أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - تحية لفتح ونصيحة الي حماس في فلسطين















المزيد.....

تحية لفتح ونصيحة الي حماس في فلسطين


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 01:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


أنا لست فتحاويا، ولكني أرفع قبعتي إلي فتح، والفتحاويين، بعد المؤتمر السادس، ليس مجاملة لفريق من فتح، ولا مضايقة لفريق آخر، وخاصة ليس لي ناقة، ولا جمل، مع من فاز، ولا مع من لم يحالفه الحظ في انتخابات فتح الداخلية، وليس هذا، هو الدافع لكتابتي هذا المقال ، بقدر ما هو عبارة عن تحليل وصفي ومقارن لحالة فتح وكذلك حال الآخرين من الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية، وأنا سأبقي، كما كنت دائما في معارضة دائمة لمن هو في سدة الحكم، وعلى قناعة تامة بحقي كمواطن في النقد بكل أشكاله لكل سلبيات الحركة الوطنية الفلسطينية والإسلامية منها.

وكذلك الإقرار الدائم، والصريح مني، ورفع التحية، لكل حزب يقود مجتمعنا بطريقة ديمقراطية في محافظة على حقوق المواطنين، وقضاياهم العامة، وقضيتنا المركزية جميعا، وهي التحرر، والاستقلال، وبناء الدولة الفلسطينية، التي توافق الكل الفلسطيني، أو، في معظمه عليها، رغم وجهة نظري الأخرى، تجاه ما أراه حلا أفضل، وحلا تاريخيا، وهو الدولة الواحدة متعددة القوميات، والأديان، والثقافات.

أرفع قبعتي الآن تحية لفتح لماذا ؟؟
وأنا هنا، ودائما، لا أجامل أحدا على حساب العام، وفيما أنا مقتنع به، ورغم وعورة الطريق وصعوبة الحال الذي نعيشه هنا في غزة، وفي مجمل بقاع الأرض، وأين تواجد الفلسطينيون، ورغم الأخطاء، والخطايا، والإخفاقات الكثيرة، التي واكبت العمل الوطني، والسياسي الفلسطيني، والتي كانت دائما تقوده فتح، حتى، ونحن تحت سيطرة حماس هنا في غزة، فلا شيء عام، وحيوي، يتعلق بالأرض، والشعب الفلسطيني، يمكن انجازه، في غياب فتح، فهي غائبة عن غزة الآن، ولكن، كل ما يتعلق بشئون الناس في مفاصله الحقيقية تديره فتح، وثبت بالدليل القاطع، أن أحدا من الأحزاب، والحركات الفلسطينية، يستطيع تصريف شئوننا كشعب ومؤسسات، وعلاقات دولية، وإقليمية، وعربية، مثل فتح، رغم تحفظاتي على كثير من سلبيات إدارتها السابقة، والحالية، وقد تكون القادمة منها أيضا، لأنه، سيتبقى الكثير، من الثغرات، في أي عمل فلسطيني، في غياب الديمقراطية، والحرية، والاستقلال.

أرفع قبعتي لفتح لما يأتي:

1- لأن فتح هي رائدة الديمقراطية، والتغييرحقيقة ودون مجاملة، في فلسطين، وقضية فلسطين وهنا أذكر محطات سريعا:
بدأت فتح التحول الديمقراطي، ورغم أنه، بدأ ببطء، مع بداية انتخابات التشريعي 1996م، وما تبعه من دورية الانتخابات، رغم التأخير المعيب على حركة فتح، والذي واكب العمل الفلسطيني في المدة ما بين انتخابات 1996م – وانتخابات 2006م، والتي شاركت بها حماس، وفازت بأغلبية مقاعد التشريعي، وما تلي ذلك من إشكاليات، حول تسهيل مهمة حماس لإدارة البلاد، فكان ما كان على خلفية صعوبة الاقتناع بضياع السلطة من فتح، وفي مقابلها استماتة حماس في الدفاع عن حقها في إدارة الوزارات والأجهزة، والتي أحدثت الانقسام لاحقا . لكن ولادة هذه الانتخابات وخطوتها الإستحقاقية، ولو متأخراً، هذه خطوة جريئة مقارنة بما يحدث في المنطقة، وهي تكتب لفتح في بناء الديمقراطية الفلسطينية، وهي التي كانت مهيمنة على السلطة، وكان في إمكانها عدم إجراء انتخابات 2006م، لو أرادت أن تتصرف كما تتصرف الأنظمة الشمولية في الوطن العربي على الأقل . وكذلك، وليست أقل أهمية من تلك الخطوة، هي انتخابات الرئاسة التي جرت في العام 2004م .

2- على صعيد الديمقراطية داخل الحزب، ثبت أخيرا أن فتح، هي الحزب الوحيد في فلسطين الذي عمل على التغيير الحقيقي في قياداته، رغم ما شاب ذلك من خلافات عميقة بين مجموعات كثيرة داخل فتح نفسها، ولكننا نرى تغييرا حقيقيا، لمن يريده سلبا، أو، إيجابا، فليس هذا ما قصدته وأتحدث عنه، والذي أتحدث هنا عنه، أنه تم إجراء، انتخابات حقيقية لم تصل في عيوبها إلي حد إبطال صحتها، وأنا في تقديري، أن كل ما جرى من خلافات داخل فتح، ومن بدايات السلطة المبكرة، كان لابد أن يمر عبر ما حدث، وللانقلاب الحمساوي جزء كبير من الأثر في تفعيل التغيير الجاري الآن في فتح، ويبدو أن قانون "خراب أو ضعف حزب هو بناء وقوة لحزب آخر مناوئ له والعكس صحيح " في العمل السياسي، مازال صحيحا، بأن أحداث وتصرفات حزب تأتي في سياق منظومة التغيير لحزب آخر وخاصة في الأحزاب الكبيرة والعكس صحيح ففتح أفادت حماس وساهمت دون أن تدري في تقوية حماس، وجاءت حماس كحلقة من حلقات المساهمة لتغيير فتح وتقويتها من جديد.

3- على صعيد الانجازات المؤسساتية والمراكز والإدارات والوزارات والمشاريع والهبات والمساعدات والخدمات والاستثمارات والتعليم والصحة والرياضة والاقتصاد والزراعة والثقافة والسفارات، وحتى رصف الطرق، فان لفتح شرف البدايات الأولى، والإنشاء، رغم ما كان من نواقص وسلبيات.

4- على صعيد التحولات السياسية، واتخاذ المواقف عند الانعطافات السلبية أو الايجابية بخصوص القضية الفلسطينية كانت فتح على الدوام هي الرائدة

5- حتى على سبيل المصالح الخاصة لكل أعضاء الحركة، كانت فتح سخية مع عناصرها بشيء أقرب إلي السواسية في المنافع، رغم تفاوت المكتسبات لشريحة لا تمثل نسبة كبيرة في التنظيم، ولكتها كانت أفضل من كل الأحزاب الأخرى التي يهيمن عليها أعضاء المكاتب السياسية واللجان المركزية، بفارق كبير جدا مع الأعضاء، وحتى أيضا في كمية ونوع التآمر الداخلي على أعضائها كانت فتح هي الأقل تآمرا على عناصرها الجيدة.

6- وعلى صعيد العلاقة مع الأحزاب الأخرى كانت فتح كريمة مع باقي الحركة الوطنية الأخرى بما فيهم حماس ولم يصل الاستقواء بالسلطة والجاه والمال في فتح إلي ما وصلت إليه تصرفات حماس مع عناصر فتح لاحقاً، وبالكم الذي رأيناه، وبالفجاجة التي حدثت والتي وصلت لحد منع الرايات والأغاني الوطنية، وإغلاق والاستيلاء على الإذاعات الآن والذي لم تفعله فتح قبل الانقلاب، رغم إدانتي لكل التصرفات الخارجة عن أصول اللعبة الديمقراطية بين الأحزاب سابقا ولاحقاً.

7- حركة فتح بعقد مؤتمرها السادس، بدأت عمليا مغادرة ورشة الإصلاح، بعد أن انطلقت من بوابة التغيير، فالقطيع الفتحاوي ازدحم أمام بوابة الإصلاح وتدافع واشتبك وداس كل من داس على من وقع في التدافع ولكن في النهاية خرجوا بمن استطاع العبور بصحة جيدة وبقوة ليتبعه الآخرون في فتح، ووراءهم جموع فتح الخارجة من بوابة الإصلاح ومن تأخر الصفوف أو تقدمها، فهو حر الآن في الاستمرار أو التوقف أو حذف المتقدمين الصفوف بالحجارة أو الورود، وقد تقع حجارة على الرؤوس أو الأرجل، ولكنها فتح التي فعلا غادرت عقدتها التي حدثت على خلفية فساد إدارة السلطة وترهل وشللية التنظيم، ما بعد وما قبل أبو عمار القائد الذي شكل فتح بطريقته طوال مدة قيادته، أما على الصعيد السياسي أو العلاقات مع المحيط والخارج فلم تكن فتح أصلا في مأزق، بل كان مأزقها السلطة، وإخفاقاتها، والتنظيم وديمقراطيته.

8- أما حماس فتأخرت حقيقة عن إدراك عقدتها التي كانت ولازالت على خلفية رفضها من دول الجوار والمحيط العربي بالإضافة للإقليم والعالم على قاعدة رفض خلفيتها الإيديولوجية، وشعار المقاومة، الذي رفعته، في وقت ادعى فيه العالم دعمه لعملية السلام والمفاوضات، وعلى خلفية وضعها على قائمة ما يسمي بالإرهاب من قبل الولايات المتحدة، ولم يكن لديها مثل فتح إشكالية إدارية أو تنظيمية.

وبتأخر حماس عن إدراك مشكلتها الحقيقية، تأخرت في وضع خطط ناجحة للتصالح مع من فرض عليها حقيقة الحصار، ولازال، وتصورت أن حجم كل الفرقاء في المحيط العربي والدولي، هم بحجم منافستها لفتح، وتصورت أنها بحسمها أو انقلابها على الديمقراطية كما حدث في غزة بأنها قادرة على لي عنق المحيط العربي، وإجباره على التعامل معها، فكان هذا خطأ استراتيجي لم تستطع حماس مغادرته لتنطلق من ورشة إصلاحها كما انطلقت فتح،
وهذا يحتاج من قيادة وتنظيم حماس سرعة الخروج من هذا المأزق إذا أرادت أن تعمل بالسياسة فالسياسة لا تعرف الانتحار والتقوقع تحت الحصار مدة زمنية أطول من اللازم وإلا تختنق هي وينجو الآخرين، وان أرادت حماس أم لم ترد فهي حقيقة قد وضعت نفسها في وضع بات التكتيكي فيه استراتيجي أو هي قد تأخرت عنه كخطوة تكتيكية حتى أصبحت هي أمام هذا الخيار بعد فقدان كل الإمكانيات لحل عقدتها مع المنطقة، ولم يتبق لها إلا المصالحة الوطنية والتنازل بحكم الواقع وإلا فهي تنتحر بأخطائها، لأن الاستراتيجي الذي جربت معه لم يحل عقدتها وهو الموافقة على دولة على حدود السبعة والستين والهدنة التي تحافظ عليها. وبذلك هي مجبرة على المصالحة مع الوطني الآن والتنازل أيضا أكثر مما قبل كسبيل لخروجها من أزمتها.

9- ما يهمني كمواطن فلسطيني أن تعي فتح أولا الدرس الذي أوصلنا إلي ما نحن فيه وأن تصر على تبني النهج الديمقراطي الداخلي والوطني رغم الصعاب لأنها رائدة هذا التوجه بحق مهما تشدق الديمقراطيين فهذا الذي يحدث على أرض الواقع يذكي ريادة هذه الحركة بحق والتجربة مازالت في بداياتها فنحن نبني اللبنات الأولى على طريق التحول الديمقراطي.

10- وما يهمني أكثر كعضو حزبي أو حركي سابق وطبعا خارج فتح أن تدرس أحزابنا وخاصة اليسارية والديمقراطية منها تجربة فتح في تحولاتها الحقيقية والرائدة، لتحدث التغيير في داخلها الساكن طوال الوقت، والتي فعلا تحتاج لثورة من داخلها كما حدث في فتح، على أعضاء المكاتب السياسية واللجان المركزية الدائمين والمعطلين لتحولها إلي أحزاب ديمقراطية حقيقية، وهذ1ا التحول إذا حدث سيكون مصدر قوة وامتداد لها في الشارع الفلسطيني، وعندها تخرج من مأزقها كما خرجت الفتح.

فتحية لفتح أم الجماهير حقيقة وأم التغيير الحقيقي . ونصيحة لحماس أن غادروا سريعا عقدة الانعزال عن المحيط، ولن تستطيعوا فرض رؤيتكم على المحيط والأقرب للمنطق أن المحيط هو الذي يصنع المواقف والأحزاب والتغيرات في المنطقة وليس لعكس.
ونصيحة أخيرة لقوى اليسار والديمقراطية أن غادروا سريعا تلك المؤسسات الأهلية/ الحزبية التي شردت عناصر وطنية ويسارية نظيفة من أحزابكم فكان الارتكاس والانتكاس المتواصل في الصراع على الدولار بدل الصراع الديمقراطي الحقيقي الذي يقوي بنيانكم ويعطي الحقوق الحزبية دون تآمر مشين.




#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تصمت فالصمت خواء
- موحد الفردتين 42 ، 43
- قصة قصيرة: نيو يا حاج نيو
- أبو مازن وصحبه هم الامتداد الحقيقي لياسر عرفات
- قصة قصيرة : بين أصمين !!
- هذا الحزب ارتفعت شعبيته في قطاع غزة ؟!!
- أغنياء الحرب وأغبياء القطيع
- هل خلط نتنياهو الأوراق وانقلب على السلطتين ؟؟!!
- الجنون الثالث ... جن جن وجنون
- السُرّاق
- في الظلم الواحد والعشرين
- المؤتمر السادس يسأل هل في فتح فتحاويون ؟
- مات الرائي مصطفى الحمدني فأين الطريق ؟
- سأقرأ لكم
- هل انتهى زمن هذه الفصائل الفلسطينية ؟!!
- إذا فشل الحوار فعلى شعبنا أن يحاكم قياداته
- عودوا لنا
- قولوا لها !!
- مطلوب من الأحزاب عند العودة مجدداً للحوار !!
- العبث الاستراتيجي الفلسطيني أخل بالتحرر الوطني !!


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - تحية لفتح ونصيحة الي حماس في فلسطين