أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - من عصر الرصاص الأول














المزيد.....

من عصر الرصاص الأول


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 07:28
المحور: الادب والفن
    


يمرّ ُ بي عصرُ الرَّصاص ِيَحُثّ ُخيولـَه
مقلـّداً عصرَ الحجار ِليُنبتَ الماضي أمامي
فيُنهِضُهُ حِراباً
يُميتُ الحاضرَ شوكاً
يورقُ فيَّ ذبولـَه

2
يتلوّى الرصاصُ فيّ َ خفيفاً، سحاباً
سريعاً، جنونَ أباطرةٍ
لذيذاً، نبيذاً
سامّا ً؛
يجتازُ أكاذيبَ الذهب
وأقدامَ البرونزِ المطلِّ على الساحات
عندَ نوافذِ المرايا
واختفاءِ الكنائسِ
من زوايا المدن ِالجميلة

3
عصرُ الرصاص لا يفاجئُنا بالجنوبِ
أو الوراء
في لوحةِ الغـَمام ِ يُرينا
كيف يزدحم اتجاهان
باكتظاظ الفقر والغنى
حيثُ للجدار ِ ضرورتان
ألا ّ يُحلـِّقَ القتلى بعيداً
وألا ّ تسيلَ فينا
حدودُ الدماء

4
وحيدٌ هنا
ومزدحمٌ
فقد وصلتُ توّاً
للوحدةِ المفزعة
والزحام القاتل

5
كيفَ إذن يُنكرونَ حدودَنا؟
ويمرُّ وجهُ الخيانةِ الرصاصيّ ُ
بمعاني المعادن في دمانا فيُفسِدُها؟
لماذا بكلِّ ساحةٍ رصفـَتْ للغزوِ جوانبُها
وقبلَ أن تـُفتـَحَ النارُ
ينطفئُ العقلاءْ؟
أتأهّباً للشقاءْ؟
أم لأنهم يعرفون تماماً
أزمنة َالتوهج
فيواصلونَ رحلتـَهم
داخلَ الشك
وهل في الخوفِ درع ٌ لحياةٍ
وحصنٌ لبقاء؟

6
أما زالَ في القـُرى شيوخٌ مثلنا؟
عاشوا غرباءَ ولم تنكِرْهُمُ الأجيالُ؟
لأنهم حينَ الحصادْ
يضعون اللهَ في كفةٍ
وفي الكفةِ الأخرى
يُصِرّونَ على الثورة

7
لن أدعوَ اللهَ بموتي
ليقتلـَني فتيّاً
لأني لمّا أموتُ
يتبخـَّرُ البحرُ، أبي

8
بقريتي كان الحبّ ُ جريئاً
وكان لقاءُ الحياةِ زَنا؛
وكان اللهُ صغيراً متماسكاً
كأحجار ِ الراجمين
غزيرا ً في حلـَقاتِ العراة
يُذهِلُ
يوجِعُ
يُدْمي
ويَقتـُلُ

9
كان هذا عصرَ الرصاص ِ الأولَ
عصرَ دوائر الفقر والأحجار
بها الرجالُ يحمِلون
رؤوساً من الرمل
وأعداداً من اللاهاتِ الصغيرةِ القاتلة
حين لم تكن ضرورة ٌ
لجدار

10
يدعو التجارُ إلى السفوح ِ كلّ َمراحلِ البركان
فلن يظـَلّ َ هنا إذنْ نحاسٌ في الخريف
بل حجرٌ هشّ ٌ تمتدّ إلينا
مساماتـُهُ الكبيرة
بكل اتجاهٍ
فنضيع في مواسم التعذيب الذي يسبق الإعدام
كعادةِ الجدران التي تـُصدئُ الفضـّة َوالقلوب
حيثُ رحلة ٌ فيها الكثيرُ من ظنون ِ البَر
وتأهّـُبِ الأدغال
وزُرقةِ الفولاذ

11
تليها ليال ٍ فيها القتيلُ
يُعَذ َّبُ ثانية ً، وقوفاً برونزياً
بساحات الطحالب والأسفلت
والرعودِ اليابسة
وأصنام ٍ تجول في احتلال العواصم
وإذعان أريافها
وتماسُك الأحجار في كل شريانٍ
فأبطالُ حصار الفقر
يخطفونَ كل حصيفٍ
يصادرونَ حرفـَهُ
لينـْضمَّ الى ضرورةِ النشيد
وهم من درَّبَ الطوابيرَ الأخيرة
على نفادِ العتاد
وأفسدَ خمرتـَنا
وخاطَ لنا كَفـَناً
وأوسدة ً بيننا؛
منفـِّذو إرادةِ الوهم ِ،
ملوكُ فـَقـْر ٍ وفرسانُ حِرمان
أمراءٌ لجيوشِ الحزن هذا
قادة ٌ لفيالقِ العار
ضباط ُ إعدامِنا الفوري
جنودُ الموتِ المؤجّل والمؤبد
تلك جيوش الجريمةِ الشرعية
الجريمة ُ العريضة ُالعميقة ُ المقنعة
جريمة ُ الإهدار
المسلحون الذين مشـَّطوا مكتبتي
بحثا عن حروفٍ محلقةٍ
لا تستقرّ ُ إلا ّ على الخوافي البيض
لأجنحة ِالفواختِ الجائعة
بتحويم ِ السَّحَر
لأنـّا نحبّ ُ رسائلَ العشق ِ تلك
ببَدْءِ لقاءِ الفجر ِ والأفاق
فكلها أملٌ واحدٌ
يجئُ على أشرعةِ الغيومِ التي
تنامُ محمولة ً
بتيار السماء؛

12
رسائلُ تكتبُ نفسَها
بجدران ِ الزنازن
وأبوابِ الحديد
وعلى السماءِ بكلّ أصيلٍ
لأنّ كلّ أصيلٍ حبيبٌ
سوى مغيبِ الحبيب
وفي كلّ رمادات ِالغروبِ فجرٌ
يـشبه حزنه التالي
فلا الدماءُ جميلة ٌ ولا
لوحاتُ نشوبِ الحروبْ
ولا خجلٌ في خدود السماء
يُخجِلنا
ولا جمرٌ يدفـِّئُنا
ولا سراجٌ سيَهدينا
كرايةِ الفجر القريبْ

13
حضارةُ التجّارْ
تحتلـّـُني
تـُصْدِرُ أحكاماً مؤبدة ً بالحزن
والإعدام ِ رميا ً بالمسافاتِ
كما فِرَقُ الحجارْ




#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كريم 10 - القرية 36-37
- القرية 35
- كريم 10 - القرية 29-34
- كريم 10 القرية 1-28
- كريم 10 - القرية : 1-13
- رفقاً بالرعية!
- كريم 10 - القرية (14-28)
- دخيلٌ على جُزُر الوحوش ِالصغار
- في الذين ماتوا من أجل شئ ٍمن العدل، في العصر السابق للتوزيع ...
- أكاذيب من عصر الشمبانزي السادس عشر
- -أمينُ لا تغضبْ- قصيدة محمد مهدي الجواهري بعد انقلاب شباط 19 ...
- في ثقافة الاحتلال العراقية - محاولة في تشخيص بعض صفاتها الأس ...
- كريم - 9 -
- أوباما
- إبتسامة ٌ آثمة
- ألسْتَ القائل...؟
- دفاعاً عن لامية الأدب العربي للجواهري
- الخُطى -2-
- الخُطى - 1 -
- بعضُ أراءٍ في تموز (بمناسبة مرور نصف قرن على تموز1958 في الع ...


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - من عصر الرصاص الأول