باحمد وهم اصلا بك لم يؤمنوا. ركّز ركّز يا عيسى.
• العلامة المميزة التي يذكرها عيسى في نبوته عن ذاك النبي هي اسمه فقط, وانا اقول: منذ متى كان الاسم هو علامة فارقة للشخص او حتى للنبي؟ من المفترض ان يذكر صفات محددة لا يجب لاحد ان يحققها الا النبي نفسه, ( مثال على ذلك نبوءة النبي اشعياء عن المسيح قال: ها ان العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعى اسمه عمانوئيل و الذي تفسيره الله معنا ) لانه ممكن اي احد ان يقول انا اسمي احمد وانا النبي الذي بشر به عيسى فلن تقدر ان تكذبه لان نبوة عيسى تحققت فيه بدليل ان اسمه احمد. لكن لو عيسى قال مثلا: مبشرا برسول من بعدي يبقى في رحم امه اربع سنين واسمه احمد تصبح معقولة و عندها لن يقدر احد على الاطلاق ان يزعم عن نفسه انه ذاك النبي الذي تحدث عنه عيسى حتى ولو كان اسمه احمد.
• النقطة الاخطر في هذا الموضوع ما يلي:
حينما كان عيسى في المهد قال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. و المقصود بالكتاب هنا الانجيل المقدس ( طبعا قبل التحريف الذي يدعيه المسلمون )
والاية موضوع البحث تقول: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ.
وبناءا على هذه الاية يدعي المسلمون ان الانجيل الذي هو كلام الله كان يتضمن ( قبل التحريف ) هذه البشارة الصريحة بالنبي احمد ( محمد ). مع العلم ان المسلمون يؤمنون ان الانجيل انزل على عيسى, فلو ان هذه النبوة كانت واردة في الانجيل لما ادرجها عيسى في سياق كلامه مع اليهود وانما ادرجها في سياقها في الانجيل لانها كلام الله و ليست كلام عيسى طالما انها وردت في الانجيل كما يدعي المسلمون. اذا الاية القرانية هذه لا تقول ان الانجيل تضمن هذه (النبوءة) وانما هذه النبوءة اضاعها عيسى في كلامه مع بني اسرائيل الغير مؤمنين اصلا به ولم يسمع بهذه (النبوءة) احد من اتباع عيسى.
ومن ثم كيف يكون عيسى مبشرا بني اسرائيل بمحمد؟
و الاصح ان يكون منبئا او ((( منذرا ))) برسول من بعدي اسمه احمد. وحتى لو جدلا صدقنا كلام عيسى بانه مبشرا بمحمد, اذا فمحمد هو موضوع البشارة, وعلى بني اسرائيل بعد مجيئ محمد ان يبقوا مستبشرين الى يوم القيامة, لكن لله له راي اخر, فمحمد ايضا جاء مبشرا و ليس فقط مبشرا بل و شاهدا و نذيرا. و بناءا على ذلك وجب على عيسى ان يقول:اني مبشرا و منذرا برسول مبشرٍ منذرٍِ وشاهدٍ من بعدي اسمه احمد يقبع في بطن امه اربعة سنوات. وهذه هي الايات القرانية التي تدلل على ان محمد جاء مبشر ايضا:

الإسراء 105 وَبِالْحَقِّ أَنْـزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَـزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا

الفرقان 56 وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا

الأحزاب 45 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا

الفتح 8 إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا


لو افترضنا ان قصة بشارة عيسى بمحمد صحيحة وافترضنا ان بني اسرائيل صدقوا كلام عيسى, فكلمة "مبشرا" يفترض ان تجعل من بني اسرائيل اناسا فرحين مستبشرين خيرا بهذا الرسول العظيم المنتظر, و سيتخيلون محمدا قادما حاملا في يده الشمال باقة من الورود الجميلة و في اليد اليمين غصن من الزيتون ومهرولا الى اليهود بكل حب و شوق, الا ان ما حصل اختلف قليلا
جميعنا يعلم ماذا فعله اليهود لمحمد وما فعل محمد باليهود . فحينما شعر محمدا انه اصبح مهددا في مكة, انطلق الى يثرب مهاجرا مستبشرا باليهود خيرا ان ياووه في كنفهم و يحتمى بهم, وبمجرد ان قوي بينهم انقلب عليهم , فطرد منهم من طرد و قتل من قتل ونسي انه يوما ما كان لاجئا في ديارهم. جميعنا يذكر ابادة قبيلة خيبر و بني قريضة و الكثير من القبائل اليهودية كلها اصبحت بسيف محمد هباءا منثورا, و السيد عيسى يقول لبني اسرائيل انني ابشركم ( ركزوا على ابشركم ) بنبي من بعدي اسمه احمد, ويا لها من بشارة قوية هوت كالصاعقة على رؤوس بني اسرائيل و النصارى و اهل الجزيرة العربية و العالم. واني اتخيل محمد يمتطي صهوة جواده يمسك بيده اليمنى سيفا مسنونا و بالاخرى لجام الفرس يعدوا في الصحراء خلف بني اسرائيل يبشرهم انه انا احمد الذي بشركم به اخي عيسى فلماذا تهربون.
فقد جاء محمدا الذي بشر به عيسى الى بني اسرائيل, فهل تظنون ايها الاخوة ان بني اسرائيل قدموا الشكر لعيسى على بشارته تلك؟
يقول المسلمون ان النصارى قد حرفوا كتابهم و حذفوا بشارة عيسى بالرسول احمد, اما انا فاقول ( بفرض ان هذا الكلام صحيح ): الف تحية و شكر لذاك المحرف العبقري النبيه الذي اقتلع تلك النبوه العار من كتاب النصارى , كيف عرف هذا المحرف ان احمد هذا سيكون سفاحا مرعبا لا يعرف ان ينذر الناس الا بالسيف على الارض و النار في جهنم, و يبشرهم بملكات اليمين على الارض و الحوريات في الجنة.



#خليل_الخالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكر و رد عن مقالتي الاخيرة بعنوان: اعرف حقيقة الاسلام كما هي ...
- اعرف حقيقة الاسلام كما هي بلا كذب و لا تدليس ولا تقية
- مشروع تخيل و تصميم حياة شخص سيد الخلق واشرفهم و خاتم انبياء ...
- مِن اقرا باسم ربك الذي خلق الى اسلم تسلم الى قتل جبريل
- هل هنالك من رجاء _ في يوم الحساب _ لمن ارتد عن الاسلام ؟
- الانسان المسلم هو افضل بني البشر على الاطلاق رضيتم ام لم ترض ...
- وسوسة مقدسة في اذن المسلم
- الاسماء الحسنى لاتنطبق على الله - الجزء الرابع
- فلتذهب العلمانية و الانسانية و الاخلاق الى الجحيم
- ابحث في القران الكريم وابحث في الكتاب المقدس
- المساعدات الاجنبية للامة الاسلامية عبارة عن جزية مقبوضة مقدم ...
- الاسماء الحسنى لاتنطبق على الله - الجزء الثالث
- تاثير تجويد القران الكريم على الدماغ
- الاسماء الحسنى لاتنطبق على الله- الجزء الثاني
- الاسماء الحسنى لاتنطبق على الله
- الاسلام و استعارة الاسماء


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل الخالد - تفنيد ما جاء في سورة الصف الاية السادسة: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ