أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - مسؤولية من غياب المرأة عن مركزية حركة فتح..؟















المزيد.....

مسؤولية من غياب المرأة عن مركزية حركة فتح..؟


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 10:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد أشهر من مصادقة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ورئيس حركة فتح المنتخب في المؤتمر السادس للحركة، على اتفاقية مناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة " السيداو "، لم تجد أي امرأة من المرشحات الست مقعدا لها في الهيئة القيادية الأولى للحركة، على الرغم من ثمثيلها في المؤتمر بما يزيد عن عشرة بالمائة من عضويته.
للنجاح دائما آباء كُثر كما يقولون، بينما ليس للفشل سوى أب واحد وضحية واحدة يتم تحميلهما مسؤولية الاخفاق. فقد انبرى العديد بعد اعلان نتائج الفرز الماراتوني؛ لتحميل المرشحات ممن لم يحالفهن الحظ مسؤولية فشلهن بالظفر بعضوية اللجنة المركزية، ولم يجد أحد أي مبرر آخر للفشل الصادم، أو ايجاد تفسير مقنع وإجابة شافية لمفارقة احراز المرأة الفلسطينية المضطرد للمزيد من التقدم على صعيد مشاركتها في الهيئات الوطنية التشريعية والتنفيذية والمحلية، بينما لم تستطع ان تحرز التقدم المماثل، ان لم نقل الأفضل، في مشاركتها القيادية في الفصيل الرئيس، وهو الفصيل الذي يعتبر موقفه واحدا من شروط تعزيز المشاركة النسوية على صعيد القوانين والسياسات الثورية. وهنا تصبح الاجابة على سؤال الفشل النسوي من قبل قيادة حركة فتح كاستحقاق لا بد من الاجابة عليه من التنظيم والأطر النسوية في الحركة، وذلك لأن الأذى والتقهقر الذي لحق بالأخوات في حركة فتح ينعكس على الحركة النسائية الفلسطينية برمتها، ولا بد من طرح المبرر المنطقي لعدم محالفة الحظ للمرشحات اللواتي يتبوأن مناصب عليا في الهرم السياسي والوطني والاجتماعي، ولا تنقصهن الكفاءة والانتماء الوطني والتنظيمي أو التاريخ النضالي.
الاجابات المنفعلة فور اعلان النتائج، تراوحت ما بين الاتهامات التقليدية التي عادة ما تُقذف بوجوه النساء، وتتحدد بعدم تصويت المرأة للمرشحات، وبأن المرأة هي من أفشلت المرأة، وبأن الباحث عن السبب في سقوط المرأة في انتخابات اللجنة المركزية عليه أن يمعن النظر في الأداء النسوي، حيث يكمن الجواب وهو عنوان الرواية. كما تطرح مآخذ أخرى ككثرة عدد المرشحات، على الرغم من عدم تعدي نسبتها لستة بالمائة من اجمالي نسبة المرشحين، ويساق كذلك بأن المرشحات لديهن مناصب أخرى كان الأجدى الاكتفاء بها، في الوقت الذي ينطبق الأمر ويسجل على سائر المرشحين، لكن مسطرة القياس غير موحدة بين الرجال والنساء اذا ما تم الأخذ بمبدأ كهذا..
بداية، وللموضوعية المطلوبة للوقوف على الخلل وتحليل أسبابه، لا بد من الإقرار بأن العامل الذاتي من بين العناوين التي تقف وراء الخلل، وليس هذا وحسب، بل انه يقف على رأس العوامل التي لم تمكِِن المرأة من الوصول الى اللجنة المركزية. وتبدأ القصة من العضوية الضامرة للمرأة في المؤتمر، والتي بالكاد تصل الى ما نسبته عشرة بالمائة من العضوية الاجمالية للمؤتمر، قد ساهمت بتحجيم المرأة وتهميشها. كما أن التنافس المحتدم في التنظيم قد أدى الى اعتماد أسس لتشكيله تقوم على اقرار مبدأ التعيين الى جانب العضوية المنتخبة، والعضوية المعيََنة ان لم تكن محصورة بحالات محسوبة ضمن مفهوم إضافة الكفاءات المتنوعة، أو لحالات محدودة ممن يعمل في المجالات والمهام المتخصصة البعيدة عن الجسم التنظيمي، سيتحكم بها اعتبار التوجهات والانتخابات والولاء، والتي بدت واضحة للعيان، حيث يذهب المؤتمر بالإضافة الى جدول اعماله الى الانتخابات.
إن العضوية الضامرة تقود الى أن تشعر المرأة بأن المتاح لها من المساحة محدود، ويشعر المراقب بأنها تتنافس مع المرأة، ويقود ذلك في النهاية الى شعورها بالتنافس مع المرأة فقط، وبأن الطريق للوصول يمر فوق حجب الأصوات عن المنافسات الأخريات، وبذلك فمن الطبيعي أن يغيب التوحد والتنسيق والتوافق والتحالفات الصادقة بين المرشحات، فالحصة صغيرة "يا دوب" أن تتسع لعضوة واحدة انطلاقا من حجم المرأة في المؤتمر اذا ما أُعتمدت مثلا نظرية التمثيل النسبي ومثلت المرأة بحجمها في قاعدة المؤتمر، وعليه سيصبح سوء الأداء كأحد التفاصيل.
ان العضوية المحجََمة للمرأة؛ أدت الى أن لا يتعامل الأعضاء الذكور بالحالة النسوية باهتمام وايجابية سوى في إطار التفاصيل والمكملات، حيث لا مصالح للرجال مع عضوية ضامرة ومفككة لغايات التربيط ونسج التحالفات، فلا قيمة تبادلية لهكذا عضوية مقلصة، وسيزيد الطين بلَة سوء الأداء ومظاهر التنافس والتفرق. من هنا سنكون أمام مسؤولية الرجل في فشل المرشحات، لعدم تصويته لهن في الوقت الذي امتلك فيه مستودع الاصوات ولم تملكه المرأة. إن تحميل المسؤولية للمرأة مع الاقرار بمؤشراته، ينبغي أن لا يبالغ به، فما كان بمقدور أي مرشحة النجاح حتى لو صوتت لها جميع عضوات المؤتمر، فكيف سيضمن نجاح المرشحة من خلال تصويت مائتين وخمسين عضوة تقريبا، في الوقت الذي بلغ فيه استحقاق المقعد لما يزيد عن ستمائة صوتا.
وعلى الصعيد الذاتي أيضا، لا بد من الوقوف عند عدم اعتماد "الكوتا" في المؤتمر، كاجراء ضروري أمام الحالة الذكورية العامة في حركة فتح. لقد بدت الحاجة واضحة لاعتماد الكوتا كوسيلة للوصول بالمرأة الى الهيئة القيادية الأولى، وتحديدا لدى تلمس عدم استقطاب "لجنة المرأة" اهتمام المؤتمرين باقتصارها على عدد لا يزيد عن أصابع اليدين معظمهم من الأخوات. فلجنة المرأة المشكلة الى جانب سبعة عشرة لجنة أخرى بهدف اغناء النقاش وبلورة الاقتراحات والتوصيات على المؤتمر، وقد ناقشت اللجنة ورقة كانت قد قدمت باسم المرأة الفتحاوية للمؤتمر حول رؤيتها لتفعيل دورها في الحركة.
لم تكن التطمينات بعدم الحاجة للتدخل الايجابي التي سمعتها العضوات في المؤتمر موضوعية، فالتطمينات كانت مثالية وكدعوة للنوم على الحرير، في ضوء عدم اتخاذ المؤتمر لآليات تنظيمية أخرى، تقوم على التوجيه للانتخاب وفقا لأسس تدعو للانتخاب بما يراعي مجمل الاعتبارات الجغرافية والقطاعية. ويدعو كذلك الى انتخاب سائر التخصصات والقدرات والاعتبارات الأخرى التي تحتاجها الهيئة. فليس سرا بأن الحركة كتنظيم جماهيري تعبر وتعكس ثقافة المجتمع التقليدية السائدة، وتتأثر بالفكر الشعبوي، مما يستدعي أن لا تترك الأمور على طبيعتها النمطية دون توجيه قيادي مبدأي من أجل مزيد من الفلترة للآراء التقليدية .
ستنعكس نتائج المركزية على الحركة النسوية، كما تنعكس أوضاع حركة فتح على الحركة الوطنية سلبا وايجابا. والسؤال الذي يتبادر الى الذهن: هل ستقف الأخوات أمام المشهد للتقييم ومتطلبات الاصلاح..وهل ستبادر القيادة الفتحاوية الى تصحيح جزئي للمشهد غير المتوازن للمركزية المتمثل بغياب النساء عن عضويتها..؟ أم سيغض النظر عما وقع..؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القليلة القادمة، اضافة الى ما ستسفر عنه انتخابات المجلس الثوري الجارية..





#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاية شركة - سيلكوم - العنصرية
- اسئلة العام الثالث والعشرون على غياب خالد نزال
- مؤتمر الاتحاد للمرأة الفلسطينية وممكنات التجديد والتطوير
- المؤتمر العام الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية-اعادة ا ...
- جولة حول الورشة الاقليمية لقانون الاحوال الشخصية
- حول مصادقة الرئيس الفلسطيني على -السيداو-
- الخلاف الفلسطيني والسلم الأهلي
- أسئلة الثامن من آذار الفلسطينية
- رسالة مفتوحة الى بان كي مون
- ثمانية أعوام على قرار مجلس الأمن 1325
- أم كامل: ملصق للقدس عاصمة الثقافة 2009
- بدائل النساء في دول الصراع المسلح
- المرشحة الجمهورية سارة بيلن
- الأب فيلومينوس شاهد وشهيد
- ام سعيد العتبة تتحرر
- ماذا فعل الشاعر بنا
- أي قانون للأسرة الفلسطينية نريد؟
- من نابلس مع التحية..
- في الذكرى الثانية والعشرين لرحيل خالد نزال-انت ونحن
- صديقتي نهاية الجيوسي وتورابورا


المزيد.....




- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - مسؤولية من غياب المرأة عن مركزية حركة فتح..؟