أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الفتاح عليوة - الضيف الثقيل














المزيد.....

الضيف الثقيل


محمد عبد الفتاح عليوة

الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:18
المحور: الادب والفن
    


كلما تذكر قرب قدومه أصابته رعدة شديدة وخوف عميق، فهو ضيف ثقيل على نفسه، يأتيه كل عام؛ فيحرمه من شهواته ولذائذه، ويخالفه عاداته ومألوفاته، ويقلب نظام حياته، ويصيبه بالتعب والنصب..

ودائما يتساءل بينه وبين نفسه كلما اقترب موعد قدومه، كيف الحياة بلا تدخين؟؟ بلا قهوة؟؟ بلا شراب بارد، وطعام لذيذ؟؟.. شراب بارد يسرى في أوصال الجسد، فيبلله بعد جفاف، كأنما هو ندى أصاب ورقة جافة فأعاد إليها نظارتها واخضرارها، وطعام لذيذ يتذوق حلاوته، فيجعل الدنيا أمامه حلوة خضرة نضرة.

هكذا كان يرى الضيف القادم، ضيف ثقيل، يحل عليه من غير رضا، ويفرض نفسه عليه من غير استئذان، فيحيل حياته ضجرا، ونومه قلقا، ونفسه زعزعة.

فالشهوات لها دخان يغشى العيون، وران يغلف القلوب.
لم ير الضيف القادم إلا ضيفا يطبق على الأنفاس فيخنقها، وعلى القلوب فيوحشها.

لم ير أنه ضيف كريم، والكرم صفة متوقعة في المضيف وليس الضيف، إلا انه ليس كأي ضيف؛ إنه ضيف من عند الله، فهو الكريم، يجود للمضيف من كرمه مالا تدركه النفوس الكليلة والقلوب المريضة.

لم ير منه إلا التعب والنصب والحرمان، ولم ير ما يجود به الضيف الكريم من غفران الذنوب، وتكفير السيئات، ورفع الدرجات، وفتح أبواب الجنان، وغلق أبواب النيران، وتصفيد المارد من الشيطان، وزيادة الرزق والبركة من الرحمن.. لم ير فيه " صوموا تصحوا".. لم ير فيه صفاء الأرواح، ونقاء القلوب، ونزع الرذائل، وغرس الفضائل.

ظل يترقبه بحذر، وكلما تقدمت الأيام كلما زاد ضيقه، واشتد ضجره، وكلما ذكر أمامه كأنما ملك الموت جاء يقبضه، فيشتد فرقه!! ويزداد خوفه!!

وبينما كان الأطفال في الشوارع يهللون طربا لظهور الهلال، ويرددون في طرب وسرور: " رمضان جانا، أهلا رمضان" .. كانت نفسه تقعقع بين يدي ملك الموت؛ ينزعها إلى بارئها "وحيل بينهم وبين ما يشتهون"

محمد عبد الفتاح عليوة
[email protected]



#محمد_عبد_الفتاح_عليوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام والديموقراطية
- إذا صلحت العين صلحت سواقيها
- العلمانيون المغفلون
- مصيبة موت العلماء بين الموت الحقيقي والموت المعنوي
- هل الدولة الإسلامية دولة مدنية؟
- الاستبداد وجريمة القتل العمد


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الفتاح عليوة - الضيف الثقيل