أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - شيماء الشريف - التعليم من أجل الإبداع















المزيد.....

التعليم من أجل الإبداع


شيماء الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:38
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مقدمة
لم تكن مصر في حاجة إلى ثورة في التعليم كما هي الآن، إنها المعركة الأخيرة، إذا كسبناها نكسب كل شيء وإذا خسرناها فلن تقوم لنا قائمة بعدها. ومن المدهش حقا أن نقول ذلك ونحن ننتمي إلى مصر التي كان لها الفضل في تعليم الدنيا بأسرها في العصور القديمة والحديثة، إن نظرة واحدة لاستعراض الثراء الثقافي لمصر تكفي لنعرف ماذا قدمت مصر إلى العالم، لتزداد دهشتنا ونحن نتحدث الآن عن احتياجنا إلى ثورة للتعليم في بلادنا هذه التي خرجت منها مفاهيم ومبادئ الحضارة لتنير الدنيا بأسرها.

وإذا كان التراث الثقافي لأي أمة هو أحد المكونات الأساسية لشخصية أبنائها، فإن التراث الثقافي المصري يعد -وبكل فخر- أغنى تراث ثقافي في التاريخ الإنساني كله، وذلك لأنه نتاج تراكم عدة حضارات وثقافات تواترت وتتابعت، مما أكسب الشخصية المصرية ثراءً من نوع خاص، وحتى بعد عصر الأديان السماوية، فقد أكسبت مصر الدين صبغة خاصة بها، فقد شهدت مهد اليهودية وصاغت مسيحيتها الخاصة ومصَّرت الإسلام، ولا ننسى في هذا الصدد ذكر المقولة عميقة المعنى والدلالة للمفكر الكبـير الدكتور ميلاد حنا وهو يصف الإسلام في مصر إذ يقول: "الإسلام المصري سني الوجه، شيعي الدماء، قبطي القلب، فرعوني العظام." وفي مصر، مهد التوحيد والعبادة وحاضنة الأديان، أشرق "فجر الضمير" كما يسميه عالم الآثار الكبير البروفيسور جيمس هنري برستيد، ووُضعت الأسس الأولى للأخلاق الرفيعة وللتعاملات الإنسانية، ومجدت الكتابات الهيروغليفية المغرِقة في القدم قِيَما ومُثُلا نادت بها كل الأديان السماوية التي أتت لاحقا، وقرأنا عن الصدق والأمانة والإخلاص واحترام مشاعر الآخرين وتوقير الكبير وتبجيل الوالدين والحفاظ على ماء النيل وغيرها في كتابات ضاربة في أعماق التاريخ لا تغذيها إلا أصالة نابعة من أمة صاحبة حضارة حقيقية بكل ما في الكلمة من معنى.

إلا أنه -ونتيجة لتغييرات سياسية واجتماعية وإقليمية وعالمية- حدث تغير جذري في الشخصية المصرية، فمن عدو مستعمر إلى حاكم مستبد، ومن حرب واعدة بالنصر إلى هزيمة ساحقة ماحقة، ومن انفتاح صوري إلى انغلاق فعلي، ومن أزمة طاحنة إلى صراع دامي، ومن موجات من الغلاء الفاحش توازيها حمم من الثراء الفاحش، وعلى إثر ذلك كله وغيره تغيرت المفاهيم تغيرا جذريا وبشكل قاسٍ، وانقلب الهرم الاجتماعي، فأصبح الفساد مؤسسيا، وأصبحت المحسوبية قانونا، وأصبح الرأي مغرِضا، وأصبحت الحرية الحقيقية رفاهية غير مشروعة، وأصبح الرأي المخالف زندقة، وأصبح الدين هو الطقوس، وظهرت أوجاع كثيرة ناء بها كاهل الوطن وتفسخت معها المنظومة الاجتماعية، فصارت المؤسسات تقوم بعكس أدوارها، وصار الشعب كقطيع الخراف يُساق أينما يأمره صاحب العصا، وانهار معنى المواطنة وانهارت معه قيم اجتماعية كثيرة، فكأنما قد تم فك كل مقومات الشخصية المصرية الأصيلة وإعادة تركيبها كلها عكس اتجاهاتها، فأصبحنا نرى مسوخا أخلاقية يدعون زورا وبهتانا أنهم مصريون.

التأثيرات السلبية للخطاب الديني
ولا يمكن أن نتحدث عن أهمية التعليم دون أن نطرح ظاهرة من أهم الظواهر التي تؤثر سلبا على عقول أبناء هذا الوطن، ألا وهي ظاهرة المد الديني المتطرف. ويمثل الخطاب الديني المعاصر أحد الكوارث الفكرية في ثقافتنا المعاصرة، ففي وقت يعدو فيه العالم من حولنا، ويتسيد العلم والتفكير العلمي ثقافته ونظرته للأمور، وفي وقت تُجرى فيه على قدم وساق الأبحاث عن الاستنساخ والخلايا الجذعية والتكنولوجيا الحيوية والأمراض الوراثية، وتتم كل لحظة اكتشافات جديدة لأدوية وأمصال ومحاليل وتركيبات كيميائية وحيوية، وتوضع فيه مناهج دراسية تسود فيها العلوم والرياضيات ويرتفع فيها شأن العلوم الإنسانية، وفي وقت انطلقت فيه من العدم تقريبا دول مثل الصين وكوريا الجنوبية وحتى دول صغيرة مثل سنغافورة وماليزيا لتقفز في عدد من السنوات لم يتخطَ العشرين في معظم الأحوال قفزة علمية هائلة، وتدخل المنافسة في السوق العالمية لتُقدَّر صادراتها بالمليارات حتى أصبح يُعمل لها ألف حساب، كما أصبحنا نسمع عن أنظمة تعليمية وجامعية وبحثية متطورة يتم تطبيقها في دول أخرى لم نكن نهتم بأمرها من قبل مثل المكسيك والبرازيل وكوبا وبوليفيا وفنـزويلا.

وسط كل هذا، ما زلنا نجلس نحن فاغرين الأفواه، وقد اتسعت عيوننا وكأننا مغيبين أو منوَّمين مغناطيسيا، لنستمع إلى هذا الداعية أو ذاك وهو يحكي لنا حكايات يبلغ أحدثها ألف سنة من العمر، ويظل يحكي ويتندر ويتأوه متعجبا ونحن نطالبه بالمزيد من الحكي حتى ننصرف عنه منذهلين ومنعزلين تماما ونهائيا عن كل معطيات ومتطلبات العصر الحديث، ننصرف وقد امتلأت عقولنا بالكلام الكثير وبالحواديت الكثيرة الممتزجة في أغلب الأحيان بالأساطير، فتطرد هذه الحكايات كل منطقية من عقولنا وكل تفكير علمي وكل رغبة في العلم الحقيقي، وتحلق عقولنا في الفراغ وقد ازدحمت بالكلام كألفاظ متراصة دون أن يكون هناك منهج علمي محدد لتفكيرنا، فيظل مشوشا عاجزا عن الرؤية النقدية والنظرة التحليلية، ويظل دوما ميالا للثقافة السمعية فقط كمصدر وحيد للثقافة، فتتغلغل في داخله حالة من الكسل الذهني ويصبح عقلا لا يقرأ ولا ينقد ولا يفكر. وينصرف عنا الداعية الهُمام الذي لم يكتفِ بالاستيلاء على العقول والقلوب والمشاعر، بل استولى أيضا على محتويات الجيوب وصنع ثروة من العدم وأصبح شيئا وهو لا شيء.

وقد انتشر دعاة "بيزنس الدين" و"سماسرة الفتاوى" انتشارا سرطانيا في المجتمع المصري في العقدين الأخيرين، وأصبح لهم كلمة وشأنا أكبر بكثير من حجم إمكاناتهم الحقيقية، وقدمت لهم الجهات الداعمة لثقافة "الدين الصحراوي" دعما ماديا هائلا تخطى الدرهم والدينار إلى الدولار الأخضر الساحر، وذلك -كما لا يخفى على أي مثقف- رغبةً في فرض هذه الثقافة الصحراوية المفرِغة للهمم المثبِّطة للعزائم الماحية للعقول الممجِدَّة للأجساد المهتمة أولا وأخيرا بوظائف الأعضاء التناسلية! فلا وجود للعقل في مضمون هذه الثقافة، ولا تفهم هذه الثقافة معنى كلمة إنسان ولا معاملة إنسانية، فهي تعامل النوع ولا تنظر إلا إلى النصف الأسفل من الجسم قبل الحكم على أي شخص. وفي صورتها المتطرفة، تعترف هذه الثقافة بالعنف وتعتبره جهادا في سبيل الله يؤدي إلى الفوز بالجنة، ومن هؤلاء ظهرت "جماعة طالبان" في أفغانستان وظهر "تنظيم القاعدة" وظهرت تنظيمات أخرى فرعية أو مستقلة شوهت النظرة إلى الإسلام في العالم بأسره وأساءت إليه إساءة كبرى وألحقت به عارا ستجتهد لمحوه أجيال قادمة. وذلك كله على الرغم من أن الدين في الأساس داعم للحياة وليس معادٍ لها، وهو يحفز على عبادة الله والتقرب إليه، ولا يمكن أن نتقرب إلى الله بمعاداة خلقه أو باحتقار بعضهم والإساءة إليه، والدين يجب أن يكون دافعا لحب الحياة –وليس الموت والقبور– ودافعا للعمل في سبيل رفعة شأن الوطن، أما الانعزال عن الواقع والتقوقع في شرنقة الماضي، وتقديس الأجداد وكأنهم آلهة لا تخطئ، والتشبث بحرفية النصوص دون النظر إلى أسبابها وظروفها، وتكفير من يجتهد بتفسير جديد مخالف للمألوف، كل ذلك هو نوع من التدين الانسحابي كما يقول المفكر الكبير الدكتور أحمد كمال أبو المجد، وهذا النوع من التدين أحد أهم أسباب التخلف والتقهقر، بل إنه يجعل الدين يقوم بعكس أهدافه، فكأنه عجلة تندفع إلى الأمام وكل مكوناتها تدفعها للخلف، وستكون النتيجة أن ندفع نحن الفاتورة كاملة من هيبتنا ومصداقيتنا ودرجة احترام العالم لنا.


معضلة التعليم
ومع هذا الاستعراض السريع لأحوالنا العقلية والوجدانية الحالية تتجلى معضلة التعليم، فبلا شك، يعتبر تدهور مستوى التعليم في بلادنا هو المسئول الأول عن تكوين العقليات التي ذكرنا بعضا من عيوبها، فالأمر لا يقتصر على تردي المستوى الأخلاقي والتعليمي لبعض المدرسين، ولا على تردي الأبنية التعليمية التي وصل بعضها إلى درجة الهلاك مع افتقاد الصيانة الدورية والاهتمام، ولا على تردي مستوى القيادات التعليمية التي تخرج سنويا باختراعات وابتكارات جديدة مدعية التخفيف على الطلبة والأهالي وهي لا تدري إنها تزيد همهم وتضاعف كربهم، قد نحتمل كل ذلك، ولكن ماذا نقول فيما هو أخطر؟ ماذا نقول عن غسيل الأدمغة وإعادة برمجة العقول؟ ماذا نقول في نظام تعليمي يحفز أولا وأخيرا على الحفظ والتلقين ويعتبر أن درجة الحفظ هي عنوان المتفوق؟ ماذا نقول في نظام تعليمي يحفز الطالب على عدم استعمال عقله لا نقدا ولا إبداعا، ويشجعه على منطق الفكرة الواحدة التي لا سبيل لغيرها؟ ماذا نقول في نظام تعليمي يجعل صحة الإجابة في الامتحان مرتبطة بنص نموذج الإجابة في يد المصحح (!!) وليس على ما قد يبدعه الطالب؟ وكيف ننتظر من هؤلاء الطلبة المساكين أن يكونوا بعد ذلك مواطنين بمعنى الكلمة في خدمة وطنهم؟ لقد تعودوا على المنطق الواحد والفكرة الواحدة والمادة الواحدة، فكأن الحياة أحادية الاتجاه، عليهم أن يسيروا في هذا الاتجاه حتى ينجحوا، وللأسف عندما يخرجون فعليا للحياة -بعد أن يكونوا قد تشكَّلوا– يجدونها حافلة بالخلاف والاختلاف، ولأنهم لم يتشكَّلوا على الإبداع ولا على فكرة قبول الاختلاف ولا قبول الآخر، تبدأ الهوة في الاتساع بينهم وبين الآخرين، وبينهم وبين العالم بأسره، لأنهم سيشعرون أن الجميع ضدهم، فلا أحد مطابق لهم، ولا الدنيا تسير وفقا للوتيرة الواحدة التي تلقنوها سنوات طوال في المدرسة والجامعة، ولا أسباب هذه الثورة أو هذه الحرب أو هذا الموضوع أو ذاك هي فقط البنود التي حفظوها عن ظهر قلب ونجحوا بها في الامتحان، فيفاجئون بأن للحياة وجوها عدة لم يعرفوها وهم معتقلين داخل أسوار الكتاب المدرسي الحكومي الذي تكرَّس ليصنع منهم في النهاية مواطنين مفرَغين من المعاني قد جُبِلوا على الطاعة العمياء، فلا مكان للحوار في ثقافتهم لأن الحوار يعني قبول الاختلاف وهو ما لم يتشكَّلوا على قبوله، بل هو صادم للغاية لعقولهم الأحادية الاتجاه.

إن نظام التعليم في بلادنا ينتج عقولا تتشبث تشبثا جنونيا بحرفية النصوص، أو ما نحب أن نسميه "الهوس بالنصوص"، فنصوص الكتاب المدرسي مقدسة نحفظها عن ظهر قلب حتى ننجح في الامتحان، وما يقوله المدرس مقدس علينا تنفيذه حرفيا دون تفكير، وما يقوله الأستاذ الجامعي مقدس علينا تقبله دون نقد أو مناقشة، وهكذا تنسحب القداسة على كل النصوص المقروءة أو المسموعة، ثم تنسحب بعد ذلك على كل حكم لنا في أي أمر من أمور الحياة، فيُمحى العقل تماما ويتحول إلى جهاز رصد وتسجيل وليس إلى وسيلة إبداع ونقد وتفكير، ويتحول نظام التعليم بكامله إلى مصنع لتربية وتسمين "العجول البشرية"، بدلا من أن يصبح منظومة لتشكيل الوجدان وتكوين العقول وشحذ الهمم.

والحل؟
لا يمكن اقتراح حلول سحرية تأتي بنتائج فورية، فالأمر ليس سهلاً، ولكنه يحتاج إلى حركة مجتمعية كاملة ومنظمة، ولابد أن تسير أمور كثيرة متوازية وليست متتالية، لأن العالم الذي يقفز في منجزاته العلمية لن ينتظرنا حتى نقوم من عثرتنا التي طالت. فلابد أن يسير برنامج محو الأمية بالتوازي مع برنامجي تحديث التعليم ما قبل الجامعي وتحديث التعليم الجامعي والبحث العلمي. فلا يمكن أن نتحدث عن تقدم في أي مجال أو على أي مستوى وأكثر من ربع سكان مصر يجهلون القراءة والكتابة، في وقت محت فيه دول مثل كوبا وبوليفيا وفنـزويلا أمية أبنائها تمامًا واحتفلت بذلك. كما أن برنامج تحديث التعليم ما قبل الجامعي لابد من أن يتضمن رؤية تهدف إلى تشكيل الطالب بطريقة تؤهله للعمل، وجعل استكمال تعليمه الجامعي رهنًا باختياره ووفقًا لظروفه، ويستوجب ذلك مد صلاحية شهادة الثانوية العامة إلى عدة سنوات، وأعتقد أن هذا القانون الأخير في طريقه إلى الصدور. ولسنا بحاجة إلى القول بأن المناهج المدرسية الحالية بحاجة إلى تغيير جذري وشامل بهدف التخفيف من حشوها ووضعها على طريق جديد يهدف إلى إعمال العقل وتحفيز الإبداع وحرية الرأي والتعبير مع تعويد الطالب على الاستماع الجيد والحديث بالحجج والبراهين، وألا يكون المهم هو الحفظ، وألا يكون الهدف هو الشهادة، وألا تكون الوسيلة هي الدروس الخصوصية.

أما التعليم الجامعي، فأول المتطلبات له هو إلغاء الكتاب الجامعي، فالطالب الجامعي لابد أن يقرأ ويبحث ويحلل ويناقش، أما المذاكرة من الكتاب وكأنه لا يزال تلميذ في كُتَّاب القرية فهو أمر مرفوض. ولسنا نضيف جديدًا إذا ما قلنا أن أحد الأدوار الرئيسية للجامعة هي تمويل سوق العمل بالبشر الذين تم تشكيلهم في رحابها وفقًا لمتطلباته، وما دمنا في مصر لم نستطع حتى الآن تحقيق هذه المعادلة الصعبة، ومازلنا ندفع بمئات الآلاف سنويا إلى سوق عمل لا يحتاج إلى تخصصاتهم فنحكم عليهم بالبطالة المؤبدة، فلا ضير إذن من الحد في الأساس من دخول الجامعة، وجعله بمصروفات وبعد اجتياز اختبارات محددة كل في تخصصه، وعلى الأقل حتى لا يكون الهدف من دخول الجامعة هو مجرد الحصول على شهادة.

أما عن تحديث البحث العلمي، فهذا حديث ذو شجون، لأنه يحمل جوانب عديدة وله تداعيات كثيرة، لكن من الممكن أن نوجز الأمر في أن البحث العلمي مهمة قومية بالمعنى الحرفيّ للكلمة، وأنه لابد من أن تتكاتف من أجل تحقيقه جميع قطاعات الدولة، وأن يكون للقطاع الخاص وطبقة رجال الأعمال إسهام جاد فيه، وأعتقد أن تمويل بحث علمي جديد أو الإنفاق على اختراع وليد أو تمويل مجموعة بحثية من شباب العلماء المغمورين أمر من شأنه أن يسهم في الدفع بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة، وهو بالتأكيد أفضل بكثير جدا من إنفاق المليارات في بناء منتجعات القصور والفيلات وملاعب الجولف!

وفي العصر الحالي، لا يتوفر لنا الترف لكي نقرر ما إذا كنا في حاجة إلى بحث علمي جاد أو لا، فعلى بعد أمتار من حدودنا تقبع دولة تنفق سنويا حوالي ستة مليارات دولار على البحث العلمي، وهو مبلغ لا تنفقه الدول العربية مجتمعة في هذا المجال، ناهيك عن تفوق هذه الدولة في مجالات التكنولوجيا الحيوية وأبحاث الخلايا الجذعية وعلوم الكمبيوتر والطاقة الذرية وغيرها من علوم المستقبل، هذا بالإضافة إلى وجود سبع جامعات على أرضها على قائمة أفضل خمسمائة جامعة في العالم. وفي ضوء ذلك، يتبين لنا أن التفوق الإقليمي لم يعد يعتمد فقط على التوازنات السياسية والقوة العسكرية، بل في الأساس على التقدم العلمي والتكنولوجي وهو ما لا يزال يعتريه الكثير من أوجه القصور والعوار في بلادنا.

خاتمة
لا أدعي أنني قلت كل ما كنت أود قوله، إلا أنني حاولت أن أصيب قلب الهدف دون الخوض في المزيد من التفاصيل المؤلمة والحقائق المفزعة. إن التعليم قضية حياة أو موت بالنسبة لمصر، ومن شأنه أن يعيدها إلى سابق أمجادها أو أن نظل كما نحن، ومن لا يتقدم يتراجع، وهذا معناه أن نتراجع، حتى يأتي الوقت الذي نخرج فيه من سياق التاريخ، وينسانا سكان الدول الأخرى، لأننا سنتحول –كما أحب أن أردد دائمًا- إلى أشباه بشر يسكنون في محمية أنثروبولوجية، وسوف يأتي الناس من العالم المتحضر لمشاهدة هذه المخلوقات العجيبة التي تنتمي إلى سالف العصور وسابق الدهور ومازالت حية تتنفس.



#شيماء_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومن مِصر ... أشرقت شمسُ الأخلاق
- سيمافور الإسكندرية أو معزوفات التاريخ الروائية
- إيراتوسثينس القوريني
- تغيُّر الفتوى بين المرونة الدينية والضرورة الدنيوية


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - شيماء الشريف - التعليم من أجل الإبداع