أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ماجد محمد مصطفى - (ئه لوه ن) المجنون لفظ انفاسه الاخيرة














المزيد.....

(ئه لوه ن) المجنون لفظ انفاسه الاخيرة


ماجد محمد مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كم من الشموع سارت هوينا على سطح ماؤك الرقراق.. نذور امنيات واحلام تحققت.. وكم من دفقات قلبك النابض روت جذور اشجار البرتقال والنخيل ..
ايها المجنون.. الهادر.. الغاضب.. الصاخب ايام الفيضانات واكتساح المنازل والبساتين والطغيان قبل الاوان وبعده.. زرعت الاسى بجفائك وجنونك الكارثي الماحق.. فهل يعقل بمجنون ان يلفظ انفاسه الاخيرة؟ مجنون يروي العطش ومنذ مئات اعوام خلت حافلة بمعارك وخطوب وقادة استبشروا به كجنون غير معهود.. وكان الطين وكان الانسان والمدينة بجانبيها الصوب الكبير والصوب الصغير عبر جسر تاريخي سمي باسمه .. لم يعد الدرب الوحيد للعبور الى الضفة الاخرى بشكل يدعو الى الرثاء والحزن قحط توجسه البساتين والطيور المهاجرة قبل البشر.
ماؤك الرقراق لدى النظر اليه فوق الجسر العتيق بفتحاته الاثنتا عشر عدد ساعات يوم اخر لاهالي المدينة البسطاء.. يبعث في النفس الشوق والحنين والاغتراب وضوء قمر يتراقص على امواجك الاخاذة تنثر التوحد مع الهدير ساعات الغروب والاصيل.
ايها المجنون الذي خنق( باوه كزى) نفسه بحملة واحدة تيبسا وجفافا بعدما كان يلتهم كل سنة شاب من شباب المدينة الذين يرومون النهر عوما وسباحة في الصيف اللاهب ضمن حكايات وقصص تدور على الالسن نشرت الخوف والاحترام لهيبة نهر خالد جن به الكتاب والمثقفين والشعراء والمطربين هياما.. قبل جنونه الاخير بقرارات اسلامية ايرانية جائرة دون تحرك تجنى ثماره من قبل المعنيين في الحكومة العراقية او الاقليمية لنهر كوردستاني من المنبع وحتى المصب.
ايها المجنون.. مازال سيراون ينتظرك رثاءا عبر المياه والابحار التي تمتزج بمكوناته .. بكاءا مريرا راوية قصة المجنون الذي شغف به على مر الدهور عشقا بتعابير الجفاء والغنج والشوق وهو ينساب كاسمه(من ذلك العلي) بلغة اهل الماد.. شاهد فصول الحروب بين الميديين والاشوريين ومكانته عند الامبراطورية الساسانية.. وقصة غرق القائد الاسلامي حذيفة اليماني وحفيد مؤسس دولة آق ـ قوينلو. الخروف الابيض..
ايها المجنون سيروان مازال بانتظار جديد الاخبار المبهجة والاليمة.. وسحر تمازج على سطحك الرقراق يفوق( الوان) العيون السومرية التي سمتك ألون شغفا بحبك العفيف وتساقط مياهك كشلال عريض ينشر حضور الطبيعة والرهبة.
ايها المجنون.. بالجفاء فجعت المدينة والبساتين.. اطلال يدعو الى البكاء وسؤال في الحلق هو كيف يموت المجانين.. ضفافك الساحرة حيث يقصدها الشباب والضيوف قيلولة صيدا للاسماك او السباحة خط الفصل بين النهر واليابسة غدت جرداء قاحلة.. ايام الدراسة والمشاكسات بين فتحات جسرك القديم لاسقاط الاخر فوق الشلال العريض في لعبة تصارع على سطح منزلق.. طي ذكريات تبعث المرح والبهجة.. كيف وافقت الجمهورية الاسلامية في ايران على اغتيالك دون شفقة او رحمة ببساتين البرتقال والنخيل والاراضي الزراعية والثروة الحيوانية النافقة قبل البشر بضمنهم ابناء المذهب الجعفري الذين تتناغم لطمياتهم وشجنهم مع استذكار شهداء العطش .. اهل بيت الرسول والحسين الشهيد المظلوم.. واين اختفت الخطط الحكومية والاقليمية الكوردستانية البديلة لاحياء النهر من الجفاف والتصحرحيث مدينة خانقين ضمن المناطق المتنازعة عليها وفق المادة 140 من الدستور العراقي وقد شق فرع لتزود النهر بالمياه زمن الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم ابان موسم قحط وجفاف سابق.
مدينة خانقين تشهد بحزن واسى عميقين جفاف النهر المجنون (ئه لوه ن) بانتظار حلول عاجلة قبل استيطان امراض هالكة ولكي يعود الى انسيابه الطبيعي.. يفترض التحرك السريع وعلى مختلف الاصعدة ومن الاهمية الاتيان بحل بديل وعدم التنصل من المسؤلية او الاكتفاء بالقاء اللوم على ايران الاسلامية السبب الرئيس لاغتيال نهر جميل وساحر اسمه ئه لوه ن المجنون.



#ماجد_محمد_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معك يا احمد
- سجين ايمرالي.. سلاما
- واخيرا السيد نوري المالكي في كوردستان
- هل هو كفر الآذان باللغة الكوردية مثلا؟!
- نجاح الانتخابات الكوردية بجدارة
- الانتخابات الكوردية والديمقراطية؟!
- الامتياز لاستقلال كوردستان وللباحث محمود محمد زايد
- بدي أروح...بلدي؟!
- هل لديكم علاقات والعياذ بالله مع هيفاء وهبي؟!
- انتخابات الكورد.. آمال وطموح
- دستور اقليم كوردستان انجاز للكورد والعالم الطيب
- صدام غير مسؤول عن تأخير صرف صكوك التعويضات؟!
- جمعية حقوق المواطن العراقي الدستورية
- سخيف هو منتخب العراق لكرة القدم
- النزاهة والمساءلة كورديا.. بالخصوص؟!
- عذرا للمفقودين والضحايا الابرياء في الكويت والعراق
- اذا خسر نجاد الانتخابات الرئاسية.. فمن هو الفائز؟!
- نفط الكورد للعراق
- مشروع للمناقشة والرأي.. ربات الاسر
- المثقف.. السياسي.. والعدل ؟!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ماجد محمد مصطفى - (ئه لوه ن) المجنون لفظ انفاسه الاخيرة