أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - ثوْرة أكثرُ نعومة














المزيد.....

ثوْرة أكثرُ نعومة


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 03:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بين كل الثورات التي شهدتها العقود الأخيرة بمسمياتها المختلفة، ثمة ثورة أخرى لم تحجز مكانها بعد وسط موج القمع والقهر المتلاطم، وقد حان وقت تفجرها، هي ببساطة ثورة النساء.. نَعَم.. ثورة النساء.
ولتكن تحت أسماء متعددة، فإن اختلف الاسم اتفق المُسمّى. لتطْلق النساء الثورة الناعمة، أو القرنفلية، أو ثورة الورود أو الثورة المخملية، وإنْ كانت نساء الطبقة المخملية لسْنَ الانعكاس الواقعي لحال "الأنثى" المشرقية في الأصقاع التي تنتمي إليها، إذ يحاول البعض الذكوري من خلال تلك الطبقة تضليل مَنْ فيه قابلية للتضليل بأنّ المرأة في أفضل حال ولديها وفرة مال.
الثورات التي عرفناها تفجرت من أجل خلق تبدلات جذرية تتماهى مع متطلبات العصر، أو لوصول سيل القهر زُبى المقهورين، أو للموضوعية أكثر، من أجل أن تنسجم مع القوى الأقوى في بعض منها، فمنها ما كان دموياً عنيفاً، ومنها ما وردت توصيفاتها في مستهل المقال، وما يرجوه المرء من المرأة هنا، هو الثورة التي لا تستخدم معاول العنف، إنما أدوات السلم للانقلاب على شمولية السلوك الذكوري في مجتمعاتنا، وهو السلوك الذي لا يجعل من الأنثى في حالات كثيرة سوى متعة ووسيلة للانجاب لا أكثر.
ليس المطلوب من ثورة النساء الناعمة الانقلاب الجذري على الرجل وعلى "جنوسته" ودوره، لأنه، بيُسْر الكلمات، ليس المطلوب منها أخذ أدوار الرجال والاسترجال، إنما عدم الخضوع لقهر الرجال وللقمع الذكوري لأنوثتها بالحجج التي يزيّيها البعض أثواباً بتوصيفات متعددة. هي ثورة ناعمة لاجتثاث العادات الخشنة، والتقاليد القاسية التي نَجِد الدِين براءً منها.
ليس من العقلانية الظن في أن ثورة ناعمة بأيدي وحناجر الجنس الناعم ستكون بمثابة الخدمة لأهداف القوى الغربية الاستراتيجية من باب الأطماع فينا أو من باب الفوضى الخلاقة، أو من قبيل سلخ الأخلاق عن المرأة، فما أسهل علينا أن نضع، نحن الشرق، في خانة مؤامرات الغرب كل خطوة تحررية هي إنسانية قبل كل شيء. ثمة أسباب كافية وشافية من المفترض أنها حركت كل ساكن، مكبوت أو كامن، في دواخل "الإناث" لإطلاق ثورتهن.
ولا تخفى على المبصر ولا البصير، مسألة وأد البنات على خلفية"جرائم القرف" لا الشرف، والقتل بمعاول الظن، وبعضه إثم وقذف للمحصنات، وكذلك العنف الممارس ضدها، وتحديد دورها كأداة من أدوات اللذة الذكورية، وأيضا على أنها تنُكح للانجاب ولا أكثر، وانعدام حقها في حرية خياراتها، وفحْص عذريتها قبل الزواج وهو ما أفتى بعدم جوازه ثلة من رجال الافتاء.
صحيح أن عناصر إشعال الثورة الناعمة هذه متوافرة ومختمرة، بيد أن ما قد يجعلها شاقة هو خنوع وخضوع بعض الإناث لواقعهن، بل وقناعتهن بأنه الواقع الأمثل لهنّ والأكثر تناسباً مع جنسهن، لذلك تصبح مهمة الثائرات الناعمات مزدوجة: مهمة انتشال المقتنِعات المقنّعَات القانعات بظروفهن، إما جهلاً أو قهراً، من قعْر قناعاتهن، ومهمة الانعتاق من السيطرة الذكورية الشمولية الخشنة بالأدوات الناعمة.




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ


المزيد.....




- بعد أيام من وفاة امرأة في حادث مماثل.. دبّ يصيب 5 أشخاص في ...
- أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - ثوْرة أكثرُ نعومة