أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعدون محسن ضمد - ذيل الناخب














المزيد.....

ذيل الناخب


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 07:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سألت ناشطة كردية خلال انتخابات كردستان عن فائدة الثلاثين بالمائة من المقاعد الممنوحة للمرأة الكردية في برلمان كردستان كـ(كوتة)، وإن كانت هذه الكوتة قادرة على الخروج بالمرأة من كونها مفروضة على الناخب إلى كونها خيار من خياراته..
الناشطة، وبعد أخذ ورد طويلين اعترفت بصعوبة وصول المرأة وبأعداد مقنعة إلى البرلمان دون وجود الكوتة. وهذا الاعتراف موضوعي لكنه يطرح علامة استفهام كبيرة أزاء السبب الذي يمنعنا من انتخاب المرأة.. أنا شخصياً لا أمتلك جواباً لهذا الموضوع لكنني أتذكر حكاية شعبية سمعتها لأكثر من مرة وأنا صغير خلال جلسات السمر التي كانت تعقد بين الرجال الكبار، هذه الحكاية يمكنها أن تكشف بعضاً من (اللاشعور) الجمعي الذي يتحكم بطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة داخل مجتمعنا:
تتحدث الحكاية، عن رجل طلب ممن تقدم لخطبة ابنته الجميلة أن يتعهد بضربها ثلاث مرات يومياً (صباحاً ونهاراً وليلاً). وتم الزواج، وراحت الزوجة تبدأ يومها بعقوبة وتتوسطه بأخرى وتنهيه بثالثة. غير أن الحكاية تخبرنا بأن المرأة عملت على توظيف مكرها ضد الزوج، فكلَّما ولد لها ولد طالبت زوجها بأن يُسْقِط لها عقوبة من العقوبات الثلاث إكراماً للطفل، وهكذا إلى أن سقطت العقوبة الثالثة مع المولود الثالث. عندها سارعت الزوجة لإعداد مائدة لذيذة، وأسدلت ستائر بيت الشعر الذي تسكنه مع زوجها، وأمهلته حتى ينتهي من طعامه، لتسأله بمكر عن كيفية ركوب الفارس لفرسه، ولما أسهب الزوج بشرح الموضوع نظرياً، ادَّعت هي عجزها عن الفهم إلى أن اقتنع الزوج بأن ينتقل للشرح العملي ويضع نفسه مكان الحصان لتتعلم هي الركوب عليه. وهكذا جاءت الزوجة بالسرج ووضعته على ظهره، لكنها رفضت الركوب مدعية بأنها لا تفهم وظيفة حبل موجود في السرج ـ وهو حبل يمرر تحت ذيل الحصان لتثبيت السرج ـ فأخبرها عن وظيفته، غير أنها طالبت بالشرح العملي من جديد، وعندها رضخ الزوج وطلب منها أن تأتي بأحد أوتاد خيمتهم، لتضعه في محل الذيل منه وتثبت السرج وتركب عليه.
عند هذا الحد يدخل الأب بصورة مفاجئة، لتنتهي الحكاية وهي تُظهر الزوج الذي وثق بزوجته وتسامح معها بمنتهى الغباء والمهانة وقلة الرجولة، وتُلازم بالتالي بين كرامة الرجل وبين عدم ثقته بالمرأة بل والتزامه بقمعها بصورة مستمرة.
تظهر المرأة في الحكاية بمنتهى المكر والدهاء، فقد استغرقت عدة سنين حاكت خلالها مؤامرة محكمة للسيطرة على الرجل، من خلال إذلاله وتحويله لمطية تصل من خلالها لتحقيق مآربها. لكن التمثيل لذلة الرجل الذي يثق بالمرأة ويحترمها لا يتوقف عند هذا الحد بل يصل ذروته في الحكاية عندما تقوم الزوجة بتثبيت الوتد في (مؤخرة) زوجها بدلاً عن الذيل. وهكذا نجد بأن ثقافتنا الشعبية تكثف الكثير من الرموز من أجل تكريس نوع من أنواع التوتر والعداء واللاثقة بين الذكر والأنثى.
أنا شخصياً وعند سماعي للحكاية وأنا طفل وقعت تحت تأثيرها ونجحت بتعبئتي ضد المرأة، وبالتالي كنت وخلال سنين زواجي الأولى شرطياً من الطراز العثماني لا زوجاً فقط. على هذا الأساس أعتقد بأن دور نسائنا السياسيات متوقف على نبش ثقافتنا الشعبية وإخراج كل العفن المبثوث داخل متاهاتها المظلمة.





#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة التاسعة)
- احمد عبد الحسين
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثامنة)
- مدافع الجنرال
- طقوس وطوائف
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السابعة)
- احزان علي الوردي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السادسة)
- عكازنا مكسور
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الخامسة)
- موتنا الفاخر
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الرابعة)*
- انتحار سياسي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثالثة)*
- خطر الكويت
- علامة تعجب
- لعنة ابليس
- أدباء ومعاول
- اعترافات آخر متصوفة بغداد الحلقة الثانية*
- افتى بها سعد وسعد مشتمل


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعدون محسن ضمد - ذيل الناخب