أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة:لن يتغيروا ما لم نتغير














المزيد.....

بدون مؤاخذة:لن يتغيروا ما لم نتغير


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 07:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدون مؤاخذة-

عندما اعتلى باراك حسين اوباما كرسي البيت الابيض في شهر كانون الثاني الماضي بعد ان ادى اليمين الدستورية، علت الفرحة والبهجة وجوه الملايين في دول العالم الثالث، هذه الفرحة التي فاقت فرحتهم بفوزه في انتخابات الرئاسة الامريكية في شهر تشرين الثاني الماضي، وللفرحة اسبابها ومنها: السياسة العمياء للرئيس السابق جورج دبليو بوش التي بدأها بعد عام من استلامه السلطة بتدمير واحتلال افغانستان، واختتمها بالدعم اللامحدود لاسرائيل في حربها التدميرية الاخيرة على قطاع غزة، مرورا بتدمير واحتلال العراق، واثارة الفتن والقلاقل والحروب الاهلية في السودان والصومال والجزائر وغيرها،واعلان حرب مفتوحة على الاسلام والمسلمين، وما نتج عن هذه السياسة العمياء من ازمة العقار الامريكية التي الحقت اضرارا كبيرة بالاقتصاد الامريكي بل بالاقتصاد العالمي، ولا تزال اثار كل ذلك موجودة حتى ايامنا هذه وربما ستستمر لسنوات قادمة .

غير ان فرحة شعوب دولة العالم الثالث بفوز باراك حسين اوباما بالرئاسة الأمريكية تكمن في سبب رئيس لم يتطرق له الباحثون والمراقبون، وهو لون بشرة اوباما السوداء، فهذه الشعوب ذاقت الويلات من سياسة البيض الذين حكموا في امريكا ولا يزالون يحكمون في اوروبا، هذه السياسة التي اخضعت غالبية شعوب اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية لاستعمار مباشر، ولحروب حصدت ارواح مئات الملايين منهم. ولم تستثن الأمريكيين الأصليين -مواطني امريكا شمالها وجنوبها الأصليين- وهم ما يطلق عليهم " الهنود الحمر " حيث تعرضوا لحروب ابادة قضت على عشرات الملايين منهم، وبجبروت الرجل الأبيض اصبحوا اقلية في موطنهم الأصلي، واصبحت السيادة للغزاة البيض، فهل كانت فرحة شعوب دول العالم الثالث في مكانها الصحيح؟؟ وهل سيجلب لهم الرئيس الجديد أسود البشرة الخير والنعيم والسلامة والطمأنينة؟؟

وفي الواقع فإنه يجب ان لا يغيب عن البال ولو لحظة واحدة ان باراك حسين اوباما الذي ينحدر من أصول افريقية ومن كينيا تحديدا، هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية، وقد وصل الى سدة الحكم عن طريق صناديق الاقتراع التي أغلب المصوتين فيها هم من البيض .

وقد كان الخوف كبيرا في احتمالية عدم نجاحه من منظار سياسة التمييز العنصري غير ان الناخب الامريكي أسقط كل هذه المخاوف، واختار رجلا أسود البشرة ليكون رئيسه ورئيس دولته التي هي الدولة الأعظم في العالم، وبالتالي فإنه سينفذ السياسة التي تخدم مصالح دولته وشعبه. ومعلوم ان الولايات المتحدة الامريكية دولة قانون تحكمها المؤسسات، وما الرئيس الا بمثابة الواجهة العلنية لهذه المؤسسات، مع الأخذ بعين الاعتبار دور الرئيس كشخص له هامش في حرية الحركة والتحرك والتحريك، ومع التأكيد انه لا يستطيع تنفيذ سياسات ذات شأن دون العودة الى الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ .

ويبدو واضحا ان الرئيس اوباما لديه وعي شخصي كاف بمشاكل دول وشعوب العالم الثالث، خصوصا دول وشعوب الشرق الاوسط، يسانده في ذلك ان المؤسسة الحاكمة في امريكا قد وصلت الى قناعات بضرورة انهاء الصراع العربي الاسرائيلي بعد دراسات معمقة قامت بها لجان امريكية متخصصة، توصلت من خلالها الى ان هذا الصراع يشكل بؤرة توتر وصراع عالمي، وان الخروج من مستنقعي الحروب في العراق وافغانستان، وانهاء الملف النووي الايراني سيكون سهلا في حالة انهاء الصراع العربي الاسرائيلي، غير ان هذا الصراع يصطدم بالمشروع الصهيوني طويل المدى والقائم على التوسع والاحتلال، وغير المستعد لمتطلبات السلام العادل والدائم، من هنا فإن قادة اسرائيل يرفضون اقتراحات الادارة الامريكية الجديدة بالوقف الكامل للبناء الاستيطاني، وهم يجندون اللوبي اليهودي في امريكا من اجل الضغط على اوباما وادارته للتخلي عن هذا الاقتراح، وهم في نفس الوقت يواصلون مصادرة الاراضي الفلسطينية ويواصلون البناء الاستيطاني، بل وزادوا على ذلك اخلاء بيوت عربية بالقدس من مالكيها الفلسطينيين واحلال مستوطنين يهود مكانهم، وبالرغم من ان الرئيس اوباما يعلن في كل مناسبة التزام امريكا بأمن اسرائيل، وتأكيده على الصداقة بل والشراكة الامريكية الاسرائيلية، الا ان ذلك لا يشكل عند قادة بديلا عن سياسة التوسع الاسرائيلية.

ومن الجانب الآخر فإن الضغط يزداد على الدول العربية من اجل تطبيع العلاقات كبادرة (حسن نوايا) مع اسرائيل لتشجيعها على التفاوض، ويبدو ان بعض الدول العربية كقطر والبحرين وغيرها استجابت لهذه الضغوط، وهذا هو البند الوحيد من المبادرة العربية المقبول اسرائيليا، فهل ستطبع بقية الدول العربية علاقاتها مع اسرائيل اعتمادا على حسن النوايا الامريكية الداعية الى انهاء الصراع؟؟

وهل يضغط القادة العرب من اجل اخراج المبادرة العربية الى حيز التنفيذ؟وهل سيضغط الرئيس اوباما على اسرائيل لتنفيذ رؤاه السياسية للحل،أم أنه سيتراجع امام ضغط اللوبي اليهودي؟.

وهذه امور ستؤكدها أو تنفيها الاشهر القادمة، مع الملاحظة بأن بوادر التغيير في السياسة الامريكية لم يصاحبه تغيير في السياسة العربية، تماما مثلما لم يصاحبه أيّ تغيير في السياسة الاسرائيلية، ولتبقى المصالح العربية في مهب الريح، تدعمها سياسة الشجب والاستنكار اعلاميا،وليبقى الاحتلال الاسرائيلي،ولتتواصل السياسة الاستيطانية.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية(الأمريكي) في ندوة اليوم السابع
- عدالة ما يجري في القدس
- مسرحية الأمريكي ترفض الهزيمة
- ضحايا الانفاق في قطاع غزة
- الشعوذة-حكاية شعبية
- ندوة اليوم السابع صرح ثقافي مقدسي
- (حمّام العين)في ندوة اليوم السابع
- رواية الشغف في ندوة اليوم السابع
- رواية الشغف بين الخيال والواقع
- قراءة في رواية(حمّام العين)لعزام ابو السعود
- بدون مؤاخذة-في كل يوم كتاب
- مجموعة(اكليل من شوك)القصصية في ندوة اليوم السابع
- لن تتغير أمريكا ما لم يتغير العرب
- قراءة في حكاية (يوم ولد قيس)
- مراوغة الجدران في ندوة اليوم السابع
- أوباما ليس خليفة العرب والمسلمين
- عندما تراوغ نسب أديب حسين الجدران
- ذاكرة سلمان ناطور في ندوة اليوم السابع في القدس
- الخامس من حزيران والهرولة الى الخلف
- اثنان وأربعون عاما عجافا


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة:لن يتغيروا ما لم نتغير