أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - مفاتيح جديدة لقراءة المرحلة المقبلة















المزيد.....

مفاتيح جديدة لقراءة المرحلة المقبلة


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


رغم الانتقادات الموجهة الى فعالياته ، وظروف انعقاده ، والتي يراوح معظمها في الحد الفاصل بين الحقيقة والخطأ ، يمكن القول بان المؤتمر العام السادس لحركة فتح ، بات احد مفاتيح قراءة المرحلة المقبلة .

ولا تكمن اهمية المفتاح الفتحاوي في كونه مؤشرا يمكن التقاطه لاستشراف التطورات المقبلة ، بقدر ما هو واحدة من المحطات المهمة ، وعوامل التأثير في مجريات الاحداث .

يلتقي عند هذا الفهم ، المشككون في اهداف انعقاد المؤتمر ونتائجه ، مع الباحثين عن تحسين شروط اللعبة ، من خلال قوة الدفع ، المتوقع ان توفرها الانطلاقة الجديدة لحركة " الوطنية الفلسطينية " بكل ما تنطوي عليه من وعي وامكانيات ومفاهيم ، وامتدادات شعبية ، وعلاقات اقليمية و دولية .

فهناك اتفاق بين الخارجين عن بديهيات المنطق ومتطلبات المساهمة في صياغة الوعي ـ بينهم كتاب ومحللون استضافتهم كبريات الفضائيات العربية باعتبارهم صناعا للراي العام ـ والمغالين في تفاؤلهم بانعقاد المؤتمر على اهمية الحدث الذي تاخر 15 عاما .

وبين القواسم المشتركة في وجهات نظر متابعي المؤتمر الذي تصدر واجهة الاحداث على مدى الاسبوعين الماضيين انه كان محط اهتمام الرسميين في عواصم الاقليم والعالم والاوساط الشعبية بدءا من رجل الشارع في الاراضي الفلسطينية ومخيمات الشتات ومرورا بالاحزاب والقوى السياسية العربية سواء العلمانية التي تبحث عن رافعة فلسطينية تستعيد من خلالها ما وفرته ثورة بساط الريح لحركة التحرر العربي او الاحزاب الدينية التي تخشى على مصير الاسلام السياسي في الاراضي الفلسطينية .

الا ان الابرز في هذه المقاربات التقاء اطراف المعادلة الداخلية الفلسطينية عند قناعة بان مرحلة ما قبل انعقاد المؤتمر العام السادس لحركة فتح ستكون مختلفة عن المرحلة التي تليه .

ولعل اول المدركين لهذه البديهية حركة حماس التي تعي جيدا رغم محدودية قدرتها على قراءة المعادلات والتحولات الدولية خطورة تقاطعات انعقاد المؤتمر مع تنامي حالة التذمر الاقليمي والدولي من استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني وتهديده لفرص التوصل الى تسوية سياسية تفضي لقيام دولة فلسطينية .

فالاجراءات التي اتخذت لمنع كوادر فتح من مغادرة قطاع غزة ، ومحاولات حرمانهم من التصويت ، جاءت تعبيرا عن ادراك حماس لمأزقها في مرحلة ما بعد انعقاد المؤتمر السادس ، ولم يكن هدفها الافراج عن معتقلين اسلاميين في الضفة الغربية .

تذبذب تصريحات قادة فصيل الاسلام السياسي الاول في الساحة الفلسطينية حول الحوار مع حركة فتح يعزز هذه القناعة ، ففي الوقت الذي كانت تنعقد جلسات المؤتمر دعا ممثل حماس في بيروت اسامة حمدان الى توقيع فوري على اتفاق بين الحركتين الفلسطينيتين الكبيرتين دون الدخول في حوار ، فيما استبعد القيادي في الحركة محمود الزهار مجرد المشاركة في الحوار ، وتخلل ذلك تسريبات حول قرب التوصل الى صفقة تنهي قضية شاليت ، في محاولة للتأكيد مجددا بان حماس ما زالت تمتلك الاوراق التي تؤهلها لكي تكون لاعبا سياسيا لا يمكن تجاهله .

وفي سياق محاولة التأكيد على دور حماس جاءت التصريحات التي ادلى بها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وقال فيها ان قرار المقاومة الذي اتخذه مؤتمر فتح بلا معنى اذا لم يتم تطبيقه على الارض .

لكن اللافت للنظر ان تصريحات قادة حماس وتحركاتهم لم توفر قاعدة مقنعة للهجوم على المؤتمر ، وان تداخلت تشكيكات المشككين مع حملات الحمساويين في بعض الاحيان ، لتمنحهم غطاء يساعد على اخفاء افلاسهم السياسي .

وقد تكون اولى نتائج المؤتمر السادس لحركة فتح اظهار هشاشة المنطق الحمساوي ، فهناك بون شاسع بين خيار المقاومة الذي تتبناه حماس وتستخدمه في المزايدة على غريمتها فتح والعمل بهذا الخيار ، لا سيما وان الحكومة المقالة لا تتوانى عن استخدام القوة في منع اطلاق رصاصة واحدة من قطاع غزة على الجانب الاسرائيلي .

كما تظهر اللغة السياسية التي يتحدث بها خالد مشعل شيئا من الوصاية على الحركة المتهمة بالاختطاف من قبل ابنائها دون مراعاة لمنطلقاتها وتاريخها وتجربتها .

وتواجه المصالحة الفلسطينية عقبتان تحرص حماس على ابقائهما ، تتمثل الاولى في رفض انهاء انقلاب قطاع غزة الذي وضع القطار على سكة الانقسام والاخرى في التهرب من استحقاق الانتخابات الرئاسية والتشريعية .

فائض اللغو والمزايدات في الساحة الفلسطينية لا يخفي حقيقة خطر الانقسام على الفرصة المتاحة للتوصل الى حل الدولتين والتي يجري التعامل معها باعتبارها الاخيرة الامر الذي تعيه حركة فتح والنظام الرسمي العربي في الوقت الذي تختبئ حماس خلف تصوراتها الطوباوية .

ولا شك في ان الوعي الرسمي العربي بخطورة الانقسام الفلسطيني كان السبب الابرز لحرص عواصم الاعتدال العربية على نجاح مؤتمر حركة فتح السادس باعتبارها الاقدر على التجاوب مع متطلبات الواقع السياسي وموازين القوى الراهنة .

كما ادرك المسؤولون العرب بعد فشل جولات الحوار الفلسطينية في القاهرة ضرورة استنهاض الحالة الفتحاوية لانهاء الانقسام .

ففي حالة الضعف والتبعثر الفتحاوي ما يغري حماس لاعاقة الحوار توطئة للاستيلاء على الضفة وتهميش حركة فتح الى حد تغييبها كطرف قادر على حمل المشروع الوطني .

وبذلك اخذت التسهيلات الممنوحة لانتقال كوادر فتح الموجودة في الشتات الى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر والبرقية التي ارسلها خادم الحرمين الشريفين وحث فيها المؤتمرين على الوحدة طابع دعم الطرح السياسي العقلاني الذي لا يفتقر لمقومات كسب التعاطف الدولي و احراج الجانب الاسرائيلي .

في موازاة الانقسام الفلسطيني تطفو على السطح طبول الحرب التي تقرع في المنطقة بين الحين والاخر لتهدد احتمالات نجاح التحرك الاميركي المرتقب في قطع خطوات جدية على طريق التسوية النهائية .

فاليمين الاسرائيلي القلق من النجاحات النسبية التي حققتها قوى الاعتدال والعقلانية الفلسطينية وكان اخرها انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح يبدي ميلا اكبر تجاه تفجير حروب جديدة في المنطقة .

وباستمراره في التلويح بضرب ايران وشن حرب جديدة على حزب الله في جنوب لبنان يبقي بنيامين نتنياهو وشركاءه في الحكومة احتمالات الحرب موازية لاحتمالات التسوية الشاملة التي يسعى لها الرئيس الاميركي باراك اوباما .

من ناحيتها تمتلك الحكومة الايرانية التي تواجه صعوبات داخلية وازمات خارجية ما يكفي من الاسباب لاشعال حرب تغير قواعد اللعبة في الداخل والخارج .

فهي تدرك جيدا ان احتدام صراع الاجنحة وشمول انتقادات الاصلاحيين للولي الفقيه يضيق عليها الخناق الضيق اصلا .

كما تستشعر طهران خطر فقدان حضورها الاقليمي في حال وصول جهود الرئيس اوباما الى تسوية شاملة في المنطقة .

وحينما يجري الحديث عن التصعيد الايراني المحتمل تطفو على السطح لعبة بؤر التوتر الثلاث ـ فلسطين ، العراق ، لبنان ـ التي اعتادت عليها طهران للهروب من تبعات التسلح النووي ، والضغط على المجتمع الدولي .

فالاطراف المتحالفة مع طهران في هذا المثلث تواجه بدورها ازمات حادة ولا تحتاج الا لبعض الايحاءات والتشجيع لاعادة تسخين المنطقة .

والواضح من خلال المؤشرات المتوفرة ان احتمالات شن حرب ـ اسرائيلية او ايرانية ـ لقطع الطريق على عملية السلام تعزز حالة التردد لدى عواصم الاعتدال العربي تجاه الضغوط الاميركية للقيام بخطوات تطبيعية مع اسرائيل دون الحصول على ثمن مقنع .

احتمالات تسارع تطورات في المنطقة الى الحد الذي يهدد بفلتان خيوط التحرك الاميركي تضع الرئيس باراك اوباما في سباق مع الزمن .

ومن شان هذه التطورات ان تحدد مسارات التحركات الاميركية المقبلة لتاخذ ثلاثة اتجاهات .

اول هذه الاتجاهات الاستمرار في البحث عن صيغة تتيح بعض التطبيع العربي مع اسرائيل مقابل الوقف اسرائيلي للاستيطان والموافقة على حل الدولتين .

كما يتطلب منع التصعيد المحتمل الوصول الى مقاربات مع الجانبين الايراني والاسرائيلي تتيح الدخول في حوار مع طهران للوصول الى تفاهمات حول الملف النووي والضغط على تل ابيب لمنعها من تسخين بؤر التوتر او توجيه ضربة عسكرية لايران .

وفي جميع الاحوال تبقى احتمالات النجاح والفشل في تمرير عملية السلام رهينة للتطورات مما يزيد من صعوبة التكهن باوضاع المنطقة على المدى المنظور الامر الذي من شأنه ان يفسر حرص المؤتمر العام لحركة فتح على تنويع الخيارات الى جانب تمسكه بشروط استئناف المفاوضات .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح تستعيد زمام المبادرة
- سلام الخريف !!
- تغريبة القدومي تعري الاعلام العربي
- قلق التسوية
- فوبيا سحب الجنسية
- الارتدادات العربية للمأزق الايراني
- متاهة الوطن البديل
- سباق شرق اوسطي في المتاهة الاميركية !!
- اوباما في دائرة الشك العربي
- معادلات جديدة ... لمرحلة مختلفة
- موسم الهجرة الى واشنطن
- قمة -العوالم- العربية
- مصالحات الوقت الضائع
- بوابة السلام الاقتصادي
- تسونامي الغموض الاميركي
- قبل اطلاق رصاصة الرحمة على خيار الدولتين
- سلام مشوه ... وازمات برسم التصدير
- ايران تخطف القطار الفلسطيني
- ازمة الخيارات الفلسطينية مع تلاشي حل الدولتين
- ضيق الخيال الايراني


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - مفاتيح جديدة لقراءة المرحلة المقبلة